شكرا للندوة العالمية للشباب الإسلامي



د. عائض القرني

الثلاثـاء 09 جمـادى الاولـى 1432 هـ 12 ابريل 2011

هذه المؤسسة أثبتت للعالم أنها على مستوى المسؤولية باعتدالها ووسطيتها وفكرها الصحيح ومنهجها الواضح؛ فهي تقوم على تربية الشباب تربية صالحة على هدى الإسلام بلا إفراط ولا تفريط، وتوجيه الشاب ليكون عضوا صالحا في مجتمعه يحترم مبادئه ويخدم أمته ويعيش حياة الإيمان والسلام والعمل والنجاح. والندوة العالمية للشباب الإسلامي شجرة مباركة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فهي تعقد المؤتمرات والندوات والمخيمات والدورات التثقيفية، وتقوم بنشر الوعي بالكلمة الطيبة وتنبذ العنف والتطرف، وتسلك مسلك الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين، مما أكسبها تأييد الساسة والعلماء والمفكرين مع الاعتراف الدولي والثقة من المسلمين حكومات وشعوبا. وكان للدكتور صالح الوهيبي أمينها العام اليد البيضاء والجهد المميز والعطاء المبارك لنجاح هذه الندوة؛ إذ إنه جمع بين الثقافتين الإسلامية والغربية، عاش حياته مؤمنا بالفكرة الصحيحة والمنهج الراشد مع ما آتاه الله من خلق كريم وتواضع جم وقبول كبير في أوساط الخاصة والعامة، فهو يجيد صنع المودّات وبناء جسور الصداقات ونزع فتيل العداوات، وهو يؤمن بأن العمل أفصح من القول، وأن الميدان أوسع من الأذهان، وأننا لا بد من أن نعيش مع العالم في كوكب واحد، لا بد من أن يسوده الأمن والإيمان والسلام والمصالح المشتركة، وقد ذكر هو بنفسه رؤيته هذه بقنوات كثيرة كقناة «الجزيرة» وقناة «العربية» وقناة «MBC» وقناة «اقرأ» وقناة «الرسالة» وغيرها، وهو يسعى من خلال أطروحاته هو ومساعدوه إلى توحيد الأمة تحت مظلة الإسلام بلا تفرقة ولا عصبية ولا حزبية ولا طائفية، وقد نزع من خطابه مفردات الإقصاء والشتم والاستهزاء والتجريح والتشهير، فأنت تجده هو وأعضاء الندوة في القارات الست يدعون إلى الحق والعدل والخير والفضيلة ونشر روح الأمل والتفاؤل بالعالم، مبينين أنه لا مكان في العالم للشرير ولا للمحبط الفاشل الكسول العاطل، وكانت من مهماتهم تطبيق تعاليم الإسلام بالميدان والبيان العام للعالم أن الإسلام دين رحمة وسلام وعمل وإبداع وتميز، وأن المسلم الصادق العامل قد يكون عبدا لله في المسجد والمدرسة والجامعة والمزرعة والمكتب والملعب والعيادة والثكنة العسكرية، وأننا نستطيع إذا صدقنا مع الله أن نمثل الإسلام تمثيلا صحيحا بأعمالنا وأخلاقنا لنقنع العالم بعدالة قضيتنا وسداد رأينا وصواب فكرتنا. وأننا لم نُرسَل للعالم قتلة ولا مهددين ولا متوعدين وإنما بُعثنا مبشرين ميسرين.
وقد اجتازت الندوة العالمية للشباب الإسلامي كل الأخطاء التي وقعت في العالم بسلام بفضل الله ثم بجهود الدكتور صالح الوهيبي وإخوانه وأعوانه؛ لأنهم يعملون تحت شمس الحقيقة وهم يقولون: ليس عندنا شيء نخفيه أو نخاف منه؛ فنحن واضحون تماما، ومشروعنا مكشوف ظاهر وهو تصحيح أفكار الناس وتربية الجيل وإصلاح النشء وإخراج شباب مؤمن عامل منتج ينفع نفسه ومجتمعه ووطنه، وهو محصن ضد أفكار الغلو في الدين أو الانحلال من الدين، فلا تشدد ولا تطرف ولا إلحاد ولا زندقة، بل الشعار دائما: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وكان آخر مؤتمر عقدته الندوة في جاكرتا بإندونيسيا، حيث بيّن الدكتور الوهيبي وإخوانه أن الإسلام دخل شرق آسيا بالقدوة الحسنة والتعامل الصادق والكلمة الطيبة، وليس بقوة السلاح وكثرة الجيوش، إن الندوة العالمية للشباب الإسلامي تملك منهجا صحيحا وضميرا حيا وخُلقا كريما وتعاملا فاضلا وهمة عالية وعزيمة ماضية؛ فهي مشروع تنويري حضاري إسلامي يبشر الشباب بحياة أفضل وأجمل وأكمل. شكرنا ودعاؤنا للدكتور صالح الوهيبي وإخوانه وكل العاملين في الندوة والمحبين لها.