بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
العقاب بين الحكمة و العبث عند النصارى
من المعلوم أن لكل شيء حكمة وغاية أو على الأقل غرض وإلا لكان عبث وهراء
وفى حالة العقاب سوف يضاف إلى العبث شيء أخر هام عند انعدام الحكمة أو الغاية منه إلا وهو الظلم .
ويمكن أن نصل إلى اليقين بذلك ((اى العبث وانعدام الحكمة أو الغاية)) إذا بدا لنا ان الغاية من الشيء هي نفس ذات الشيء كأن يكون العقاب من اجل العقاب أو الثواب من اجل الثواب بدون أن تكون هناك اى قيمة رفيعة في الحسبان ويكفى في ذلك أن يتحمل العقاب إنسان آخر غير الشخص المعاقب وذلك يجعلنا نقول بان حمل المسيح العقاب عن ادم من ناحية وحمل البشر لخطيئة أبيهم التي هي والعقاب وجهين لعملة واحدة من ناحية أخرى اخبر بان العقاب الحادث لآدم نتيجة الخطأ , أو الحادث لأبنائه كمردود للخطيئة الموروثة , كان من اجل العقاب مما يجعله عبث خالي من اى حكمة, فكيف تكون هناك صفة تسمى بالحكمة ولا يتمتع بها الخالق كما يليق بذاته وعظيم سلطانه ؟ .
ومن غير الطبيعي أيضا أن يكون هناك إمكان لان نقول احكم الحاكمين على ذات غير ذات الله تعالى .
ومن ناحية أخرى كل غايات العقاب سواء كانت المتعلقة بذات المعاقب بفتح القاف أو المعاقب بكسرها كالانتقام و الزجر و التأديب أو المتعلقة ببعض القيم المطلقة كالعدل او القيم الوجدانية و الروحانية كالمحبة سوف تنعدم وتصبح بدون قيمة (عبث ) لو تم عقاب إنسان آخر غير الشخص المستحق للعقاب لان استحقاق العقاب واستجلاب الغضب يجب أن يكون مقرونا بتعمد الخطأ والتعمد لن يتم إلا عن طريق الاكتساب الذاتي للفعل الخاطئ ... المسبوق بالمكر والخداع بقصد الضرر والاهانة .
كما "إن الخطية التي تُرتكب عن عمد عمل مشين، يتضمن معصية الله وخرق قوانينه، ومن هنا كانت الخطية عملا يستجلب غضب الله تعالى ويستوجب عقابه من أجل منع تكراره وإصلاح نتائجه وما ترتب عليه. وليس من العدل أن يرث الإنسان إثما لم يرتكبه، وليس من الرحمة أن يغضب الله على إنسان لم يقترف ما يستوجب غضبه، لمجرد أن أباه أو جده ارتكب خطية". (أجوبة عن الإيمان – الحلقة الثالثة والثلاثون – شبكة انا المسلم للحوار)
وهذه الرؤية يراها كل إنسان على سطح الأرض بغض النظر عن كونه كافر أو مؤمن ما عدا بالطبع الإخوة المسيحيين لتكيفهم مع ذلك .
ثالثا : إذا كان هناك بواعث مروجعها إلى صفات ألاهية معينة أدت إلى الحول بين ادم والعقاب فبالقياس على ذلك سوف تكون البواعث التي أدت إلى قتل وصلب المسيح راجعة إلى بواعث مناقضة للبواعث الأولى و وبالتبعية مناقضة أيضا للصفات الإلهية المعينة التي أدت إلى هذه البواعث لان المقصود الفعل وليس المفعول به (العقاب ) والفعل (العقاب ) قد حدث والصفة (الرحمة) لا الموصوف.