المرأة الأفغانية.. مظلومة دائمًا
الاربعاء 13 ربيع الأول 1432 الموافق 16 فبراير 2011
الإسلام اليوم/ خاص
ما يحدث في أفغانستان من احتلال ظالم من أمريكا ضدّ شعب فقير لا يكاد يجد لقمة عيشة, يثير مشاعر عميقة في نفوس المسلمين.. ونحن نرصد في هذه السطور ردود الأفعال النسائية من هذا الاحتلال، ورأيهن فيما تبثه أجهزة الإعلام الغربية ضد هذه المرأة الأفغانية.
في البداية تقول الكاتبة الإسلامية صافيناز كاظم: "المرأة الأفغانية تحملت أعباء الاحتلال الأمريكي الغاشم لبلادها بعد أن فقدت بيتها وزوجها وبعض أطفالها أو كلهم وبعض أخوتها أو كلهم، إنني رأيت صورة امرأة أفغانية أدمت قلبي وهي تحمل رفات زوجها وتصحب أبناءها الصغار إلى رحلة المجهول.. ومثلها كثيرون هم الذين استهدفتهم الطائرات الأمريكية التي يقولون ظلمًا وعدوانا أنها تقصف مواقع طالبان العسكرية، هذه المرأة ومثيلاتها يعانين الكثير والكثير في رحلة البحث عن مأوى ثم توفير رغيف الخبز والأغطية والعلاج.. ناهيك عن تعليم الصغار, وأذكر هنا أن ما تفعله أمريكا من إلقاء الطعام بجوار القنابل للمدنيين إنما هو تمثيلية غير أخلاقية".
طالبان أتاحت التعليم للفتيات
أما د. نادية هاشم الأستاذة بكلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر فتقول: "إن الولايات المتحدة ومعها الغرب اغتصبت القانون الدولي وداست على الأمم المتحدة واحتلت أفغانستان دون أية شرعية دولية إلا شرعية الغاب والقوة الغاشمة التي صبَّتها على شعبٍ جائع بائس".
وتضيف: "إن الإعلام الغربي يشوّه صورة طالبان ويدعي أنها كانت تضطهد المرأة ولا تعلم البنات وتفرض النقاب... وأذكر القراء هنا أن فضيلة مفتي مصر الدكتور نصر فريد واصل حينما ذهب بصحبة الوفد الإسلامي إلى أفغانستان عاد وأنكر هذه الاتهامات وقال أن ما يتردد في هذا الشأن محض افتراء وأن الفتاة تتلقى تعليمها بشكل عادى تحت سلطة طالبان... هذا ما قاله فضيلة المفتي... أما الحجاب أو النقاب فهو أمر شائع في المجتمع الأفغاني الذي لا يكاد السفور يوجد فيه...
وتابعت: "إن أمريكا والغرب أمم مادية انتهازية لا تقيم وزنًا لخصوصية الشعوب.. لقد ساءهم الاتجاه الإسلامي الحقيقي الذي تنامى في هذا البلد المسلم.. ولذلك قرَّروا ضربه.. وأكبر دليل عبلى ذلك انتشار المخدرات بعد زوال طالبان ووجود حالات اغتصاب للمرأة الأفغانية".
التحالف الشمالي اغتصب الأفغانيات
وتقول د.نشوى سيد المدرس بكلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة: "إن الغرب يريد أن تخلع المرأة الأفغانية حجابها وترتدي الجينز وتستمتع بالموسيقى لكي يصغها على أعقاب التقدم المزعوم الذي مارسه في مختلف الشعوب العربيَّة والإسلامية.. ولم يأت عليها إلا بمزيد من الانحطاط والتخلف، لو أن مصلحة الشعب الأفغاني تهمهم ما دمروا بنيته التحتية وما هدموا المدارس والمساجد.. ولقدَّموا للناس معونات حقيقية ومساعدات تنموية تخرجهم مما هم فيه من فقر وضنك".
أين تعمل المرأة الأفغانيَّة؟
وتفند د. لبنى صلاح الدين الأستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة دعاوى الغرب الكاذبة عن المأساة الأفغانيَّة فتقول: "إن وسائل الإعلام الغربيَّة ضخمت في مقولة أن طالبان فرضت الجهل على الفساد وأنها منعت تعليم البنات وهذا كذب.. فمدارس البنات كانت منتشرة وكان هناك تعليم منزلي.. ومفهوم أن تعليم الفتاة في مجتمع مثل أفغانستان يختلف عن تعليم الفتيان.. فسوق العمل هي التي تحدد نوع التعليم الذي ينبغي أن يسود.. وهذه السوق بسيطة جدًّا ولا تحتاج إلى النساء، أين هو العمل الذي ستعمل فيه المرأة لو أرادت أن تخرج للعمل؟ إن أفغانستان بلد فقير ليس فيه صناعات ولا مؤسسات خدمات ولا فرص عمل.. والرجال عملهم الوحيد هو الحرب.. ولا توجد فرص عمل للرجال فكيف يتحدث الإعلام الغربي الكاذب عن منع المرأة الأفغانية من العمل؟".
والحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان وما تبعها من احتلال بدعوى تحرير المرأة الأفغانية من سلطة طالبان لم تأت بأي خير للمرأة الأفغانية وإنما نتج عنها كل شر.. فالمرأة خرجت لاجئة مع زوجها وأولادها وتبيت في الهواء لا تجد المأوى والملبس والمطعم ويتم قصفها وهي في الطريق فتفقد زوجها وأولادها.
كما أن الطائرات الأمريكيَّة لم تترك المرأة الأفغانية التي ظلَّت في بيتها في حالها وإنما دكت عليها منزلها بالقنابل.. فهل بعد ذلك يتشدقون بحرصهم على أحوال المرأة الأفغانية؟ إن المرأة الأفغانية المسكينة لن تنصلح أحوالها إلا في ظل حركة إصلاح شاملة للمجتمع الأفغاني تتحقق خلالها عوامل الأمن والاستقرار أولا ثم خطط تنمويَّة طموحة وتأسيس بنية أساسيَّة.. والارتقاء بالتعليم سواء كان للبنين أو البنات في إطار مراعاة خصوصيَّة الشعب الأفغاني واحترام هويته وشخصيتِه الوطنيَّة.
المفضلات