بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الخطيئة الأولى


من الغريب أن يعتقد الكثير من البشر بان من فعل الخطيئة الأولى هو ادم بينما الذي تفضل بفعل هذه الخطيئة هو إبليس وهذه الحقيقة تتجاهلها امة كاملة من البشر لأنها يمكن أن تشوش على أساس معتقدهم مع أن الإنجيل يقرها .

ففي الفقرة الثامنة من رسالة يوحنا الأولى يقول الإنجيل : (من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ ) فإبليس هو أول من عصى الله وامتنع عن السجود لآدم بل انه استمر في عصيانه ولم يرجع أو يتوب و يعتذر و اخذ عهدا على نفسه بإضلال كل البشر حتى يشتركوا معه في مصيره المحتوم .

لماذا إذن لم ياتى من يحمل عنه خطيئته وإذا كان حامل الخطيئة هو واحد فقط وسوف يحملها عن فئة واحدة فقط من الخلق إلا يكون إبليس هو الأولى نظرا لترتيب الفعل فهو من فعل الخطيئة أولا قبل ادم .

هل هناك سبب آخر يمنع من حمل خطيئة إبليس ؟


هل خطيئة إبليس هي الأكبر ؟

إذا كانت خطيئة إبليس هي الأكبر إذن هناك خطيئة صغيرة وخطيئة كبيرة فيجب أن نفرق بينهما في المردود وإذا كان العصيان خطيئة فان الكفر هو اكبر خطيئة كما قلنا سابقا وإذا كان الله تعالى قد غفرها بدون حمل أفلا يمكن أن يغفر ما هو اقل منها إذا أراد بدون حمل أو خلافة .

هل هناك سبب آخر متعلق بخطيئة إبليس ؟

هل السبب هو اختلاف الخلق بعضهم عن بعض ؟ , إذا كان هناك سبب مثل ذلك فهذا دليل على اختلاف كل نوع من المخلوقات عن الآخر و هذا الاختلاف بالطبع متعلق بإرادة الله تعالى اى أن الله تعالى هو الذي أراد ذلك فخلق الملائكة شانهم الطاعة و بلا أب أو م وخلق البشر من أب وأم وشانهم الطاعة والعصيان ولهم الاختيار بين ذلك وذلك وخلق ادم بلا أب أو أم وخلق حواء بلا أم ولكي تكتمل الحلقة المتعلقة بطلاقة القدرة الإلهية خلق المسيح من أم دون أب .
مع العلم بان البشر يحاربون أشياء لا توجد في غيرهم تعوق سيرهم في الطريق إلى الله , يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التقييم النهائي كحرب الشيطان , والغرائز والنفس والشهوات , فهناك فرق بين المجاهد وغير المجاهد وخصوصا إذا كانت هذه المجاهدة في سبيل الرب سبحانه وتعالى , فلا يمكن أن انظم سباق بين سلحفاة وأرنب , بدون اخذ سرعة الأرنب وبطيء السلحفاة الخارج عن إرادتها في الاعتبار عند الحكم النهائي , أو انظم سباق بين أرنب وأرنب آخر مع وضع عوائق في طريق احدهما وتمهيد طريق الآخر ثم لا اعتبر وجود العوائق بالنسبة لأحدهما وانعدامها بالنسبة للآخر عند الحكم النهائي .
وأخيرا نقول إذا كان من العدل التعجيل بتنفيذ العقوبة لكونها من مظاهر رد الحقوق فلماذا لم يعاقب إبليس إلى الآن ؟