عن كتاب دلائل النبوة للشيخ الدكتور منقذ السقار

ويخبر النبي عن بركان يثور في الحجاز ينعكس ضوؤه بالشفق، فيلحظه أهل بصرى بالشام، فتحقق تنبؤه عام 654هـ، ليكون دليلاً آخر على نبوته ورسالته ، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناقَ الإبل ببصرى)).رواه البخاري ح (7118)، ومسلم ح (2902).
قال النووي: "وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت ناراً عظيمة جداً، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة".
قال ابن كثير: "وقد ذكر أهل التاريخ وغيرهم من الناس، وتواتر وقوع هذا في سنة أربع وخمسين وستمائة، قال الشيخ الإمام الحافظ شيخ الحديث وإمام المؤرخين في زمانه شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل الملقب بأبي شامة في تاريخه: إنها ظهرت يوم الجمعة في خامس جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة .. وذكر كتباً متواترة عن أهل المدينة في كيفية ظهورها شرق المدينة .. وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أن أهل المدينة لجؤوا في هذه الأيام إلى المسجد النبوي، وتابوا إلى الله من ذنوب كانوا عليها".

ثم نقل رحمه الله بعض ما قيل من شعر فيها:
يا كاشف الضر صفحاً عن جرائمنا
فقد أحاطـت بنـا يا رب بأساء
نشكو إليك خُطوباً لا نـطيق لها
حـملاً ونحـن بهـا حقاً أحقاء
زلازل تخشع الصمُّ الصِّـلاد لها
وكيف تقوى على الزلزال صماء
أقام سبعاً يرجُّ الأرض فانصدعت
عن منظر منه عين الشمس عشواء
بحـر من النار تجري فوقـه سفن
من الهضاب لها في الأرض إرساء
يرى لهـا شرر كالقصـر طائشةٌ
كأنهـا ديمـة تنصَبُّ هطْـلاء
تنشق منها قلوب الصخر إن زفرت
رعباً وترعد مثل الشهب أضواء
فيالهـا آية من معجـزات رسول
الله يعقـلها أقـوام ألبـاء

تعليق:
بين حديث النبي و الحدث أكثر من ستمائة عام ، والحديث رواه البخاري الذي ولد عام 194 هجرية ، أي عاش في القرن الثالث الميلادي ، قبل تحقق النبوءة بأكثر من 450 عام ، فلا يمكن أن يقال مثلا أن الحديث تم تأليفه بعد تحقق النبوءة . فمن أخبر النبي بخروج نار من الحجاز لتراها الناس في الشام؟ لاشك أنه العليم الخبير
وهذا الحديث من أقوى دلائل النبوة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم