بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كان الكبر ذنب إبليس . وكان مصيره انه من الصاغرين . وكان ذنب آدم الخطأ والنسيان فكان عاقبته الاعتراف بذنبه والتوبة والاستغفار .
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) سورة البقرة
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) سورة الاعراف
ان الله سبحانه وتعالى لا يفضل من خلق من نار على من خلق من طين او من خلق من نور فالتقرب الى الله سبحانه وتعالى يكون بالاعمال والتقوى وطاعته في ما امر والله سبحانه وتعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء وجعل الله تعالى خير البرية اصحاب الجنة المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويخشون الله سبحانه وتعالى
ان من ينظر في قصص الانبياء عليهم السلام مع قومهم يدل ان رفض الحق ناتج عن التكبر والاستكبار عند هؤلاء الاقوام فقد استعبدوا قومه واصبحوا يقدسوهم فكيف سيصبحون كلهم عبيد لله تعالى وهناك من يعبدهم ويبجلهم لذلك رفضوا الحق ولم يعترفوا بعبوديتهم لله تعالى الذي خلقهم
وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) سورة البقرة
موسى عليه السلام جاء قومه يدعوهم الى طاعة الله تعالى والتوحيد والتمسك بالشريعة وعدم الضلال الا انهم رفضوا وحرفوا وبدلوا للكبر الذي في نفوسهم ونظرتهم الى انهم مميزون عن البشر وانهم ابناء الله واحباؤه وانهم شعب الله المختار ولن يؤمنوا بما لا تهوى انفسهم او بما يخالف امالهم وامنياتهم تكبرا فمن يظن ان بني اسرائيل سيؤمنون بنبي عربي من نسل سيدنا اسماعيل عليه السلام يبشر به انبيائهم وقد كتبت هذه البشارة في توراة موسى وانجيل عيسى عليهم السلام
ان الحق لا يتبع اهواء بني ادم بل بني ادم يجب عليهم اتباع الحق والهدى اذا ظهر والانبياء والمرسلين عليهم السلام كانوا يقولون الحق والصدق وكانوا مؤيدين بمعجزات تثبت صدقهم وكانوا لا يريدون اجرا ولا علوا في الارض انما يريدون تبليغ هذه الرساله فكان الصدق واضح في اقوالهم وافعالهم وكانت المعجزات تؤكد كلامهم الا ان اقوامهم رفضوا الايمان بهذا الحق تمسكا بجاه او ملك او نفوذ في هذه الدنيا
يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) سورة الاعراف
ان الله سبحانه وتعالى يأمرنا بالايمان بالرسل والايمان بكلام الله المنزل على الانبياء والمرسلين عليهم السلام يأمرنا الله تعالى بعد الاستكبار عن هذا الحق الواضح الذي لم يظهر ويستمر الا بنصر الله وتأيد من عند جل جلاله فالحق واضح والباطل واضح فمن يدعوا الى عبادة الله جل جلاله وحده لا شريك له ويدعوا الى الاخلاق والعدل والمساواة ويكون مؤيد بالمعجزات من الله تعالى هذا نبي صادق
ويأمرنا الله جل جلاله بعدم الاستكبار والاصرار على عبادة الاصنام والحجر والبشر والكواكب والنجوم والاصرار على الباطل ورفض الحق لأن الحق جاء يطلب مني ان الاعتراف بالخطأ الذي كنت عليه
لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) سورة النساء
ان الانبياء عليهم السلام كانوا مثالا في الايمان والعبادة بيقينهم التام عند نشر دعوتهم وبدعائهم وخضوعهم وتوحيدهم لله جل جلاله والله سبحانه وتعالى يعلم اين يضع رسالته ومن يختار من بني ادم ليبلغها فكان الانبياء مثلا فريدا في صدقهم وتعبدهم وتقواهم وايمانهم بأن الله تعالى لن يخذلهم ولن يضلهم
لذلك ما كان لنبي من الانبياء عليهم السلام ان يتجرأ ويبدل ويحرف ويضيف ويحذف من رسالته شيء او يدعي انه اله من دون الله ويطالب الناس بعبادته لأنه مؤيد ببعض المعجزات فكل نبي جاء بمعجزة وفورا عند اظهارها يقول هذا بأمر الله ومشيئته وقدرته جل جلاله ولا يرجعون هذه الاعمال الخارقة لأنفسهم انما يقولون هذه ايه من الله تعالى ليصدقهم الناس
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) سورة الاعراف
ان جزاء المتكبرين عن الحق الرافضين لما امامهم من الادله الساطعة والحجج الدامغة جهنم فكيف يغفر الله تعالى لم عادى نبيا او عبد غير الله تعالى او اشرك في عبادته يطلب العون والغفران من كوكب او بشر او شمس هي مخلوقات الله تعالى لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4)وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5)وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6)وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) سورة الجن
ان ابليس لاهم له ولا غاية الا اضلال بني ادم عن الحق ليكون مصيرهم في جهنم فيبدأ بتزين الباطل بالحق ويدعوا بني ادم لتمجيد البشر من دون الله تعالى وعبادة الصنم والحجر والشجر ويزرع في قلوب التكبر على الحق والنور السماوي ليرفضوا انبيائهم ولا يطيعوهم وليرفضوا الحق والايمان والتوحيد ويدعوهم الا سوء الاخلاق من القول والافعال والكفر وبأن نقول على الله تعالى ما لا نعلم وما لا ينبغي لنا ان نقول
قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) سورة الاعراف
تبين لنا الايات الكريمة ان المستكبرين من قوم صالح عليه السلام رفضوا الايمان ورفضوا الايات التي جاء بها التي توكد صدقه الا انهم رفضوا تكبرا فالتكبر استقر في قلوبهم ولا يتراجعون عن باطلهم تكبرا ولو كان جزائهم جهنم
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)سورة يونس
كذلك فرعون ارسل اليه موسى وهارون عليهم السلام بالحجة والبرهان بالقول وفعل المعجزات الا انه تكبر وقال فرعون انا ربكم الاعلى فكان جزاءه الغرق
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) سورة النحل
ان المعبودات من الجمادات لا حياة فيها ولا تشعر بالوقت الذي يبعث الله فيه عابديها
والبشر الذين عبدوا بعد وفاتهم وقدسوا اموات لا يستطيعون حتى سماع من يدعوهم ولا يعلمون ان هناك من عبدهم بعد وفاتهم ولو سمعوا وعلموا لا يستطيعوا فعل اي شيء
إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) سورة الصافات
الاستكبار بقول ان النبي مجرد شاعر اوساحر لتلفيق تهم تزين الباطل
ومعروف ان الساحر يريد سلطة وشهر ويريد ان يضل البشر وللتفريق بين لمرء وزوجة فمن هذا النبي الذي يتهم بأنه ساحر وجاء بشريعة نقية ونور مبين يوضح الحق ويدعوا اليه ولا يسأل قومه على هذا الجهد جاها او مالا
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) سورة نوح
سيدنا نوح عليه السلام وبعد ان دعى قومه مئات السنين لم يؤمن معه الا قليل وكان سيدنا نوح عليه السلام استخدم الكثير من اساليب الدعوة ليستطيع ان يوضح لقومه ويبرهن لهم
دعاهم باليل والنهار وجهرا وسرا واعلانا الا انهم استكبروا فهم يظنون انفسهم افضل من المؤمنين الضعيفين فكيف نكون مثلهم عبيدا لله تعالى واصروا على كفرهم وموقفهم من دعوة نوح عليه السلام
وكان قوم نوح يسخرون منه عندما اخبرهم بالعذاب والطوفان وعندما بدأ ببناء الفلك ولكن نوح عليه السلام يعلم ان وعد الله كان مفعولا وان كل من سيبقى على الضلال سيغرق ويهلك وكان من هؤلاء المستكبيرين ابن سيدنا نوح
فقبل ان يبدأ الطوفان كانوا غير مصدقين وغير مؤمنين بما سيحدث ومتكبرين عن الحق الى ان بدأ الطوفان ودعا نوح ابنه ليركب والطوفان قد بدأ وشاهدوا الحق وايقنوا ان نوح كان يقول الحق الا ان الاستكبار وحتى مع بداية الامواج العالية كالجبال وابن نوح يكابر ولا يؤمن ويركب في سفينة النجاة ويقول سأذهب لجبل عال ليحميني من هذا الطوفان ولكن كان مصيره بعد كل هذ التكبر الغرق والهلاك
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) سورة هود
المتكبر جل جلاله
ان الله تعالى وحده المتكبر العظيم ذو الكبرياء، المتعالي عن صفات خلقه،
المتكبر على عتاتهم.
المتكبر والمتنزه عن كل سوء وشر و المتكبر على عتاة خلقه وجبابرتهم إذا نازعوه العظمة فيقصمهم و المتكبر عن ظلم عباده فلا يظلم أحداً
المتكبر والمتعالي عن صفات خلقه فلا شيء مثله
والكبرياء هو العظمة والملك
وقيل: هي عبارة عن كمال الذات، وكمال الوجود، ولا يوصف بها على وجه المدح إلا الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار ) صحيح ابن ماجه : الصفحة أو الرقم: 3384
الكبير جل جلاله
وهو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات المجد، والكبرياء، والعظمة، والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجل وأعلى.
وله التعظيم والإجلال، في قلوب أوليائه وأصفيائه قد مُلئت قلوبهم من تعظيمه،وإجلاله، والخضوع له، والتذلل لكبريائه
العظيم جل جلاله
الله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم،
موصوف بكل صفة الكمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه، وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، والكبرياء والعظمة،
و لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته والذل له، والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه،
ان الله تعالى كامل القوة ، عظيم القدرة، شامل العزة هو الغني بذاته، فلا يحتاج إلى أحد ولا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، بل هو الضار النافع المعطي المانع.
ان كل الكائنات مقهورة لله تعالى خاضعة لعظمته منقادة لإرادته، فجميع نواصي المخلوقات بيده، لا يتحرك منها متحرك ولا يتصرف متصرف إلا بحوله وقوته وإذنه ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا به.
ان من يصف الذات الالهية بالضعف ونقص القادة على الغفران
و ضعيف يتصارع ويخسر
ومن يعبد بشر قد مات او من يعبدون شمسا او قمر من يعبد من يصرح انه لا استطيع ان يفعل لنفسه شيء
هؤلاء جميعا سيكونون من الاخسرين يوم القيامه " الدينونه " عندما يدركون عظمة الخالق سبحانه وتعالى ويدركون انهم عبدوا من هو مثلهم او حتى اضعف منهم ويصرحون ويقولون تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) سورة الشعراء
فمن هذا الذي يستحق التضرع والعبادة والخضوع من دون الله جل جلاله
ان من عبد رجل تم قتله او صلبه او من هزم بمصارعة من احد خلقه كيف سيحكم الناس يوم القيامه
ولماذا لا نتوقع هزيمة هذا الاله مرة اخرى او قتله وبالتالي كل من امنوا به سيخسرون
ان تشبيه الاله بالانسان واستخدام كلمات التواضع وتحريك العواطف والحزن والبكاء واللطم على من يعبدون لأنه مات
وانزاله الى قدر الانسان ليقارن بالبشر هذا كله قمة الخسران والضلال فهذه لا تستحق العبادة ففيها من صفات النقص والضعف ما فيها ويجعلنا لا نثق بقدرتها على جمع الناس واعطاءهم جزائهم يوم القيامه
ونحن المسلمون نؤمن بما جاء من صفات الله تعالى الفضلى واسمائه الحسنى ولا نضيف الا ما وصف الله تعالى به نفسه حقا على الوجه الذي يليق بجلاله
فالله جل جلاله كامل القوة ، عظيم القدرة، شامل العزة هو الغني بذاته، فلا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه،
ان الايمان بوجود جنة ونار يعتبر ركن من أركان الإيمان الستة ولو تصورنا انه لا يوجد حساب ويوم اخر وجنة ونار الا يستحق الله تعالى ان يعبد ويعظم ويدعى و يرجى ويشكر ويحمد على نعمه التي لا تحصى
ان الله تعالى يستحق أن يعبد لذاته و من يعبد الله تعالى لأجل جنته و ناره فما قدره حق قدره
ان الانسان يلجأ للعزيز القوي ونحن نثق بالله جل جلاله ونعلم انه لم يكن له كفوا احد ولا ندا له ولا يخرج احد عن سيطرته ولا يحدث شيء الا بعلمه سبحانه وتقديره واذنه سبحانه مالك الملك ذو الجلال والاكرام جل جلاله
ويا خسران وضلال من وضع ثقته في بشر وساواه بالله تبارك وتعالى او عبد صنما او عظم هواه ومبتغاه واستكبر عن عبادة الحق جل جلاله
المفضلات