البيت المسلم صاحب همة عالية

يتميز البيت المسلم عن باقي البيوت بأنه تتحدى همته -بحول الله وقوته- ما يراه غيره
من البيوت


مستحيل، ينجز -بتوفيق الله إياه- ما ينوء به العصبة أولو القوة، ويقتحم -بتوكله على الله- الصعاب والأهوال، لا يلوي على شيء: له همم لا منتهى لكبارها *** وهمته الصغرى أجل من الدهر
يقول محمد إقبال:



"المؤمن الضعيف يتعلل بالقضاء والقدر، والمؤمن القوي هو قضاء الله وقدره في الأرض".


يقول ابن القيم في تعريف علو الهمة:

"ألا تقف -أي النفس- دون الله، وألا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية، فالهمة العالية على الهمم كالطير العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم، فان الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات" [مدارج السالكين 1713].
بيت الهمة:


1- الزوج:


هو سيدنا إبراهيم الخليل صاحب الهمة العالية قدم نفسه للنيران، وطعامه للضيفان، وولده للقربان فمدحه الرحمن في كتابه العزيز إذ-: (وإبراهيم الذي وفى)، وهمته في رفع القواعد لم يطلب من يعينه..
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام.

2- الزوجة:

هي السيدة هاجر والتي استجابت لأمر الله في شأنها وشأن ولدها الرضيع رغبة في رضا الله وطلب جنته.عندما أمر الله سيدنا إبراهيم بترك السيدة هاجر، وابنهما البكر الرضيع الذي رزق به بعد زمن طويل من عدم الإنجاب في مكان لا زرع فيه ولا ماء قالت: يا إبراهيم آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت لابنها.

3- الابن:


سيدنا إسماعيل وهمته العالية في طلب رضا الله والامتثال لقضائه حتى لو كان الثمن روحه وهو ما يزال صغير السن.
-:

(قال يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري)) [الصافات 102].
فبادر الغلام الحليم سر أبيه الخليل إبراهيم، وصاحب الهمة العالية فقال: (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) [الصافات 103]، وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ورب العباد وفي أعلى درجات الهمة.

من مظاهر البيت صاحب الهمة:

1- بيت متميز في تعاون أفراده على تحقيق المراتب العليا في العبادة والزهد.
2- البعد عن سفاسف الأمور ودناياها.
3 - يستفيد من أوقاته وتكون كل أوقاته مثمرة بنّاءة فهي بين تعاون الأفراد على الطاعة، المشاركة في أعمال البيت والدعوة، الترويح والترفيه المباح والتربية الصحيحة.4-قدوه للناس.

من الوسائل العملية لترقية الهمة:

1- المجاهدة: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

2- الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله.

3- اعتراف البيت بقصور همته.

4- قراءة سيرة السلف الصالح في لقاء الأسرة الأسبوعي،

ومدارسة الشخصيات ذات الهمة العالية واستخراج العبر والعظات.


5- مصاحبة أصحاب البيوت القدوة والتعلم منهم.

6- مراجعة نظام البيت من وقت

لآخر، ومراعاة الأولويات والأهم فالمهم.

7-الدأب في تحصيل الكماليات والتشوق إلى معرفة نقاط

الضعف في البيت، ودعمها لتتحول إلى نقاط قوة.


من المحاذير أمام أهل الهمم العالية:

1- التشتت في موضوعات كثيرة من فرط علو الهمة رغبه في الإنجاز الأكثر، ولكن تكون النتيجة إنجازات كثيرة غير متقنة.
2- البيت صاحب الهمة العالية معرض لنصائح تثنيه عن همته، وتحاول أن تذكر أهله دائماً بأنه ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
3- البيت صاحب الهمة العالية معرض لسهام العين والحسد، فعلى أهل البيت التزام الأذكار في الصباح والمساء.
4- ليوطن أهل البيت أنفسهم على الإحسان والنصيحة حيث أن أهل البيت يمرون بفترات ضعف وفترة لما يرون من تدني همم أغلب الخلق.
5- لا يهمل البيت في واجباته تجاه الأهل والأصدقاء في أثناء السعي على درب الهمة العالية.
6- همة عالية دون استعجال الأمور في التربية، تحصيل الإنجازات المتنوعة.
7- مداومة متابعه البيت والأولاد، ولا نحملهم أكثر من طاقتهم كل حسب قدراته.

تقبل الله منا صالح الاعمال فيما يحب الله ويرضى