[SIZE="5"]يستدل النصارى فى عقديتهم على اثبات الوهية يسوع بذلك النص الذى ورد فى انجيل متى عندما غفر خطية المفلوج وقال له:
(فدخل السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته. وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحا على فراش. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج: ثق يا بني. مغفورة لك خطاياك ) متى اصحاح 9/2:1

حيث انه لا يحق لاحد ان يدعى غفران الخطايا إلا الله الخالق وبما ان يسوع قال صراحة للمفلوج انه مغفور له الخطايا فهذا يعد_ على حسب زعمهم_ اثبات قاطع لا مرية فيه بأن يسوع هو الله المتجسد الذى جاء لمغفرة الخطايا وتحرير بنى البشر من الاثم؟

ونحن بعون الله فى موضوعنا هذا سنثبت حقيقة هذا الغفران المزعوم فى الكتاب المقدس ,وهل فعلا انه دليل على الوهية يسوع ام دليل على عبوديته.

اولا: التلاميذ يغفرون الخطايا وليس يسوع وحده:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

[COLOR="Red"]اذا كان النصارى قد هللوا لذلك النص الثابت لقدرة يسوع على غفران النصارى مما يعنى حقا _ فى نظرهم _انه الله المتجسد_ . فنحن نقول لهم , ما دمتم تعتقدون ان غفران الخطايا دليل على الالوهية فنحن بنفس المنطق نلزمكم بأن تعبدوا التلاميذ وترفعوهم من مرتبة التقديس والتقليد الى مرتبه العبودية والتأليه خاصة وان يسوع قال اقر صراحة بقدرة التلاميذ على مغفرة الخطايا فقال لهم فى انجيل يوحنا[/COLOR](من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت) يوحنا 20/9
فهل يعتقد النصارى الان فى التلاميذ الالوهية والعبودية المساويه لعبودية يسوع؟

ثانيا :مغفرة الخطايا بسلطان :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وقد يتعلل النصارى ويقولون انه اذا كان يسوع اقر لتلاميذه قدرتهم على مغفرة الخطايا فهذا لا يمنع ان يكون هو الاصل الذى بدونه ما استطاع التلاميذ ان ينالوا هذه القدرة العجيبة والبركة العظيمة التى تعد من صفات الرب وحده فقط. اى ان قدرة التلاميذ على مغفرة الخطايا دفعت اليهم بسلطان من يسوع وبهذا يكون السلطان الاصلى ليسوع وليس للتلاميذ .

والحقيقة ان النصارى اذا تعللوا بمثل هذه الحجة التافهة _فانهم يكونون كمن جاء بعذر اقبح من ذنب_ لان النص الذى جاء فى انجيل متى على قدرة يسوع فى مغفرة خطية المفلوج يثبت ان يسوع ايضا ما كان له ان ياتى بهذه القدرة العجيبة لولا السلطان الذى ناله من الاب.

ودعونا يا اخوتى نقرا هذا النص كاملا لنحلله ونثبت الحجة على هؤلاء المتنطعين.
يقول كاتب انجيل متى
(فدخل السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته .وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحا على فراش. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج: ثق يا بني. مغفورة لك خطاياك . وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم: هذا يجدف . فعلم يسوع أفكارهم، فقال: لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم . أيما أيسر، أن يقال : مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامش . ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. ) متى9/6:1.

اريدكم يا اخوتى ان تمعنوا النظر ثانية فى العدد 6 حيث يقول:
(. ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. ) .ماذا يمكن ان نقول على هذا النص بعد الان؟

لاشك انه يمثل صرخة حق قويه خرجت من جوف يسوع واعماقه تعلن للجميع انه ما كان له الحق فى ادعاء قدرته على مغفرة الخطايا الا بذلك السلطان الذى ناله على الارض .


فهل تريدون يا نصارى اثباتا اكثر من ذلك؟

دعونا اذن نستطلع عددا من النصوص الانجيلية التى تثبت ان كل ما كان ليسوع من سلطان انما هو مدفوع اليه من الاب وليس بإرادته المحضه او مشيئته الخالصه.

يوحنا10/18 (لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن اخذها. هذه الوصية قبلتها من أبى)وهذا إعتراف من يسوع نفسه ان السلطان الذى كان يتقلده إنما هو وصية الأب , ويسوع يعمل بهذه الوصية التى أعطاها الله له , فهى ليست من محض قدرة يسوع ولا إرادته بل هى إرادة الأب ووصيته.
متى 28/18(فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض)

لوقا 10/22 (والتفت إلى تلاميذه وقال: كل شيء قد دفع إلي من أبي)

متى 11/27(كل شيء قد دفع إلي من أبي، وليس أحد يعرف الابن إلا الآب)

اعمال2/22(ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال.يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون)


وفى النص السابق نلحظ العبارة واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء اذ تقول(قوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده) ,وكأن لا دخل ليسوع اطلاقا فى هذه القدرات والمعجزات التى يقوم بها ويفعلها امام الناس لانها كلها مدفوعة اليه بسلطان من الله.

يوحنا 5/27( واعطاه سلطانا ان يدين ايضا لإنه إبن الإنسان)

يوحنا 17/2( إذ أعطيته سلطانا على كل جسد لتكون له حياة ابدية لكل من اعطيته)
وفى النصين السابقين توضيح تااااام بأن الله هو الذى أعطى يسوع السلطان.


رابعا: هل سلطان يسوع دائم أم منزوع؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


إن ما ورد فى رسالة بولس لأهل كونثوس يثبت يقينا ان السلطان الذى كان له من الله على الأرض سيزول وينتهى , فلا يبقى سلطان احد إلا سلطان الأب ولا قوة لأحد إلا قوة الأب.
يقول بولس (و بعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الاب متى ابطل كل رياسة و كل سلطان و كل قوة) كورنثوس الاولى15/24
فكل سلطان وكل رئاسة وكل قوة ستنتهى لله الاب ....ولنلاحظ أن النص لم يذكر أسم يسوع الابن أبدا بل إقتصر على ذكر الله الاب.
[COLOR="DarkRed"]ثم يتابع بولس مؤكدا أن الابن لن يكون منزوع السلطان فحسب بل خاضع ايضا لله الاب.
يقول بولس[/COLOR](و متى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل) كونثوس الأولى 15/28
اعتقد انه بعد هكذا دليل , لا نحتاج ان نثبت اكثر من ذلك ان يسوع من الدسم منزوع ....أقصد من السلطان منزوع.



رابعا :مغفرة الخطيه تنفى وجوب الصلب والفداء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

[COLOR="Purple"]لا شك ان النصارى حينما استدلوا بقدرة يسوع على غفران الخطايا كدليل على الوهيته _وقد فندناها ودحضناها_ قد اوقعوا انفسهم فى ورطة لا فكاك لهم منها , فإذا كانوا يؤمنون انه (دون سفك دم لا تحصل مغفرة)عبرانيين 9/22 فى اشارة منهم بضرورة ان يسفك دم يسوع ليفغر خطايا الناس ,فانهم غفلوا ان قيام يسوع بمغفرة خطية المفلوج تثبت انه ليس شرطا ان يسفك دمه على الصليب حتى ينل الانسان الطهارة والمغفرة من خطاياه ,وبهذا تبطل النبؤة ويثبت ان غفران الخطايا جائز الحدوث دون الحاجة الى الصلب والفداء المزعوم الذى يتمسك به النصارى كأساس اصيل ,وركن ركيز من ركائز عقيدتهم,فما المانع الذى منع يسوع _ما دام انه قادر ان يغفر الخطايا بسهولة كما غفرها للمفلوج _ ان يخرج تصريحا من فمه ويقول [/COLOR]( مغفورة هى خطايا العالم) وبهذا ينال العالم الخلاص دون احتياج الى موت للاله او صلبه وتعرضه للاهانات التى جرها عليه ذلك الصلب المزعوم ؟.

خامسا: مشيئة يسوع فى الفداء:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

واذا كان النصار يملؤهم ذلك الفخر الكبير بقيام يسوع بالفداء من اجل مغفرة الخطايا حيث يمثل لهم التضحية وبسببها نالوا الخلاص والطهارة , فإننا نقول لهم وهل سوع قام بمغفرة خطاياكم على الصليب بمحض ارادته وخالص مشيئته ام انه امر كان مجبورا عليه جبرا من قوة علوية قاهرة دفعته للانتحار وتقديم روحه كقربان كى يتخلص من ذلك الجحيم الذى كان يطارده ويلزمه بالموت معذبا مصلوبا ؟
إن الناظر الى الاحداث التى سبقت الفداء ومغفرة الخطايا على الصليب تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان امر الصلب كان خارجا عن ارادة يسوع ومشيئته, ولو انه كان الها حقا لأجرى مشيئته التى يريدها دون ان تفرض عليه مشيئة اخرى حتى لو كانت هذه المشيئة المفروضة عليه هى مشيئة الاب نفسه.
ودعونا نستطلع النصوص التى تثبت حقيقة ادعاءنا التى تظهر يسوع وكأنه سليب الارادة ,عديم الشخصية امام جبروت الاب وسلطانه.
متى 26/24(إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان . كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد)
متى 26/39 (ثم تقدم قليلا وخر على وجهه، وكان يصلي قائلا: يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت)
متى 26/42(فمضى أيضا ثانية وصلى قائلا: يا أبتاه، إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها، فلتكن مشيئتك)
لوقا 22/22 (وابن الإنسان ماض كما هو محتوم، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه )
لوقا 22/24(قائلا: يا أبتاه، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك )
يوحنا 5/30(انا لا اقدران افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني)


فهل لازلتم يا نصارى تقولون بألوهية هذا اليسوع سليب الارادة ,عديم المشيئة,فاقد القدرة,قليل الحيله؟
أرجو ان يكون للعقل متسع فى رؤوسكم كى تجاوبوا عن هذا السؤال بموضوعية ونزاهة.[/
SIZE]

كتبه مجد الاسلام عبداوى