اللهم جازى نبينا خيرا و ارزق ائمة الاسلام و المسلمين صحبته فى جنة النعيم
حبيبى يا رسول الله احبك والنفس اليك مشتاقه
والله يا أخي هدية عظيمة وما منعني من التأخير في الرد إلا محاولة مني أن أبعث إليك بقصيدة أعارضك بها ولكنني عجزت فيبدو أنك وأنت العارف بالله تتحدث بعلم لدني، ونحن لسنا من أربابه..زادك الله علما وظرفاً..
فأنت ظريف حقاً ودمك خفيف... ووالله نحن في أمس الحاجات لمثل هذه الطقاطيق الخفيفة..
بارك الله فيك ومعذرة على التأخير فأنت السبب في ذلك بسبب قصيدتك السهلة الممتنعة.
أخوك
ألا يا كاتب الأشعار مدحا ... وقد مُزج المديحُ بإنديكيشن (indication) : علامة محددة
مدحتَ وكان ودك غير خافٍٍ ...ولا يحتاج منا إيستيميشن ((estimation : تخمين
ولم تطلب من الأموال شيئا ... وقلت تريد بعض الإنفوكيشن ( ( invocation: دعاء
جزاك الله عنا كل خير ... وأوصلك الجنان بإنفيتيشن ( ( invitation : دعوة دخول
كارثة .. فما المخرج
وسط الصحراء ليلاً..والليل البهيم يكتم السكون أنفاسه فلا تسمع إلا همساً..ولا يمزقه إلا صوت طائر مارق أو عواء ذئب شارد ..
و أمام خيمتي وفي هذا الجو الشاعري كنت أجلس أمام الكمبيوتر لأراجع بعض أعمالي، وإذا بصوت بالتليفون الأرضي يشق عَنَانَ السماء..ويرجع صداه إلى كل أطراف الخيمة..
أمسكت بالسماعة وقبل أن أقول ..ألو ..
كان الصوت على الطرف الأخر..
الطرف الأخر: الأستاذ زهدي..
العبد لله: أيوه يا فندم ..مين معايا..
الطرف الأخر:كلم..
(....):أنا الأصمعي!!!..
ارتعد جسدي وانتفض كالعصفورِ بللهُ القطرُ...وقمت من جلستي ورحت واقفاً احتراماً..
العبد لله: أهلاً.. أهلاً.. أهلاً..يا مولانا..
لم يترك لي فرصة للخروج من دهشتي وعلى الفور دخل في الموضوع..
إيه يا سيدي الكلام اللي أنت كاتبه ده..بتخرب اللغة؟..
قلت له على الفور..لغة إيه يا مولانا..
الأصمعي:أنا طبعاً كل يوم أجلس على النت وأتصفح ما هو مكتوب في المنتديات الشعرية،،وأتحسر على أيام زمان..وأشعر بندم شديد على ما حدث بين الكسائي و سيبويه ..
عموماً الحديث ليس مجاله الآن فالوقت متأخر ولكن انتظرني غداً بمشيئة الله تعالى والوفد المرافق لي..
العبد لله:أهلاً وسهلاً يا مولانا..بس يعني لو أذنت لي، ممكن أعرف مين هم هؤلاء الوفد ..بس علشان أعمل حسابي على الطعام..يعني..ليس إلا..
الأصمعي: من فحول النحو الكسائي وسيبويه..ومن الشعراء..كلهم..وعلى رأسهم ومعهم الخليل بن أحمد..
العبد لله: الفراهيدي..الخليل بن أحمد الفراهيدي..
الأصمعي: إن شاء الله..
وأغلق التليفون بعد أن ألقى السلام مودعاً..
جلست مهموماً مغموماً...الأصمعي..والكسائي..والفراهيدي..وغيرهم ..ماذا حدث؟..ما الذي فعلته؟..وماذا جنت يداي..
لم أشأ أن أحدث زوجتي بشأن المكالمة التليفونية..فهي مسكينة..لقد حلبت الأبقار والماعز بيديها،،فلقد كانت أجهزة الحلب الآلي معطلة..كما أنها كانت مهدودة الحيل من جلوسها أمام الكانون تنفخ لإشعال النار..حتى يتسنى لها طهي الطعام فلقد كان المايكروويف معطلاً هو الأخر..
وبت ليلتي صاحياً،،ولم أفق من غفوتي إلا على صوت المذياع يؤذن فيه لصلاة الفجر..
ذهبت إلى البئر..وأسدلت الدلو وملأته بالماء وتوضأت وصليت ركعتا الفجر وصليت وصلى معي آل بيتي الفجر..وخرج الرجال للرعي ومعهم الإبل والماعز والضأن والبقر، ويحدوهم كلبي نفّاع ..وهممت بالذهاب إلى مكتبي..وأنا أحمل هموم الدنيا كلها فوق رأسي..
زوجتي:ما بك زوجي الحبيب أراك مهموماً..حزيناً على غير عادتك..فيه حاجة في الشغل..
العبد لله: في الحقيقة جاءني تليفون بالأمس لم أشأ أن أخبرك به وهو سبب همي وحزني..
زوجتي: وممن ؟؟..
العبد لله: الأصمعي..
وكانت بعيدة قليلاً فَأَقْبَلَتِ فِي صَرَّةٍ ..
وقصصت عليها ما حدث.. فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ يَا وَيْلَتَى الأصمعي إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ!!!.. وما العمل؟؟..
العبد لله: لا عليك سوف آتيهم بِعِجْلٍ حَنِيذٍ..وما عليك أنت إلا أن تجهزي الثريد والفلوزج والكورواسون..والمارون جلاسيه..
وجلسنا النهار بطوله نعد الطعام..حتى أسدل الليل خيوطه..وما هي إلا لحظة أو تكاد..حتى نبحت الكلاب فأدركنا على الفور أن الوفد قد هل.. وها هو..آتٍ آتْ..
وبالفعل رأينا الوفد تتقدمه سيارة رولزرويس يجرها جملان أروقان أحمران يتمختران في مشيتهما.. وورائهما سيارات مرسيدس يجرها الخيل والبغال والحمير..
عرفت أن الأصمعي هو صاحب الرولزرويس..خرجت مهللاً ومرحباً..وأوقفنا الركب بعيدا عن مرابط الإبل والبقر والغنم..فلقد كنا قد أعددننا لهم حظيرة خاصة بهم لهذه المناسبة..
دخل الجميع الخيمة وتصدر الجلسة الأصمعي..وعن يمينه جلس خلف الأحمر.. والخليل بن أحمد.. وعن شماله جلس جرير والفرزدق..وتأبط شراً..ثم الكسائي وسيبويه.
قلت في نفسي..أُمّال فين امرؤ القيس أمير الشعراء ..إيه الحكاية.. فيه إيه..
المهم جلسنا نتحدث حتى إعداد المائدة ..
بدأ الأصمعي بكلامه بعد أن تعرف على الحضور وعرفنا على الوفد المرافق له، وبعد خطبة عصماء في اللغة وعلومها.. عرفت أن سبب المظاهرة العلمية التي قادها بنفسه ..
كانت البيت التالي:
جزاك الله عنا كل خير ... وأوصلك الجنان بإنفيتيشن
ولم أعرف أين الخطأ في البيت والذي استحق هذه المظاهرة الفكرية من أساطين اللغة والشعر والنحو..
سيبويه والكسائي: الأبيات من ناحية النحو راجعناها ووجدناها سليمة 100%..
الخليل بن أحمد: الأبيات من ناحية الميزان الشعري سليمة 100% وهي من بحر الوافر.. مفاعلةٌ.. مفاعلةٌ.. فعولٌ..
الأصمعي موجهاً إلى العبد لله كلامه:ما هي الترجمة الإنكليزية لكلمة.. حسّاس؟..
العبد لله على الفور: سينسيتف..
الأصمعي:أحسنت.. فما هي الترجمة الإنكليزية لكلمة .. حشّاش؟..
العبد لله على الفور بعد تفكير قليل: شينشيتف..
إذ أن الفرق بين حساس وحشاش ست نقط حط 3 نقط فوق حساس تبقى حشاش...احذف الثلاث نقط من فوق حشاش تبقى حساس..معلمنية دي ولا لأ..
الأصمعي:أحسنت..أحسنت..
واستطرد قائلاً..بناء على المعطيات السابقة..كيف تقول للعارف بالله:
(وأوصلك الجنان بإنفيتيشن)..
ما معنى إنفيتيشن يا أستاذ؟..
إن الإنفيتيشن معناها الانفتاح..انفتاح يعني إنفيتيشن..وهذا الإنفيتيشن..هو الذي جر بلادنا إلى الخراب والبطالة وظهور الفساد فلإنفيتيشن على بلاد الغرب مصيبة أفقدتنا هويتنا الإسلامية..وراح يستطرد في حديث طويل..
ثم قال لي مصححا ..صحة البيت يا ولدي هكذا:
جزاك الله عنا كل خير ... وأوصلك الجنان بإنڤيتيشن
بالڤي..موش بالفي..
قل: إنڤيتيشن..ولا تقل: إنفيتيشن
نقطتين بدونهما خرب المعنى ..
وقطع الحديث صوت الموبايل الخاص به ينبعث من صيديريته..
خرج خارج الخيمة وهو يتحدث همساً..ومن رنة التليفون الخاصة أدرك الحضور من هو الطرف الأخر الذي على الخط ..
قال لي الخليل بن احمد الفراهيدى وهو يمسك بكتف العجل الحنيذ ..لا عليك إنها المدام..
وخاف الكل من تأثير المكالمة على صاحبنا فتروح عليهم الوليمة.. فيبدو أن المدام كانت شديدة حبتين..
عرج مولانا إلى الخيمة وجبينه يتفصد عرقاً..وجلس ولم يدر إلى أي جهة جلس..فكانت أمامه صينية الكرواسون..فأمسك بكرواسونايه..وقال :إيش هذا؟..قرن خروف؟..
قلت له : لا يا مولانا ..دا كورواسون..دعك منه وعليك بالكابسة والثريد وسلخت له قطعة من التريبيانكو وقدمتها له..مع قدر به المرق اللذيذ..
لأنه يبدو فعلاً..أن المدام شديدة موش حبيتين..لأ.. دي شديدة خالص..لاحظت هذا حينما انسكب المرق على جُبته وهو يعبه عبّاً ... فلقد كانت يداه ترتعشان..
يبدو والله أعلم إنها بدأت كلامها معه قائلة له: أنت فين يا منيل..وحاجات كده...
جزاك الله كل خير فهى قصيدة جميلة بكل معانيها
كما انها مفاجاة جميلة بالنسبة لى
وشكرا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات