الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد يظن الظان ان اختيارى اسم هذا المقال غير مقصود او من مجرد التهكم بالوحده الوطنيه بل هو اسم مناسب جدا حيث ان هؤلاء يدعون الى وحده الارض والطين اصحاب النظره الدنيا السافله التى تنحدر ولا تعلوا فهى ليست وحده بل وحله ومستنقع
اما الوحده الايمانيه فهى ولا شك رقى وسمو وعلو لاشك فى ذلك لانها ترتبط بربها الخالق العالى العظيم ويتخللها رابطه الايمان الذى ترفع صاحبه فى الدنيا والاخره الايمان الذى يورث صاحبه وطن اخر وطن لان تجد فيه شرير واحد ولن تجد فيه حتى غل النفس
وطن لايعصى الله فيه وطن لاشقاء ولا تعب ولانصب فيه وطن حكر على كل تقى نقى وكل مغفور له وطن اصحاب الفوز العظيم وطن لاموت فيه ولا حسره ولا مرض ولا خوف ولا الم ولا جوع ولا فرق ولا هم ولا حزن ولا قلق بل
هو وطن جمع فيه الخير كله ونفى عنه الشر كله
انها الجنه وطن كل موحد عرف الله حق المعرفه وعبده حق العباده على مدار تاريخ كوكب الارض منذ نزول ادم وحتى قيام الساعه انه الوطن الذى يستحق ان نبذل فيه كل عزيز وان نبذل فيه كل غالى حتى نجتمع فيه ويكون لنا فيه جنان وقصور وبيوت ومستقر الجنه حيث خير خلق الله اجتمعو وليس فيهم خبيث وليس فيهم عاصى وليس فيهم حاسد بل قوم خلقوا خلقا جديد طاهر نقى
هذا هو الوطن المنشود الذى من اجله عبد العابدون وصبر الصابرون وقاتل واستشهد الشهداء والصالحون انه الوطن الحقيقى لكل مسلم هى ارضه وهى ميراثه
وعلى النقيض وطن الكفار والفساق كما نعرف ونعوذ بالله من عذابه
هذه هى حلم الوطنيه الحقيقى انه المستقر والماوى وكل انسان حسب ما يعمل يختار وطنه الاخير
هكذا تشكل فى نفوس الصالحون لذا لما شق عليهم اقامه الدين هاجروا الى حيث يكون الدين ممكن له ولم يلتفتوا الى ارض ولا طين بل على الله وحده كان التوكل والاتجاه
الوطنيه الحقيقه هى انتمائك الى يوصلك الى وطنك الحقيقى الا وهو الجنه حيث الخلود ولا موت
ودعاة الوطنيه سعوا ليرسخو هذا الامر الخبيث حتى انهم دعو الانسان للموت فى سبيل وطنه وطبعا هم فى غفله ان الارض كلها سوف تبدل كما قال الله تعالى

يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

وذم الله من يتاثقلون الى الارض عوضا عن الجهاد والخروج فى سبيل الله

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

الجهاد والهجره وهجر المنكرات امر حتمه الشرع وفرضه فى كثير من الاحيان والانتماء للدين يجعل الانسان لايبالى اذا ترك ارضه وبيته وهاجر فى سبيل الله لايبالى بالارض ولا بالطين ولا بالشجر ولا بالحجر بل برضى الله وارض الله شاسعه لمن ارد وجهه الله وحيث وليت فثم وجه الله

الارتباط بالله وبالدين هما من يتحكم تحكم شامل فى حياه المؤمن وحب المسلم للارض انما هى من حب الله فنحن نحب مصر مثلا ليس لانها مصر فقط بل لانها مصر الاسلاميه بلد الازهر وبلد الصحوه الاسلاميه المباركه والتى تصدت لاعداء الاسلام على مدار التاريخ فصدت ودافعت عن الامه وانقذ الله الامه بالجيش المصرى من هلاك محقق كاد ان ينهى الامه وتاريخ التتار خير شاهد
فإذا صارت مصر معاذ الله بلد تكفر بالله تحارب الله وروسوله فسوف نكرهها ونتركها ونتبراء منها دون ادنى تردد
فهذا المقصد الارتباط بالدين هو ما يوحدنا مع اخوننا فى مختلف البلدن والاماكن فى مختلف انحاء العالم وينشى قوه يخشها اعدائنا وهذه الوحده لابد له من خلافه راشده على منهاج النبوه تقويها وتثبت اركانها وتستثمر طاقتها الى مافيه صلاح للاسلام والمسلمين وحينما كانت الخلافه الراشده كان الاسلام وطن لكل مسلم وكل ارض فيه الاذان يرفع هى جزاء لايتجزاء من دوله الاسلام الكامله قبل ان تنتهى الخلافه ويقسمنا اهل الكفر الى دويلات ويخطط لنا حدود تلك الحدود التى يعبدها القوميون والوطنيون ولا حول ولا قوة الا بالله