بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


معاناتها النفسية قادتها لمحاولة الانتحار في المراهقة
الفرنسية ديامس.. جوهرة الراب وجدت ضالتها في الإسلام


ديامس تحولت إلى مدافعة عن حقوق المهاجرين في فرنسا

صفاء علي – mbc.net

اختارت نجمة الراب الفرنسية "ديامس DIAMS" الإسلام كطريق للشعور بالراحة والأمان النفسي؛ اللذين لم تجدهما في المال والشهرة. وقالت: "لم أجد الحل عند الأطباء، لكنني وجدته في الدين".

"ميلاني جيورجياد" معروفة فنيا باسم ديامس، وولدت في 25 يوليو/تموز 1980م لعائلة غنية في العاصمة القبرصية "نيقوسيا" من أم فرنسية وأب يوناني، ثم انتقلت للعيش مع أمها بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، بعد طلاق والديها وهي في سن الرابعة.

تتذكر ديامس، أو جوهرة الراب كما يطلقون عليها، فترة طفولتها ونشأتها بدون وجود الأب بالمرارة التي أدت بها إلى محاولة الانتحار في مراهقتها المبكرة. وقد عبرت عن ذلك في أغنية قالت فيها: "لم أحمل في حقيبتي المدرسية إلا الغضب".

وعلى رغم أن كلمات أغانيها قبل دخولها الإسلام جاءت متمردة وجريئة؛ لتعكس الحالة النفسية للفنانة، عندما كانت تعيش معاناة حقيقية، فإن الاتجاه العام لأغنياتها الشبابية في نبضها وحيويتها لم يتغير بعد اعتناقها للإسلام.

وتؤكد ديامس في أغنيتها "أنا واحدة ما" في آخر ألبوماتها، أنها مستعدة للدفاع عن اختيارها للإسلام فوق المسرح وأمام الجميع. وكما ذكرت مجلة "كالا" الفرنسية، فقد مرت الفنانة الفرنسية بفترة من الضغوط النفسية الناتجة عن الشهرة؛ ما أدى بها إلى العزلة والبحث عن معان حقيقية لحياتها.

وعلى الرغم من أن المغنية لم تغير من طريقة غنائها أو رقصها، ولا من شكلها أو ملابسها بعد اعتناق الإسلام وارتداء الحجاب، إلا بإضافة القبعة التي تضعها على رأسها، فإن البعض رأى في ارتدائها الحجاب تخليا منها عن أهم مبادئها المناصرة لحقوق المرأة والمناهضة للتمييز على أساس النوع.

ويرجع البعض إسلام ديامس إلى قربها من بعض الفنانين الفرنسيين من أصول مهاجرة؛ مثل الفنانة المغربية "آمال بنت" والممثل الكوميدي الفرنسي من أصل مغربي "جمال دبوز"، بالإضافة إلى زواجها في رمضان الماضي من خطيبها الفرنسي المسلم "عزيز"، الذي توطدت علاقته بها في حفل أقامه معهد العالم العربي في باريس، حيث غنت فيه وهي تعتمر قبعة سوداء.

التعرف على الراب

عرفت الفنانة الفرنسية فن الراب عند استماعها لألبوم "كرونيك" عام 1992م، ثم قررت بعد ثلاث سنوات أن تدخل عالم الغناء وهي لا زالت صغيرة، وذلك بالاشتراك مع صديقها "فادا"؛ الذي كان طالبا يدرس الموسيقى، بينما كانت هي في السنة الثالثة من الدراسة الثانوية في فرنسا.

وسرعان ما انتقلت إلى ضاحية "جلوك دو بانيو" في فرنسا؛ لتلتحق بمجموعة "إنستانس" التي كانت تحيي الحفلات المحلية في مختلف المناسبات، وقادتها الصدفة للقاء مغني الهيب هوب "يانيك" بعد إحدى حفلاتها، ليعرض عليها الانضمام إلى مجموعته "مافيا تريس"، بعد أن قدمت معه حلقة إذاعية في راديو "أجيال"، وأدت ديامس أغنيتين في الألبوم الذي أصدرته المجموعة عام 1996م، ما قدمها للجمهور بشكل مباشر.

وبعد أن أصدرت ألبومها "كوزان ويسترا" عام 1997م، طلب منها المؤلف "بلاك موزارت" أن يشرف على مشاريعها الغنائية، ليثمر التعاون عن جولتها الفنية التي أطلقت عليها اسم "عليكم أن تعلموا"؛ التي قامت بها بالتعاون مع شباب الفنانين الفرنسيين.

وكانت إذاعة أغنيتها "سوزي" على موجات إذاعة "أجيال" هي السبب في إعجاب "جمال دبوز"؛ الذي أصبح فيما بعد صديقها ومرشدها الروحي.

ثمار النجاح

وقعت ديامس عقدا مع شركة "إيمي" عام 2002م، استعدت بعده لإطلاق ألبومها الثاني "بروت دي فيمي" "المرأة الخام"، الذي أذيعت أغنياته على موجات راديو "سكاي روك"، وساعدها "دبوز" على تنظيم جولة فنية لها في "لوس أنجلوس" بالولايات المتحدة.

ونالت في عام 2006م جائزة "أفضل أداء فرنسي" من محطة "إم تي في" للموسيقى الأوروبية، كما نالت ثلاث جوائز في مهرجان "إن آر جي" للموسيقى 2007م من بينها جائزة أفضل أغنية فرنسية للسنة، عن أغنيتها " لابوليت".

جاء ألبوم "إس.أو.إس"؛ الذي أصدرته عقب إسلامها مباشرة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009م؛ لتتربع به ديامس على عرش الراب الفرنسي، وتنوعت أغنياته بين المواضيع السياسية والدينية.

ناشطة سياسية

لم تكتف ديامس بنشاطها الفني؛ إذ امتدت إلى العمل الحقوقي؛ حيث أصبحت من أبرز أعضاء منظمة العفو الدولية ضد موجات العنف التي تستهدف النساء، كما أبدت تعاطفها مع الفرنسيين من أصول مهاجرة أمام وسائل الإعلام.

إضافة إلى ذلك فقد ساهمت في تصويت الشباب ضد الجبهة الوطنية اليمينية، بأن أطلقت أغنيتها "مارين" الموجهة لليميني المتطرف "جون ماري لوبين"، كما أنها عبرت عن معارضتها الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" في أغنيتها "فرنساوي أنا"؛ حيث وصفته في كلمات الأغنية بالفاشي.

وأسست جمعية "جيف أب" لمساعدة الأطفال اليتامى في إفريقيا بعد عودتها من رحلة استجمام في كوت ديفوار عام 2008م، وهي الرحلة التي بدأت فيها تميل إلى تغيير ديانتها.

وبعد سلسلة نجاحاتها المتتالية ابتعدت النجمة الشابة عن الساحة الفنية، مبررة ذلك برغبتها في الاسترخاء وقضاء وقت أطول مع من تحب. إلا أنها ظهرت عام 2009م؛ لتفاجئ الجميع بخبر إسلامها وارتدائها الحجاب، ثم عادت لتغني في الجزائر في عام 2010م، ضمن مشروع خيري لصالح مرضى السرطان.



mbc.net