العوا وموقفه من كاميليا .. والأدلة التي لا وجود لها !!

مجدى داود


الدكتور محمد سليم العوا رجل من رجال القانون وأحد المفكرين الإسلاميين ويحسبه الكثير رمزا من رموز الفكر الإسلامي المعاصر, فهو إذا محسوب على الفكر الإسلامي وعلى التيار الإسلامي بصفة عامة.

والرجل مثله مثل غيره من البشر لا عصمة له, يخطئ ويصيب فنأخذ منه ونترك, فنتفق معه فى أمور كثيرة ونختلف معه أيضا فى أمور كثيرة, وهذا الاختلاف منه ما هو سائغ ومنه ما ليس بسائغ.

فمن الخلاف الغير سائغ موقفه من الشيعة الروافض وليس المقام هنا لتحرير هذه المسألة, لكن الموقف الذى أنا بصدده هو موقفه من الأخت الأسيرة كاميليا شحاتة زاخر- فك الله أسرها.

فالدكتور العوا ينفى بشدة أن تكون قد أسلمت, ويؤكد أنها لم تخرج من بيتها إلا بسبب خلافات بينها وبين زوجها, ويؤكد الدكتور العوا أن معه دليلا قاطعا على هذا الكلام, بل يؤكد لنا أن معه دليلا قاطعا يثبت فبركة الصور التى ظهرت فيها الأخت الأسيرة - فك الله أسرها- وهى منتقبة, ويؤكد لنا الدكتور العوا أن كل الأدلة تحت يده.

وطالما أن الرجل خرج عن صمته وتفضل علينا بقوله أن كاميليا لم تسلم فيجب عليه أيضا أن يخرج لنا الدليل القاطع على كل ما ذكره, فنحن لدينا أدلة نراها قطعية على صحة قولنا أن كاميليا شحاتة مسلمة, وانها قد أسلمت وجهها لله الواحد القهار ورفض رجال الأزهر إتمام إجراءات إشهار إسلامها.

فلدينا إنسان ثقة – وهو الأخ أبو يحيى وقد روى قصتها فى مقابلة مع المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير علي الانترنت - وأنه رافق كاميليا شحاتة فى رحلتها الصعبة إلى الأزهر، وهو نفسه الشاهد على فضيحة وجريمة اختطافها وتسليمها إلى الكنيسة الأرثوذكسية ليفعلوا كل ما يقدرون عليه من أجل أن يردوها عن دينها الإسلامي الحنيف.

وبين أيدينا وثائق قد تم نشرها بخط يد كاميليا شحاتة كانت تدون فيها بعض التعاليم الإسلامية, وكيفية الصلاة وغيرها.
فهل نترك ونكذب ما بين أيدينا من أدلة ووثائق تثبت إسلام أختنا, ثم نصدق الدكتور العوا فى قوله؟!.

إن هذا فعل القوم الذين تسيرهم أهواؤهم, فلا يحق لنا أن نترك هذه الأدلة ونصدق أوهام الدكتور العوا أو حتى أدلته التى لا يريد الإفصاح عنها.

ليس من العدل أن نترك الأدلة المعروفة لنا ونسير خلف أدلة لم نرها ولم نعرفها, ليس من المنطق أن نكذب أناس ثقاة شهدوا بالحق وهم يعرفون ما هو الثمن الذى قد يدفعوه إذا هم شهدوا هذه الشهادة .

لقد كان حرى بالدكتور العوا وهو رجل القانون أن يفحص الأدلة جيدا ويمحصها قبل أن يتفوه بكلمة واحدة, ثم حينما ينطق برأيه يكون هذا الرأي مبنى على أدلة عينية وأخرى عقلية إن وجدت, لكن الدكتور العوا لم يفعل أيا من هذا, فهو بمجرد أن قال له شخص أنها لم تسلم صدقه, وكذب شهودا آخرين.

لكن أن يرفض الدكتور العوا أن يخرج لنا أدلته ويقول لغير واحد من الأخوة الذين سألوه – ومنهم الدكتور حسام أبو البخارى والمهندس خالد حربى - أنه يحتفظ بالأدلة لنفسه, فهذا ما لا يليق برجل فى مكانة العوا, ولا يليق برجل من رجال القانون, ولا يليق بمفكر يحترم عقول الناس ولا يتعالى عليهم.

فرفضه إظهار أدلته نوع من التعالى على الآخرين, فكأنه يقول (كلامى يجب أن يصدق بلا دليل, أما أنتم وإن جئتم بالدليل فكلامكم غير مصدق) وهذا ما يجب على الدكتور العوا أن يتبرأ منه بإظهار الدليل أو بالتراجع عن تصريحاته أو يكون الأمر كما ذكرت.

إنى لأذكر الدكتور العوا بقول الله تعالى فى سورة الحجرات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)} وأقول له هل تبينت حال من أخبركم بأن أختنا لم تسلم؟

إذا كنتم كذلك فلماذا لا تخبرونا من هو لعلنا نقتنع بقوله ونكذب هذا الذى قال أنه رافقها وإما أن نبين لك نحن كذب هذا الذى قال لك أنها لم تسلم.

لقد كان يسع الدكتور العوا إذ لم يكن متيقنا من صحة أدلتنا على إسلام أختنا – فك الله أسرها - أن يصمت كما صمت الآلاف غيره ممن كان يجب عليهم التحرك الفورى, لكن الرجل فاق فى موقفه مواقف شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية وغيرهم ممن رضوا بالسكوت في موضع لايجوز شرعا السكوت فيه .

ولهذا فإني أضع بين يدي القارئ الكريم مجموعة من الأسئلة ليوجهها إلى الدكتور سليم العوا ويطلب منه الإجابة عليها, ولكن هنا لا يسعه السكوت ولا يجوز له أن يسكت.

- لماذا اتهم النصارى المسلمين باختطاف كاميليا فى بداية الأمر طالما أن اختفائها يتعلق بخلافات بينها وبين زوجها؟!

- لماذا اتهم النصارى أحد زملاء كاميليا في المدرسة التي تعمل فيها بأنه ( عمل لها غسيل مخ) ؟!

- لماذا قال أحد كبار رجال الكنيسة بعد أن تسلمتها من الدولة (كاميليا أتعملها غسيل مخ وإحنا هنعمل غسيل للغسيل)؟!

- أين كاميليا شحاتة الآن؟! ولماذا هى مختفية عن الأنظار؟!

- لماذا تكابر الكنيسة وتعاند وترفض أن تخرج كاميليا على الهواء مباشرة فى أى من الفضائيات حتى لو كانت فضائية مسيحية وهم كثر؟!

- مالذي يمنع البابا شنودة من خروج كاميليا علي الناس لتعلن ديانتها ؟؟ ومن الذي اعطي شنودة الحق في الكلام نيابة عن انسانة كاملة العقل وليست قاصرا ولماذا يخشي ظهورها علنا وبشخصها علي الناس ؟

- بأي سند من الدستور او القانون يعطي شنودة لنفسه الحق في احتجاز مواطنة مصرية في مكان غير معلوم وهذا من اعمال سيادة الدولة المصرية وليس من اعمال الكنيسة التي هي في الاساس مؤسسة روحية وليست دولة لها سجون تحتجز فيها الناس بدون محاكمة ؟؟

- هل يصدق الدكتور العوا ذلك الفيديو المنسوب لكاميليا ويقر بأن من ظهرت فيه هى كاميليا رغم الاختلافات الظاهرة لكل ذي عينين بين الدوبليرة الموجودة علي الشريط المفبرك وبين كاميليا وصورها المتداولة علي الصحف ومواقع الانترنت ؟!

فإن كانت الإجابة نعم, فماذا يقول فى تكذيبها له وأنه لا خلاف بينها وبين زوجها؟!

وإن كانت الإجابة لا, فلماذا اضطرت الكنيسة إلى فبركة فيديو لكاميليا ولم تخرج هى بنفسها ليراها الناس جميعا ؟!

- لماذا تكلم شنودة بأسلوب التعالى عندما سئل عن مكان كاميليا شحاته ورد علي المذيع : انت مالك وعندما قال له: إن الناس تريد ان تعرف رد عليه: وهي الناس مالها ؟!

نحن نطالب الدكتور العوا بأن يكون واضحا فى إجابته على كل هذه الأسئلة, ونطالبه بأن يقول الحق الذى يعرفه بدليله, وأن يظهر لنا هذا الدليل الذى عرف به الحق كما يظن, وإلا صار ممن يساهمون فى التلبيس علي الناس .

وهذه إساءة فى حق الناس الذين يحترمون العوا وإساءة فى حق العوا نفسه كرجل مثقف ومفكر يحترم الناس الذين أحبوه.

وجريمة كبرى فى حق أختنا كاميليا شحاته, وجريمة أيضا فى حق الشباب المسلم الذين عرضوا أنفسهم للأخطار وهم يجاهدون من أجل فك أسر أختنا كاميليا شحاته – فك الله أسرها.