ورد في سفر التكوين ما يلي:

تك-6-1: وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات
تك-6-2: أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا.
تك-6-3: فقال الرب: ((لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد. لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة)).
تك-6-4: كان في الأرض طغاة في تلك الأيام. وبعد ذلك أيضا إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم.
تك-6-5: ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم.
تك-6-6: فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه.
تك-6-7: فقال الرب: ((أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته: الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم)).
تك-6-8: وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب.

التعليق:
الحقيقة ان هذا النص مثير للأفكار (الشريرة طبعا بالنسبة لأصحاب الكتاب) ، سنتناول بعضها بالمناقشة:

أولا:
تك-6-3: فقال الرب: ((لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد. لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة)).

حسناً ، قرر الرب ان يكون عمر الانسان 120 سنة. ولكن لاحظ ان هذا القرار كان أيام نوح وقبل الطوفان عندما كثر الشر على الارض و (تأسف) الرب وحزن لآنه خلق الانسان و معه كذلك بهائم ودبابات وطيور السماء .
والسؤال هو:
بعد قرار الرب بتحديد عمر الانسان نجد ان أغلب الناس أعمارهم لازالت فوق 120 سنة:

تك-11-10: هذه مواليد سام: لما كان سام ابن مئة سنة ولد أرفكشاد بعد الطوفان بسنتين.

الذي ولد بعد الطوفان بسنتين لابد ان يسري عليه قرار الرب بتحديد مدة حياته بحد أقصى 120 سنة، أليس كذلك؟

ولكن

تك-11-11: وعاش سام بعد ما ولد أرفكشاد خمس مئة سنة وولد بنين وبنات.
تك-11-12: وعاش أرفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح.
تك-11-13: وعاش أرفكشاد بعد ما ولد شالح أربع مئة وثلاث سنين وولد بنين وبنات.
تك-11-14: وعاش شالح ثلاثين سنة وولد عابر.
تك-11-15: وعاش شالح بعد ما ولد عابر أربع مئة وثلاث سنين وولد بنين وبنات.
تك-11-16: وعاش عابر أربعا وثلاثين سنة وولد فالج.
تك-11-17: وعاش عابر بعد ما ولد فالج أربع مئة وثلاثين سنة وولد بنين وبنات.
تك-11-18: وعاش فالج ثلاثين سنة وولد رعو.
تك-11-19: وعاش فالج بعد ما ولد رعو مئتين وتسع سنين وولد بنين وبنات.
تك-11-20: وعاش رعو اثنتين وثلاثين سنة وولد سروج.
تك-11-21: وعاش رعو بعد ما ولد سروج مئتين وسبع سنين وولد بنين وبنات.

هل نسى الرب القرار أم نسخه (لا لا، بلاش نسخه دي ) أم ألغاه؟؟؟

ناهيك طبعا عن عمر إبراهيم واسحق ويعقوب و يوسف وغيرهم كثيرين .

وللأمانة العلمية وحيث ان حق الرد مكفول ، نستطلع رأي موقع الأنبا تكلا :


آية 3: "فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد لزيغانه هو بشر وتكون ايامه مئة وعشرين سنة "

لا يدين: لا يلبث (شواهد STRIVE) بالإنجليزية بمعني يكافح/ يجاهد/ يناضل وقد تعني الكلمة العبرية يسود/ يعمل مع/ يسكن/ يدير.

ويكون المعني أن من يقاوم عمل الروح القدس فيه ويحزنه ويطفئه يصير غير مستحقاً لأن يعمل فيه الروح القدس فينزع منه الروح القدس لذلك نصلي مع داود "روحك القدوس لا تنزعه مني" وهذا تفسير التجديف علي الروح القدس أن يصل الإنسان لهذه الحالة فلا يعود يتوب بعد، طالما ينزع منه الروح القدس. فالله يحرم هؤلاء من الروح القدس لفسادهم وإغاظتهم له بهذه الزيجات وهذا الفساد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان الروح القدس يعمل معهم عن طريق وعظ نوح مثلا 1 بط 19:3. ولما عاندوا وقاوموا الروح، لا يستمر الروح في عمله بل يترك الله هذا الإنسان المقاوم (هو 17:4). وهذا ما حدث مع شاول الملك (1صم 14:16). ولاحظ أن من يمتنع الروح عن العمل معه فهو قادم إلي خراب سريع. وقد تعني كلمة روحي نفس الإنسان التي هي نفخة نسمة حياة من الله ويكون معني حكم الله أن يقصر عمر الإنسان فالروح يعمل في الإنسان لفترة معينة يحددها الله.

إلي الأبد: أي تقصر مدة وجود الروح وعمله في الإنسان.

هو بشر: وفي السبعينية "هو جسد" فهو بسلوكه الشهواني الجسداني صار جسد بلا روح هو صار شبيه بالحيوان فلا ينبغي أن يعيش طويلاً.

مائة وعشرين سنة: العدل ينادي للخاطئ "موتاً تموت" والرحمة تقول" أتركها هذه السنة أيضاً" فتكون الـ 120 سنة هي الفرصة التي يتركها الله للخاطئ ليتوب فيها وقد تكون كل مدة عمره الذي صار بحد أقصي 120 سنة. وهناك من قال أنها المدة التي تركها الله للعالم أيام نوح ليقدموا توبة لأن نوح إستمر في بناء الفلك 120 سنة أمامهم وكان يبشر بالطوفان الذي سيهلك العالم بسبب الخطية (أنتهى كلام الموقع)

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/01-Sefr-El-Takween/Tafseer-Sefr-El-Takwin__01-Chapter-06.html

تعليق:
الرب يقول : "وتكون أيامه 120 سنة" ، وبذلك يقطع الطريق على تفسير مدة عمل الروح القدس في الانسان (وهذا من نوع التفاسير اللولبية المطاطية)
والصحيح طبعا هو الكلام على مدة عمر الانسان كما جاء في آخر التفسير.

ثانيا:
قال الرب:
تك-6-1: وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات
تك-6-2: أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا.

بدأ الناس يكثرون على وجه الارض ،( عظيم )، ثم .......
رأى أبناء الله ان بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء !!!!
أسلوب عجيب جدا جدا ، وكأن أبناء الله من كوكب مختلف عن بنات الناس !!!
ولكن العبارة السابقة (تك- 6-1) تقول ان الناس بدأوا يكثرون على الارض ، يعني فيه تناسل وولادة وزواج من أول يوم ، فما الجديد في حكاية أبناء الله وبنات الناس؟ وهل كان أبناء الله فريق وبنات الناس فريق آخر ؟؟؟

مرة أخرى نستفتي موقع الأنبا تكلا:


أية 2: "ان ابناء الله راوا بنات الناس انهن حسنات فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا "

أبناء الله= في العبرانية أبناء الألهة وجاءت في السبعينية "الملائكة" أو أنجيلوس وهي قطعاً لا تعني الملائكة السماويين فهؤلاء لا يتزوجون (مت 30:22). لكن كلمة الملائكة تعني رسل وملاك أي رسول. فالله خلق آدم وأولاده كرسل يشهدون له في الأرض، خلقهم لأعمال صالحة، وليكونوا سفراء له. وهم قطعاً أولاد شيث هذا الذي لم يلعن بل هو مبارك في شخص أبيه الذي باركه الله.

بنات الناس: هؤلاء هم بنات قايين.

رأوا: عوضا عن أن ينشغل أولاد الله أو رسله وخدامه بخدمته. إذا بهم ينجذبون إلي الإنشغال بالجمال الجسدي. وإختلط الأبرار المباركين بالأشرار الملعونين، وزاغ الكل وفسدوا فصارت الحاجة لتجديد عام (الطوفان)

من كل ما إختاروا: هم نظروا كيف يرضون شهواتهم دون النظر لروحيات النساء. فصاروا تحت نير واحد مع غير المؤمنين (2 كو15،14:6) وفسد مواطني المدينة السماوية (أنتهى كلام الموقع)

التعليق:
مرة أخرى التفاسير العجيبة ، أبناء الله هم أولاد شيث ، وبنات الناس هم بنات قايين !!!!!
وكأن شيث خلف أولاد فقط ، أما قايين ولآنه ملعون ، فقد خلف بنات (بنات الناس) !! واختلط الأبرارالمباركين (أولاد شيث) بالملعونين الأشرار (بنات قايين)
لآنهم اهتموا بشهواتهم وتزوجوا (مع ان الرب أمرهم بالتكاثر) بدلا من ان ينشغلوا بخدمة الله وفسد مواطنوا المدينة السماوية.

ملاحظة: هذه العبارات القاسية (واختلط الأبرارالمباركين بالملعونين الأشرار) ليست من عندي ولكنها من المفسرين النصارى (راجع التفسير أعلاه)

ثالثا:
كيف يندم الله عالم الغيب ؟

عد-23-19: ليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفي؟
إن ندم الرب ينفي تماما علمه بالغيب، أم عندكم لهذا الإشكال تفسير لولبي؟ أكيد طبعا.

وما ذنب البهائم والطيور والدبابات؟ ( و معه كذلك بهائم ودبابات وطيور السماء)

رابعا:
الرب عاقب الجميع حتى الحيوانات بالهلاك ، وبذلك يكون قد كفر عن الخطيئة الأصلية لآدم ، فلماذا صلب المسيح ؟؟
وإذا كان جميع الهالكين خطاه بخطية آدم ، فما بال نوح وعائلته نجوا منها ؟

تك-6-8: وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب.

خامسا:
قول الرب : "لا يدين روحي في الانسان للأبد" ، هذا ينفي ان يكون كلمة روح الله إله أو جزء من الله ، وذلك ردا على محاولة النصارى استغلال الآية القرآنية:

" إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه"


اللهم اهدي القوم فإنهم لا يعلمون.