بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سفر التكوين وحرمان من الميراث

21: 9 و رات سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لابراهيم يمزح
21: 10 فقالت لابراهيم اطرد هذه الجارية و ابنها لان ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق

21: 11 فقبح الكلام جدا في عيني ابراهيم لسبب ابنه
21: 12 فقال الله لابراهيم لا يقبح في عينيك من اجل الغلام و من اجل جاريتك في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها لانه باسحق يدعى لك نسل
21: 13 و ابن الجارية ايضا ساجعله امة لانه نسلك

يعلق القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسير لسفر التكوين:
بلا شك كان قلب إبراهيم قد تعلق بابنه الذي حسبه لسنوات طويلة الوحيد له حتى متى جاء إسحق لم يكن سهلاً أن يطرد الأول، لكن الأمر الإلهي جاء صريحًا أنه لا يرث.



(انه اسماعيل تقريباً)

نظام الأرث حسب سفر العدد:


27: 2 و وقفن امام موسى و العازار الكاهن و امام الرؤساء و كل الجماعة لدى باب خيمة الاجتماع قائلات
27: 3 ابونا مات في البرية و لم يكن في القوم الذين اجتمعوا على الرب في جماعة قورح بل بخطيته مات و لم يكن له بنون
27: 4 لماذا يحذف اسم ابينا من بين عشيرته لانه ليس له ابن اعطنا ملكا بين اخوة ابينا
27: 5 فقدم موسى دعواهن امام الرب
27: 6 فكلم الرب موسى قائلا
27: 7 بحق تكلمت بنات صلفحاد فتعطيهن ملك نصيب بين اخوة ابيهن و تنقل نصيب ابيهن اليهن
27: 8 و تكلم بني اسرائيل قائلا ايما رجل مات و ليس له ابن تنقلون ملكه الى ابنته
27: 9 و ان لم تكن له ابنة تعطوا ملكه لاخوته
27: 10 و ان لم يكن له اخوة تعطوا ملكه لاخوة ابيه
27: 11 و ان لم يكن لابيه اخوة تعطوا ملكه لنسيبه الاقرب اليه من عشيرته فيرثه فصارت لبني اسرائيل فريضة
قضاء كما امر الرب موسى

يعلق القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره:

أثناء التعداد السابق ظهرت قضية واحدة وفريدة وهي أن بني جلعاد صاروا عشائر يضمون ذكورًا دخلوا في الإحصاء ما عدا صلفحاد، إذ قيل "وأما صلفحاد بن حافر فلم يكن له بنون بل بنات، وأسماء بنات صلفحاد مَحَلَّة ونوعة وحجلة وملكة وترصة" (عد 26: 33)، بهذا لم يدخل صلفحاد في التعداد. لكن بناته الخمسة كن شجاعات مملوءات إيمانًا ورجاءً في نوال نصيب مع بقية الشعب، فوقفن أمام موسى وألِعازار الكاهن وأمام الرؤساء ولكل الجماعة لدى باب خيمة الاجتماع يعرضن قضيتهن بقوة حجة، قائلات: "أبونا مات في البريّة ولم يكن في القوم الذين اجتمعوا على الرب في جماعة قورح بل بخطيته مات، ولم يكن له بنون، لماذا يُحذف اسم أبينا من بين عشيرته لأنه ليس له ابن؟ أعطنا ملكًا بين إخوة أبينا" [3-4] لقد تحدثن بشجاعة لكن في وقار وباتضاع، واعترفن أن أباهن مات بخطيته كما مات كل الجيل السابق بخطيته لكنه ليس من مغتصبي الكهنوت كقورح وجماعته، فلماذا يُحذف اسمه من بين وارثي الأرض الجديدة؟
إنها كلمات إيمانيّة وتمسك بوعود الله يفتح السماء للاستجابة، فألزم الله الجماعة كلها بقانون للميراث فيه يرث الابن أباه، فإن لم يكن للمتوفي ابنًا فابنته، وإن لم يكن له ابنة فإخوته، أو أعمامه، أو أقرب من له في عشيرته.
هذه القصة الفريدة التي سجلها الوحي الإلهي تحمل أيضًا مفهومًا رمزيًا سجله لنا العلامة أوريجينوس، فيرى أن "صلفحاد" يعني "ظلّ في فمه"، أو ظلّ فيه حماية من الخوف. إنه يمثل الإنسان الذي ينطق نعمة الناموس كظلّ للحق دون أن يتعرَّف عليه في أعماقه كحياة، الإنسان الحرفي الذي لا ينجب أولادًا. "هذا الرجل الذي لا يدرك أي معنى روحي أو أي فكر عميق، ليس له إلاَّ ظل الشريعة في فمه، فلا يقدر أن ينجب أفكارًا حيّة وروحيّة، لكنه ينجب أفعالاً وأعمالاً (بنات) هذه التي تخدم عامة الشعب[258]". إنه لا يحمل أفكارًا لأن الأولاد الذكور يشيرون إلى الفكر أو العقل، إنما أعمالاً لأن البنات يُشِرن إلى الجسد والعمل.



2. قانون الميراث:
بسبب قضية بنات صلفحاد جاء قانون الميراث يعلن الورثة الشرعيّين كما قلنا الابن، فالبنت، فالإخوة، فالأعمام أو أقرب من في العشيرة. ويرى العلامة أوريجينوس في هذا القانون ظلاً للخيرات السماويّة، إذ يرى هؤلاء الورثة الخمسة على الأرض فيرمزون للورثة في السماء. ففي الدرجة الأولى درجة الأبناء هؤلاء الذين لهم معرفة روحيّة، أما الدرجة الثانية "الابنة" فتشير لأصحاب العمل الممتاز، لأننا كما سبق فكرَّرنا أن الذكر يشير إلى الفكر أو العقل أو المعرفة، أما الأنثى فتشير إلى الجسد أو العمل والخدمة. الأولون يمثلون أصحاب التأمل والآخرون يمثلون المجاهدين في الخدمة والعمل. الدرجة الثالثة، أي درجة الإخوة، فيمثلون الذين يجاهدون متمثلين بالآخرين كإخوة لهم. الدرجة الرابعة أي العم ففي رأيه يمثل جماعة البسطاء الذين يمارسون العادات الطيبة دون عمق فكري. وأخيرًا درجة أي قريب تشير إلى الورثة الذين يضمهم الرب لأجل أي عمل يصنعونه في بساطة، إذ يشتاق الرب إلى خلاص الكل.




اذا كانت ارض

36: 2 و قالوا قد امر الرب سيدي ان يعطي الارض بقسمة بالقرعة لبني اسرائيل و قد امر سيدي من الرب ان يعطي نصيب صلفحاد اخينا لبناته
36: 3 فان صرن نساء لاحد من بني اسباط بني اسرائيل يؤخذ نصيبهن من نصيب ابائنا و يضاف الى نصيب السبط الذي صرن له فمن قرعة نصيبنا يؤخذ
36: 4 و متى كان اليوبيل لبني اسرائيل يضاف نصيبهن الى نصيب السبط الذي صرن له و من نصيب سبط ابائنا يؤخذ نصيبهن
36: 5 فامر موسى بني اسرائيل حسب قول الرب قائلا بحق تكلم سبط بني يوسف
36: 6 هذا ما امر به الرب عن بنات صلفحاد قائلا من حسن في اعينهن يكن له نساء و لكن لعشيرة سبط ابائهن يكن نساء
36: 7 فلا يتحول نصيب لبني اسرائيل من سبط الى سبط بل يلازم بنو اسرائيل كل واحد نصيب سبط ابائه
36: 8 و كل بنت ورثت نصيبا من اسباط بني اسرائيل تكون امراة لواحد من عشيرة سبط ابيها لكي يرث بنو اسرائيل كل واحد نصيب ابائه
36: 9 فلا يتحول نصيب من سبط الى سبط اخر بل يلازم اسباط بني اسرائيل كل واحد نصيبه
36: 10 كما امر الرب موسى كذلك فعلت بنات صلفحاد
36: 11 فصارت محلة و ترصة و حجلة و ملكة و نوعة بنات صلفحاد نساء لبني اعمامهن
36: 12 صرن نساء من عشائر بني منسى بن يوسف فبقي نصيبهن في سبط عشيرة ابيهن
36: 13 هذه هي الوصايا و الاحكام التي اوصى بها الرب الى بني اسرائيل عن يد موسى في عربات مواب على اردن اريحا

يعلق القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره:

إذ صار لبنات صلفحاد من سبط مَنَسَّى حق ميراث نصيب أبيهن (أصحاح 27)، تقدم رؤساء الآباء من عشيرة بني جلعاد بن ماكير بن مَنَسَّى إلى موسى النبي يشتكون بأن بنات صلفحاد إن تزوجن من سبط آخر ينتقل جزء من ميراث سبط مَنَسَّى إلى السبط الآخر، بهذا يمكن أن يقتني سبط على حساب آخر. فأجاب موسى حسب أمر الرب مؤكدًا مبدأين:
1. من حق البنات أن يتزوجن بمن يخترن، فإن الزواج لا يكون إلزامًا.
2. هذا الاختيار يكون أيضًا محدودًا فيتزوجن بمن يخترن من رجال السبط عينه حتى يبقى الميراث محفوظًا لذات السبط.



رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية


4: 1 و انما اقول ما دام الوارث قاصرا لا يفرق شيئا عن العبد مع كونه صاحب الجميع
4: 2 بل هو تحت اوصياء و وكلاء الى الوقت المؤجل من ابيه

يعلق القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره:


اُستخدمت كلمة "وارث" في (غل 29:3؛ 7:4) حسب العادات الفلسطينية؛ حيث كان الوالد يعين في وصيته وصيًا لابنه؛ وعلى الوصي بعد وفاة الأب أن يدير شئون ميراث الإبن حتى يبلغ سن الرشد. لهذا يُعتبر الإبن أثناء مدة الوصاية في حكم العبد الذي ليس له حرية التصرف، ولو كان من أغنى الأغنياء. الخاضع تحت الناموس يُحسب قاصرًا، ينال ميراثه في المستقبل. مثل هذا الإنسان لا يفضل عن عبد، ليس بمقدوره أن يرث ما وُعد به.