من وراء تلك المعجزة؟

ومن الذي أعطى إشارة إنطلاق الحمامة؟

ولماذا؟



لو فكرنا قليلاً لوجدنا أن المعجزات هي أساس العقيدة النصرانية: فالنصارى لم يتخذوا المسيح عليه السلام إلهاً بناءاً على نص واضح وصريح على لسانه، وإنما يثبتون ألوهيته إعتماداً على معجزة ولادته من عذراء وكذلك المعجزات التي قام بها. وهم بذلك لا يستخدمون المعجزات التي أيّد الله بها المسيح عليه السلام – مثلما أيّد الله جميع أنبياءه ورسله – في إثبات نبوته، وإنما يستخدمونها كدليل على ألوهيته!!!




ولأن المعجزات تلعب دوراً محورياً في العقيدة النصرانية، فقد تفنن رجال الكنيسة عبر العصور في إختلاق المعجزات الكاذبة لخداع وتثبيت إيمان شعب الكنيسة. ومن أمثلة ذلك معجزة النار المقدسة التي تشتعل كل عام في كنيسة المهد وقد كُشفت حقيقتها وأنهم يشعلونها بإستخدام الفسفور الأبيض المذاب في مذيب عضوي، وعندما يتبخر المذيب العضوي بعد فترة – وهي الفترة التي ينتظر فيها النصارى داخل الكنيسة لحدوث المعجزة – يتحد الفسفور الأبيض مع الأكسجين الموجود في الهواء ويشتعل ذاتياً – وهي من الخصائص المعروفة للفسفور الأبيض – ويهلل النصارى المخدوعين للمعجزة!!! وهناك أمثلة أخرى كثيرة لتلك المعجزات الكاذبة مثل الأيقونات والتماثيل الباكية أو النازفة وظهورات العذراء ومعجزة نقل جبل المقطم ومعجزات الشفاء… إلخ. والغريب أن كل طائفة تتهم كنائس الطوائف الأخرى بالدجل والشعوذة وأن معجزاتها كاذبة!

ومن أحدث المعجزات النصرانية معجزة ظهور حمامة أثناء المحاضرة الأسبوعية للبابا شنودة وهي المعجزة التي تناقلتها جميع المواقع والمنتديات النصرانية كأنها “تأييد السماء للبابا شنودة”. وحتى الموقع الرسمي للبابا شنودة وضع صوراً لها!!!

ولكن…

هل هي فعلاً معجزة خاصةً أن الحمام لا يطير ليلاً؟! وإن لم تكن معجزة، فكيف وصلت الحمامة إلى داخل الكنيسة؟ ولماذا؟

أسئلة يجيب عليها فيديو يكشف سر معجزة ظهور الحمامة فى عظة البابا شنودة.





أول ملاحظة على ما شاهدناه هي رد فعل النصارى داخل الكنيسة على ظهور الحمامة وهو دليل على العقلية التي تربيها الكنيسة والتي تعتمد على الخرافات والمعجزات لإثبات صحة عقيدتهم. ونلاحظ أيضاً كيف أن النصارى لا يحترمون المكان الذي من المفترض أنه مكان عبادة ويملأون الكنيسة بالصيحات والهتافات والزغاريد والتصفيق.

أما بالنسبة للمعجزة، فقد رأينا أن الهدف منها هو إثبات تأييد السماء للبابا شنودة ضد العلمانيين الأقباط الذين يطالبون بتعديل لائحة إنتخاب البابا وإلغاء القرعة الهيكلية. وقد تم إختيار الحمامة لأن النصارى يؤمنون أنها رمز من رموز الروح القدس الذي تجسد في صورة حمامة أثناء تعميد يسوع.

أما رد فعل البابا شنودة فكان الصمت لفترة طويلة وهو يرى رد فعل المعجزة المزعومة على شعب الكنيسة – وهو صمت رضا عما يحدث – ثم علّق قائلاً “معروف أن الحمام لا يطير ليلاً ويعتبر هذا شيئاً شاذاً”، وكأنها ظهرت من تلقاء نفسها، وهو نوع من الجمل التي إعتدنا عليها من رجال الكنيسة والتي يمكن فهمها بعدة طرق. فقد يقتنع نصراني أن هذه الجملة تعني أن البابا شنودة أكد أن ما حدث معجزة وبالفعل إستشهد بتلك الجملة العديد من المواقع والمنتديات النصرانية. أما من لا يقتنع بأنها معجزة يفهمها بأن البابا شنودة لم يصرح بأنها معجزة. (مثال آخر على هذا الأسلوب هو مقولة البابا شنودة “لا يمكن تولى قبطى رئاسة الجمهورية” والتي يفهمها النصارى بأن البابا شنودة يؤكد أن النصارى مضطهدون ولذلك مستحيل أن يتولى أحدهم رئاسة الجمهورية. بينما قد يفهمها آخرون أن الأقباط لا يفكرون في السلطة).

أخيراً، لو فرضنا جدلاً أن الحمامة ظهرت من تلقاء نفسها ولم يقم أحد بإطلاقها عمداً، فإن رد فعل النصارى في الكنيسة وفي المواقع والمنتديات يثبت أن العقيدة النصرانية عقيدة هشة تعتمد على الأوهام والخرافات والمعجزات الكاذبة.