القول
العفيف في النسب الشريف
نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد الحسيني الريس
إهداء
أهدي هذا العمل إلى روح جدتي التي لم أرها والتي كانت تقوم الليل ضارعة إلى ربها أن يكون أبناؤها من رجال الدعوة إلى الله وقد حقق الله لها ما تريد وكذلك إلى كل من تعاون في نشر هذه الرسائل من إخوة لنا في الله وأحبابنا فيه بما يستحق أن يكون في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم" وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ " وكذلك لكل طالب حق .
محمد الحسيني الريس
melraies@maktoob.com



شكر وتقدير
لكل من ساهم معي في هذا البحث وأخص بذكر الأستاذ الدكتور /عزيز أحمد عبد العزيز (أستاذ التوليد وأمراض النساء كلية طب جامعة الأزهر )الذي صمم أن يساهم ما عنده من معلومات طبية ويعلق عليها وكذلك أستاذنا /ع.م.جمال الدين الشرقاوي الذي شجعني على الكتابة ومدني بالمعلومات وكل الإخوة على المنتديات الذين ساهموا سواء بأبحاثهم وأفكارهم وجعلها الله في ميزان حسناتهم اللهم آمين .

المقدمة
إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونستهديه ونستنصره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد.لقد أيقنت الكنيسة النصرانية أن زحف المسلمين إلى أي مكان في العالم ليس زحفا عسكريا فحسب، بل كان حضارة تمتد وتبسط نفوذها، تنشر معالمها في كل بقعة تصل إليها، فتغير من حياة الشعوب وأفكارهم وعقائدهم وأسلوب حياتهم.وحاولت كنيسة "روما" إيقاف هذا المد، ففتحت محاكم التفتيش تنكل وتحرق وتقتل كل من رفع راية العصيان في وجهها، أو حاول التخلص من سيطرتها، ورغم كل هذا فإن الكنيسة عجزت عن إيقاف التيار، فاضطرت إلى أن تدافع عن نفسها بطريقة أخرى، فبدأت بالاهتمام بدراسة اللغات الشرقية، وفي مقدمتها اللغة العربية، فكانت طلائع المستشرقين من القسس والرهبان، ثم توسعت الدراسات الشرقية والعربية أكثر عندما أمر بابا الفاتيكان الخامس في أوائل القرن الرابع عشر بإنشاء كراس للغات العربية والعبرية والكلدانية في عدد من الجامعات الرئيسية في أوربا، وهي جامعة باريس وأكسفورد، وبولونيا وجامعة الفاتيكان نفسها، مع تنصيب أستاذين لكل من هذه اللغات في كل كرسي وتكليفهم بترجمة نصوص عربية وعبرية وكلدانية للرد على منتقدي الدين المسيحي، وفي عام 1312م صادق مجمع فيينا الكنسي على تعلم اللغات الإسلامية واللغة العربية وفي القرن السادس عشر ساندت البابوية الرومانية دراسة لغات الشرق من أجل مصلحة التنصير ومن الملاحظ أن الحروب الصليبية يتبعها الغزو الفكري الإستشراقي ثم التنصير وبذلك توهموا أنهم بهذا الأسلوب سوف يتم القضاء على الإسلام فابتدأ المستشرقون يجولون بخلفية صليبية حاقدة فصبغت كلماتهم بمغالطات وتوهمات وخلطوا السم بالعسل ومن هذا الكذب محاوله الطعن والمساس بنسب الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يظهرهذا الكذب عبر التاريخ منذ البعثة النبوية لمحمد صلى الله عليه وسلم إلا على يد المستشرق مرجوليوث Margoliouth مستشرق بريطاني ، ولد في لندن سنة 1858م ،وظل حيا حتى سنة 1940م . تخرج في قسم اللغات الشرقية بجامعة أكسفورد عام 1889م ، ونشر مجموعة من الكتب والأبحاث والدراسات عن الإسلام والآداب الشرقية ، وانتخب عضوا بالمجمع العربي العلمي بدمشق ، والمجمع اللغوي البريطاني ، والجمعية الشرقية الألمانية وغيرها .قال هذا المستشرق كلاما لم يقله مشركو العرب الأوائل ، ولا أهل الكتاب في الجزيرة العربية ، لأنهم كانوا أكثر احتراما لعقولهم وأنفسهم من أن يقولوه ، على الرغم من كل محاولتهم في التشهير بالرسول الله صلى الله عليه وسلم وتجريحه وتنفير الناس منه ، ذلك قول مرجليوث في الفصل الذي كتبه عن الإسلام في موسوعة " تاريخ العالم Universal History of the World" قال : إن محمدا صلى الله عليه وسلم مجهول النسب !!! فهو محمد بن عبد الله، وكانت العرب في الجاهلية تطلق على من لا تعرف نسبه: عبد الله !!!وهذا الكلام يقوله عن الرسول صلى الله عليه وسلم في بيئة لا تهتم بشىء اهتمامها بالأنساب، ولا تعتز في حياتها بشىء كما تعتز بالأنساب، وهو يتحدى المشركين بإنكار آلهتها وتقاليدها وعباداتها وأوضاعها كلها بنسبه المجهول كيف ذلك....!!!!، ولا تجابهه قريش بنسبه المجهول....!!!، لو كان الأمر كما يقول ويفتري ويكذب لكانت قريش أولى بأن تعلن عدم نسبه لأية عشيرة أو قبيلة من القبائل وانتشر هذا الأمر في كل مكان وطفحت به جميع الكتب التي كتبت عنه، ولا تستغل هذا المغمز الخطير في الدعاية ضده، وإبطال دعوته، حتى تجيء عبقرية مرجوليوث في بداية هذا القرن فيكتشف لقريش ما كان غائبا عنها منذ ذلك الحين... !!! ومن الطريف أنه قال بعد صفحات قليلة من هذه القوله الفاجرة: إن عليا بن أبي طالب – ابن عم النبي ومن قبيلة قريش – قام بحمايته !!! تلقف هذه الأكاذيب المنصرون الحاقدون الكارهون للإسلام من أمثال الكذاب الأشر القمص زكريا بطرس الذي كما سمعناه على الانترنت يقول إن الآلهة في المصران الغليظ عندما رد على سؤال هل يجوز قراءة الكتاب المقدس في الحمام؟؟؟؟ قال بالنص:" إن الله في كل مكان حتى إنه موجود في المصران الغليظ" وقال أيضا:" إنني أعبد الله لو أن الله تجسد في بقرة فإننا نعبد البقرة" التي تجسد فيها الله وحكى لنا كيف نزل الله من السماء وتصارع مع يعقوب مصارعه حرة وكيف غلب يعقوب الآلهة نقلا من الكتاب المقدس لا أتكلم على فضائح زكريا بطرس الذي يقطع أصابع قدمه بالموس كلما أخطاء لكي يكتب تعهد بدمه وهذا اعتراف منه بذلك هذه العقلية المريضة بالماذكوية تتلذذ، وتفتخر بالهجوم على الإسلام والقرآن ورسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بدلوه ،وأخذ من المستشرق مرجوليوث Margoliouth هذه الفكرة وابتداء يطلق صبيانه للبحث في الموسوعات التراثية سواء اسطوانات أو موسوعات على النت لكي يجد ما يبحثون...عنه فاستخدموا كل الوسائل، ولكن خابت ضالتهم وسوف نشرح كيف استدل وكيف دلس وكيف وصل إلى استنتاجه ، وكيف أدخل حقده وكرهه الشديد الذي فاق أبا جهل بل لم أسمع في حياتي قسيسا يكره الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم كما ينطق به القمص، ولكن صدق الله العظيم (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) ولقد جمعت حلقات القمص المشلوح الذي فاحت رائحة فضائحه و التمثيليات التي أثبتت فلس التنصير بأن يحضر مذيعا ويلبسه ملابس خليجية ويدعي أنه شيخ من الخليج تنصر والفضائح لا تعد ولا تحصى على النت ،وقد شاهدنها على قناة الهلاك المسماه، زورا (الحياة)وعلى برنامج البال توك وعلى مواقع النت الكثير لمن أراد أن يتأكد أما الحلقات التي وضعتها قبل أن ننتقل إليها أقدم أولا اعتذاري لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هؤلاء الضالون أرادوا أن ينالوا منك ومن نسبك الشريف ووضع كلامهم ليس إلا للرد عليهم وعلى مثلهم ومن يحاول أن ينال منك فإذا لم ندافع عنك بالحجة الدامغة فخير لنا أن نموت فداك أبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليك يا علم الهدى وسوف أرد أولا في أثناء سرد هذه الحلقات التي ذكرتها ،وقد أحضر القمص معه من يدعي أنه اسمه أحمد ،وهذا أسلوب المنصرين المكشوف المفضوح من الكذب والبهتان ،وقد استعان بأحاديث وروايات إما موضوعة أو منكرة أو ضعيفة السند فلا يقام بها حجه على المسلمين ،ولقد صُـنّفَ عبر التاريخ كتبُُُ خاصة عن الكذابين والمدلسين وما اشتهروا بعلل حتى أن علماء الحديث اهتموا بمن أصابه شيخوخة الزهيمر فصنفوا في ذلك كتب خاصة بذلك مثل كتاب ( الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط )لبرهان الدين إبراهيم بن محمد المعروف بسبط بن العجمي الحلبي المتوفى عام 841هــ . وقد سبقه قبل ذلك طابور من العلماء في جميع تخصصات علم الحديث من علل الحديث ومن تراجم ومن معرفه السيرة الذاتية لكل راوٍ سجل كامل من ولادته إلى الوفاة من علم الجرح والتعديل الذي صنف فيه كم هائل من الكتب سواء اختصار أو تطويل منذ كتابة الحديث وتم التعامل مع الوضعيين والضعفاء والمدلسين ومن اشتهر بالكذب مثل أمثال القمص المشلوح وقد صنفت كتب في علل الحديث و في الأحاديث الموضوعة و في الجرح والتعديل هو علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة، وعن مراتب تلك الألفاظ، وهذا العلم من فروع من علم الحديث و إنه فرع عظيم ، والكلام في الرجال جرحا وتعديلا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ) بعد ذلك الصحابة والتابعين فمن بعدهم وجاز ذلك تورعا وصونا للشريعة لا طعنا في الناس وكما جاز الجرح في الشهود جاز في الرواة والتثبت في أمر الدين أولى من التثبت في الحقوق والأموال ، فلهذا افترضوا على أنفسهم الكلام في ذلك وأول من عنى بذلك من الأئمة الحفاظ شعبة بن الحجاج ثم تبعه يحيى بن سعيد قال الذهبي في ميزان الاعتدال: أول من جمع في ذلك الإمام يحيى بن سعيد القطان وتكلم فيه بعده تلامذته يحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وعمرو بن علي القلاس وأبو خيثمة زهير وتلامذتهم كأبي زرعة وأبي حاتم البخاري ومسلم وأبي إسحاق الجوزجاني والنسائي وابن خزيمة والترمذي والدولابي والعقيلي وابن عدي وأبو الفتح الأزدي والدارقطني والحاكم إلى غير ذلك أقول ومن الكتب المصنفة فيه كتاب" الجرح والتعديل" لأبي الحسن احمد بن عبد الله العجلي الكوفي نزيل طرابلس المغرب المتوفى سنة 261هـ إحدى وستين ومائتين وكتاب الجرح والتعديل للإمام الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد الرازي المتوفى سنة 327هـ سبع وعشرين وثلاثمائة وهو كتاب كبير أوله الحمد لله رب العالمين بجميع محامده كلها الخ ذكر فيه أنه لما لم يجد سبيلا إلى معرفة شيء من معاني كتاب الله سبحانه وتعالى ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من جهة النقل والرواية وجب ان يميز بين العدول الناقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب وافتراء الحديث الكاذب والكامل لابن عدي وهو أكمل الكتب فيه وميزان الاعتدال لابن حجر وبالطبع لم يفهم القمص هذا ولا يعرف ما هو علم الحديث وصدق الله العظيم }إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً {
وصف الله هؤلاء أمثال القمص الذي لا يفقه ولا يبصر ولا يسمع للحق ويعرض عنه ويرفض الهدى بقوله تعالى }وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {
المؤلف