نيوزيلندية تحمد الله على نعمة الهداية

هيا: الصلاة أثارت فضولي لمعرفة حقيقة الإسلام



هيا تقرأ القرآن الكريم

العين

ترك المسلمين الجدد للدين الذي نشأوا وتربوا عليه، بعد أن أدركوا أن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح الذي يجب أن يعتنقه كل إنسان خطوة عظيمة وتحد كبير تجاه النفس والعائلة والمجتمع المحيط، واجهوه بعزيمة وإرادة ورحمة من الله وثبات منه سبحانه، بعد أن شرح صدورهم وأنار قلوبهم وأزال الغشاوة عن عيونهم، ليظفروا بسعادة الدنيا والآخرة.

قصة جديدة للمسلمين الجدد تقصها علينا المعلمة النيوزيلندية كارولين، التي صار اسمها بعد الإسلام هيا، وتبلغ من العمر 53 سنة، التقيناها بعد تناولها وجبة الإفطار التي أعدتها دار زايد للثقافة الإسلامية للمسلمين الجدد في فندق هيلتون العين.

تروي هيا قصتها مع الإسلام وتقول: «اعتنقت الإسلام منذ عام، والحمد لله أن منّ علي بهذه النعمة، حيث كنت أعتنق الدين المسيحي وأواظب على قراءة الإنجيل، وعندما قدمت إلى الإمارات لأعمل كمدرسة في إحدى مدارس العين، لفت انتباهي الاحترام واللطف والأخلاق الدمثة التي تعاملت بها المعلمات المسلمات معي وغيرهن، وصرت أغطي شعري لما قرأته في الإنجيل عن ضرورة ذلك، فسألتني طالباتي هل أنت مسلمة؟ فضحكت ولم أجب.

وبعدها رغبت في التعرف إلى الدين الإسلامي، وبدأت أقرأ عنه الكتب وأتردد إلى جلسات تعلم القرآن الكريم وصار يتردد إلى ذهني آلاف الأسئلة التي أقارن فيها بين الدين المسيحي والإسلامي منها لمَ يصلي المسلم 5 مرات يومياً أمام الناس؟

ثم قرأت في إحدى الصحف عن الصلاة وآثارها على المسلم، وصار يلفت انتباهي منظر المسلمين وهم يؤدون صلاة الجماعة وصرت أقلدهم بالحركات دون أن أتفوه بكلمة، فأنا لا أعرف ماذا يقولون، وأعلمت صديقتي أنني أحببت الإسلام وأنني أصلي كالمسلمين، فبينت لي أن عليّ أولاً أن أعلن إسلامي ثم أتعلم كيفية الوضوء والصلاة الصحيحة، فوافقت دون تردد وذهبت معي إلى المحكمة ونطقت هناك بالشهادة معلنة إسلامي، فأعطاني القاضي رقم هاتف واحدة من الواعظات التي ذهبت إليها، وعلمتني كيف أصلي وبعض الأمور المتعلقة بالدين الإسلامي».

تعتبر هيا نفسها محظوظة جداً بأن شرح الله صدرها للإسلام وهداها سواء السبيل، فقد تغيرت حياتها بعد الإسلام رأساً على عقب حيث تركت التدخين لأنه منكر من المنكرات وصارت أكثر تحملاً وجلداً وصبراً في الحياة بصورة عامة، وفي تعاملها مع طالباتها بصورة خاصة والسبب أنها صارت تخلص في عملها وتعقد فيه النية لله ليهبها الأجر والثواب عليه.

وردت هيا على سؤالها عن الحجاب الإسلامي الذي ترتديه هل يضايقها لكونه جديداً عليها بالقول:«لا يضايقني لأنني أحببت الإسلام بكل جزئياته ووجدت نفسي أكثر حشمة ووقاراً فيه وعندما أسافر لبلدي ألفت انتباه الأجانب هناك ويسألونني عنه فأشرح لهم حلاوة أن تتغطى المرأة فتكون كاللؤلؤة الثمينة التي تغطيها المحارة، والتي لا تطالها غير اليد التي تستحقها، أما بالنسبة لموقف أسرتي فأنا مطلقة ولدي بنتان وهما في نيوزيلندا وقد أخبرتهما عن إسلامي فتقبلا الأمر وكلما سافرت إليهما وجدت فيهما شغفاً في معرفة المزيد عن الدين الإسلامي ... أشعر أنهما سيسلمان يوماً ما بإذن الله».

تذكر هيا أن هذا ثاني رمضان تصومه، وأنه كان صعباً عليها في البداية لكنها تحرص على أن تتسحر مما بات يساعدها على الصيام بشكل أفضل.

ومن اللافت أن هيا تقصدت عدم السفر هذا العام إلى بلدها حيث تصادفت عطلتها مع شهر رمضان الفضيل، ففضلت المكوث هنا بين المسلمين تصوم معهم وتشعر بينهم بأجواء رمضان الجميلة التي يعيشها المسلمون في الإمارات.



تاريخ النشر: الأربعاء 18 أغسطس 2010