مواقف اسلامية د . عبد الرحمن العدوى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

مواقف اسلامية د . عبد الرحمن العدوى

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 30

الموضوع: مواقف اسلامية د . عبد الرحمن العدوى

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي


    كتاب حاطب إلى قريش

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
    فقد نقضت قريش الصلح الذي كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي كان يقضى في أحد بنوده أن من أحب أن يدخل في عقد محمد صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ، وتنفيذاً لهذا البند دخلت قبيلة خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصار عليه أن يحميها من العدوان عليها كما يحمى أصحابه ، ودخلت قبيلة بني بكر في عهد قريش وصار عليهم حمايتها كذلك 0
    وفى شهر شعبان من السنة الثامنة للهجرة اعتدت قبيلة بني بكر بمؤازرة قريش على قبيلة خزاعة التي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك نقضاً للمعاهدة التي بين رسول الله وقريش والتي عقدت في العام السادس من الهجرة وسميت ( صلح الحديبية ) واستجارت خزاعة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشد عمرو بن سالم الخزاعي أمام رسول الله أبياتاً تحكى قصة هذا الغدر وكان منها قوله :
    هم بيتونا بالوتير هجدا 0000 وقتلونا ركعاً وسجدا
    فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نصرت يا عمرو بن سالم ) وأمر الرسول أصحابه بأن يتجهزوا لغزو قريش في مكة ، وقال : اللهم خذ العيون والأخبار من قريش حتى نباغتها في بلادها .
    وكان يتكتم أمر هذه الغزوة حتى لا تصل أخبارها إلى قريش 0
    ولكن حدث أن حاطب بن أبى بلتعة كتب كتاباً إلى قريش يخبرهم فيه بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الكتاب لامرأة وجعل لها أجراً على أن تبلغه إلى قريش 0
    ونزل جبريل بخبر الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث علياً والمقداد وحدد لهما مكان المرأة التي معها كتاب حاطب فانطلقا حتى أدركاها وسألاها عن الكتاب فأنكرت أول الأمر فلما اشتد عليها على رضي الله عنه أخرجت الكتاب من بين شعرها وسلمته لهما 0 فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه : من حاطب بن أبى بلتعة إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا الرسول حاطباً وال له ( ما هذا يا حاطب ؟ ) فقال لا تعجل على يا رسول الله والله إني لمؤمن بالله ورسوله ، وما ارتددت ولا بدلت ، ولكنى كنت امرأ ملصقاً في قريش لست من أنفسهم ، ولى فيهم أهل وعشيرة وولد ، وليس لي فيهم قرابة يحمونهم ، فأحببت أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي 0 فقال عمر بن الخطاب : دعني يا رسول الله أضرب عنقه فإنه قد خان الله ورسوله ، وقد نافق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك يا عمر ، لعل الله اطلع على أهل بدر 0 فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) 0 فذرفت عينا عمر بالدموع وقال : ( الله ورسوله أعلم ) 0
    إن ما فعله حاطب من محاولة كشف سر المعركة لأعداء رسول الله خطأ كبير وإثم عظيم بكل المقاييس ولو حكم عليه الرسول بما رآه عمر لكان عدلاً ، ولكن رحمة رسول الله بالمؤمنين جعلته يعفو عن حاطب ويذكر له ما فعله في بدر من نصرة الله ورسوله 0 هكذا عالج الرسول هذا الموقف بالرحمة التي أودعها الله في قلبه والتي قال عنها الله سبحانه (( فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ))
    ذلك موقف حكيم من قيادة نبوية حكيمة يجب الاقتداء به 0

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    اليوم يوم المرحمة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
    ففي السنة الثامنة من الهجرة أعد رسول الله صلى الله عليه وسلم العدة لفتح مكة وجهز جيش المسلمين لذلك وغادر المدينة في عشرة آلاف مقاتل في اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك ، وسار بالجيش حتى نزل بمر الظهران واستراح فيه ليلته ، وفى الصباح يوم الأربعاء السابع عشر من رمضان غادر الرسول مر الظهران إلى مكة ، وأمر عمه العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها ، ففعل العباس ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وراع أبا سفيان ما رآه من قوة جيش المسلمين ونظامهم حتى قال للعباس : والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما .
    قال العباس : يا أبا سفيان : إنها النبوة ، قال : فنعم إذن .
    وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة ، فلما مر بأبي سفيان قال له : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ، اليوم أذل الله قريشاً . فلما حاذى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان قال : يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد ؟ قال : وما قال ؟ فقال : كذا وكذا – فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف : يا رسول الله ما نأمن أن يكون له في قريش صولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل اليوم يوم المرحمة ، بل اليوم تعظم فيه الكعبة ، اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً ، ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء ودفعه إلى ابنه قيس ، ورأى أن اللواء لم يخرج عن سعد .
    ما أروع هذا الموقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بسبيل قتال القوم الذين آذوه وآذوا أصحابه ، والذين أخرجوا المسلمين من ديارهم قهراً وعنوة ، واستولوا على دورهم و أموالهم وثرواتهم ، ودفعوا بهم إلى دار الهجرة بغير مال ولا زاد ، يواجهون مصيراً لا يعلمه إلا الله ، والذين نقضوا الصلح الذي بينهم وبين رسول الله باعتدائهم على قبيلة خزاعة حليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذين نصبوا الحرب مع رسول الله والمؤمنين . وفى كل قتال كانوا هم البادئين المعتدين فهم الذين جاءوا بجيشهم للقتال في بدر وهزمهم الله ، وهم الذين عادوا في العام التالي في غزوة أحد ، وهم الذين جمعوا الأحزاب وحرضوا القبائل لقتال رسول الله والمؤمنين في غزوة الأحزاب التي بدد الله شملهم فيها وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزا .
    والآن يغزوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا تاريخهم معه ، ويقول مع ذلك عنهم : اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً ، اليوم يوم تعظم فيه الكعبة ، ثم ينزع اللواء من سعد ابن عبادة خشية أن يكون له في قريش صولة .
    ما أرحم حروب المسلمين ، وما أكرم نواياهم وأمنياتهم لمن يحاربون – أن يعزهم الله بالحق والإيمان بالله ، وأن تعظم حرمات الله وشعائره ، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي


    الرسول يستعير السلاح من مشرك

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
    فإن الله بعث رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالإسلام وأمره أن يبلغ رسالة ربه وقال له : (( يأيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس ))
    وصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أمره ربه تنفيذاً لقوله تعالى :
    (( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين )) واشتدت عداوة المشركين لهذا الدين الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وكان من عتاة الجبارين الذين آذوا رسول الله ومن آمن معه ثلاثة تملكتهم حمية الجاهلية فكانوا حرباً على الإسلام والمسلمين وهم : أبو سفيان بن حرب ، والحارث بن هشام ، وصفوان بن أمية ، وقد دعا عليهم الرسول في صلاته فأنزل الله عليه قوله تعالى :
    (( ليس لك من الأمر شيء ، أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ))
    وكف الرسول عن الدعاء عليهم . ولما أعز الله دينه ونصر رسوله وتم فتح مكة ، قال عمر : لئن أمكنني الله من هؤلاء لأعرّفنّهم ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم وقال لهم : ( مثلى ومثلكم كما قال يوسف لإخوته : (( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )) . ) قال عمر : فانفضحت حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    قال أهل السير : ولما فتح الله مكة على رسوله أطاعت له قبائل العرب كلها وأسلموا إلا هوازن وثقيف قصدوا محاربة المسلمين واجتمعوا على ذلك فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش يبلغ اثني عشر ألفاً ، وكان في حاجة إلى بعض السلاح فذكر له أن صفوان بن أمية يملك أدرعاً وسلاحاً فأرسل إليه – وهو يومئذ مشرك – فقال : يا أبا أمية أعرنا سلاحك هذا نلقى به عدونا . فقال : أغصباً يا محمد ؟ قال : بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك . قال صفوان : ليس بهذا بأس . فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح .
    وهكذا تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صفوان قبل إسلامه تعاملاً لا إكراه فيه وهو المنتصر الظافر ، وهدى الله صفوان إلى الإسلام فكان من خير الأصحاب فيما بعد . ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    شجاعة بدّلت الهزيمة نصراً



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في أعلى درجات الشجاعة ، وله مواقف كثيرة تشهد بشجاعته ورباطة جأشه وثقته في نصر الله له ولدينه الذي أرسله به ، ومن أعظم مواقفه الشجاعة موقفه في غزوة حنين ، فقد حدث بعد أن فتح الله مكة على المسلمين في السنة الثامنة من الهجرة ، أن امتنعت بعض القبائل الشرسة القوية المتغطرسة عن الاستسلام وفى مقدمة هذه القبائل هوازن وثقيف واجتمع بطون من نصر وجشم وسعد بن بكر وناس من بني هلال وقد رأت هذه البطون من نفسها عزاً وأنفة أن تخضع لانتصار المسلمين في فتح مكة ، واجتمعت إلى قائدها مالك بن عوف واستعدت للقتال ، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم السبت السادس من شهر شوال في السنة الثامنة من الهجرة وكان عدد جيش المسلمين اثني عشر ألفاً ، ونظر بعضهم إلى هذا الجيش معجباً بكثرته وقال : لن نهزم اليوم من قلة .

    وكان من أمر مالك بن عوف أن سبق المسلمين إلى وادي حنين وفرق كمائنه – جمع كمين – في الطرق والمداخل والشعاب والمضايق فلما وصل المسلمون إلى الوادي وشرعوا ينحدرون فيه فاجأهم الرماة بالنبال تمطر عليهم من كل جانب وقد شدت كتائب العدو عليهم شدة رجل واحد ، وكان للمفاجأة أثرها فتفرق جيش المسلمين وولى جنوده مدبرين وكانت البداية توحي بالهزيمة في هذه المعركة .

    وهنا تجلّت شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تفرق جيشه ولم يبق معه إلا عدد قليل من المهاجرين وأهل بيته . فلم تهزه المباغتة ولم يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً ، فأخذ يدفع بغلته نحو العدو معلناً عن نفسه قائلاً :

    أنا النبي لا كذب – أنا ابن عبد المطلب

    وأمر عمه العباس أن ينادى على الناس وكان جهير الصوت فلما سمعوا نداءه قالوا : لبيك يا لبيك وعادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتدم القتال وكتب الله النصر للمؤمنين وغنموا غنائم كثيرة من الإبل و الأغنام والأموال والسبايا ، وأعز الله دينه بثبات رسوله وشجاعته في هذا الموقف العصيب وسجل القرآن ذلك في قول الله تعالى : (( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذّب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين )) .

    وهكذا تبدلت الهزيمة نصراً بهذا الموقف الشجاع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنصر الله لعباده المؤمنين .
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    الرسول يعلم خادمه

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فإن شباب الأمة هم عدتها وعتادها ومعقد آمالها في سلامة الحاضر وعظمة المستقبل ، والعناية بالشباب هي الأساس الذي يقوم عليه بناء الحضارات وتقدم العلوم وازدهار النمو والتقدم في كل المجالات ولذلك عنى الإسلام عناية كبيرة بتربية الشباب من وقت مبكر والمحافظة عليهم من الوقوع في حبائل الشيطان وغوايته ، فإن الإنسان في هذا الوقت من العمر أقرب ما يكون من الاستجابة للشهوات والسعي لتحقيق الملذات ، وهو لذلك في حاجة إلى حمايته ومساعدته على اجتياز هذه المرحلة في أمان وبعد عن الموبقات والمهلكات ورذائل الأخلاق .


    والله سبحانه وتعالى يقرر في كتابه الكريم أن السمع والبصر والفؤاد وسائل العلم والمعرفة والتكوين النفسي والعاطفي للإنسان فيقول جل شأنه :

    (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )) وهو سبحانه يحذرنا من الانحراف بهذه الأجهزة ويخبرنا بأنه سائلنا عنها وعن استخداماتها وكيفية الانتفاع بها فيقول :

    (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً )) ولذلك فإن واجب من بيدهم التوجيه والتربية أن يحفظوا هذه الوسائل من التأثر بملوثات البيئة أو الصحبة أو مغريات الفساد التي تقتحم السمع والبصر والفؤاد وتؤثر فيهن تأثيراً ضاراً . فقد علمنا الله تعالى أن نحفظ أسماع أولادنا وأبصارهم منذ الصغر فلا يسمع الطفل هجراً من القول ولا ينظر إلى عورة محرمة وذلك بتعليم الأطفال الاستئذان في ثلاثة أوقات لها حساسيتها في السمع والبصر وفى التفكير كذلك .

    (( من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم )) حتى إذا كبر الطفل وبلغ مبلغ التكليف وجب عليه الاستئذان في كل الأوقات . وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم أنساً خادمه أن يستأذن .

    يقول أنس : كنت خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم أدخل بغير استئذان فجئت يوماً فقال : ( كما أنت يا بني – فإنه قد حدث بعدك أمر لا تدخلنّ إلا بإذن ) وكان الفضل بن العباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي يركب وراءه على الدابة – فجاءت امرأة تستفتيه وجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل الرسول يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر ويقول : ( رأيت جارية حدثه وغلاماً حدثاً فخشيت أن يدخل بينهما الشيطان ) .

    هذه مواقف تعلمنا أن نصون الشباب ونربيه على الفضائل ونمنع عنه المؤثرات التي تفسد فطرته التي فطره الله عليها .
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    هذا الدرس لا ينسى




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيادته لدولة الإسلام كان يربى أصحابه على تعاليم الإسلام الفاضلة ، ويأخذهم بها قولاً وعملاً ، وإذا حدث من أحدهم انحراف عن هذه التعاليم أو إهمال لبعضها سارع الرسول العظيم إلى المنبر وجعلها موعظة عامة تصحح الخطأ وترد النفوس إلى الصواب الذي يرضى الله ورسوله ، وكان صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المواعظ لا يشهّر بأحد ولا يذكر المخطئ باسمه أو لقبه أو كنيته حتى لا يفضحه على رؤوس الأشهاد ، وذلك من الأدب الإسلامي الرفيع الذي يجب التمسك به والحرص عليه في حياتنا .

    وكان من بين حاجات الدولة أن يبعث الرسول عمالاً إلى القبائل والبطون يجمعون الصدقات التي فرضها الله على الأغنياء وجعلها حقاً ثابتاً للفقراء وحدد مصارفها وامتدح الذين يؤدون زكاة أموالهم وجعلهم من أهل الفلاح في الدنيا والآخرة .

    فقال جل شأنه (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون )) وقال سبحانه : ((والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ))

    وكان من تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يرسلهم لجمع الصدقات ألا يأخذوا من الناس كرائم أموالهم ونفائس مقتنياتهم التي يعتزّون بها ويفرحون بتملكهم إياها فيقول لعامله في جمع الصدقة ( وإياك و كرائم أموالهم ) أي احذر أن تأخذ النفيس من أموال دافعي الزكاة فإن ذلك يوغر الصدور ويخرج الأضغان ، ويجعل العطاء ثقيلاً على قلب المتصدقين ، وكان يأمر عماله كذلك ألا يأخذوا لأنفسهم شيئاً من أموال الصدقة إلا ما يعطيه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مما خصصه الله لهم من سهم ( العاملين عليها ) أي أجور الذين يجمعونها ويحفظونها ويعملون على صيانتها وتوصيلها إلى رسول الله يوزعها على مستحقيها . وكان الذين يختارهم الرسول لجمع هذه الأموال من الأمانة بالدرجة التي يطمئن بها إلى سلامة تصرفهم وحسن أدائهم وخشيتهم من الله .

    غير أنه حدث ذات مرة أن أحد الذين بعثهم الرسول لجمع الصدقة أخذ بعض الأموال بحجة أنها هدية أهديت إليه وهو يظن أنها من حقه وأن قبولها لا يخدش أمانته في شيء .

    ولنستمع إلى راوي الحديث يذكر لنا تفاصيل هذه القصة وهو يقول :

    استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على الصدقات يقال له ( بن اللتبية ) فلما قدم بها قال : هذا لكم ، وهذا أهدى إلىّ ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد .. فإني استعمل الرجل منكم على العمل فيأتي ويقول : هذا لكم وهذه هدية أهديت لي ، أفلا جلس في بيت أبيه أو أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً – والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة ، فلا أعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر – ثم رفع يديه حتى رؤى بياض إبطيه يقول : اللهم هل بلّغت . رواه البخاري

    إن هذا الدرس لا ينسى ، وإن الوعيد فيه شديد لأولئك الذين يباشرون وظائف الدولة ويأخذون من أصحاب المصالح هدايا أو أموالاً يحسبونها حلالاً لهم و بئس ما يصنعون .
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    سلامة الصدور مطلب إسلامي



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ القمة العليا في مكارم الأخلاق وقد امتدحه الله تعالى بقوله : (( وإنّك لعلى خلق عظيم )) وهى شهادة من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بعظمة أخلاقه ، وقد بعثه الله تعالى معلماً للإنسانية كلها فإن رسالته عامة لخلق الله جميعاً (( قل يا أيها النّاس إني رسول الله إليكم جميعاً )) ومما علمه الرسول للناس حسن الخلق والمحافظة على العلاقات بين الأفراد سليمة من كل شوائب الكراهية أو الحقد أو الغضب الذي يبعثه تأثر النفس وانفعالها لسبب ترى أن فيه إساءة إليها .

    وفى حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على سلامة نفوس الناس بعضهم مع بعض نجده يعالج كل الأسباب التي قد تدعو إلى نفور الناس من بعضهم أو تشككهم في علاقاتهم فيقول صلى الله عليه وسلم ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ) وهو بذلك يعالج موقفاً قد يحدث من بعض الناس دون انتباه لما يتركه هذا الموقف من الحزن أو الشك أو الهواجس في نفس رفيقهما الذي تركاه وتحدثا بعيدا عنه في سرية لا يسمع ما يقال فيها .

    ومن تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعية إلى المحافظة على سلامة نفوس الناس بعضهم مع بعض ، وإبعاد عوامل الكراهية والضغينة عن علاقاتهم نجده ينهى أن يخطب الخاطب على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له

    فإن الإنسان إذا تقدم لخطبة فتاة وأظهر لأهلها الرغبة في الزواج بها ، وكان منهم قبول وميل إلى إتمام هذا الاقتران ، فإنه لا يجوز لشخص آخر يعلم بهذا الأمر أن يسارع قبل إتمامه ويخطب هذه الفتاة مزاحماً الخاطب الأول ، وقد يكون فيه ميزات تجعل أهل الفتاة ينقضون وعدهم للأول ويرغبون الخاطب الثاني .

    هذا العمل وهو الخطبة على خطبة أخيه مما يبعث الضغينة في النفوس ويؤدى إلى العداوة والخصومة وقد تزداد العلاقة بينهما سوءاً فيحدث من المآسي ما لا تحمد عقباه . ولذلك جاء نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخطب المرء على خطبة أخيه إلا إذا ترك الخاطب الأول وعدل عن رغبته في الاقتران أو أذن للثاني في أن يتقدم إليها ، وهذا الإذن دليل الرضا فحينئذ يجوز للثاني أن يتقدم دون خوف من حدوث العواقب السيئة .

    ومثل ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم أن يبيع الرجل على بيع أخيه أو يشترى على شراء أخيه ، وذلك يحدث من بعض الناس دون نظر إلى العواقب السيئة التي تترتب على هذا العمل ، فبعدما يتفق البائع مع المشترى على ثمن سلعة معينة ويتراضيا على ذلك يتدخل بائع آخر ويقول للمشترى أنا أبيعك هذه السلعة بثمن أقل مما اتفقتما عليه ، وهذا هو البيع على بيع أخيه .

    أما الشراء على شراء أخيه فصورته أن يتفق المشترى على شراء سلعة معينة بثمن معين فيتدخل شخص آخر ويقول للبائع أنا أشتريها منك بثمن أكثر ويفسد على المشترى الأول صفقته .

    وفى كلا الحالين يحدث النزاع والشقاق وغضب النفوس ، ولذلك جاء الإسلام بمكارم الأخلاق يعلم الناس كيف يحافظون على سلامة نفوسهم وحسن علاقاتهم حتى تكون حياتهم سعيدة هنيئة آمنة من كل سوء .
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,561
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    02:09 PM

    افتراضي

    سلامة الصدر مطلب هنيئا لمن رزق صدر سليما وقلبا مخموما

    (( مخموم القلب أي أنه يزيل ما علق بقلبه أول بأول، ))

    اللهم اجعلنا منهم يارب

    اللهم اغفر لنا ولاخوننا الذين سابقونا للايمان

    اللهم ولاتجعل فى قلوبنا غِلاً للذين آمنوا

    اللهم اغسل قلوبنا بالثلج والماء والبرد

    بارك الله فيك واحسن اليك أخي الكريم
    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    الرسول ينزل على رأى أصحابه


    بعد غزوة أحد وما أصاب المسلمين فيها ظن اليهود أن الفرصة سانحة للقضاء على المسلمين في حرب أخرى تتجمع فيها أحزاب الشرك والكفر وتهاجم المدينة لاستئصال شأفة المسلمين نهائياً ، ودبر اليهود هذا الأمر فخرج عشرون رجلاً من زعمائهم و سادات بني النضير إلى قريش بمكة يحرضونهم على غزو الرسول صلى الله عليه وسلم ويوالونهم عليه ووعدوهم بنصرتهم فأجابتهم قريش إلى ما طلبوا ، ثم خرج هذا الوفد إلى غطفان فدعوهم إلى مثل ما دعوا إليه قريشاً فاستجابوا لذلك ونجح ساسة اليهود وقادتهم في تأليب أحزاب الكفر من قريش وكنانة وحلفائهم من أهل تهامة ومن قبائل غطفان وهم بنو فزارة وبنو مرة وبنو أشجع كما خرجت بنو أسد وغيرهم وهاجم الأحزاب المدينة وفوجئوا بحفر الخندق حولها ولم يكن ذلك معروفاً في حروب العرب وإنما أشار به سلمان الفارسي وحفره المسلمون ، وجرت محاولات من المشركين لاقتحام الخندق وصدهم المسلمون واشتدت المراماة بينهم وقتل رجال من الجيشين ، وفى مواجهة هذه الشدائد في المعركة نقض بنو قريظة عهدهم وانضموا إلى المشركين وقاموا فعلاً ببعض عمليات الحرب وهددوا النساء و الذرارى في المدينة والمسلمون في شغل عنهم بالجيش الزاحف الذي يريد المدينة ومن فيها 0 وعرف الرسول والمسلمون موقف بني قريظة وغدرهم وتحرج الموقف وصار كما صوره الله تعالى بقوله : (( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا . هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا )) وأشفق الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلمين من هذا الهول فأراد أن يخفف عنهم وفكر في أن يصالح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة حتى ينصرفا بقومهما وتدب الفرقة في صفوف الأحزاب . واستشار الرسول في ذلك سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رئيسي الأوس والخزرج فقالا : يا رسول الله : إن كان الله أمرك بهذا فسمعاً وطاعة ، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه ، لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى – ضيافة – أو بيعاً . فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا إليه وأعزنا بك نعطيهم أموالنا ؟ والله لا نعطيهم إلا السيف ، فصوب الرسول رأيهما وقال : إنما هو شيء أردت أن أصنعه لكم ، ولا نعطيهم إلا السيف .

    وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه وهكذا ظهرت قوة الإيمان أمام الشدائد الطاحنة واستحق المؤمنون نصر الله الذي هزم الأحزاب وحده .
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    من مواقف أمهات المؤمنين

    لا والله لا يخزيك الله أبدا


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فبهذه العبارة المطمئنة الباعثة على الثقة الطاردة للقلق والفزع استقبلت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجها الحبيب محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقد جاءها ذات يوم يرجف فؤاده ، وتسرع دقات قلبه ، وهو يقول : زملونى زملونى ، فإن الخائف يشعر بالبرد في أطرافه وأعضاء جسمه ويكون في حاجة إلى الدفء الذي يعيد إليه هدوء نفسه، ولكن محمداً (صلى الله عليه وسلم ) وجد عند زوجه خديجة دفئاً من نوع فريد ، ليس دفء الغطاء والوسائد لكنه دفء نفسي جاء في كلمات حانية معبرة عن الثقة في حماية الله وعونه لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) الذي لم تعهد منه إلا الخير ، ولم تر في عشرتها معه غير مكارم الأخلاق على مستوى لا يرقى إليه غيره من أهل بيئته فانطلق لسانها معبراً عما تكنه في نفسها من محبة واحترام وتقدير لهذا الزوج العظيم الكريم : ( لا . والله لا يخزيك الله أبدا ) .

    كان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يتجهز للتعبد في غار حراء ليالي عدة ثم يعود فيتجهز لمثلها وقد حبب إليه البعد عن الناس والتعبد على دين إبراهيم عليه السلام وهو دين الوحدانية والتعظيم لله خالق السموات والأرض . وبينما هو في خلوته ذات ليلة من ليالي رمضان في غار حراء إذ فاجأه ما ليس في حسبانه ، وإذا بالملك جبريل يظهر له ويقول يا محمد اقرأ . ويجيب محمد صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ أي لست ممن يعرف القراءة ، فيأخذه الملك ويحتضنه في قوة أجهدته ثم أرسله وقال : اقرأ . قال : ما أنا بقارئ يقول محمد صلى الله عليه وسلم : فأخذني الثانية و غطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ ، فأخذني الثالثة و غطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني وقال :

    (( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم )) .. واضطرب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وخاف من هول المفاجأة وأسرع إلى بيته لتلقاه زوجه خديجة وهو يقول : لقد خشيت على نفسي . ولم تفزع خديجة وهى ترى زوجها الحصيف الهادئ الرزين وقد تملكه الخوف ، فكان ثباتها هو المرفأ الآمن الذي استقرت عليه نفس محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الذي جاءه الملك بالنبوة اصطفاءً من الله واختياراً له دون كسب أو سعى منه لها ، وجاءت كلمات خديجة في هذا الموقف باعثة للهدوء والطمأنينة في نفس النبي محمد صلى الله عليه وسلم قالت ( لا والله لا يخزيك الله أبدا . إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق ) فكأنها بهذا تقيم الدليل على يقينها بأن الله لا يخزى محمداً أبدا ، فمن كانت هذه صفاته ، فكيف يخزيه الله العادل ، أو يمسه بسوء ، أو يتخلى عنه وتأكيداً لقولها المنبعث عن فطنة ورباطة جأش وسلامة فكر وثقة بعدل الله تعالى ، أخذت زوجها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وهو شيخ كبير قرأ كتب الأولين وعرف كغيره من أحبار أهل الكتاب أن نبي آخر الزمان قد آن وقت بعثته وأنه قد أظلهم زمانه ، وقالت خديجة : يا ابن العم ، اسمع من ابن أخيك . وقص محمد النبي ما جرى له في غار حراء ، واستمع ورقة ، وما لبث أن قال : أبشر يا ابن أخي فإنك نبي هذه الأمة الموعود به في كتب أهل الكتاب وإن ما رأيته هو الناموس الذي أنزل الله على موسى ، وليتني أكون فيها جذعاً إذ يخرجك قومك ، إذاً لنصرتك نصراً مؤزراً – وتعجب محمد النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : أو مخرجي هم ؟ قال ورقة : ما أتى أحد بمثل ما أوتيت به إلا أوذي . أي أن هذا شأن الأنبياء من قبلك ، فكن مستعداً لما يصيبك من قومك .

    وهدأت نفس محمد صلى الله عليه وسلم وأيقن أن الله قد اصطفاه نبياً ورسولاً

    وكان موقف أم المؤمنين خديجة بنت خويلد هو الدفء الذي أشاع في نفسه الهدوء وطرد عنه خوف المفاجأة . وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها بعد وفاتها بكل خير ، ويبدى من ضروب الوفاء لها ما كان مثار العجب عند بعض زوجاته ، فقد كانت أول من صدقه و آمن به ورزقه الله منها الولد ونزل جبريل عليه السلام يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرئها السلام من ربها .

    سلام على خديجة من رب العالمين .
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

مواقف اسلامية د . عبد الرحمن العدوى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مواقف مضحكه
    بواسطة ابوالسعودمحمود في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-01-2011, 04:42 AM
  2. مواقف الرسول مع الاطفال
    بواسطة مريم في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-01-2010, 07:10 PM
  3. مواقف و مشاكل و الحلول - هام يا غير مسجل
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-03-2009, 08:42 AM
  4. مواقف لا تنسى
    بواسطة أبو أنس في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-01-2009, 07:39 PM
  5. مواقف غريبة
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 29-06-2008, 11:17 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مواقف اسلامية د . عبد الرحمن العدوى

مواقف اسلامية د . عبد الرحمن العدوى