شاب استمسك بهدى نبيه و سنته ،و سار على نهجه إلا وجد الصدود و العناد و السخرية فليس له ملجأ الا إلى الله ....فـــــــــــــــــــــانبرأ يقـــــــــــــــــــــول :

عبد سرى في ليلة ظلمــــــــــــــــــــــــاء هرب بتقواه من الفحشــــــــــــــــــــــــــــاء


هربا من الفتن التي حـــــــــــــــــاطت به من فتنة السراء و الضــــــــــــــــــــــــــراء


عبد فتى في مستـــــــــهل شبابـــــــــــــه عــــــــــرف الهــدى و طــــــــريقه بصــفاء


قــــــرأ القــــرآن تفهــــمــا و تــدبـــــــرا وكـــــــــذا اهتـــــــدى للسنة الغــــــــــــــراء


وراىحـــيـــــاة الصـــالحين ســـــعيــــدة بالخــــتير في الإصـــــــــباح و الإمســــــــاء


فتشــوقت نحـــو السعــــــادة نفـــــــــسه وغـــــدا يهـــدهـــد شـــوقــــه بخـــــفـــــــاء


حـــتى إذا الــــتــزم الهــــدى بعــــــزيمة لـلــه خـــــــالصــــــة مــــن الاهـــــــــــــــواء


نــادت به فـــتن الضـــــلالة جــــــــهــرة ودعــــتــه بالتــــــــــزيين و الاغـــــــــــــــراء


و تـــــزينت دنـــيــا ه فــي اثوابهــــــــــا بمبــــاسم و نــــــــــواظر كـــــــــحــــــــــــلاء


وغـــدت تغر الناس في اغوائـــــــــــــها حتى اضلــــــت اكـــــــــــثر الدهمــــــــــــــــاء


ونشــــا بمــــجتمع بـــه اخـــتلط الهــدى بقــــــوى الـــــردى و النـــــــور بالظلمـــــــاء


والناس تــاخذ منه مـــــا يرضى الـهوى فــاذا تعـــــــــارض فـــهو فــي اقـــصـــــــــاء


ان جـــئت بالحــق الصــــــريح تقــــيمه و صـــدعت فـــــــيه بســنة بيضـــــــــــــــــاء


لم يعرفوها قبل ذا من جهلهم او لم ترد بوصية الاباء


قامت قيامتهم وروع جمعهم وراوك مبتدعا و ذا اغواء


اتريد تبديلا لدين شيوخنا وطريقة العضماء و الوجهاء ؟


ومتى عرفت هدى النبى و دينه ؟ بالامس كنت فتى مع الجهلاء


فاذا اقمت عليهم حجج الهدى و دمغت باطلهم بدون خفاء


قالوا هذاك منفر مشدد واذا به استمسكت انت مرائي


لما اتاهم بالهدى هذا الفتى نفروا نفورا حمر و الحمقاء


و استهزءوا بسلوكه و بدينه و عن الهدى فتنوه بالايذاء


و ان راوه يلين او طمعوا بان يصغى لهم فتنوه بالاغراء


فتن على درب الهدى تغرى الفتى واخرهن لفتنة السراء


فتضايقت اخلاقه من حاله كتضايق الايمان في الاهواء


وجد الدراسة حيث كان قوامها اخلاط سوء شاع في الجلساء


بذل النصيحة جهرة و بخفية لذويه و الاصحاب و الزملاء


لا سيما في اهله و قرابة جهلوا فناداهم بلطف نداء


لكنهم لم يسمعوا قول الهدى لما اتى من اصغر الابناء
لم ينقموا منه سوى ان قالها الله ربي جهرتي وخفائي
واتاه ضيقا بعد ضيق فالتجا يشكو الى المولى عظيم بلاء
ويقول يا رباه عبدك مؤمن اني لاخشى فتنة الدهماء
اني اخاف من الضلال وانني ادعوك فاقبلني و ضعف دعائي
انقذ غريقا في الدجى قد راعه موج يهيج ووحشة الظلماء
الموج عاصفة الظلال ظلامه ان الهدى متلبس بخفاء
كيف المقام و كيف لي ان اكتم الحق الصريح لرهبة و رجاء
وبيانه لابد فيه من السلاح العلم افلق حجة الجهلاء

اعني بذلك اولى الحديث و حزبه العاملين بهديه الوضاء


هذي حكاية حال اصحاب الهــــ ــــدى فب غمرة الاغراء و الاغواء

يارب فاحفظهم وثبتهم على نصر الهدى و السنة البيضاء
وارزقهم احياءها ببصيرة وارزقهم صبرا على الاحياء
واجعل لنا فيها نصيبا وافرا يا رب وانصرنا على الاعداء
فهذه حال الملتزمين بالاسلام ظاهرا وباطنا وهم الغرباء الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : { طوبا للغرباء}