السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ومن يعمل سوءً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
سورة النساء.الآية: 110
روي عن علي رضي الله عنه أنه قال:
كنت إذا سمعت حديثا من رسول الله صلى
الله عليه وسلم نفعني الله به ما شاء، وإذا سمعته
من غيره حلفته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال:
ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين
ويستغفر الله إلا غفر له، ثم تلا هذه الآية "من قوله تعالى :ومن يعمل سوءا
أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما".
‏وقال تعالى:
{ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما*
ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا}.

سورة النساء.الآيتان:111 - 112
قوله تعالى:"ومن يكسب إثما"أي ذنبا "فإنما يكسبه على نفسه"
أي عاقبته عائدة عليه.والكسب ما يجر به الإنسان إلى نفسه نفعا
أو يدفع عنه به ضررا؛ ولهذا لا يسمى فعل الرب تعالى كسبا.‏
قوله تعالى:"ومن يكسب خطيئة أو إثما" قيل:
هما بمعنى واحد كرر لاختلف اللفظ تأكيدا.وقال الطبري:
إنما فرق بين الخطيئة والإثم أن الخطيئة تكون عن عمد وعن
غير عمد، والإثم لا يكون إلا عن عمد.
وقيل:الخطيئة ما لم تتعمده خاصة كالقتل بالخطأ.
وقيل:الخطيئة الصغيرة، والإثم الكبيرة، وهذه الآية لفظها عام
يندرج تحته أهل النازلة وغيرهم.‏
قوله تعالى:"ثم يرم به بريئا"والهاء في "به "للإثم أو للخطيئة.
لأن معناها الإثم، أولهما جميعا.وقيل:ترجع إلى الكسب.
"فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا" تشبيه؛ إذ الذنوب ثقل
ووزر فهي كالمحمولات.وقد قال تعالى:
"وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم "العنكبوت:13.
والبهتان من البهت، وهو أن تستقبل أخاك بأن تقذفه بذنب وهو منه بريء.
وروى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(أتدرون ما الغيبة )؟ قالوا:الله ورسوله أعلم؛ قال:
(ذكرك أخاك بما يكره ).
قيل:أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال:
(إن كان فيه ما تقول فقد إغغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ).
فرمي البريء بهت له.
يقال:بهته بهتا وبهتا وبهتانا إذا قال عليه ما لم يفعله.
وهو بهات والمقول له مبهوت.
ويقال:بهت الرجل (بالكسر )إذا دهش وتحير.
وبهت (بالضم )مثله، وأفصح منهما بهت، كما قال الله تعالى:
"فبهت الذي كفر"البقرة:258لأنه يقال:
رجل مبهوت ولا يقال:باهت ولا بهيت،وهو قول الكسائي.‏
*اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.