« الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في المسيحية الحالية شاءول/ بولس «

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

بالفيديو:الأب زكريا بطرس يزعم أن رسول الإسلام كان يتمتع بالنساء مع الصحابة وبالأدلة! » آخر مشاركة: نيو | == == | بالفيديو: إثبات وجود سيدنا محمد تاريخيا من مصادر غير المسلمين القديمه » آخر مشاركة: نيو | == == | بالصور والروابط الأجنبيه: أقوى إعتراف مسيحى موثق بوجود إسم سيدنا محمد فى العهد القديم » آخر مشاركة: نيو | == == | الى كل مسلم و مسيحى: نصيحة بولس الشاذة التى أدت الى سقوطه و سقوط الكتاب المقدس معه!! » آخر مشاركة: نيو | == == | تدمير المسيحية فى65 ثانية فقط : بسؤال قاتل لأنيس شروش يهرب منه(فيديو)!!!! » آخر مشاركة: نيو | == == | فيديو: معجزة بلاغيه قرآنيه مستحيل تكرارها فى اى لغه من اللغات: تكرار حرف الميم 8 مرات متتاليه بدون تنافر!!! » آخر مشاركة: نيو | == == | ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

« الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في المسيحية الحالية شاءول/ بولس «

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: « الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في المسيحية الحالية شاءول/ بولس «

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي « الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في المسيحية الحالية شاءول/ بولس «

    { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم }
    [سورة الفاتحة، آية رقم 1]
    { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُون }
    [سورة المائدة، آية رقم 82]


    « الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في المسيحية الحالية شاءول/ بولس «
    الجزء الثالث
    تمهيد :
    تحدثنا مِن قبل وفي جزئين سابقين متتاليين عن شاءول/ بولس؛ اليهودي الروماني الفريسي. في الجزء الأول تتبعنا نشأته وتربيته وثقافته، وعلى يد مَنْ تعلم! وكيف كانت غيرته على دين آبائه، وأخبرنا هو ذاته في الثاني عن كيفية متابعته ومحاربته لأتباع السيد المسيح وملاحقته لهم وزجهم في السجون واعتماد رأيه في قتلهم والعبث/ تخريب الكنائس أو سرقتها(1)؛ وهي مقدمة ضرورية، فبعد هذا التاريخ الحافل بكراهيته للسيد المسيح وتعاليمه وملاحقته لأتباعه وعدم قدرته على تحمل مجرد سماع اسم السيد المسيح الذي يصفه بالــ" ناصري "، وسجن وقتل من آمن بالسيد المسيح عليه السلام، يقوم بعد ذلك كلِه بدورٍ في منتهى الأهمية وبالغ الخطورة معاً، وهو دور معاكس لكل ما قام به من قبل. والحقنا بالجزء الثاني أقوال الحبيب لوقا عنه نقلاً من إنجيله.

    وجزء اليوم - الثالث - يتحدث عن الإنقلاب العجيب في عقيدة شاءول وأقواله وأعماله وسلوكه، ونعتمد الأدلة التي وردت في الكتاب المقدس المطبوع عام 1991م النسخة العربية، والصادر من دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط تحت عنوان:
    " الكتاب المقدس؛ أي كُتب العهد القديم والعهد الجديد " وقد ترجم من اللغات الأصلية"، وأيضاً طبعة "البشارة".
    فبعد أن علمنا بسيرته الأولى كما أخبرنا - هو - سابقاً وتربيته وما قام به من أعمال، نقف اليوم أمام الإنقلاب العجيب في حياته فقد أتى حدثٌ كمفاجأةٍ غير متوقعة؛ غيَّرهُ إلى النقيض مما كان عليه، وأعد نفسه له دون مقدمات معقولة أو مفهومة، ثم اعتبر نفسه رسول للسيد المسيح، مع أنه لم يلقاه ولم يتتلمذ علي يديه ولو للحظة واحدة؛ وهذا اعتراف من الكنيسة ذاتها، ثم أعطى شاءول المسيحَ صورةً جديدةً تماماً، بل ألبسه ثوباً لم يرتديه السيد المسيح من قبل ولا أحد من تلاميذه أُخبر به، والأمر الخطير حقاً هو تربعه على مقعد « المشرع « في الدين المسيحي، كما أخبر هو بلسانه وكما سُطر هذا في الأناجيل، وهذا ما سنبينه في فصل قادم تحت عنوان "بولس و الدين الجديد".
    بحثنا يدور حول النصرانية ووردت لفظة « نصارى « في القرآن بمعنى أتباع المسيح إذ جاء في الآية 14 من سورة المائدة :".. إنّا نصارى.. "، كما جاء في سورة التوبة آية رقم 30:"وقالت النصارى ... "، وللمفسرين أيضاً آراء في معنى هذه الكلمة وفي أصلها فقد ذهب الرّازي إلى أنها في نظر من أطلقوها على أنفسهم نسبةٌ إلى « نُصرة الله « وإلى قول النصارى لعيسى نحن "أنصار الله" (المرجع : محمّد الرّازي فخر الدين، التفسير الكبير، ج11، ص : 188) تعلق د. سلوى بقولها :" فرغم ما يلاحظ من اختلافات جزئية حول مصدر اللفظ « النّصارى؛ النّصرانية « فإن الاتفاق حاصل حول مدلوله وهو اتباع المسيحية في الشرق بما في ذلك العرب " ... تلك النصرانية التي طُمست بفعل الشخصيات المحورية التي لعبت أدوراً أساسية في إيجاد دين جديد يطلق عليه المسيحية / الديانة البولسية : فالنصرانية هي الإسم الشرعي للديانة، وينبهنا أحد الباحثين بقوله :" أنَّ عيسى من " ملة إبراهيم " جاء مصدقاً بها وبكل النبيين وبموسى وبتوراته، مواصلاً منهاجهم القائم على الدعوة إلى التوحيد ومبشراً بمحمّد وبرسالته فدين عيسى حسب القرآن هو الإسلام ولا شئ غير الإسلام، فلا ذكر لدين اسمه « المسيحية « أو « النصرانية «، سورة آل عمران 3/52 :"..وأشهد بأنَّا مسلمون.."، والمائدة 5/111: "..وأشهد بأَنَّنا مسلمون " أي "مستسلمون لآمر الله تعالى، مُقرون بأنّ دينهم الإسلام أنه دين كلَ الأنبياء وهو ما اتفق عليه جمهور المفسرين في شرح هذه الآيات (مرجع: الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ج:7، ص: 83، والرازي، التفسير الكبير: ج:8، ص : 64، والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج: 6، ص 363.
    اهتم القرآن بهذه الديانة وتعرض لها في مناسبات عدة، ويبلغ عدد الآيات المتعلقة صراحة بالمسيحية والمسيحيين حوالي مائة وسبع عشرة آية وإذا أخذنا بعين الاعتبار الخطاب الموجّه إلى من أُسْمُوا بــ « الضالين « و « الكافرين « و « الأحزاب « وهي صفات تشمل في أكثر من موضع المسيحيين أو النصارى فإن عدد تلك الآيات يتجاوز المائتي آية من جملة الــ « 6836 « آية المشتمل عليها القرآن [تصل النسبة إلى حوالي 2.9%] ولئن بدا عدد الآيات المتعلقة بالمسيحية وبأتباعها ضئيلاَ مقارنةً بعدد آيات القرآن عامة، فإنه على عكس ما قد يتبادر إلى الأذهان، لا يعبر عن كون الغرض الذي تناوله ليس ذا أهمية بل إنه غرض أساسي إذا نظرنا إليه من زاوية ردّ القرآن على العقائد، فالرد على المسيحية يحتل الموقع الثاني بعد الرد على الشرك، والرد على هذه العقيدة استمر حتى آخر سورة حسب ترتيب بلاشير [ „R. Blachere“ ] وهي سورة المائدة (المرجع د. سلوى ص 103)، وقد جاءت هذه الآيات متفرقة في حوالي ثلاث وعشرين سورة : (1) الفاتحة؛ رقمها [1]، (2) البقرة؛ رقمها [2]، (3) آل عمران؛ رقمها [3]، (4) النساء؛ رقمها [4]، (5) المائدة،؛ رقمها [5]، (6) الأنعام؛ رقمها [6]، (7) الأنفال؛ رقمها [8]، (8) التوبة،؛ رقمها [9]، (9) يونس؛ رقمها [10]، (10) الرعد؛ رقمها [13]، (11) النحل؛ رقمها [16]، (12) الكهف؛ رقمها [18]، (13) مريم؛ رقمها [19]، (14) الحج؛ رقمها [22]، (15) العنكبوت؛ رقمها [29]، (16) الأحزاب؛ رقمها [33]، (17) الشورى؛ رقمها [42]، (18) الزخرف؛ رقمها [43]، (19) الفتح؛ رقمها [48] (20) الحديد؛ رقمها [57]، (21) الصف؛ رقمها [61]، (22) التحريم؛ رقمها [66]، (23) البيّنة؛ رقمها [98]، هذا الترقيم وفق مصحف المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، طبعة عام 1425 هـ، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية [تصل نسبة السور إلى حوالي 20.1% من مجموع سور القرآن الكريم ]، فالنصرانية(!) أو التعاليم التي جاء بها عيسى عليه السلام أو التعاليم التي نادى بها وجاءته وحياً من خالقه وربه هي رسالة سماء للسيد المسيح، والنصارى هو الإسم الذي سُمي به أتباع عيسى عليه السلام في عصره وبعد رفعه؛ {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم} وإن لم يكن هذا الإسم أتى إلا من قولهم هم لأنه عرف بهم وكان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ خاتم الأنبياء والمرسلين وبشرى عيسى [61: سورة الصف، رقم الآية: 6 « ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد «] فالنبي كان يستخدمه، إذن تطلق لفظة « النصرانيّة « عموماً في الشرق مُرَادِفاً للفظة « المسيحيّة « ، كما تطلق لفظة « النَّصارى « على أتباع المسيح أما لفظة « التنصّر « فتطلق على التشيع للمسيحية، فقال خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم :" يولد المرء على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه.. الحديث. ولفظة « النصرانيّة « أو « المسيحيّة « لم ترد في القرآن، الذي ورد لفظ « النّصارى « (د. سلوى ص: 104). ويرى بعض المستشرقين أنَّ لفظة « النصارى « من أصل سرياني هو نصرايا „Nasraya“ وتطلق على مسيحيي الشرق ويرى بعض المؤرخين أنّ لها صلة بـ « الناصرة « المدينة التي كان منها يسوع حيث يقال « يسوع النّاصري « أو لها صلة بــ « النّاصريين: وهم إحدى الفرق القديمة اليهودية المتنصرة « (د. سلوى ص: 27).
    والبحث يستلزم منا بحث الشخصية المحورية الأولى على الإطلاق؛ أقصد عيسى ابن مريم عليه السلام كما ورد في القرآن وبعض المصادر الآخرى، وسنهتم بإنجيله؛ الكتاب الذي أنزله الله عليه وبالتأكيد سنهتم بالشخصية المحورية الثانية وهو برنابا وإنجيله وهذا سيأتي في موضعه.
    فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يستخدمه - نصارى - في حقهم وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين؛ فهذا اللفظ أولى من إستخدام لفظ " المسيحية " الذي يطلق كثيراً على النصارى، وذلك لأن المسيحية نسبة إلى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وهو منهم بريء، إذ قد خالفوا أمره وغيّروا منهجه وتركوا عقيدته ودينه، قال الرسول "إنَّ أولى الناس بعيسى ابن مريم" كما في البخاري فالأولى بكل الأنبياء هم الذين اتبعوهم وأحيوا سنتهم ودينهم جميعا وهو التوحيد، وبما أنه وجدت تعاليم جديدة وأفكار جديدة لم ينادي بها رسول الله ـ عيسى ابن مريم عليه السلام ـ بل ابتكرت مفاهيم جديدة كما كتبت أسفار وأناجيل بها القدر الضئيل مما ترسب في الأذهان من أقوال الرسول إلى بني إسرائيل؛ كما يصرح بذلك كاتب إنجيل لُوقَا، في الإصحاح الأول إذ قال:" إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ..... رأيتُ أنا (لوقا) أيضاً أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثَاوُفِيلُس .."... دين جديد، لذا فيمكننا من حيث التقسيم العام للأديان أن نطلق لفظة النصرانية ونسميها بأنها دين المسيح ابن مريم عليه السلام أما المسيحية فهي الدين الذي ابتكره شاءول وبدأت جذوره تنمو في رحم الأحداث المظلمة منذ أن دعى إليها وعادت للظهور بقوة في العام الــ 100 من الميلاد .


    حصول شاءول على تكليف بملاحقة الأتباع في دمشق وإعادتهم أسرى إلى أورشليم؛ من هنا تبدأ قصة الإنقلاب العجيب :
    فقد جاء في سِفر أعمال الرُّسل الأصحاح الثاني والعشرون "22/ 5"، وكما جاء في طبعة البشارة ما نصه :"5كما يَشْهَدُ لي ـ أي شاءول ـ بذلكَ رئيسُ الكَهَنَةِ وجَميعُ مَجلِسِ الشُّيوخ [المشيخة]؛ بَلْ أَخَذْتُ مِنْهُم رسائِلَ الى الإِخْوَةِ، وانْطَلَقْتُ الى دِمَشْقَ لِأَجيءَ أُورَشليمَ بمَنْ هُناكَ [مِن هذا المَذْهَبِ] مُوثَقينَ، فيُعاقَبوا."، وكما جاء (12 "ولمَّا انطَلَقْتُ الى دِمَشْقَ، وأَنا على ذلكَ، وبيَدي سُلْطانٌ وتَفْويضٌ من رُؤَساء الكَهَنَةِ) (سِفر أعمال الرُّسل الأَصحاح السادس والعشرون "26/ 12") فأخذهُ الرسائل من رئيس الكهنة ورحلته هذه إلى دمشق كان ذلك حوالي سنة 38 ميلادية، ورحلته هذه مهمة رسمية أعطاها له رؤساء الكهنة وجميع مجلس الشيوخ، هذا التكليف حصل عليه لأنه الأنسب لهذه المهمة.


    أخي الكريم؛ عزيزي القارئ،
    نقف الأن معاً أمام قصة إما أن تقبل فتصدق، ونصدق كل ما يبنى عليها، وإما أن ترفض فتكذب، وتقع الكنيسة في حرج أمام شعبها ورعاياها وتقع في مأزق فــ: كيف ستبرر موقفها بعد مرور كل هذه السنوات والأعوام!!؟.. لترد على قصة مختلقة تشككَ فيها المؤيدُ قبل المتوجس.
    وبالفعل قد أجابت الكنيسة على مثل هذه الأسئلة، بيَّد أنها أجوبة خجولة لا ترتفع لرد علمي أو مسكت لسائل!.
    هذه القصة التي سنرويها بأدلتها التي يعتمدها النصارى في كتابهم المقدس؛ بُني عليها عقيدة دين، فإذا رفضت ـ القصة ـ رفض الدين بأكلمه، وإذا كذبت كذب قائلها وهُدم الدين من أساسه لأنها هي العماد الوحيد لهذه العقيدة وأحدى الأسس لما بُني عليها، فماذا ستفعل الكنيسة في أسفار العهد الجديد؛ خاصة رسائل القديس بولس، فشاءول هو مؤسس هذا الدين الذي يدين به الأن أكثر من مليار من البشر (يراجع التقدير الأخير لعدد نصارى العالم الصادر عن الفاتيكان)، ونحن لا نخفي سراً حين نصرح بقولنا أن بعض العلماء المسيحيين والتاريخيين يعتبرون أن السيد المسيح شخصية أخترعها بولس من بنات أفكاره، ولكن لإيماني العميق بنبوة محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وبرسالته وكتابه، الذي جاء بالتصريح بنبوة عيسى ابن مريم عليه السلام ـ وليس باعتباره ابناً لله تعالى؛ حاشا لله أن يتأخذ ولدا؛ سبحانه كما صرح بذلك في العديد من آيات الذكرالحكيم (ومن هذه الأدلة ما جاء في سورة 2: البقرة، آية 116 :"وقالوا آتخذ الله ولدا سبحانه"، 10 يونس، آية رقم 68 :"قالوا آتخذ الله ولداً سبحانه هو الغني"، 17 الإسراء، آية رقم 111: "وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا"، 37: الصافات، آية رقم 152، :"ألا إنهم من إفكهم ليقولون : ولد الله وإنهم لكاذبون"، 112: الإخلاص، آية رقم 3 :"لم يلد ولم يولد"، ويؤكد الخطاب القرآني على الوحدانية بقوله 4: النساء، آية رقم 171: "إنما الله آله واحد سبحانه أنى يكون له ولد"، 6 الأنعام، آية رقم : 101: "أنَّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ"، 19: مريم، آية رقم 35 :"ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه"، 19 مريم، آية رقم 88: "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئاً إدَّا"، 19 مريم، 91: "وتخر الجبال هدَّا أن دعوا للرحمن ولداً"، آية 92 : "وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا"، 21 الأنبياء، 26: :"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمين"، ويمنع القول : 23: المؤمنون، آية رقم 91: "وآتخذ الله من ولد"، 25 الفرقان، 2 :"الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولداً"، 72: الجن، آية رقم 3 :"وإنه تعالى جد ربنا ما آتخذ صاحبة ولا ولداً"، ثم ينبه سبحانه وتعالى على مسألة آخرى عرضتها الكنيسة وهي أن بجوار الآله الآب سيجلس على يمينه الآله الأبن ليحكم العالم : 23: المؤمنون، آية رقم 91: :"وما كان معه من إله"، 17 الإسراء، آية رقم 111: "ولم يكن له شريك في الملك"، كما ورد في محكم الكتاب الكريم ـ فبحث المسألة إذن ليس في شخصية السيد المسيح وتعاليمه ودعوته وعقيدته وأقواله والمعجزات التي آتى بها؛ بل المسألة في " المشرع " بولس الرسول الذي ينطق بإسم السيد المسيح؛ أحيانا أو باسمه أحيانا آخرى، فورد في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كُورِنْثُوس ما نصه :" 1بُولسُ المدعوُّ رسولاً ليسوعَ المسيحِ بمشيئةِ اللهِ " (الأَصحاح الأول /1، ص 368، طبعة الكتاب المقدس في الشرق الأوسط كتاب العهد الجديد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح، وقد ترجم من اللغة اليونانية، النص منقول من طبعة "الكتاب المقدس أي كتب العهد القديم والعهد الجديد، وقد ترجم من اللغات الأصلية، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط" مابين القوسين نُقل من الصفحة الأولى، وفي الصفحة الأخيرة من الكتاب؛ أي نهاية العهد الجديد كتب بحروف لاتينية :" „Arabic Bible 43 20M – 1991 “ اسفل أخر صفحة من رؤيا يوحنا اللاهوتي).

    ومع مساهمة شاءول ـ لاحقاً رسول السيد المسيح؛ ويصرح بما لا يقبل الشك أو الإرتياب وباعترافه بالفعل – أي فعل حبس الأتباع بنفسه فيقول : ( سِفر الأعمال الأَصحاح السادس والعشرون (26/ 10) إثناء حديثه مع الملك أَغْرِيبَاس « 10ولَقد فَعَلْتُ ذلكَ في أُورَشليم؛ وحَبَسْتُ أَنا بنَفْسي في السُّجونِ كثيرينَ مِنَ القِدِّيسينَ، بَعْدَ أَنْ فُوِّضَ اليَّ السُّلطانُ مِنْ قِبَلِ رُؤَساءِ الكَهَنَة؛ وكُنْتُ مِمَّنْ أَصْدَرَ رَأْيَهُ بِقَتْلِهِم. 11وكَثيرًا ما كُنْتُ، في كلِّ المجامِعِ، اضْطَرُّهُم بضُروبِ العُنْفِ، الى التَّجْديف؛ ولِفَرْطِ حَنقي عَلَيْهِم، كنْتُ أَتعقَّبُهم حَتَّى في المُدُنِ الغَريْبَة «


    (أخي الكريم؛ عزيزي المطلع على بحثي هذا، تواجهني مسألة تعدد الترجمات واختلاف الألفاظ من طبعة إلى آخرى، بيَّد أن المعنى يكون متقارب، فاكتفي بطبعة دون آخرى، غير أنه يفضل ذكر الإختلافات؛ وهذا قد يخرج البحث عن مضمونه وقصده فنكتفي بنص واحد من مصدر )

    هذا هو رسول الأمميين؛ القديس بولس ـ يصرح بفعله في اتهام أتباع المسيح بالزندقة. فالرجل الذي كان عدواً للـ "نصرانية" (2)، والذي أجمعت كافة المصادر على أنه لم يلق عيسى ابن مريم في حياته ولا مرة واحدة ولم يرافقه ولم يكن أحد تلاميذه أو حوارييه، أصبح من أئمة دعاتها وأعظم أعمدتها. وحتى لا نعطي حكماً مسبقاً نعرض القصة كما وردت في الكتاب المقدس ـ الإنجيل ـ.

    جاء تحت عنوان :
    الانقلاب العجيب
    ما نصه: «1أَمَّا شاوُلُ، فَإِذ كانَ لا يزالُ يَقْذِفُ على تَلاميذِ الرَّبِّ، تَهديدًا وقَتْلاً، أَقبلَ على رَئيسِ الكَهَنةِ....« (سفر أعمال الرُّسل؛ الأَصحاح التاسع "9 / 1") من هنا تبدأ القصة ... إعداد تام وتهيئة كاملة وجو مشحون فهو لم يزل ينفث تهديداً وقتلاً على تلاميذ الرب؛ وتلاميذ الرب هنا هم أتباع السيد المسيح، وهذه الجملة " تلاميذ الرب " هي بداية العقيدة الجديدة التي املاها بولس ـ رسول يسوع المسيح ـ على تلاميذه هو، ففي هذا المناخ بدأت رحلته إلى دمشق، فيكمل بعد أن قال له أغريباس :" مأذون لك أن تتكلم" فقال «12 ولمَّا انطَلَقْتُ الى دِمَشْقَ، وأَنا على ذلكَ، وبيَدي سُلْطانٌ وتَفْويضٌ من رُؤَساء الكَهَنَةِ« (سفر أعمال الرسل؛ الأَصحاح السادس والعشرون "26/ 12") ويجب أن لا ننسى أنه قام بهذه الحرب ضدّ الجماعة باندفاع؛ فهو من جنس إسرائيل من سِبط بنيامين عِبُراني منَ العِبرانيين ومن جهة الناموس فَرّيسي « 6مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ. « (رسالة بولس الرسول إلى اهل فِيلبّي؛ الأصحاح الثالث "3/ 6") ومهيأ بكامل قواه العقلية والنفسية لممارسة هذا العنف، فهو على كل حال متيقّن أنه يدافع عن قضيّة الله «9أَمَّا أَنا فكُنتُ قدِ اعتَقَدْتُ منَ الواجبِ عليَّ أَنْ أُقاوِمَ، بكُلِّ وسيلَةٍ، اسْمَ يَسوعَ النَّاصِريّ« (سفر أعمال الرّسل الأصحاح السادس والعشرون 26 / 9، طبعة دارالكتاب المقدس الشرق الأوسط استخدمت تعبيرات آخرى غير أنها تعطي نفس المعنى: "9 .. ارتأيتُ في نفسي أنَّه ينبغي أن أصنعَ أموراً كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري") وكان قاسيًا أيضاً على سائر الجماعات المسيحيّة في اليهوديّة، وأراد أن يدفعها لكي تجحد اسم يسوع «11وكَثيرًا ما كُنْتُ، في كلِّ المجامِعِ، اضْطَرُّهُم بضُروبِ العُنْفِ، الى التَّجْديف؛ ولِفَرْطِ حَنقي عَلَيْهِم، كنْتُ أَتعقَّبُهم حَتَّى في المُدُنِ الغَريْبَة. «(سِفر أعمال الرسل الأصحاح السادس والعشرون 26 / 11.)


    قصة رؤية السيد المسيح :
    عنوَّن بعض السادة الكُتَّاب هذه الجزئية من بحوثهم بقولهم :" اهتداء شاءول/ بولس إلى المسيحية "، ونحن نتوقف عند لفظة " المسيحية " ونتحفظ عليها، فما سميت بعد عقيدة وتعاليم السيد المسيح ـ عليه السلام ـ بالمسيحية؛ وقتذاك، لكن التسمية جاءت متأخرة، فالنبي الرسول عيسى عليه السلام لم ينادي بمسيحية أو نصرانية بل جاء متمماً للناموس؛ الذي جاء به كليم الله موسى عليه السلام، هذه واحدة.
    أما الثانية: فهي أن شاءول/ بولس في نظر بعض دارسي المسيحية هو المسؤول الأول عن تحويل تلك الجماعة من مجرد طائفة يهودية إلى ديانة كبرى، ويذهب البعض الآخر إلى أنه هو المسؤول الأول عن عبادة المسيح وتأليهه.
    أما الثالثة فهي: أن هناك بعض الباحثين وبعض الفلاسفة المسيحيين يرون أنه هو الذي أقام المسيحية وليس المسيح، ثم نتوقف مرة
    رابعة عند عنوان أبحاثهم " هداية بولس " (!!)، فلفظ الهداية تعني أنه كان في ضلال وظلمات وخرج إلى النور والإيمان، وهذه قضية في حد ذاته تحتاج لبحث مفصل سندرجها تحت مسألة " مقارنة الأديان "؛ فــ " موقف اليهودية من المسيحية ومن المسيح معروف فلم تعترف بالمسيحية ولا بالمسيح واعتُبِر المسيح ثائراً استحق عندهم الحكم بالإعدام؛ والمسيحية اعتبرت نفسها وريثة اليهودية ولم تر مع وجود المسيحية وجوداً لليهودية " (المرجع: د. أحمد شلبي، 1 اليهودية ص: 27، الطبعة الثانية عشر 1997م، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة؛ مصر) فعنوان " الهداية " تعبير كنائسي بامتياز يعطي للسامع أو القارئ إنطباعاً قوي مفاده : " خروج شاءول من الضلال الذي كان فيه إلى نور الإيمان "، بمعنى آخر؛ أنها ـ الكنيسة ـ تؤكد الفصل التام بين يهوديته التي تربى عليها ودافع عنها ومن أجلها وفعل ما قام به عن قناعة وبين إيمانه العميق الجديد بالمسيح؛ ابن الإله . وسوف نفصل هذه القضية في فصل لاحق إن شاء الله تعالى.
    كان شاءول مازال يهدد أتباع عيسى بالقتل. فذهب إلى رئيس الأحبار وطلب منه رسائل إلى بيوت العبادة التي في دمشق، لكي يقبض على الذين يجدهم من أتباع الطريق من رجال ونساء ويأخذهم إلى القدس. وحدثت له أثناء رحلته إلى دمشق مواجهة غيرت حياته إلى الأبد. يروي الإنجيل هذا الاختبار (لفظة كنائسية) كما يلي، ويصف ما حدث بعد ذلك. وبينما هو مسافر، وكان قد اقترب من دمشق، فجأة أضاء حوله نور من السماء فوقع على الأرض، وسمع صوتاً باللغة العِبْرانيِّة يقول له: «14 شَاوُلُ! شَاوُلُ! لماذا تضطهدني؟، صعبٌ عليك أنْ ترفسَ مَنَاخِس« (سفر أعمال الرّسل، الأصحاح السادس والعشرون "26/ 14")، وجاءت الفقرة الأولى من هذه الجملة أيضاً في نفس السِفر؛ أعمال الرُّسل الأصحاح التاسع "9/ 4". وجاءت نفس الفقرة في نفس السِفر أعمال الرُّسل الاصحاح الثاني والعشرون "22/ 7".
    نكمل في حلقة قادمة بإذن الله سبحانه وتعالى؛ الرؤية مع المسيح كما يرويها شاءول..

    ـــــ
    المراجع والهوامش :
    (1.) الجمل التي وردت في سفر أعمال الرسل 8-3: أَمَّا شاوُلُ فكانَ يَعيثُ في الكنيسةِ.، اع 9-1 «أَمَّا شاوُلُ، فَإِذ كانَ لا يزالُ يَقْذِفُ على تَلاميذِ الرَّبِّ، تَهديدًا وقَتْلاً « ثم يذكر:" وحِينَ هُدِرَ دَمُ اسْتِفانوسَ شَهيدِكَ، (يخبر فيقول) كُنْتُ حاضرًا، أَنا أَيضًا، أُؤَيِّدُ قاتِليهِ وأَحْفظُ ثِيابَهم.« )سفر أعمال الرسل 22: 20 )، «وكُنْتُ مِمَّنْ أَصْدَرَ رَأْيَهُ بِقَتْلِهِم« (أعمال الرسل 26/10)
    (2.) الأصح والأدق في التسمية أن نطلق النصرانية، { ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم } أما المسيحية فهي الدين الجديد الذي آتى به شاءول/ بولس.

    اعتمدنا الكتاب المقدس :" كتاب العهد الجديد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح، وقد ترجم من اللغة اليونانية، النص منقول من طبعة "الكتاب المقدس أي كتب العهد القديم والعهد الجديد، وقد ترجم من اللغات الأصلية، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط" مابين القوسين نُقل من الصفحة الأولى، وفي الصفحة الأخيرة من الكتاب ؛ أي نهاية العهد الجديد كتب بحروف لاتينية :" „Arabic Bible 43 20M – 1991“ اسفل أخر الصفحة من رؤيا يوحنا اللاهوتي.
    ـــ
    التعديل الأخير تم بواسطة د. الرمادي ; 11-06-2010 الساعة 01:12 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    302
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-04-2015
    على الساعة
    07:36 AM

    افتراضي

    متابع ان شاء الله بارك الله فيك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
    لا اله الا الله محمد رسول الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    أخي الحبيب "اب هند" بارك الله وأحسن اليك ، رسالتك لي وسام شرف

« الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في المسيحية الحالية شاءول/ بولس «

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اكتشاف خطير تناقض فكر بولس مع المسيحية
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-02-2012, 09:59 AM
  2. الشخصيات المحورية
    بواسطة د. الرمادي في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-12-2010, 03:50 PM
  3. بولس ورحلته فى المسيحية
    بواسطة البريق في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31-10-2007, 09:29 PM
  4. تطور المسيحية من عصر المسيح الى بولس
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-12-2005, 04:57 PM
  5. تعارض المسيحية الحالية مع تعاليم المسيح
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-08-2005, 01:05 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

« الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في المسيحية الحالية شاءول/ بولس «

« الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في المسيحية الحالية شاءول/ بولس «