بحث الشريفة, ابنة ملك مصر " مَارِيَة بِنْت شَمْعُونَ " رضي الله عنها وارضاها

مارية القبطية :

الحمد لله الذي خلقنا(1) كما أرادت مشيئته من آدم أبي البشرية(2) ثم الحمد لله الذي سواه كما أراد هو - سبحانه وتعالى - دون مساعدة أحد، ثم الحمد لله الذي نفخ فيه من روحه فأوجده كما رغب، ثم الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت له الملآئكة(3) تكريما لفضله وتعظيما لعقله، فالحمد لله على نعمة الخلق والإيجاد، ثم الحمد لله على نعمة التبجيل والتكريم، ثم الحمد لله على نعمة العقل والإدراك والحمد لله على نعمة الإسلام ثم الحمد لله على نعمة الإيمان ثم الحمد لله الذي جعلنا من المسلمين، الذين يسلمون بوجوده الأزلي وقدرته التي لا حد لها ولا نهاية فهو الأول والآخر والقادر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا ند ولا مثل له، خلق الخلائق أجمعين ولم يعييه ذلك ولم يصبه ـ سبحانه وتعالى ـ نصب ولا تعب، وأشهد أن ليس له صاحبة ولا ولد(4) ، فهو الإله الذي "{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد}(5) "، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل في صحيح مسلم من حديث أبي رافع عن عبدالله بن مسعود : « ما كان لنبي إلا كان له حواريون(6) يهدون بهديه ويستنون بسنته »(7).

______
المراجع :
(1) وصف نفسه سبحانه وتعالى في كتابه الذي أنزله على خاتم رسله وأنبيائه محمد المصطفى ـ ـ فقال في سورة الأنعام؛ آية 102 { ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل }.
(2) سورة الحجر آية 28 : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) }.
(3) سورة الحجر، آية 29 -30: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) وتراجع سورة ص : إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) }.
(4) سورة الأنعام، آية 101 {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}. ثم يؤكد المعنى في سورة الجن بقوله {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا}[الجن:3].
(5) سورة الإخلاص آية 3 و 4.
(6) الحواريون : أصح ما قيل في معنى الحواريين أن الحواري هو الخلصان ، أي الخالص الصافى من كل شىء، ومنه الحواري ، والحور، وقول المفسرين هو: الخلصان كلمة فصيحة (ابن اسحاق الجزء 6).
(7) ابن كثير، البداية، الجزء السادس ص 100.
_____


بحث " مارية القبطية " شمعة أحاول إضائتها في درب مظلم، لنرى من خلاله تلك العلاقة التي تميزت بــ"بُعد" حضاري راق حملته شخصيات ليسوا بأنبياء مختارين ولا رسل مصطفين، كما وأنهم ليسوا من الملائكة المقربين المكرمين، حملت هذا البُعد الحضاري شخصيات بشرية لكنها تربت على أيدي من نزل عليهم الوحي الإلهي فتحولوا إلى شموع مضيئة، علاقةٌ لها بُعد دولي بين حاكم مدينة " الإسكندرية " وبين الدولة الإسلامية في " المدينة " المنورة، علاقةٌ لها بُعد على مستوى رعاية الشئون والإلتزام بالعهود، وتنفيذ وصية نبي الإسلام، علاقة سقفها صلة الرحم وسمائها ذمة، وبنيانها رعاية لحرمة الصهر، فحين ذكرت مصر ورد بشأنها كلمات كتبت بحروف من ذهب خالص على صفحات من فضة : « ... استوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما » ( رواه مسلم )، نحن نقترب قدر إستطاعتنا وما نصل إليه من معلومات من شخصيات هذا البحث ليكون نموذجاً فريداً رائعاً عن تلك العلاقة، نموذج فذ فريد رائع للقرن الواحد والعشرين أقدمه للأقلية الإسلامية ولمن يسكن في الغرب ليرى عن قرب تلك العلاقة المتميزة بين المسلمين واقباط مصر، ولكل من يريد أن يعرف الحقيقة كما هي.



خطاب ملكي وهدايا ملكية :

خطاب ملك من بطارقة الروم { الْمُقَوْقِسِ عَظِيمِ الْقِبْطِ } إلى نبي الإسلام محمد بن عبدالله :
دَعَا ملك مصر و الأسكندرية(1) كَاتِبًا لَهُ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيّةِ فَكَتَبَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم هذا الخطاب الملكي
:

{ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ.
لِمُحَمّدِ بْنِ عَبْدِاللّهِ, مِنْ الْمُقَوْقِسِ عَظِيمِ الْقِبْطِ, سَلَامٌ عَلَيْك.
أَمّا بَعْدُ:
فَقَدْ قَرَأْتُ كِتَابَك وَفَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ فِيهِ وَمَا تَدْعُو إلَيْهِ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنّ نَبِيّا بَقِيَ وَكُنْتُ أَظُنّ أَنّهُ يَخْرُجُ بِالشّامِ وَقَدْ أَكْرَمْتُ رَسُولَك وَبَعَثْتُ إلَيْك بِجَارِيَتَيْنِ لَهُمَا مَكَانٌ فِي الْقِبْطِ عَظِيمٌ } (2).


هدية ملكية كريمة أهداها ملك مصر و الأسكندرية إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكانت إحدى هاتين الجاريتين فتاة قصتنا هذه " مَارِيَة بِنْت شَمْعُونَ " ابنة أحد ملوك مصر - رضي الله عنها وارضاها -.

وهدايا الملوك سجية محمودة منذ القدم وعلى مر الزمان, وتقدير قيمة الهدية يرجع لصفة المهدي إليه وعلو مقام الهادي, مع مراعاة الفترة الزمنية التي أهديت فيها مثل هذه الهدايا, فهذه الهدايا الملكية أرسلت تقريبا منذ أكثر من 1422 عاما ولحرص ملك الأسكندرية أن تصل هداياه وحتى يطمئن بنفسه بأن الركب بالهدايا سيصل إلى نبي الإسلام "أرسل معهم ببَذْرَقَة(3) يبذرقونهم الى مأمنهم"(4).

ولكن ما الدافع الذي دفع ملك مصر والأسكندرية لهذا التصرف الكريم منه؟

يذكر ابن خلدون في تاريخه(5) :" أن ابن اسحاق قال‏:‏ بعثَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما بين الحُدَيْبيًةِ ووفاته رجالاً من أصحابه – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - إلى ملوك العرب والعجم دعاةً إلى الله عز وجلّ‏.‏ فبعث سَلِيطَ بن عمرو بن عبد شمس بن عَبْدِ وِدّ أخا بني عامر بن لُؤَي إلى هَوْذَةَ بن عليٍّ صاحب اليمامة‏.‏ وبعث العلاء ابن الحَضْرَمِيّ إلى المنذر بن ساوى أخي بني عبد القَيْس صاحب البحرين وعمرو بن العاص إلى جيفر بن جَلَنْدَى بن عامر بن جلندى صاحب عُمان‏.‏ وبعث حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إلَى الْمُقَوْقِسِ صاحب الإسكندرية(6) فأدىّ إليه كتاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ".
ويظهر المشهد واضحا في زاد المعاد حين يقول :" لَمّا رَجَعَ صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ كَتَبَ إلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ وَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ رُسُلَهُ فَكَتَبَ إلَى مَلِكِ الرّومِ فَقِيلَ لَهُ إنّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إلّا إذَا كَانَ مَخْتُومًا فَاِتّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضّةٍ وَنَقَشَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ مُحَمّدٌ سَطْرٌ وَرَسُولُ سَطْرٌ وَاَللّهِ سَطْرٌ وَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ إلَى الْمُلُوكِ وَبَعَثَ سِتّةَ نَفَرٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي الْمُحَرّمِ سَنَةَ سَبْعٍ من الهجرة(7) .
فالقصة من بدايتها أنه صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إلَى الْمُقَوْقِسِ صاحب مدينة الاسكندرية فلمّا َقَدِمَ حَاطِبٌ عَلَى الْمُقَوْقِسِ، َقَالَ لَهُ " إنّهُ قَدْ كَانَ رَجُلٌ قَبْلَك يَزْعُمُ أَنّهُ الرّبّ الْأَعْلَى(8) ، فَأَخَذَهُ اللّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، فَانْتَقَمَ بِهِ ثُمّ انْتَقَمَ مِنْهُ فَاعْتَبِرْ بِغَيْرِك، وَلَا يَعْتَبِرْ بِك غَيْرُك". قَالَ:" هَاتِ ". قَالَ:" إنّ ذَلِكَ دِينٌ لَنْ تَدَعَهُ إلّا لِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَهُوَ الْإِسْلَامُ الْكَافِي بِهِ اللّهُ فَقْدَ مَا سِوَاهُ. إنّ هَذَا النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم دَعَا النّاسَ فَكَانَ أَشَدّهُمْ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ، وَأَعْدَاهُمْ لَهُ يَهُودُ وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ النّصَارَى، وَلَعَمْرِي مَا بِشَارَةُ مُوسَى بِعِيسَى إلّا كَبِشَارَةِ عِيسَى بِمُحَمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَا دُعَاؤُنَا إيّاكَ إلَى الْقُرْآنِ إلّا كَدُعَائِك أَهْلَ التّوْرَاةِ إلَى الْإِنْجِيلِ، وَكُلّ نَبِيّ أَدْرَكَ قَوْمًا فَهُمْ مِنْ أُمّتِهِ فَالْحَقّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُطِيعُوهُ فَأَنْتَ مِمّنْ أَدْرَكَهُ هَذَا النّبِيّ، وَلَسْنَا نَنْهَاك عَنْ دِينِ الْمَسِيحِ وَلَكِنْ نَأْمُرُك بِهِ". قَالَ الْمُقَوْقِسُ: " إنّي قَدْ نَظَرْت فِي أَمْرِ هَذَا النّبِيّ فَوَجَدْته لَا يَأْمُرُ بِمَزْهُودٍ فِيهِ، وَلَا يَنْهَى إلّا عَنْ مَرْغُوبٍ عَنْهُ، وَلَمْ أَجِدْهُ بِالسّاحِرِ الضّالّ، وَلَا الْكَاهِنِ الْكَاذِبِ، وَوَجَدْت مَعَهُ آلَةَ النّبُوّةِ بِإِخْرَاجِ الْخَبْءِ وَالْإِخْبَارِ بِالنّجْوَى، وَسَأَنْظُرُ. فَأَهْدَى لِلنّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم أُمّ إبْرَاهِيمَ الْقِبْطِيّةَ وَاسْمُهَا: مَارِيَةُ بِنْتُ شَمْعُونَ" {من بنات الملوك}.
قال يونس بن بكير عن ابن اسحاق حدثني الزهري عن عبدالله بن عبد القاري ان المقوقس صاحب الاسكندرية قَبَلَ كتابَ { نبي الإسلام } واكرم حاطبا ( رسول رسول الله ) وأحسن نزله وسرحه الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهدى له جاريتين, احدهما أم ابراهيم(9 ).
ثم روي من طريق عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن ابيه حدثنا يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن أبيه عن جده حاطب بن أبي بلتعة قال:" فأنزلني المقوقس ملك الاسكندرية في منزله واقمتُ عنده ثم بعثَ الي وقد جمعَ بطارقتَه, وقال:" إني سائلك عن كلام فأحب أن تفهم عني". قلت:" هلم". قال:" اخبرني عن صاحبك أليس هو نبي؟!". قلت:" بل هو رسول الله". قال:" فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده الى غيرها". فقلت:" عيسى ابن مريم - عليه السلام -, أليس تشهد انه رسول الله". قال:" بلى". قلت:" فما له حيث اخذوه قومه فأرادوا أن يصلبوه ألا يكون دعا عليهم بان يهلكهم الله حيث رفعه الله الى السماء الدنيا!!". فقال لي: " أنت حكيم قد جاء من عند حكيم. هذه هدايا أبعث بها معك الى محمد وارسل معك ببذرقة يبذرقونك الى مامنك".(10)


هدايا صاحب الأسكندرية :

كتبَ السهيلي في روضه الأنف يبين لنا تحت عنوان هدايا المقوقس فقال :" وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسل إليه – المقوقس ملك الأسكندرية - حاطب بن أبي بلتعة وجبرا مولى أبي رهم الغفاري فقارب الإسلام، وأهدى معهما إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغلته التي يقال لها دلدل، وأهدى إليه مارية بنت شمعون، وأهدى إليه أيضا قدحا من قوارير فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشرب فيه. رواه ابن عباس(11).
وذكر ابن كثير في بدايته ما كتبه ملك الأسكندرية في الخطاب الملكي الذي حمله حاطب بن أبي بلتعة: "هذه هدايا أبعث بها معك الى محمد وارسل معك ببذرقة يبذرقونك الى مامنك,: ثلاث جوار منهم أم ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وواحدة وهبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحسان بن ثابت الانصاري وأرسل اليه بطرف من طرفهم.
وقد ذكر ابن اسحاق أنه أهدى الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربع جوار احداهن مارية أم ابراهيم والاخرى سيرين التي وهبها لحسان بن ثابت فولدت له عبدالرحمن بن حسان, مع تحف, ثم يكمل ابن كثير وكان في جملة الهدية غلام أسود خصي اسمه مابور, وخفين ساذجين أسودين, وبغلة بيضاء اسمها الدلدل(12)


فتكون هدايا ملك مصر والأسكندرية إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم :
1. جاء في رسالة الملك الْمُقَوْقِسِ أحد الملوك من بطارقة الروم إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما نصه :"وَقَدْ أَكْرَمْتُ رَسُولَك وَبَعَثْتُ إلَيْك بِجَارِيَتَيْنِ لَهُمَا مَكَانٌ فِي الْقِبْطِ عَظِيمٌ"(13). وهذا النص يحتاج منا لتفصيل ومراجعة إذ أن الروايات ذكرت مرة جاريتين (14) ومرة ثانية ثلاث جوار منهم أم ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وواحدة وهبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحسان بن ثابت الانصاري,(15) ومرة ثالثة اربع جوار, وابن خلدون في تاريخه أجملهن بأربع دون تفصيل وكأنه رجح هذه الرواية. ثم يتضح الأمر بأنهما :" خادمتين لمارية وأختها شيرين " ويغلّب ابن كثير في بدايته الجزء السابع الرأي هذا حين كتب:" ويقال اهدى المقوقس معهما جاريتين اخرتين فيحتمل انهما كانتا خادمتين لمارية وشيرين(16). ولهذا يكون المجموع أربع, وذكر أبو نعيم أنه أهداها - أي مارية - في أربع جواري, وقد ذكر ابن اسحاق أنه أهدى الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربع جوار احداهن مارية أم ابراهيم والاخرى سيرين(17) والله أعلم,
2. وَغُلَامًا خَصِيّا يُقَالُ لَهُ مأبور(18), وَقِيلَ هُوَ ابْنُ عَمّ مَارِيَةَ(19).
3." وَأَلْفَ مِثْقَالٍ ذَهَبًا"(20)
4. وَبَغْلَةً شَهْبَاءَ (21) بسرجها بيضاء تُسَمّى: دُلْدُلَ
5. وَحِمَاراً أَشْهَب وَهُوَ عُفَيْرٌ(22)
6. وَكُسْوَةً (ملابس) وتفصيل هذه الكسوة: كما جاء عند ابن كثير:" واهدى حلة حرير من عمل الاسكندرية"(23) " وَعِشْرِينَ ثَوْبًا مِنْ قَبَاطِيّ مِصْرَ "(24)
7. وَفَرَسًا وَهُوَ اللّزَازُ (25)
8. وَقَدَحًا مِنْ زُجَاجٍ { قَوَارِيرَ } كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَشْرَبُ فِيهِ (26)
9. وَعَسَلًا (27) استظرفه له من بنها إحدى قرى مصر معروفة بالعسل الطيب (28) ‏.
10. وخفين ساذجين أسودين (29) .

وكان قدوم هذه الهدايا الملكية في سنة ثمان من الهجرة(30)

قبول نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم هدايا صاحب الأسكندرية :

ذكرت الروايات ان النبي قبل هدية حاكم الأسكندرية فتقول هذه المصادر :" فقبل هديته "

هذه جملة هدايا صاحب الأسكندرية, ولاقت هذه الهدايا قبولا عند نبي الإسلام فقبلها بقبول حسن, فمن يكون هذا الرجل الذي قبلت هديته ؟


هذا ما سنذكره في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
______
المراجع :

.1 . زاد المعاد, ج 3.
.2 . زاد المعاد, ج3.
.3 . جاء في لسان العرب عند ابن منظور مانصه :" البَذْرَقَةُ: قال ابن خالويه: ليست البَذْرقة عربية وإنما هي فارسية فعرَّبتها العرب. قال ابن بري: البَذْرقة الخُفارة. ويقال: بعَثَ السلطان بَذْرَقة مع القافلة، بالذال معجمة. وقال الهروي في فصل عصم من كتابه الغريبين: إن البذرقة يقال لها عِصْمة أي يُعْتَصَمُ بها."
4. البداية ابن كثير, ج 4.
5 .تاريخ ابن خلدون, الجزء الأول.
.6الروض الأنف, الجزء الرابع.
.7زاد المعاد, ج1, فَصْلٌ فِي كُتُبِهِ وَرُسُلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْمُلُوكِ.
.8. قصد فرعون مصر حين {قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}[ النازعات :24]
.9 رواه البيهقي .
10. انظر البداية ابن كثير ج 4.
11.السهيلي في روضه الأنف 1. كما ذكر ابن كثير في بدايته.
12 . انظر البداية والنهاية ابن كثير
13 . زاد المعاد ج3.
14. نحاول على قدر الجهد والإستطاعة أن نوفق بين الروايات التي تحت ايدينا من المراجع المعتمدة, حيث لا نستطيع أن نهمل رواية أو نفضل رواية على آخرى.
15 . البداية ابن كثير ج4, وهناك رواية آخرى تذكر اسما غير حسان بن ثابت, وسنراجعه في موضعه إن شاء الله تعالى.
16 . البداية ابن كثير الجزء السابع, ص: 37.
17 . الروايات تذكر تارة سيرين وآخرى بالشين شيرين, وسنفصل هذا الأمر في جزء لاحق إن شاء الله تعالى.
18 . جاءت في رواية ابن كثير في بداياته ج 4 : " غلام أسود خصي اسمه مابور " وهذا ما يخالف الرواية التي تقول انه ابن عم لمارية كان يدخل عليها في حجرتها, وهذا ما سنفصله في جزء لاحق إن شاء الله تعالى.
19 . انظر زاد المعاد ج1.
20 . انظر زاد المعاد ج1.
21 . انظرعند ابن إسحاق والبداية ابن كثير ج 4. والبداية ابن كثير الجزء السابع زاد المعاد ج 1.
22. انظر زاد المعاد 1.
23 . انظر ابن كثير الجزء السابع
24 انظر زاد المعاد ج1
25 زاد المعاد ج1
26 زاد المعاد ج1
27 زاد المعاد ج1
28ابن خلدون في تاريخه.
29 البداية ابن كثير ج 4.
30 . ابن كثير الجزء السابع.

ــــــــ
د. محمد الرمادي في يوم الاربعـاء 12 جمـادى الثانى 1431 هـ 26 مايو 2010.