الإحباط والإكتئاب هل هما نتاج للحياة العصرية ؟
الضجر
بالرغم من كل التنوع الحضاري الذي نعيش وسطه فإن الضجر أو الشعور بالضيق والملل من أكثر المشاعر التي تستولي على الناس خاصة الشباب من كلا الجنسين . ولهذا أسباب كثيرة بعضها
الفراغ
يقول الشاعر العربي :
لقد هاج الفراغ عليك شغلاً وأسباب البلاء من الفراغ
وحقاً أن الفراغ مصدر للبلاء . فالإنسان الذي ليس له عمل أو وظيفة أو هدف يشغله هو مشروع جاهز للشيطان يمكن استغلاله في كل رذيلة أو إنحراف . والسبب في ذلك هو أن الإنسان طاقة متحركة ولا يمكن له التوقف والركود . هذه الطاقة لا بد من إستثمارها بالخير والإنتاج أو بالشر والدمار .. الإنسان مشروع عمل وليس كتلة هامدة أو طاقة ستاتيكية ساكنة .
والفراغ أنواع ثلاثة هي : الفراغ الفكري والعاطفي والوظيفي
الإحباط وخيبة الأمل
ألخيبة تؤدي إلى ارتداد الشخص نحو ذاته والإنسحاب من المجتمع والحياة حيث يميل الإنسان إلى إجترار الهموم وتقبل أفكار الخيبة والفشل . وينحدر إلى حالة من الضجر وكراهية الذات والنفور ممن حوله . والإكتئاب ولوم النفس ومحاسبتها بشدة وتحميلها المسؤولية عن الفشل . ومع هذا تضمحل الرغبة لديه في العمل أو مشاركة الآخرين بل يفضل الإنزواء والوحدة ويقع فريسة للسأم والضجر .
وينشأ الإحباط نتيجة الفشل في تحقيق غاية ما إما لوجود خلل في النظرية التي يؤمن بها الفرد أو بسبب خطأ في الوسيلة التي تحمل الإنسان إلى غايته . وفي كلتا الحالتين سوف تمر فترة من الزمن لتجرع ألم الفشل وإعادة الحسابات والإنكفاء على الذات . والفشل وخيبة الأمل أكثر مرارة في نفوس الشباب . حيث يتضخم الإحساس ويصل إلى درجة الشعور بالكارثة .
الجهل والتخلف الثقافي :
ربما لا يخطر في بال الكثيرين أن الجهل ونقص الثقافة هما من أهم أسباب السأم والضجر في الحياة . حيث أن ألعقل أو الدماغ وهو أعم عضو في جسم الإنسان يخضع لقاعدة إما أن تستعمله أو أن تفقده . لذلك فإن من يفتقر إلى هوايات فكرية أو ثقافية فهو عرضة للإصابة بالسأم والضجر أكثر من غيره وينطبق هذا القول على الفشل في الدراسة والنجاح الأكاديمي ولا غرو فإن السأم يتفشى بين الفئة العمرية الجامعية .
الفشل العاطفي :
إن الفشل في الحب من الأسباب المؤلمة الدافعة للشعور بالتفاهة والسأم من الحياة . وهذا يحدث في حالتين على وجه الخصوص : إما الحب المرفوض من الطرف الآخر . أو الأمل الخائب حيث تكون الصعوبات هائلة في وجه الشاب المتلهف .
إن الشاب ( أو الشابة ) الذي يرجو شيئاً ويناله مرتاح وسعيد والآخر الذي فقد الأمل نهائياً بالحبيب مرتاح أيضاً . أما المتأمل الذي لم يستطع تحقيق أمله فهو المتألم الضجر إن الشاب المبتلي بالحب الخائب يرى الدنيا في عينيه لا معنى لها ولا لذة فيها وهذا هو السأم بذاته . ويقصد الشاعر بالمغرور المتأمل في الحصول على ما يتمناه .
السأم الفلسفي :
أحياناً يأتي الشعور بالضجر والسأم من جراء التأمل العميق في معنى الحياة والتفكير بآلام البشر ومعنى وجود الشر والظلم في العالم وغيرها من الأفكار الفلسفية التي تقود بعض الشباب إلى التشاؤم ونبذ الحياة والضجر منها . ويظهر مثل ذلك في كتابات بعض الكتاب مثل بيركاسو ( السأم) سارتر ( الغثيان ) و ( الجحيم هو الناس ) وغيرها .
الضجر عند الفتيات
ولعل نصيب السيدة من الضجر أكثر منه عند الرجل وذلك لكثرة مسؤولياتها وكثرة القيود عليها وعجزها عن التعبير عما في ذاتها خشية النظر إليها بما لا تحب . وربما هذا هو السبب في كون النساء أكثر عرضة للإكتئاب من الرجال وكذلك في لجوئهن إلى العرافات والكهنة للتخفيف مما يعانيه من ضنك وضجر
http://www.tartoos.com/HomePage/Rtab...hiatrist49.htm
المفضلات