بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن كتاب الله تبارك وتعالى تتسم ألفاظه بالدقة البالغة الاعجازية التى تفصح عن مصدره الربانى
وفى هذه الكلمة نحاول أن نلقى بصيصا من الضوء على مصطلح (النصارى) فى كتاب الله00ذلك لأن هناك من يحاول -تحريف الكلم من بعد مواضعه- واثارة لون من الالتباس حول هذه المسألة0
نقول:من يتصفح -بلا علم-الآيات التى تتحدث عن النصارى فى القرآن الكريم ,يظن أن ثمة تعارضا ظاهريا بينها00خاصة أن هناك فئة من الكتاب وغيرهم تستخدم بعض آيات القرآن التى تمدح النصارى وتسقطها على نصارى زماننا لتوهم المسلمين ان النصرانية قريبة من الاسلام00(سبحانك! هذا بهتان عظيم)00ومن هنا ينشأ الالتباس
والحقيقة أن الآيات التى تتحدث عن النصارى هى من دلائل الاعجاز التى لا تحصى فى القرآن الكريم
(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) النساء
النصارى فى القرآن فرقتان لا فرقة واحدة
منبع الخطأ والالتباس أن هناك من يظن النصارى فى الخطاب القرآنى فرقة واحدة بينما النصارى فى الخطاب القرآنى فرقتان مختلفتان لا صلة بينهما
الفرقة الأولى :أتباع عيسى بن مريم رسول الله
الفرقة الثانية:أتباع بولس الدجال
صحيح أن النصارى اليوم فرقة واحدة وثنية محضة على اختلاف مذاهبهم وكنائسهم أرذثوكس00كاثوليك00 بروستانت0كلهم مشركون وثنيون00يتبعون بولس لا المسيح عليه السلام
الا ان القرآن الكريم يتحدث عن فرقتين :فرقة موحدة اتبعت المسيح ودانت بالتوحيدوقد
ظلت لهذه الفرقة امتدادها حتى البعثة النبوية الشريفة
وفى الحديث:(ان الله قد نظر الى أهل الارض عربهم وعجمهم فمقتهم الا بقايا من أهل االكتاب)
أما الفرقة الاولى وهم النصارى الموحدون من اتباع عيسى بن مريم علية الصلاة والسلام
فيقول الله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (البقرة62).
الذين هادوا:الموحدين من اليهود
النصارى:اتباع سيدنا عيسى علية السلام
(ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
روى الكوفيون عن ابن مسعود -رضى الله عنه-
وافترق من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة ، نجا منها ثلاث ، وهلك سائرها : فرقة آزت الملوك ، وقاتلتهم على دين الله ودين عيسى حتى قتلوا ، وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك أقاموا بين ظهراني قومهم يدعونهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم ، فأخذتهم الملوك وقتلهم وقطعتهم بالمناشير ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ، ولا بأن يقيموا بين ظهراني قومهم ، فيدعوهم إلى ذكر الله ودينه ودين عيسى ابن مريم ، فساحوا في الجبال ، وترهبوا فيها ، وهي التي قال الله فيها : " وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ "
فائدة: الايمان فى كتاب الله يعنى :التوحيد وهو الايمان الذى ينفع صاحبه فى الدنيا والآخرة وهو (كلمة التوحيد والعمل بمقتضاها)
يتبع
المفضلات