﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ﴾ ‏(‏ الذاريات‏:24)‏


هذه الآية الكريمة جاءت في أوائل الثلث الثاني من سورة الذاريات وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها ستون‏(60)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بقسم من الله ـ تعالي ـ بالرياح التي تذرو الغبار ذروا‏.‏ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة‏,‏ شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏,‏ ومن ركائز العقيدة التي جاءت في هذه السورة المباركة‏:‏ الإيمان بالبعث والجزاء‏,‏ ولذلك بدأت بالقسم بعدد من آيات الله في الكون علي حقيقة البعث وحتمية الحشر والحساب والجزاء‏,‏ ثم تابعت بقسم آخر‏:‏ يقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ فيه‏:‏ والسماء ذات الحبك علي أن الناس في هذه الأمور مختلفون‏,‏ وغير مستقرين علي رأي واحد‏,‏ فمنهم المؤمن‏,‏ ومنهم الكافر‏,‏ وأنه لا يكفر بهذا الحق إلا منحرف صاحب هوي شيطاني خبيث‏.‏
هذا وقد سبق لنا استعراض سورة الذاريات وما جاء فيها من ركائز العقيدة والآيات الكونية‏,‏ ونركز هنا علي ومضة الإعجاز العلمي والتاريخي في واقعة زيارة الملائكة لبيت نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ ليبشروه بغلام عليم‏,‏ وهو قد بلغ من الكبر عتيا فأصبح شيخا طاعنا في السن‏,‏ وكذلك كانت امرأته عجوزا عاقرا‏.‏
وفي استعراض القرآن الكريم لسيرة أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ جاء ذكر هذه الواقعة في كل من سورة هود‏(69‏ ــ‏76)‏ وسورة الحجر‏(51‏ ـ‏58)‏ وسورة الذاريات‏(24‏ ـ‏34)‏ وفي كل من هذه المواضع الثلاثة من كتاب الله عرضت الواقعة من زاوية خاصة تتناسب مع سياق السورة‏,‏ ونخص بالذكر هنا ما جاء عنها في سورة الذاريات حيث يعرض ربنا ـ تبارك وتعالي ـ تلك الواقعة موجها الخطاب إلي خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قائلا له‏:‏
﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ ﴾ ‏(‏الذاريات‏:24‏ ـ‏30).‏

من أوجه الإعجاز العلمي والتاريخي في هذه الواقعة:-
أولا‏:‏ من أوجه الإعجاز العلمي‏:‏
القطع بوجود الملائكة‏:‏ وقد شكك في وجودهم الملاحدة والمتشككون والكافرون‏,‏ والملائكة أجسام نورانية لا يراها الإنسان‏,‏ وهم من عباد الله المكرمين‏,‏ وهم السفرة الكرام البررة‏,‏ وهم أهل الملأ الأعلى‏,‏ وهم خلق مفطورون علي طاعة الله‏,‏ فلا نوازع عندهم ولا شهوات‏,‏ وهم لا يأكلون ولا يشربون‏,‏ ولا يتغوطون‏.‏ وقد ذكرهم الله ـ تعالي ـ في محكم كتابه مؤكدا أنهم خلقوا قبل خلق الإنسان‏,‏ وأنهم متفاوتون في الخلق‏,‏ وفي الدرجات‏,‏ وفي عدد الأجنحة التي خص الله ـ تعالي ـ بها كلا منهم‏,‏ وهم خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله ـ سبحانه وتعالي ـ الذي أعطاهم القدرة علي التشكل‏,‏ فقد جاءت الملائكة كلا من أنبياء الله إبراهيم ولوط ومحمد ـ صلي الله وسلم وبارك عليهم أجمعين ـ في صورة الرجل‏,‏ كذلك جاء جبريل ـ عليه السلام ـ للسيدة مريم ـ عليها رضوان الله ـ فتمثل لها بشرا سويا‏.‏
والإيمان بالملائكة من صميم عقيدة المسلم‏,‏ وإن كانوا من الغيب المطلق الذي لا سبيل للإنسان إليه إلا عن طريق وحي السماء المنزل علي أنبياء الله ورسله‏.‏ وعلي الرغم من تشكك بعض الملاحدة في وجود الملائكة‏,‏ فإن جميع الملاحظات العلمية تؤكد اليوم حقيقة الغيب‏,‏ وانقسام الوجود إلي عالمين هما‏:‏ عالم الشهادة المنظور‏:‏ ويشمل كل ما يراه الإنسان بعينيه المجردتين أو بالاستعانة بالعدسات المكبرة‏,‏ أو يدركه بواسطة وسائل للإدراك غير المباشر مثل أجهزة الرادار وغيرها‏,‏ وعالم الغيب غير المنظور‏:‏ والغيب غيبان‏:‏
‏(1)‏ ـ غيب مرحلي‏(‏ أي مؤقت‏):‏ يكتشفه الإنسان علي مراحل متتالية مع اتساع دائرة علومه وبحوثه وكشوفه‏,‏ وهو الذي تجري كل المعارف العلمية واءه من أجل اكتشافه‏.‏
‏(2)‏ ـ غيب مطلق‏:‏ وهو الذي لا سبيل للإنسان في معرفة شيء منه إلا عن طريق وحي السماء‏,‏ لأن الله ـ تعالي ـ قد استأثر بعلمه‏,‏ أو اختص نفرا من خلقه بطرف منه‏.‏ ومن الغيوب المطلقة‏:‏ كل من الذات الإلهية‏,‏ الملائكة‏,‏ الجن‏,‏ الروح ـ الساعة الآخرة من الدنيا‏,‏ حياة البرزخ‏,‏ البعث‏,‏ الحشر‏,‏ الصراط‏,‏ الميزان‏,‏ الحساب‏,‏ الجنة‏,‏ النار‏,‏ وغيرها مما لا نعلم من خلق الله‏.‏
وقد ثبت أن المواد المرئية أي المدركة بواسطة الضوء‏(Luminous Matter)‏ لا تشكل سوي‏(0,4‏ ـ‏%)‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ بينما تشكل المواد الخفية‏(Nonluminous Matter)‏ حوالي‏(3,7%)‏ وتمثل الطاقة الخفية‏(Dark Energy)‏ حوالي‏(73%)‏ من مادة الجزء المدرك من الكون‏,‏ والباقي هو من أمور الغيب المطلق‏.‏ فنحن نري الشمس‏,‏ ولكننا لا ندرك من ضوئها إلي النزر اليسير‏.‏
وذلك لأن ضوء الشمس عبارة عن سلسلة متصلة من أمواج الطيف الكهرومغناطيسي التي لا تختلف فيما بينها إلا في تردداتها وأطوال موجاتها التي تمتد من جزء من تريليون جزء من المتر‏(‏ بالنسبة إلي أشعة جاما‏)‏ إلي عدة كيلومترات بالنسبة لموجات الراديو‏(‏ الموجات غير السلكية‏).‏ وتميز عين الإنسان من موجات أشعة الشمس سبعة أطياف فقط تعرف باسم الضوء المرئي وتشمل الأحمر‏,‏ البرتقالي‏,‏ الأصفر‏,‏ الأخضر‏,‏ الأزرق‏,‏ النيلي‏,‏ والبنفسجي‏,‏ والتي يمتد طولها الموجي بين واحد من مائة من الميكرون‏,‏ ومائة ميكرون‏(‏ والميكرون يساوي جزءا من مليون جزء من المتر‏).‏ ونضم إلي هذا الحيز كل من الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء‏.‏ وإن كانت عين الإنسان لا تستطيع رؤية أي منهما‏,‏ ولا أي من موجات أشعة الشمس الأخرى‏.‏
وحسابات الجاذبية بين مجرات السماء تؤكد أن نسبة المدرك من الكون لا تكاد تتعدي‏(0,4%)‏ من مجموع المادة والطاقة الموجودة فعلا فيه‏,‏ ويطلق علي الباقي أسم المادة الداكنة أو المظلمة‏(Nonlumlnous Or Dark Matter)‏ أو اسم المادة الخفية أو مادة الظل‏(Shadow Matter)‏ والتي أمكن التكهن بوجودها علي أساس من حسابات الكتل الناقصة‏(The Missing Masses)‏ وحسابات معدلات انحناء الضوء من حولها‏(Gravitational Lensing).‏
فإذا كان الإنسان لا يري أكثر من‏(0,4%)‏ من مادة الجزء المدرك من الكون المحيط به‏,‏ فإذا أخبره الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ عن وجود خلق غيبي اسمهم الملائكة‏,‏ وأعطي شيئا من أخبارهم وصفاتهم في محكم كتابه‏,‏ وعلي لسان خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وأوجب علينا الإيمان بهم‏,‏ فليس أمام الإنسان إلا التسليم بوجودهم وبالأدوار التي كلفهم الله ـ تعالي ـ بها‏,‏ ولذلك أكد ربنا ـ تبارك تعالي ـ وجود الملائكة‏,‏ وقدرتهم علي التشكل بهيئة الإنسان موجها الخطاب إلي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ قائلا له‏:‏ ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ...﴾


(2) في الإشارة إلي أن الملائكة لا يأكلون‏:‏
الملائكة خلق من نور‏,‏ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ خلقت الملائكة من نور‏,‏ وخلق الجان من مارج من نار‏,‏ وخلق آدم مما وصف لكم‏(‏ صحيح مسلم‏).‏
والخلق الذي من نور لا يحتاج إلي ما نحتاج إليه نحن ـ بني آدم ـ من طعام وشراب‏,‏ وعلي ذلك فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغوطون‏,‏ ولا يتناسلون‏,‏ ولا ينامون‏,‏ وقد أعطاهم الله ـ سبحانه وتعالي ـ القدرة علي التشكل‏,‏ فلما جاءوا إبراهيم ـ عليه السلام ـ في هيئة الرجال‏,‏ وقدم لهم الطعام فلم تمتد أيديهم إليه‏,‏ خاف إبراهيم‏,‏ لأنه كان من عادة العرب أن من لا يأكل طعامك فقد أضمر لك شرا‏,‏ فأخبروه بأنهم رسل ربه من الملائكة ـ والملائكة لا يأكلون ـ كما بشروه بغلام عليم وفي ذلك قال ـ تعالي ـ ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ﴾‏ (‏الذاريات‏:24‏ ـ28)

(3) في قدرة الله ـ تعالي ـ علي جعل عجوز عقيم تلد‏:‏
يتكون الجهاز التناسلي في أنثي الإنسان من كل من المبيضين‏,‏ وأنبوب الرحم‏,‏ والرحم‏,‏ والمهبل‏,‏ والأعضاء الخارجية‏,‏ والغدد الدهليزية العظمي‏,‏ وغدد الثديين‏.‏
ويتم تخلق النطف الأنثوية والأنثى لا تزال جنينا في بطن أمها‏,‏ ويبلغ عددها قرابة المليونين‏,‏ ويتناقص هذا العدد عند البلوغ إلي ما بين ثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف خلية ابتدائية للنطف الأنثوية‏,‏ ثم تبدأ هذه الخلايا في الانقسام الانتصافي علي مرتين لتكون أرومة البييضة‏(Ootid)‏ التي تنمو إلي البييضة‏(Ovum).‏ والبييضة الناضجة تحمل نصف عدد الصبغيات المحدد لنوع الإنسان‏,‏ وكل من المبيضين ينتج بييضة ناضجة واحدة كل شهرين بالتبادل من بداية سن البلوغ و حتى سن لا يأس‏.‏ وتنتج أنثي الإنسان طوال فترة خصوبتها ما بين ثلاثمائة وخمسمائة بييضة ناضجة‏,‏ ولا يتم إخصاب إلا آحاد منها إن أراد الله ـ تعالي ـ ذلك‏,‏ فعند الوصول إلي سن البلوغ تفرز الأنثى بييضة واحدة في منتصف دورتها الشهرية‏,‏ تندفع إلي قناة المبيض كي تتحرك في اتجاه الرحم‏.‏ فإذا تواجدت الحيامن في هذه اللحظة فإن أحدها فقط قد يتمكن من اختراق جدار البييضة في محاولة لإخصابها‏.‏
وبإتمام عملية الإخصاب تتكون النطفة الأمشاج‏(‏ أي المختلطة‏)‏ التي تعرف باسم اللقيحة‏(Zygote)‏ والتي يتكامل فيها عدد الصبغيات إلي‏(46)‏ صبغيا‏,‏ وهو العدد المحدد لنوع الإنسان‏,‏ وتتعلق اللقيحة بجدار الرحم‏,‏ متغذية علي دم الأم فتبدأ دورة الجنين في الإنسان من مرحلة العلقة إلي الحميل الكامل‏.‏ وفي مقابل كل بييضة يفرزها المبيض فإن الخصية تفرز بليون حيوان منوي‏(‏ حيمن‏)‏ علي أقل تقدير‏.‏ وتحتاج هذه الحيامن إلي زمن يقدر بست ساعات إلي أربع وعشرين ساعة لتقطع رحلتها من المهبل إلي الرحم‏,‏ فلا يصل منها إلي الرحم أكثر من خمسمائة حيمن‏,‏ يقدر الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ لواحد منها ـ له صفات وراثية محددة ـ يعطيه القدرة علي اختراق جدار البييضة ليتم إخصابها مكونا النطفة الأمشاج‏(‏ اللقيحة‏)‏ التي تبدأ في الانقسام حتى تكون التويتة التي تلتصق بجدار الرحم لتكمل مشوار الحمل بإذن الله‏.‏
ولا يصل إلي مرحلة الإنجاب من هذه الأجنة إلا أقل القليل‏,‏ لأن أي خلل يحدث أثناء هذه الرحلة الشاقة لكل من البييضة والحيامن إلي مختلف مراحل الجنين ثم الحميل قد يعوق عملية الإنجاب‏,‏ ويؤدي إلي فشلها بالكامل‏.‏ والخالق الذي قدر ذلك كله هو وحده الذي يتحكم في عملية الإنجاب‏,‏ ولذلك قال ـ عز من قائل‏:‏ ـ ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ (‏ الشورى‏:49‏ ـ‏50).‏
وما دام الأمر كله بيد الله ـ تعالي ـ فهل يعجزه أن يهب غلاما عليما؟ لعجوز عاقر كزوج إبراهيم ـ عليه السلام ـ الذي كان قد بلغ من العمر أرذله والجواب بالقطع لا‏!!‏ ولذلك جاء جواب الملائكة قاطعا‏:‏ قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم‏(‏ الذاريات‏:30).‏

ثانيا‏:‏ من أوجه الإعجاز التاريخي‏:‏
لقد جاء ذكر هذه الواقعة في بعض كتب الأولين ويذكر أن الذي ظهر لإبراهيم ـ عليه السلام ـ هو الله ـ سبحانه وتعالي ـ والإنسان لا يستطيع أن يري الله ـ تعالي ـ طالما كانت الروح محبوسة في جسد الإنسان الطيني في الحياة الدنيا‏.‏ كما يذكر أن إبراهيم سجد لهم‏,‏ والسجود لا ينبغي لغير الله ـ تعالي ـ وذكر أن الرجال الثلاثة أكلوا‏,‏ والملائكة لا يأكلون ولا يشربون‏.‏
تتضح ومضة الإعجاز في وصف القرآن الكريم لها بهذه الدقة التاريخية والعلمية البالغة‏,‏ فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة خير الأنام ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين ـ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏