بسم الله الرحمن الرحيم

******
.....فصلى الله وسلم على رسول الله فى نبوته ورسالته

وصلى الله عليه وسلم فى صباه وطفولته

*****

فقد كان أب رسول الله صلى الله عليه وسلم : إسمه عبد الله

تزوج سيدة النساء شرفا وموضعا وأفضلهم نسبا وصهرا

تزوجها على كلمة لاإله إلا الله

وحملت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبى الله

ومات عبد الله

وأوحى الله إلى أم رسول الله بأن تعيذ نبى الله عند مولده

تعيذه بالواحد الأحد من شر حاسد إذا حسد وأن تسميه محمدا

وأرضعته كريمة بنى سعد بن بكر وشريفتهم

وإبنة سيدهم السيدة حليمة بنت ...... بن سعد بن بكر

زوجها شريف قومه وإبن عمها الحارث .......بن سعد بن بكر

وكانوا جميعا على الملة الحنيفية ملة التوحيد يعبدون الله لاإله سواه

*******
وشب صلى الله عليه وسلم وعين الله تحفظه وترعاه

وكان مع أجداده وأعمامه داخل بيت الله موحدا بالله وطائفا حول حرم الله

وآواه الله جل علاه

يقول جل سناه


( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى )

ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين مارآه من عبادة غير الله

رأى من المشركين مارآه

رأى ضالين : للأوثان عابدين : وعلى الأصنام عاكفين

رأى مشركين ساروا على درب آبائهم كافرين

*****
فحبب الله إليه الخلاء فى غار حراء

يقول الله جل علاه

( وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى )


فهداه الله إلى هداه وأوحى إليه إتباع فطرة الله

وعلمه جل علاه دين خليل الله

يقول الله جل علاه

( أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفا ً)


ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتاب الله


( إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفا )


(أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)


( أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ)


( أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا )


******

فقد حاد أهل مكة عن الملة الحنيفية ملة التوحيد التى دعا إليها سيدنا إبراهيم خليل الله عليه السلام

*****
فقد ضلوا لما كان منهم من أخذهم بعضا من الحجارة التى كانت حول بيت الله حال طوافهم بحرم الله للتيمن

والتبرك بها

فأخذوها ونقلوها وفيما بينهم تناقلوها وما بين أهلهم وذويهم عظموها

****
ومضى الزمان

وصارت تلك الحجارة فى نفوسهم ونفوس أولادهم من بعدهم لها قدرا وسموا

وأصبحت لها فيما بينهم مهابة وعلوا فبجلوها وعظموها

**
إلى أن عدوا تلك الحجارة من حرمات الله واعتبروها من شعائر الله

جثا الشرك على قلوبهم

وزين لهم الشيطان أعمالهم وران الجهل على عقولهم وعمت أبصارهم

فخرجوا من النور إلى الظلام بعد أن صوروا تلك الحجارة تماثيل وأصنام

وألهوها وعبدوها وجعلوا لها أسماء سموها

وأشركوها مع الله الذى لاإله سواه

يقول الله جل علاه


( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى )


خرجوا من توحيد الله إلى الشرك به جل علاه

فضلوا لما كان منهم

وأضلوا غيرهم ممن سار على دربهم ونهج نهجهم واتبع سبيلهم

قال عنهم خليل الله فى كتاب الله


(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي )

***
عقول جوفاء وقلوب صماء

إتبعوا الشيطان وانغمسوا فى الكفر والطغيان

يقول عنهم ذو العزة والسلطان


( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ )


هكذا كان حال أهل مكة من الأميين

******
أما

أجداد وآباء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهم أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام فقد كانوا من التابعين لخليل الله

فكانوا على كلمة لاإله إلا الله

يقول خليل الله

(فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي )


فقد دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام وابتهل إلى الله

فقال


(وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)


واستجاب الله دعاه


(وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)


والكلمة هى : كلمة التوحيد 00 كلمة لا إله إلا الله


جعلها الله باقية فى عقب خليل الله عليه السلام

جعلها الله باقية فى عقب بنيه :

أجداد وآباء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

*****

فكانوا لله موحدين

ولإسم الله ذاكرين وحول بيته وحرمه طائفين وللرفادة و السدانة

متو لين

*******
فبيت الله الحرام

منذ أن وضعه الله جل سناه لم يتول سدانته أو عمارته أورفادته إلا من قال لاإله إلا الله

بيت الله الحرام

لم ولن يتوله مشرك أو ضال

لم ولن يتوله إلا من كان موحدا بالله

فالذى تولاه هم أبناء خليل الله أجداد وآباء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول صاحب الملك والملكوت


(وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ )


وعلم الله جل علاه سيدنا رسول الله تعليما ليس كناموس الحياة

يقول جل سناه

( َعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ )

( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى )

********
وهنا : إياك

أن تقل أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أميا بمعنى الأمية

فصلى الله عليه وسلم كان أميا لأنه من أم القرى مكة

وكل من كان من أم القرى فهو أمى

يقول الله جل علاه

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ )


( َرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ)



صحيحا أن سيدنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

لم يخط قلما ولم يقرأ كتابا

لقول الله جل علاه


(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ

كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)


لكن ما كان ذاك

إلا إعجازا لكتاب الله الذى أنزله الله على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فجميع خلق الله أساس العلم والتعليم لهم هو : القلم يقول الله جل سناه


( عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )


(وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)


أما أساس علم وتعليم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الله جل علاه


ولقد خصه سبحانه وتعالى فى ذلك فقال جل سناه

( َعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ )

فقراءة أو كتابة نبى الله صلى الله عليه وسلم ليس كناموس الحياة

لأن الذى علمه هوالله


( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى )

فلايعلم كيفيتها إلا سبحانه وتعالى جل علاه

يقول سبحانه وتعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى)

(فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)

( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)

( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)

(وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً)

(وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً)


(َرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)


(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ)
*********

بل :
وموتنا غير موتاه

فقد فرق سبحانه وتعالى بين موته وموت سائر خلق الله

فقال جل علاه

( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون َ)


******
سعيد شويل