الزميل الفاضل
تحية ومحبة وسلام
أنا لم أحول الكلام كما تتصور، فهذه أصول الدراسة المقارنة عندما تسألني عن شيء ويكون لديك مثيل له فهذا بالطبع سيكون جزء من أجابتي عليك. وأنا لم أفعل إلا بهذا المبدأ.
ثانيا وجدتك تتكلم بكلام إنشائي وتتكلم عن تحريف وتقول كلام غير علمي بالمرة وما زلت مصرا على كلامك بل وتتمادى في طلب أن أحدثك عن أصل المواريث وغيرها في القرآن، برغم أني أكدت لك من الكتب الإسلامية أن جوهر العقيدة نفسه وجوهر التشريع نفسه وجوهر العبادة نفسه كانوا موجودين!!!
يا عزيزي أنت تتصور أن الدنيا كانت ظلام وجهل وجاهلية قبل الإسلام وهذا غير حقيقي، وتتصور أن كتبنا كانت محرفة وتقول كيف يأخذ عنها القرآن.
وأنا هنا لا أتحداك بل أقول لك أئتني بنص قرآني واحد يقول بتحريف الإنجيل، ونص قرآني واحد يقول بتحريف التوراة بمعني تغيير كلامها وحروفها لا بمعنى التأويل والتفسير.
أما أجابتي عن الكتاب المقدس والتي لا تريد بمحفوظاتك التي اعتدت عليها إلا أن تقبل غيرها، أنت حر!!!
فقد أكدت لك ومن الكتاب المقدس أن مملكة إسرائيل قديما كانت هي شعب الله المختار وأن ملوكها كان لهم مستشارين من الأنبياء وقد دعي كل منهم بالرائي وأيضا النبي وهؤلاء كانوا يسجلون حوليات الملوك ولما دونت الأسفار المقدسة بالروح القدس نقلوا مما سبق أن دونوه كأنبياء، ماأراد لهم الله أن يسجلوه لنا، وكان الروح القدس هو الذي يقودهم ويحركهم.
أما عن سفر ياشر أو كتاب ياشر وكتاب حروب الرب فقد كان كل منهما كتابا شعبيا يخص بطولاتهم مثل سائر كتب بطولات الشعوب، فعندما يذكر كتاب " حروب الرب يقول:
" وارتحل بنو اسرائيل ونزلوا في اوبوت. وارتحلوا من اوبوت ونزلوا في عيّي عباريم في البرية التي قبالة موآب الى شروق الشمس. من هناك ارتحلوا ونزلوا في وادي زارد. من هناك ارتحلوا ونزلوا في عبر ارنون الذي في البرية خارجا عن تخم الاموريين.لان ارنون هو تخم موآب بين موآب والاموريين. لذلك يقال في كتاب حروب الرب: واهب في سوفة واودية ارنون ومصب الاودية الذي مال الى مسكن عار واستند الى تخم موآب " (عدد21 :10-15).
وهنا نرى النص المقتبس عبارة عن شعر يتكلم عن أستيلائهم على بعض الأراضي.
وبنفس الطريقة عندما يتكلم عن سفر ياشر، يقول:
" حينئذ كلم يشوع الرب يوم اسلم الرب الاموريين امام بني اسرائيل وقال امام عيون اسرائيل يا شمس دومي على جبعون ويا قمر على وادي ايلون فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه. أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر. فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل . ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولا بعده سمع فيه الرب صوت انسان. لان الرب حارب عن اسرائيل " (يش10 :12و14).
" ورثا داود بهذه المرثاة شاول ويوناثان ابنه وقال ان يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر الظبي يا اسرائيل مقتول على شوامخك. كيف سقط الجبابرة " (2صم1 :17-19).
وهنا نلاحظ طبيعة السفر الشعرية التي تحوي الرثاء إلى جانب أناشيد النصر.
ولأن مثل هذه الكتب كان لها مثيل ولأنها لم تكن كتبا مقدسة لذا لم يحتفظوا بها. هذا كل ما في الأمر.
أما ترك حقائق الكتاب المقدس والتشبث باسماء مثل هذه الكتب فهذا لا يدل إلا على مجرد التلكيك، فقط لتثبت لنفسك أن ديانتك على حق.
مع محبتي وتحياتي لشخصك
المفضلات