حقيقة اتباع النبي محمد عليه الصلاة والسلام ( أو الفكرة الشمولية لاتباعه ) :
هدية لكل أخ يريد أن يكون سلفيا بحق .
من أجل ذلك سأضرب مثالا لتوضيح فكرتي .
بما أنني طبيب فأفضلُ مثل بالنسبة لي هو الكلام عن الطب ...
لنفترض أنني درستُ الطب على أعظم طبيب في الدنيا .. حفظت منه كل الوصفات .. وتعلمت منع تعاريف وأسماء الأمراض ... وحفظت سكناته وحركاته وطريقة لبسه وتعابيره وكلماته بالحرف ..
فهل يكفي أن أرتدي نفس نوع اللباس وترديد نفس الكلمات ومحاولة تقليد الحركات وترداد ما حفظته من تعاريف وتفاصيل ذكرها أمامي , لكي أنتمي إلى مجموعة الأطباء الناجحين التي ينتمي هو إليها ؟!.
أم يجب أن أستوعب طريقة تفكيره .. وردود فعله وأسس استنتاجاته ومباديء القرار للعلاج وتقديره للمرض ودراسته لجرعة العلاج وكيفيته وأتمثل شخصيته ونفسيته لكي أستفيد من كل ما حفظته منه وتعلمته ؟!.
هذا المثال يوضح ما أريد قوله ..
نحن من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
(ومن أتباع السلف الصالح ) نريد أن نعيش ونموت كما عاش وكما مات ...
لنستطيع هذا لا يكفي أن نتحرك نفس حركاته بالضبط ونلبس نفس لباسه ونردد نفس كلماته .. لأننا بهذا فقط ننسى الأصل وهو طريقة حياته وأسس دينه ومباديء تفكيره التي علمها لنا .. وحكمته ولماذا تصرف هكذا , وفي أي موقف يجب أن نتصرف مثل فعله هذا , وفي أي موقف آخر نتصرف كتصرفه الآخر ...
يجب أن نتمثل حياته وسيرته وأسلوب تصرفاته ودوافعها وأسبابها ..
للدعوة يجب أن ندرس دعوته كاملة من العهد المكي إلى آخر أيامه عليه الصلاة والسلام ... وكيف تصرف في كل مرحلة ولماذا ؟... فما تصرف إلا ليعلمنا ... هذه سنّته بصورتها الشمولية الحقيقية المتكاملة , وليس فقط طريقة لبسه وطريقة مشيته وجلوسه و ... كما يفهم بعض السلفيين خطأ .
نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل , آمين .
منقوووووووول