العشاق الشيخ عائض القرني

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | كاهن يعلنها بصدق من داخل الكنيسة : الإسلام أكثر منطقية من المسيحيّة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | إجابة عن سؤال : من نسب لله الصّاحبة و الولد ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Moses PBUH in the river » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | قـُــرّة العُــيون : حلقة 01 » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

العشاق الشيخ عائض القرني

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: العشاق الشيخ عائض القرني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي العشاق الشيخ عائض القرني








    مـقـدمـة



    من هو الله ؟


    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء المرسلين نبينا محمد واله وصحبه أجمعين .

    يـا مـن يـرى مـد البـعـوض جـنـاهـا فـي ظـلـمـة الـلـيـل البـهـيـم الأليـل
    ويـرى نـيـاط عـروقـهـا فـي مـخـهـا والـمـخ فـي تـلـك الـعـظـام الـنـحـل
    اغــفــر لـعـبـد تـاب مــن زلاتــه مـا كــان مـنـه فـي الـزمـــان الأول


    يقول الله لموسى ، عليه السلام ، وهو يرسله للطاغية فرعون الملحد يقول له ، ويثبته على العقيدة الصحيحة ، قبل أن يقوم بمهام الدعوة : ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ) (طه: من الآية14) . فهذا تعريف الله عند أهل السنة والجماعة ، وهذا أحسن تعريف لصاحب النعم تبارك وتعالى ، وهذه هي أحسن الصفات أن تسميه : الله الذي لا إله إلا هو .

    * سيبويه صاحب أعظم كتاب في النحو رؤي في المنام ، فقالوا : ماذا فعل الله بك ؟ قال : غفر لي وأدخلني الجنة .
    قالوا : بماذا ؟
    قال : لما وصلت إلى باب : الله لفظ الجلالة ، قلت : هو أعرف المعارف ، لا يعرف ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّ ) (مريم: من الآية65) .

    * في قوله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) قد سئل أبو حنيفة رحمة الله من الملاحدة والزنادقة ، عن دليل قدرة الباري ، جل وعلا .

    فقال أبو حنيفة لهم : سفينة تجوب عباب البحر ، بلا ربان ، وبلا قائد في بحر دجلة .
    فقالوا : هذا لا يكون أبداً ، يا أبا حنيفة .
    قال : سبحانه الله ! ليل داج ، وسماء ذات أبراج ، وبحر يزجر ، ونجوم تزهر ، ألا تدل على السميع البصير .

    وفـي كل شـيء له آيـة تدل على أنه واحد
    فيا عـجباً كيف يعى الإله أم كيف يجحـده الجاحد

    أما سألت الزهرة من أنبتها وجملها ؟
    أما سألت الليل من كساه وأعطاه ؟
    أما سألت من رفع السماء وبسط الأرض ؟

    أننا جميعاً أو معظمنا نعيش ركوداً فكرياً عن التدبر في الكائنات ، قد أركدتنا أصوات الآلات ، وهدير المصانع ، والمشروبات ، والملبوسات ، والمطعومات .

    * قيل للإمام أحمد : ما دليل القدرة ؟
    قال : سبحانه الله ! بيضة الدجاجة ، أما سطحها : ففضة بيضاء ، وأما باطنها : فذهب أبريز ، تفقس فيخرج منها حيوان سميع بصير .

    وقال هارون الرشيد للإمام مالك : ما دليل القدرة ؟
    قال : سبحان الله ، اختلاف الأصوات ، وتعدد النغمات ، وتباين اللهجات .

    * قالوا لابن الراوندي الزنديق : اكتب كتاباً في تفسير القرآن .
    قال : بل أكتب كتاباً ، أرد به على القرآن ، وأدمغ به القرآن !
    فدمغه الله على أم رأسه : ( وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) (فصلت: من الآية16) .

    وأتى أبو العلاء المعري ، أعمى القلب والبصر ، يعترض على الشريعة يخاطب رب العزة ويقول :

    يـد بـخـمـس مـئـيـن عـسـجـدٍ وديـت مـا بـالـها قـطـعـت فـي ربـع ديـنـار
    تـنـاقـض مـالنـا إلا الـسـكـوت عـلـيـه ونـسـتـعـيـذ بـمــولانـا مـن الـنـار

    يقول : ما بال اليد اليمنى إذا قطعت وديت بخمسمائة دينار ذهب ؟ وهي تقطع إذا سرقت ربع دينار ؟
    فنقول له ولأمثاله : يا عدو الله ، هذا شرع الله ودينه ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50) فما كان لأعمى القلب والبصر أن يعترض عليه . ولكن .. قد رد على هذا الأعمى كثير من أهل السنة ، وبينوا الحكمة في هذا الحكم الإلهي .

    يقول أحدهم :

    عز الأمانة أغلاها وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري

    ويقول عبد الوهاب المالكي :

    قل للمعري عار أيما عار جهل الفتى وهو عن ثوب التقى عاري
    لا تقـدحن بـنود الشرع عن شـبه فـشرائع الدين لا تقدح بأشعار

    * أعرابي يصلي في الصحراء ، مر به زديق ملحد ، فقال له لمن تصلي ؟
    قال : اصلي لربي .
    قال : هل رأيته ؟ قال سبحان الله ، البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، وسماء ذات أبراج ، وليل داج ، ونجوم تزهر ، ألا تدل على السميع البصير ؟ فهبت الذي كفر .
    * قال ابن كثير : رؤي أبو نواس في المنام ، فقالوا له : ما فعل الله بك ؟ قال غفر لي .
    قالوا : ماذا ؟
    قال : بقصيدتي في النرجسة التي يقول فيها :

    تأمل في نبات الأرض وانظر إلـى آثـار ما صنـع
    عيون من لجـين شاخصات بأحداق هي الذهب الـسـبـيـك
    على كثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريـك

    * في الحديث أن أنس بن مالك قال : كنا جلوساً مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في المسجد بعد صلاة العصر ، فدخل أعرابي ، قائلاً : أين ابن عبد المطلب ؟
    قالوا : هو ذاك الرجل الأبيض الأمهق المرتفق .
    فدخل ، فوقف على رأس المصطفى ، عليه الصلاة والسلام ، وقال : يا محمد .
    قال : ( قد أجبتك ) .
    قال : أني سائلك ، فمشدد عليك في المسألة .
    قال : ( سل ما بدا لك ) .

    قال الأعرابي : من رفع السماء ؟ وكان ( صلى الله عليه وسلم ) متكئاً ، فقال : ( الله ) .

    قال الأعرابي : ومن بسط الأرض ؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الله ) .

    قال الأعرابي : ومن نصب الجبال ؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الله ) .

    قال الأعرابي : أسألك بالذي رفع السماء ، وبسط الأرض ، ونصب الجبال آلله أرسلك إلينا رسولاً ؟ فاحمر وجهه ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتربع ، وقال : ( اللهم نعم ) .

    قال الأعرابي : أسألك بمن رفع السماء ، وبسط الأرض ، ونصب الجبال ، آلله أمرك بأن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة . قال : ( اللهم نعم ) .

    وأخذ يسأله ، حتى انتهى من أركان الإسلام ، ثم قال في الأخير : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، والله لا أزيد على ما سمعت ولا أنقص ، أنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر .. ثم ولى !
    فالتفت عليه الصلاة والسلام إلى أصحابه يتبسم ويقول : ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا )(1) .
    * عمير بن الحمام رضي الله عنه ،خرج مجاهداً في سبيل الله ، وترك أهله، وماله وأولاده وكل ما يملك .
    فسمع الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وهو يقول في المعركة : ( يأهل بدر ما بينكم وبين الجنة إلا أن يقتلكم هؤلاء ) .
    فيقول عمير بن الحمام : يا رسول الله ، ما بيننا وبين الجنة إلا أن يقتلنا هؤلاء ؟

    قال (صلى الله عليه وسلم ) : ( إي والذي نفسي بيده ) .
    فأخذ تمرات كانت بيده ، وألقاها ، وقال : والله ، إنها لحياة طويلة ، وإذا بقيت كي آكل هذه التمرات ! ثم كسر غمد سيفه على ركبته ، بالسيف مسلولاً وهو يقول : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى(1) .

    مـن ذا الـذي الـسـيـوف لـيـرفــع أسـمـك فـوق هـامـات النـجـوم مـنـارا
    كـنـا جـبـالاً فـي الجـبـال وربـمـا سـرنـا عـلـى مـوج الـبـحـار بـحـارا
    بـمـعـابـد الإفـرنـج كـان أذنـنــا قـبـل الـكـتـائـب يـفـتـح الأمـصـارا
    لـم تـنـس أفـريـقـيـا ولا صحراؤها ســجــداتـنـا والأرض تـقـذف نــارا

    وكـأن ظـل السـيـف ظـل حـديـقـة خـضـراء تـنـبـت حـولـنـا الأزهــارا
    أرواحــنـا يـا رب فـوق أكــفـنـا نـرجـو ثـوابـك مـغــنـمـاً وجــوارا

    * وقف عقبة بن نافع بفرسه على المحيط الأطلنطي ، قال : والله الذي لا إله إلا هو ، لو أعلم أن وراءك ، يا بحر ، أرضاً لخضتك حتى أصل إليها ، لأرفع لا إله إلا الله محمد رسول الله .
    * سليمان بن مهران ، الأعمش ، لما حضرته الوفاة ، بكى أطفاله قال : أبكوا أو لا تبكوا ، والله ما فاتتني تكبيرة الإحـرام مع الجماعة ستين سنة ، فبيض الله وجهه ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه) (آل عمران : من الآية106) .

    ألا لا أحب السـير إلا مصعدا ولا البرق إلا أن يكون يمانيا

    وهذا سعد بن المسيب ، حضرته الوفاة ، فبكت ابنته ، قال : يا بنتي لا تبكي ، فو الله ما أذن المؤذن من أربعين سنة إلا وأنا في مسجده ، عليه الصلاة والسلام .
    * رفع عمار بن ثابت بن الزبير يديه بعد صلاة الفجر ، وقال : يا رب أسألك الميتة الحسنة ، فقال أبناؤه : ما هي الميتة الحسنة ؟ قال : أن يتوفاني ربي وأنا ساجد .
    فحضرته سكرات الموت ، وقد صدق الله ، فصدقه ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) ، فقبضت روحه ، وهو في السجدة الأخيرة في صلاة المغرب !

    * يقول الذهبي : أن عبد الملك بن مروان لما حضرته الوفاة قال : أنزلوني من على سريري ، فأنزلوه ، فسمع بجانب القصر غسالاً يتغنى .
    فقال : يا ليتني كنت غسالاً ! يا ليتني ما توليت الخلافة !
    قال ابن المسيب لما سمع ذلك : الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا وقت الموت ، ولا نفر إليهم .
    * قالوا أن بعض الصالحين كان نجاراً ، فإذا سمع الصلاة وكان رافعاً المطرقة ألقاها قبل أن ينولها وقام إلى الصلاة .
    وصح عن عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذا سمع الأذان قام كأنا لا نعرفه ولا يعرفنا .
    وقال وهو في سكرات الموت ( الصلاة الصَلاة )(2) وقال عمر بن الخطاب ، ( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة )(3) .
    وإذا كان مهتماً أو مغتماً يقول : ( أرحنا بالصلاة يا بلال )(4) .

    وقل لبلال العزم من قلب صادق أرحنا بها إن كنت حقاً مصلياً
    توضأ بماء التوبة اليوم مخلصا ً به تلقى أبواب الجنان الثمانيا

    * شاب من الجزائر ، البلد المسلم ، أصيب في حادث تصادم ، فأغمى عليه أربعة أيام ، فظل يكرر الفاتحة حتى مات .
    مات عليها ؛ لأنه عاش عليها .
    ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) (إبراهيم:27).
    * ذكر أهل العلم أن الإمام أحمد كان يصلي غير الفرائض ثلاثمائة ركعة ‍ فمن مثله منا ؟ اللهم لا تؤخذنا بتقصيرنا .
    * الخشوع في الصلاة ، هو : أن تدخل الصلاة ، وأنت متيقن بأنه لا أعظم ولا أجل من الله ، وأن ترسل أشواقك إلى الحي القيوم ، وأن تصلي وكأنك ترى الحي القيوم ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
    * قالوا لأحد الصالحين : هل تتذكر أحداً وأنت في صلاتك ؟ قال : والله لو اختلفت الأسنة وراء ظهري ، ما تذكرت إلا الله .
    قالوا عن أبي بكر الصديق : أنه كان إذا قام ليصلي كأنه الظل الذي لا يزول ، تأتي الطيور فتقف على رأسه من خشوعه .. فأين نحن من هذا الجيل ؟

    نـحـن الـذيـن إذا دعــوا لـصــلاتـهـم والـحـرب تـسـقـي الأرض دمـاً أحـمـرا
    جـعـلـوا الوجـوه إلى الحـجـاز فـكـبـروا فـي مـسـمـع الـروح الأمـيـن فـكـبـرا


    * قال الرسول عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن مسعود : ( اقرأ على القرآن ) .
    قال : أقرأ عليك وعليك أنزل .
    قال : ( أقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري ) .
    فبدأ ابن مسعود يقرأ في سورة النساء حتى بلغ إلى قوله تعالى : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:41) .
    قال عليه الصلاة والسلام : ( حسبك الآن ) .
    قال : فنظرت فإذا عيناه تذرفان(1) .


    من الآثار المترتبة على ترك الصلاة :
    1- المقت والغضب من الله ن والكفر لمن تركها ، فقد صح عنه (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر )(2) .وصح عنه أنه قال : ( بين المسلم والكافر ترك الصلاة )(3) .



    2- البغضاء والبعد بينه وبين الخـلق ، فإن أبعد الناس إلى الناس : أبعدهم عن رب الناس تبارك وتعالى .



    3- قسوة القلب ، وضيق الصدر ، وسواد الوجه ، وظلمة القلب ، وضيق الرزق واللعنة ، والشؤم ، وكل مصيبة في الدنيا والآخرة .



    4- انقطاع الحبل بين العبد وربه الحي القيوم ، وعدم الولاية .


    * يقول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في منظومته :

    خـذ واضـح الـحـل ودع مـا أشـتـبـه مـخـافـة الـمـحـذور يـا مـن فـقـه
    وازهـد فـي دنـيـاك وأقـصــر الأمـل واجـعـل لـوجـه الله إجـمـاع العـمـل
    وزهـرة الـدنـيـا بـهـا لا تـفـتـتــن ولا تـغــرنـك وكـن مـمـن فـطــن
    تـالله لـو عــلـمــت مـــا وراءكـا لـمـا ضـحـكـت ولأكـثـرت الـبــكا

    إلى أن يقول :
    والـمـوت فـاذكــره ومــا وراءه فـمـنـه مـا لأحـــــد بـــراءه

    وإنـه لـلـفــيـصــل الـذي بـه يـنـكـشـف الحـال فـلا يـشـتـبـه

    والـقـبـر روضـة مـن الـجـنـان أو حـفـرة مـن حــفـر الـنـيــران
    إن يـك خــيـراً فـالـذي بـعـده أفـضــل عـنـد ربـنـا لـعـبـده

    وإن يـك شـراً فـمـا بـعـد أشــد ويـل لـعـبـد عـن سـبـيـل صـد


    هذه الكلمات كالمقدمة لكتابي هذا ( مصارع العشاق ) وسيظهر بعد قليل ، من هم العشاق ، ومن عشقوا ، ولماذا عشقوا ، فإن ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم وأسأل الله تعالى أن ينتفع بها من كتبها وقرأها وساهم في نشرها ، أنه ولي ذلك والقادر عليه .
    والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


    وكـتـب


    د. عائض القرني

    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    مصارع العشاق


    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ، وبعد .
    فهذه بنات فكر ضمرت مرائرها ، وسرحت ضفائرها ، سموها ما شئتم : مقامات أدبية ، أو صولات خطابية ، إلياذة أو ملحمة ، المهم أنني آمن بأفكارها ، وتبطنت أسرارها ، جعلت عنوانها ( مصارع العشاق ) . فإن كنتم منهم حصل الاتفاق ، وإلا فالسماع يكفي ، والقراءة تشفي .

    * نحن أمة تسال عن دم البعوضة ، وتهريق دم الحسين !!
    لبست قمص المثنى بن حارثة ، وفي يدها حربة بابك الخرمي .

    * حج محمد ، عليه الصلاة والسلام ، ليقول للحجاج : ( أنا كأفقركم ! ) ففهمها الفطناء ، لكن أبا جهل ما حضر الموقف ..!

    * عرب بلا عمر .. وأكراد بلا صلاح الدين .. وترك بلا فاتح .. وأفارقة بلا بلال .. لا قيمة لهم .

    * جسم الأمة كله جراح يوم عرفة : جؤار البوسنة والهرسك أخجل أهل الموقف ، وخلاف الأفغان أزعج المحرمين ، وضياع بيت المقدس ن-رؤوسنا عند الصخرات .

    * من لم تنفعه عينه ، لم تنفعه أذنه .. ونحن كذبنا ما سمعناه بآذاننا ، وقد رأيناه بعيوننا .
    لـقـد نـصـحـتـك عـيـنـك فـي نـهـار مـن الـتـبـيـانِ حـتـى ســال مــاهـا

    * حج عمر فأنفق عشرين درهماً ، وقد ختم بالرق على عنق كسرى وقيصر ، وقد حججنا ندوس الحرير ونستخشن الديباج ، ونحن نسبح للرق في أدبار الصلوات !!
    أمـا الـخـيـام فـإنـهـا كـخـيـامـهــم وأرى رجـال الـحـي غــيـر رجـالـهـا

    * صحن طعامنا مكسـور ؛ لأنه ما صنع في المدينة ، وخيمتنا ممزقة ؛ لأن أطنابها مسـتورة ، ونسينا ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) (النساء: من الآية65).

    * نحن ثلاثة حجاج ضاع رابعنا !

    حاج في عرفة ، وما له في البنك الربوي ، وحاج في مزدلفة ، ولكنه بات مع نغمة ووتر ، وحاج رمى الجمرات ، وأشعل في قلوبنا الجمرات ، والرابع أشعث أغبر ، رفعت دموعه إلى العرش .
    لا تـسـل عـن خـلـدي قـد ضـاع مـنـي عـدنـي فـي زحـمـتـي أو عـد عـنـي

    * عشق بلال الجنة ، فأمهرها ركعتين مع كل وضوء ، فسمع صاحب العقد دفي نعليه باب المخطوبة ، فعرف أن ليلة العرس حانت :
    ألـم تـرى أنـي كــلـمـا زرت زيـنـبـاً وجـدت بـهـا طــيـبـاً وإن لـم تـطـيب
    وقصر بلال تلوح عليه أحرف : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الزخرف:72).
    وعشق أبو جهل النار فصعبت عليه لا إله إلا الله ؛ لأن نافخ الكير تزكمه نفحة المسك .
    قيل لأبي جهل : قد أقام بلال الصلاة ، فصل وراء الإمام ، فقال لست على وضوء ، فمات قبل أن يصلي .

    قيل لأبي جهل : لماذا تدخل النار ؟ قال : لاني عاشق !

    لا تـلـمـنـي فـي هـواهـا والـجــوى فـأنـا مـن لـومـكـم فـي صـــمـم

    صاح في وجه أبي جهل لسان القدر : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (فصلت:19).

    * أبو مسلم الخراساني .
    عشق الإمارة حتى الثمالة ، فعاش من أجلها وهاش ، وسكر من حبها وطاش ، وبقر بطون المساكين بالخنجر ، فبقر بطنه أبو جعفر (1):

    كـل بـطـاح مـن الـنـاس لـه يـوم بـطـوح

    تعلق بغير الله فعلقه أقرب الناس إليه من قدميه (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون) (الأنعام:129).

    أبـعـيـن مـفـتـقـر إليـك نـظـرت لـي فـأهـنـتـنـي وقـذفـتـنـي من حـالـقي
    لـسـت الـمـلـوم أنـا الـمـلـوم لأنـنـي عـلـقـت آمـالـي بـغـيـر الـخــالـق


    جعل الرياسة تميمة في عنقه، وقد قال المعصوم ، عليه الصلاة والسلام :( من علق تميمة فقد أشرك )(1).
    عشق أبو مسلم الخراساني المنصب فما تراجع عنه ، والتراجع حرام عند العاشقين .
    * مات الجعد بن درهم في حب البدعة ، فما أحس للذبح في هوى المحبوب ألماً ، فلماذا يألم أهل السنة من الذبح في حب السنة ، والله يقول :( إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ ) (النساء: من الآية104) .

    سـقـيـنـاهـمـوا كـأسـاً سـقـونا بـمـثـلهـا ولـكـنـنـا كـنـا عـلـى المـوت أصـبرا
    خرج خالد القسري على الجعد بن درهم بالسكين ، فما تاب المسكين ؛ لأنه عاشق ، والعاشق يقول :
    والله لـو قـطـعـــوا رأسـي لأهـجــرهــا لـسـار نـحـو هـواهـا في الحـمـى راسي
    الجعد بن درهم : ممن زين له سوء عمله فرآه حسناً .
    صاح النذير لأبطال السنة بلسان : ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ )(آل عمران: من الآية140) فما أحسوا لمس حسا !

    * تحدى أحمد بن حنبل الدنيا في حب مبدئه الحق ، فتكسرت السياط على البساط ، وأبو عبد الله يضحك في وجوه المنايا ، والوحي يهتف به : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) (الفرقان: من الآية58) . ليعلم أحمد أن : المتوكل سوف يتولى ، والمعتصم يموت .

    * في قاموس أحمد بن حنبل : حديث قدسي : ( وعزتي وجلالي ما اعتصم بي أحد فكادت له السماوات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً ومخرجاً ) .
    أراد أهل البدعة أن يصرفوه عن الحق فما انصرف ، لأن أحمد ممنوع من الصرف !
    عـجـبـاً كـيـف شـربـت الـمـوت شـربـا وجـعـلـت الـسـيـف للـعـلـيـاء دربـا
    عـجـبـاً كـيـف تـحـــديـت الـمـــلا وسـقـيـت الـرمـح حـتـى صـب صـبا
    كنا أطفالاً نسمع بأحمد بن حنبل ، فحسبناه مفتياً في الزوايا ، فلما كبرنا علمنا أنه معلم جيل ، وشيخ حياة .

    * عشق الدماء الحجاج بن يوسف .. كما عشقت امرأة العزيز يوسف ! فجرد السيف على الملة ، فشقي بسعيد ، وكسر بابن جبير منارة الدين .
    الرجل محنط في الدماء فما سمع من سكاره : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93).

    * أحد الفنانين رقص على نغمة :
    أخــبـروهـا إذا أتـيـتـم حــمـاهــا أنـنـي ذبــت فـي الـغــرام فـداهـا
    وتراقصت أطراف جعفر الطيار على زمجرة :
    يـا حــبـذا الـجـــنـة واقـتـرابـها طــيـبـة وبـارد شــــرابـــها
    طارت روح جعفر إلى الجنة ، فأعطاه مولاه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، والذي يطير أعظم ممن يسير .
    نـطـيـر إلـيـك مـن شـوق الـحـشـايـا وبـعـض الـنـاس نـحـوكـم يـســيـر
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    * حمل أبو بكر الصديق الصدق فصار في قـافلة : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) (الزمر: من الآية33 ) فسمي الصديق ، فلا يعرفه العالم إلا ( بالصديق ) وصار خليفة الصادق المصدوق .
    وحمل مسيلمة الكذاب رداء الكذب ، فهو زنزانة ( أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود: من الآية18) فلا يعرف مسيلمة إلا ( بالكذاب ) .
    أراد خالد بن الوليد أن يداوي مسيلمة الكذاب من الكذب ، فما نجع الدواء ، فقطع رأسه ، ليزول الألم بالكلية !!
    عشاق الصدق كثير يموتون من أجله ، وعشاق الكذب أكثر يقتلون تحت نعليه !

    * جرحت أصبع رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ، فسال الدم الطاهر فقال :
    ( هــل أنـت إصــبـع دمـيـت وفـي ســـبـيـل الله مـا لـقــيـت )(2)
    لأن من قرب روحه للرحمن ، لا يحزن على إصبعه ، ومن انتظر أن يسيل دم ظهره ، لا يبكي على دم ظفره .

    * حرام بن ملحان طعن بالرمح من قفاه ، فأخذ من دم صدره ، ورش القاتل وهو يقول : فزت ورب الكعبة ! شهد له دمه أنه محب وأقام دليل المحبة ، فسلوا رمح القاتل .. ( فالبينة على المدعي واليمين على من أنكر ) .
    يأتي حرام بن ملحان يوم القيامة ، وكلمه يدمي ، الريح ريح المسك ، واللون لون الدم .
    تـفــوح أرواح نـجــد مـن ثـيـابـهـم عـنـد القـدوم لـقـرب الـعـهـد بـالـدار
    الشـيـح والكـاد والريـحـان قـد عـقـبـت يـا مـوقـد النـار أطـفـئ شـعـلـة النـار

    * دخل المهدي ـ خليفة بني العباس ـ المسجد ، والعلماء جلوس ، فلما رأوه قاموا ، وقعد ابن أبي ذئب ، لأن الذئاب لا تقوم للثعالب ، فقال له : لمَلم تقم لي ؟ قال كدت أفعل فذكرت : ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطففين:6). فتركت القيام لذاك اليوم ، فقال الخليفة
    اجلس فقد أقمت شعر رأسي ! . فقامت الدنيا لابن أبي ذئب ؛ لأنه ما قام ، والقيام مع القدرة ، ولا قدرة لمن يدخر قيامه لمولاه !

    * مد سعيد الحلبي رجله في المسجد ، فدخل السلطان عليه فما رد رجله ، فأعطاه مالاً ، فقال سعيد : إن الذي يمد رجله لا يمد يده ، ولو مد سعيد يده لقطع السلطان رأسه !
    أنـا لا أرغــب تـقــبـيـل يــد قـطـعـهـا أحـسـن مـن تـلـك الـقـبل
    إن جـزتـنـي عـن صـنيعي كنت في رقـهـا أولا فـيـكـفـيـنـي الـخـجــل

    * الكافر يولد مرة ، ويموت مرتين ، والمؤمن يولد مرتين ، ويموت مرة ، الكافر : جثماني بليد ، والمؤمن : روحاني مجيد .

    * الهدهد أذكى من فرعون ؛ لأن الهدهد أنكر على بلقيس سجودها للشمس ، وفرعون يقول : ( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (القصص: من الآية38) !!
    رزق الهدهد يخبئه في الأرض ، فلما عرف ربه قال : ( الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (النمل: من الآية25).
    أحب الهدهد رب العالمين ، فأتى سليمان من سبأ بنبأ يقين ، وفرعون مهين ، دس أنفه في الطين !
    الهدهد آمن في الرخاء ، فنفعه إيمانه في الشدة ، وفرعون كفر في الرخاء ، فما نفعه إيمانه في الشدة ، بل قيل له : يا فتان ، الآن ! فات لأوان .
    قـد مـضـى الركـب وخـلـفـت لـوحـدك فـابـك مـا شـئـت ولا تـأنـس بـرشـدك

    * عبد الدينار يرد النار كلما كثرت دراهمه دار همه .
    إمامه : قارون ، خرج في زينته ، فدفن في طينه !
    صاح متكبراً : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ) (القصص: من الآية78) .قيل له عندك أو عندنا ؟ هيا إلى الدور الأرضي ، وخذ دارك معك !
    ( فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ ) (القصص: من الآية81) ؟‍!

    * دراهم أبي بكر ختمت بـ ( يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) (الليل : من الآية18) .
    ودراهم أمية بن خلف عليها ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) (الهمزة:1) !
    أعطي أبو بكر حلة ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) (الليل:17) . وألبس أمية قميص ( فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ) (لأنفال: من الآية36) .

    لـشـتـان مـا بـيـن اليـزيـديـن في النـدى يـزيـد بـن عـمـرو والأغـر بـن حـاتـم
    فـهـم الـفـتـى الأزدي إتـلاف مــالــه وهـم الـفـتـى الـقـيـسي جـمـع الدراهم
    فـلا يـحـسـب الـتـمـتـام أنـي هـجـرته ولـكـنـنـي فـضـلـت أهـل الـمـكـارم


    * سمع حنظلة مؤذن الجهاد في أحد ، وعليه جنابة ، فطار إلى سيفه ، وصب دمه مع دماء الأبرار ، وقدم لحمه مع لحوم الأخيار ، هذه الكتائب ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) (الحج: من الآية37) .

    يا حنظلة : ثمار شجرك ما حنظل ، وحب زرعك قد سنبل ، قبل أن تدخل الجنة تغسل :
    أمـلاك ربـي بـمـاء الـمـزن قـد غـسـلـوا جـثـمـان حـنـظـلـة والـروح تختطف
    وكــلـم الله مــن أوس شـهـيـدهــم مـن غـيـر تـرجـمـة زيحـت له السـجـف

    * تلاميذ عبد الله بن أبي يحفظون ( لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ) (المنافقون: من الآية7) . وينسون ( وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (المنافقون: من الآية7)، فيسرقون لقمة العيش من على الشفاه !

    ومداوي الداء بالداء ، أعله وما شفاه .

    * عبد الله بن أبي ، فاكهته : لحوم الصحابة ، ومصحفه : الربابة ، سهامه طائشة ؛ لأن الصيد عائشة :

    أتـدري مـن رمـيـت وكـيـف تــدري ؟ فـمـا أعـمـاك عـن شـمــــس وبـدر
    رمـيـت الـفـجـر بـالـبـهـتـان كـيـداً ونــور الـحـق مـحـفـوف بـفـجـــر


    * درسنا قصة ( طه والطبلة ) فألهانا طه عن : ( طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) (طـه:2) . والذي حفظ قصة الطلبة خرج أبله ..! وقيم المدرسة أرقم ؛ لأنه ألغى منهج دار الأرقم بن أبي الأرقم .
    * صاح أنس بن النضر : إني لأجد ريح الجنة من دون أحد فقتل على مبدأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) (الإخلاص:1)!
    بحثت عنه أخته ، فما عرفته إلا ببنانه ؛ لأن داخل الجنة يحتاج إلى شهود ، وقد كتبوا شهادتهم بخطوطهم على جسم أنس ، فكل جرح يقول : ( وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) (يوسف: من الآية81).

    * قالوا لأحد المنافقين : جاهد لتؤجر ، قال : أخاف بنات بني الأصفر ، قيل له تضحك على من ؟ ونزلت فتوى ( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) (التوبة: من الآية49) .فضحهم الوحي ، فسجلاتهم مكشوفة وأسماؤهم معروفة .
    وقال أحدهم : أنا لا أخشى بنات بني الأصفر ، لكن لا تنفروا في الحر ، فما أصبح الأمر سراً ( جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) (التوبة: من الآية81) .

    تـفــر مــن الـهـجـيـر وتـتـقـيـه فـهـلا مـن جــهـنـم قــد فــررتا
    وتـشـفـق للـمـصـر علـى الخـطـايـا وتـرحـمـه ونـفـسـك مـا رحـمـتا !!


    * عاشق الشهادة تأتيه على الفراش : ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ) . لأن الحـب يفتت الأكباد ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).

    نـسـيـت فـي حـبـك الـدنـيـا ومـا حـمـلت وبـعـت مـن أجـلك الأنـفـاس والنـفـسـا

    * درس الطلاب التدمرية لابن تيمية فنجح عشرون في المية ، لأنها تدمر كل شرك بأمر ربها ( فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ) (الأحقاف: من الآية25) .

    * كان ابن تيمية يعلم الشباب ، فسجنه الحجاب .. فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) (الحديد: من الآية13) .

    * هل سمعت أنشودة شيخ الإسلام ؟ ـ ولكنها من الشعر المنثور ؛ لأن العـبيد لا يفهمون إلا الشـعر الحر ـ .
    أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنى سرت فهي معي ، أنا قتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة ، وسجني خلوة .
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    كتب القصيمي عن ابن تيمية في ( صراع بين الإسلام والوثنية ) لكن ابن تيمية أصيل والكاتب عميل ؛ لأنه وارد بتروم-، ومن فصيلة كارل مار-( آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ) (الأعراف: من الآية175)

    واحسرتاه على السبورة ، والطبشرة ، والملعب ، والكورة .أأشـقـى بـه غــرســاً وأجـنـيـه ذلـة إذاً فـتـبـاع الـجـهـل قـد كـان أحــزمــا
    ولـو أن أهـل العـلم صـانـوه صـانـهـم ولـو عـظـمـوه فـي الـنـفـوس لـعـظـمـا


    * قال الحجاج لعجوز : والله لأقتلن ابنك ، قالت العجوز : لو لم تقتله مات ! وهذا من ذكاء العجوز ، ولكن الظلمة لا يفهمون الرموز ! ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) (الجمعة: من الآية8).

    * أرسلنا شاعرنا في المربد ليغرد فعربد ، ظننا أنه بالدين سوف يجول ويصول ،فذهب قليل الحياء يسب الرسول .
    نبهناه فما أدرك ؛ لأن الرجل مجمرك : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44).

    * شعراء مدحوا صدام قبل الغزو ، وذموه بعده ، قلنا : كشفناكم يا أوباش ، ( الولد للفراش ) .

    هؤلاء لا ينفع فيهم الوعظ ؛ لأن المنافقين بعضهم من بعض .

    * قاتلوا موشه ديان في حزيران ، فهربوا كالفئران ؛ لأنه لم يحضر المعركة سيف الله أبو سليمان .
    وأطـفـأت شـهـب الـمـيـراج أنـجـمنا وشـمـسـنـا وتـحـدت نـارهـا الـخـطـب
    وقـاتـلـت دونـنـا الأبـواق صـامــدة أمـا الـرجــال فـمـاتـوا ثـم أو هــربـوا

    * قيل للرسمي : ألا تحج البيت العتيق ؟ فأنشد بنغمة العاشق :
    حـجـي إلـى البـاب الجـديد وكـعـبـتـي الباب الـعـتـيـق وبـالمـصـلـى الـمـوقــف
    والله لـو عــرف الـحـجـيـج مــكـانـنـا مـن زنـدروز وشـعـبـه مـا عــرفــوا
    أو شـــاهـدوا زمـن الـربـيـع طــوافـنـا بـالـخـنـدقـيـن عـشـيـة مـا طـوفـوا
    زار الـحـجـيـج مـنـى وزار ذوو الـهــوى جـسـر الحـسـيـن وشـعـبـه واسـتشرفوا
    ورأوا ظـبـاء الـخـــيـف فـي جـنـبـاتـه فـرمـوا هـنـالـك بـالـجـمـار وخـيفوا
    أرض حــصـاهـا جــوهــر وتــرابــها مــسـك ومـاء الـمـد فـيـها قــرقـف
    أقول لهذا : أما سمعت بدار قيل فيها : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (الزخرف: من الآية71).

    وعند ابن ماجه : ( ألا مشمر للجنة ، فإن الجنة والذي نفسي بيده نور يتلألأ ، وقصر منيف ، وشجرة تهتز ) . الخطاب كثيرون ، ولكن المهر غالٍ ، من صفات الخاطب : أن يرنم في السحر ، وكثير من الخطاب ينام عن صلاة الفجر .
    ومن صفاته أن يقدم مهجته حلية للخطوبة ، وبعضهم يبخل بدرهمه !
    ثـمـن الـمـجـد دم جـــــدنـا بـه فـاسـألـوا كـيـف دفـعـنـا الـثـمـنـا
    واسـألـوا مـاذا فـعـلـنـا فـي الوغـى يـوم هـال الـهــول فـــيـنـا ودنــا
    الذبح للعاشق في سبيل معشوقه : برد وسلام .

    * ذكر المجد في ( المنتقى ) : أن رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) ، لما أراد أن ينحر الإبل في منى تسابقت إليه؛ أيتها ينحر أولاً فمن أخبر البعير، أن صاحب الحربة هو البشير النذير، والسراج المنير ؟!
    ما خرت الأبل وهو ينحر ، وما استقرت ، بل دنت وأقبلت ؛ لأن التولي يوم الزحف حرام .
    ويـقــبـح مـن سـواك الـفـعـل عـنـدي وتـفـعــلـه فـيـحـسـن مـنـك ذاكـا
    عـلـى عــمــد مـن الـتـوفـيـق قـدماً أحــبـك مـن أحــبـك فـاصـطـفـاكا

    * خطب صاحب المنهج العظيم رسولنا الكريم ، عليه الصلاة والسلام ، في جنوده في بدر ، فأخبرهم أن بينهم وبين الجنة القتل فمن يقتل يدخل ، ومن يذبح يفلح .
    فقام عمير بن الحمام ، ورمى بالتمرات ، ولسان الحال يقول : خذوا تمركم ، فالغداء هناك ، وإجابة الدعوة واجبة ، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكيف يجيب الأمر من ألهاه التمر ؟
    لله درك والــــردى مــتــكــالـب والمـشـرفـة تـسـتـحـق الأبـطــالا
    ووقـفـت تـخـطـب والرؤوس تطـايرت أسـقـيـت الـعــز حــتـى ســالا

    * حضر محمد بن حميد الطوسي القتال مع الروم ، فوقف يقطع رؤوسهم من الفجر إلى الظهر ، وما أحسن الذبح على الطريقة الإسلامية .
    فر أصحابه فخجل أن يفر ، لأن صاحب الشريعة لا يقر ، فتكسر سيفه ، ومال رأسه ، فكفنه أبو تمام بقصيدته الخالدة :
    لـقـد مـات بـيـن الضـرب والطـعـن مـيـتة تـقـوم مقـام النـصـر إن فـاته الـنـصـر
    تـردى ثـيـاب الـمـوت حـمــراً فـمـا أتـى لـهـا اللـيـل إلا وهـي مـن سـندس خضر
    ثـوى طـاهـر الأردان لـم تـبـق بـقـعـــة غـداة ثـوى إلا اشـتـهـت أنـهــا قـبـر

    * وقف القائد ( صلى الله عليه وسلم ) ، أمام الكتيبة ، فسل السيف وقال : ( من يأخذ هذا السيف مني ؟) فكلهم رفع يده ، وظنوا السيف جائزة ، فقال : ( من يأخذه بحقه ؟ ) فعـلموا أن في المسألة سراً فتوقفوا ، وألح أبو دجانة في الطلب ، وسأل القائد : ما حق السيف ؟
    قال : ( أن تضرب به في الأعداء حتى ينحني ) فأخذ أبو دجانة يعدل به رؤوس الضلال ، مرة في اليمين، ومرة في الشمال ، ينشب السيف في الجماجم فيهزه هزا ؛ لأن في الجمجمة مسامير اللات والعزى .
    أخرج عصابته الحمراء من الجلباب ، فصاح الناس : خطر ممنوع الاقتراب .
    ومـن تـكـن الأســد الضـواري جــدوده يـكـن زاده رفـداً ومـطـعـمـه غـصـبا
    فـحـب الـجـبـان العـيـش أورده البـقـا وحـب الـشـجـاع المـوت أورده الحـربـا

    * عندنا أعظم ميراث عرفه التاريخ ، وأكبر ثورة رأتها الدنيا ، عندنا : متون من الوحي ما اختلطت بالطين ؛ لأنها من رب العالمين ، لكن الطلاب كسالى ، المرعى أخضر ، لكن العنز مريضة ، وثيقتنا كتبت من أربعة عشر قرناً ، خطب بها على منابر المعمورة ، وصلي بها في محاريب القارات، وأذن بها على منائر الكون :
    والـوحـي مـدرسـتـي الكـبـرى وغـار حرا مـيـلاد فـجـري وتـوحـيـدي وإيـمـاني
    وثـيـقـتـي كـتـبـت في اللـوح وانـهـمرت آيــاتـهـا فـاقـرؤوا يـا قـوم قــرآنـي
    معجزتنا : أن معلمنا أمي أعجز البلغاء ، لا يكتب ، وقد أفحم الكتيبة ، ولا يقرأ ولكنه بذ القراء : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت:48).

    * وقف في عرفة محرماً أشعث أغبر ليخاطب الدنيا ، فقال له مولاه في الموقف : ( وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) (المائدة: من الآية3) فعلم أن النعمة ليست في ناقته القصواء ، ولا في حصيره الممزق ، الذي أثر في جنبه ، ولا في درعه ، المرهونة عند اليهود ، ولا في الحجرين المربوطين على بطنه ، إنما نعمته : دعوته ، وحبوره : نوره ( وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى: من الآية52) .

    * عقدة الوليد بن المغيرة في كفره بصاحب السيرة ، أنه ليس له كنز ، وليس له جنة يأكل منها ، وما علم أن صاحب الكنز ، والبنز ، والجنز لا يرشح للعز .
    تـركـت الـسـرى خـلـفـي لـمـن ضـاع عمره وأوردت قــلـبـي فـي عـظـيـم الـموارد

    * تمزقت الأمة في العصر ، فالبعض ذبح ، والبعض في الأسر ، ومن نجى منا نسى ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (لأنفال: من الآية72) .

    لـمـاذا الـتـقـاطـع فـي الإسـلام بـيـنـكـم وأنـتــم يـا عــــبـاد الله إخـــوان
    صار صوت المفجوعة في عمورية ، يعبر المحيطات ، ينادي : وامعتصماه ، فوصل الصوت قبل الصورة فصاح المعتصم : قربوا أفراسي ، وهاتوا أتراسي ، الجنسية مسلم ، والنسل عباسي .
    أحرق المدن ؛ لأن ليلة النصر تحتاج إلى بخور ، وهو ممن يرجون تجارة لن تبور .
    فغردت كتائبه ؛ وتراقصت ركائبه على إلياذة :
    أجـبـت صـوتـاً زبـطـريـا هـرقـت لـه كـأس الـكـرى ولـعـاب الـخـرد العـرب
    أبـقـيـت جــد بـنـي الإســلام صـعـد والمـشـركـيـن ودار الشـرك في صـبـب
    المعتصم ، أبوه الرشيد ، وجده : ابن عباس ، فما أذعن ليوحنا ، ولا توماس ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) (محمد:11).

    المعتصم بطل في النزال ، لكن فيه بدعة الاعتزال .

    * زياد ، أمه : سمية ، يريد بني أمية ، انجب عبيد الله السمين ليقتل الحسين ، جنود عبيد الله هذا كالعجول ، يكبرون لمقتل ابن البتول .

    ويـكـبـرون بـأن قــتـلـت وإنـمـا قـتـلوا بـك الـتـكـبـيـر والـتـهـلـيلا

    *
    خربت خيبر ؛ لأنها بنيت على شفا جرف هار ، حجر الزاوية : كعب بن الأشرف ، وسدة الباب : ابن غوريون ، والطباخة : جولدامائير ، نادى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يا علي : قال : مرحباً ، قال : اقتل مرحباً ، يقول مرحب لعلي : أنا الذي سمتني أمي مرحباً ..
    قال لسان الحال : أمك سامرية عبدت العجل ، وأم على هاشمية لا تحب الدجل ، أنا الذي سمتني أمي حيدره ..
    فتحدر رأس مرحب على سيف حيدر !
    يـا أبـا الـسـبـطـيـن أحـسـنـت فـزد فـعـلـكـم يـا شـيـخـنـا فـعـل الأسـد
    رمـد تـفــعــل هــذا فـي الـعـــدا كـيـف لـو عـوفـيـت مـن ذاك الـرمد ؟
    بطاقة علي في الزحام : يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، وبطاقة مرحب : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ ) (المائدة: من الآية13).

    * يا شباب الصحوة : من لا يدعو منكم ويؤثر ، فلا ينمنم ويثرثر ! ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) إذا لم تصاحبنا ، فنرجوك لا تضربنا .
    الذي بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس ، والذي يضرب العود لا يحمل الفأس .

    * اللهم إنك نثرت على أهل الدنيا الدنانير ، فشروا الذمم بالدينار ، اللهم فأعطنا تاج النجاة ؛ لننجو به من النار .

    * أحرقونا فقلنا : أح قال الصبر : هذا ما يصح .
    لا تـقــل للـنـار أح إن قـلـت أحـا فـرح الـبـاغـي وســح الـجـرح سـحـا

    * أمر الله بني إسرائيل بذبح بقرة ، فأخذوا الأمر مستهترين ، ورأى رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) بقراً تنحر في المنام ، فنحر من أصحابه في أحد سبعون .

    * سود الله وجوه اليهود ، قيل : اذبحوا بقرة ، قالوا : ما بقرة ؟ قيل : لا فارض ولا بكر قالوا : لا بد من معرفة اللون ، قيل : صفراء قالوا : ما سنها ؟ قيل : عوان بين ذلك . فتلكؤوا وما كادوا يفعلون ، ومحمد ، عليه الصلاة والسلام ، طلب من الأنصار الحماية قالوا : بالأرواح ، والنصرة ، قالوا : السلاح السَلاح ، قال لهم بلال العزم : حي على الصلاة ، قالوا : حي على الفلاح .
    يقول خطيبهم : يا رسول الله أعط من شئت ، وامنع من شئت ، وصل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، عسى الله أن يريك منا ما تقر به عينك ! فقتل هذا الخطيب فاهتز له عرش الرحمن .

    * أحدهم ذهب يتعلم في جنيف كيف يصيد الشريعة ، وصيد غير المعلم حرام ، لأن الله يقول : ( مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ)(المائدة: من الآية4) .
    عـرفـنـاك يـوم الجـزع تـحـدوا ركـابـنـا فـلـمـا ذهـبـنـا عـنـك أشـعـلـتها حربا

    * الحسن بن على ، هاشمي ، أراد الخلافة فتذكر : ( إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) ، تنازل في مؤتمر القمة ، ليحقن دماء الأمة .

    ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً ) (القصص: من الآية83).
    * أرسلناك تسابق على الخيل المضمرة ، من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ، فذهبت تتزلج على الثلوج وتصاحب العـلوج ، أما سمعت ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) (المائدة: من الآية51) . فهل أنت منا أو منهم ؟!
    * انتصر عبد الحميد بن باديس ؛ لأنه يحب باريس ، وفضح الأمة ابن بيلا لأن زنبيله صنع في مانلا .

    يتبـــــــــــع ان شاء الله
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    * زار أبو سفيان ـ وهو مشرك ـ ابنته رمله زوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، لما دخل البيت، رفعت فراش المعصوم ، خوفاً عليه من غبار الوثنية ؛ لأن في الحديث : ( لا يورد ممرض على مصح ) والفراش الأجل لا يصلح لمن سجد لهبل .

    * أدونيس أبياته من الشيطان ، وروح القدس يؤيد بالقوافي حسان ، ولذا استطاع شاعر الرسول أن يقول:

    وبـيـوم بـدر إذ يـصـد وجـوهـهـم جـبـريـل تـحـت لـوائـنـا ومـحـمـد

    * وتقيأ أدونيس بعد أن بال الشيطان في أذنه فقال ( خرافية تلك أسطورة هي الملة النحلة البائدة ) .
    حسان على وزن رضوان ، وأدونيس على وزن إبليس ، ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب .
    حسان أزدي زكي ، وطاغور مزدكي ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى: من الآية7).

    * تركيا نور نسي بموت النورسي ، أتاتورك في آخر درك ، أتاتورك : نجس البحيرة وأوقع الأمة في حيرة ، كسر ظهر الخلافة ، ومزق عمامة المفتي ، وهدم أعواد المنبر .

    * ألقيت أنت على الناس محاضرة ، فتبجحت بها في البادية والحاضرة ، وعبد الله بن عمرو الأنصاري ، وجد مقتولاً ، به ثمانون طعنة فما أخبر أحداً ؛ لأن صدقة السر تطفئ غضب الرب ، والمحبون يتسترون بالليل لزيارة المحبوب :

    كـم زورة لـك فـي الأعــراب داهـيـة أدهـى وقـد رقــدوا مـن زورة الـذيـب
    أزورهـم وظـلام الـلـيـل يـشـفـع لي وأنـثـنـي وبـيـاض الصـبـح يغـري بي


    * تصدقت أنت للبوسنة والهرسك بخمسين ريالاً ، وتمنيت بها على الله الأماني ، وخالد بن الوليد احتبس أدرعه ، وأعتده في سبيل الله ، ثم أتبعها خليه ، ثم اتبعها نفسه .

    * جهز عثمان جيش العسرة من جيبه ، فسمع الثمن نقداً على المنبر : ( اللهم اغفر لعثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
    يقول المترفون : أنتم متطرفون ، أنتم تهرفون بما لا تعرفون ، قلنا هذا فرية ، والدليل ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً ) (الإسراء: من الآية16).

    * حاول صبيغ بن عسل أن يخلط في الآيات ، ويشوش في المنهج ، فضربه عمر بعصا خضراء حتى أغمي عليه ، فاستفاق ولسان حاله يقول : أصبحنا وأصبح الملك لله .
    والحداثيون خلطوا في الدين تخليطاً ، ويحتاجون إلى دواء كدواء صبيغ ، لكن الطبيب مات :
    تـشـفـي بـسـيـفـك داء النـاكـثـيـن له وتـجـعـل الرمـح تـاج الفـارس البـطـل

    * يقول فرعون لموسى : ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ) (الشعراء: من الآية19) قلنا : وأنت يا مجرم ما فعلت شيئاً وأنت أبو الفعائل ؟
    أبصرت القذى في إناء موسى ، ولم تر الجذع في إنائك .
    إذا مـحـاسـنـي اللائـي أدل بـهــا كـانـت ذنـوبـي فـقـل لـي كـيـف أعتذر

    * وقفوا بعرفات ما يقارب ثلاثة ملايين ، يسألون ربا غنياً قديراً رحيماً حليماً .
    أتيناك بالفقر يا ذا الغنى وأنت الذي لم تزل محسنا
    وعـودتـنـا كـل فـصـل عــســى يـدوم الـذي مـنـك عـــودتـنـا
    فـمـا فـي الـغـنـى أحـد مـثـلـكـم وفـي الـفـقــر لا أحـد مـثـلـنا
    وقصت ناقة محرماً بعرفة فقتلته ، وصاحب المنهج ، عليه الصلاة والسلام ، موجود ، فقال : ( كفنوه في ثوبيه وجنبوه الطيب ، ولا تخمروا رأسه ، فإنه يبعث يوم القيام ملبياً ) .

    هل تأملت الصورة ؟ إذا أهل هذا الميت من قبره ملبياً ، ميقاته قبره ، ومن تجاوز الميقات يريد الحج بلا إحرام فعليه دم ، وهذا يريد الجنة ؛ لأنه مطلوب هناك ، والجواب ( لبيك اللهم لبيك ) .

    أتـيـنـاكـم نـخــب الـســـيـر خـبـا ونـحـمـل فـي حـشايا الـقـلـب حـبــا
    نـهـيـم بـبـيـتـكـم شـوقـاً ونـسـقـي بـدمـع العـيـن فـي العـرصـات صـبـا
    فـهـيـا سـامـحـونـا قــد أســـأنــا وهـيـا فـاغــفـــروا يـا رب ذنــبـا
    تـقـرب غــيـرنـا لـسـواك جــهــلا ونـحــن لـقـــربـكـم نـزداد قــربـا


    ( رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (آل عمران:194)

    * بجانب هيئة الإذاعة البريطانية في لندن ، شاعر عربي قام في الصباح بنشد :
    أنـت الـقـوي فـقـد حـمـلـت عـقـيـدة أمـا ســواك فـحـامـلـو أســــفــار
    يـتـعــلـقـون بـهـذه الـدنـيـا وقــد طـبـعــت عـلـى الإيــراد والإصــدار
    دنـيـا وبـاعـوا دونـهـا الـعـلـيـا فـيا بـؤســاً لـبـيـع المـشـتـري والشـاري

    * يا أيها الذين آمنوا ما لكم لا تنفقوا من كنوز الرسالة دنانير الحكم ، وصاحب الغلة يقول : ( بلغوا عني ولو آيه ) .
    كل منكم بحسبه ، فمن لم يجد سيفاً فعصاً ، وافعلوا فعل علي بن عمار ، هجم عليه الأسد ، وسيفه معلق في بيته ، ولو انتظر وصل السيف ، لوصل رأسه إلى الأرض على الكيف ، فأخذ هراوة غليظة ، وفلق بها هام الأسد ، حتى يأتي المدد ، فحياه أبو الطيب فقال :

    أمـعـفـر الـلـيـث الـهـزبـر بـسـوطـه لـمـن ادخـرت الـصـارم الـمـصقــولا

    *
    إذا لم تلق محاضرة فاحضرها ، وإن لم تدبج خطبة فكلمة ، أنفق رجل من بره ، ومن تمره ، من درهمه، من ديناره ، من علمه ، من شعره ، من فكره ، والذي لا يركب في سفينة الصحوة ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ) (التوبة: من الآية87) ، فليس لهم في الغنيمة قسم ، ولا في الخيالة اسم ، ولا في الديوان رسم ، بعضهم حفظ المتون ، وجمع الفنون ، وكتب الحواشي ، وهو ما شي .
    قلنا : علم ، قال : حتى أتعلم ، قلنا : أجل ، درس ، قال : حتى أؤسس ، قلنا : فهل سمعت ( وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (آل عمران: من الآية161) .
    قـم خـاطـب الـدنـيـا بـنـبـرتـك التـي عـزفـت قـلـوب الأهـل والأصـحـــاب
    فـمـنـابـر التـوحـيـد مـن خـطـبـائـها ومـحــافــل الـعـلـيــاء للـخـطـاب

    * شبيب الخارجي في ستين من أصحابه هزم ثلاثة آلاف ، وكان في المعركة ينعس على البغلة من ثبات الجأش ، قلنا : دعونا من نعاس الخوارج ، فأين نعاس أهل السنة ؟ ( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ) (الأنفال : من الآية11) . فنعاس طلحة بن عبيد الله في أحد خير من نعاس شبيب ، لأن طلحة : متبع ، وشبيباً : مبتدع ، وطلحة : من نكاح ، وشبيب من سفاح :

    قوم أبوهـم سنـان حيـن تـنـدبـهـم طابـوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
    لو كان يـقعد فوق الشمـس من كرم قوم بآبائهـم أو مجـدهـم قعـدوا


    * غفار من المغفرة ، وأسلم من المسالمة وعصية من المعصية ثلاث قبائل وافقت أسماؤها مسمياتها ، فقال المعلم :

    ( غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ، وعصية عصت الله ورسوله ) وأقول : ومار-أركسه الله .
    * صاحب المنهج يدرس الطلاب ، وفي الفصل : منافقون لم يعرفهم ، فأنزل الله ( لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) (التوبة: من الآية101) فلاحظ التصرفات ، والتلونات ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) (محمد: من الآية30) . فلما انكشفوا سمع : ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون: من الآية4) .
    * أراد السلطان أن يشتري الأعمش المحدث الكبير برسالة فيها فتوى لتكون حبة الطائر ، فإذا وقع في الشباك قيل : نصيبك ما أخطأك ، فعرف الأعمش العلة ، لأنه عالم بعلل الأسانيد ، وتدليس الرجال ، فأعطى الرسالة شاة عنده ، فأكلت الرسالة ، وحملها الخطأ ؛ لأنها تأكل الرسائل .
    فلا كتب إلا المشرفيات عنده ولا خط إلا بالقنا والقنابل
    (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) (الأحزاب:39) .
    * العقيدة الإسلامية ، لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيت أصالتها يضيء ، ولو لم تمسسه نار الشوق ، فكيف إذا اجتمع نور الفطرة ونور الاتباع ؟ ( نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور: من الآية35) .
    * قال اليهود لموسى ، عليه السلام :( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة: من الآية24) . وقال الصحابة للرسول ، عليه الصلاة والسلام : لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ، فقطعوا أمامه ، فكل بيت فيه قتيل :

    سـعـد وسـلـمـان والـقـعـقـاع قـد عـبـروا إيـاك نـعـبـد من سـلـسـالـهـا رشـفوا
    فـي كـفـك الشـهـم مـن حـبـل الهـوى طرف عـلـى الصـراط وفـي أرواحـنـا طـرف
    فـكـن شـهـيـداً عـلـى مـا فـي الـقـلوب فما تـحـوي الضـمـائـر منـا فـوق ما نصف
    (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:148).
    * يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لعن الله اليهود ، إن الله لما حرم عليهم شحوم الميتة جملوه ، فباعوه فأكلوه ثمنه ) .
    وذاك يسمع الغناء ، ويقول : غناء إسلامي ، والبعيد يتناول المسكر ، ويقول : شراب روحي وعلام الغيوب لا يلعب عليه ولا يخادع .
    ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) (النساء: من الآية142) ، ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: من الآية30) .
    * قال الحسن البصري : يا ابن آدم ، خالف موسى الخضر ثلاث مرات ، ألا تخشى أن يقول لك هذا فراق بيني وبينك ؟!
    أغــفـر الـلـهـــم ربـي ذنـبـنـا ثـم زدنـا مـن عـــطـايـاك الجـســام
    لا تـعــاقـبـنـا فـقـد عـاقـبـنـا قـلـق أسـهـرنـا جـــنـح الـظـــلام
    * العالم ينتظر من يدعوه إلى الإسلام ، والملة تحتاج إلى حملة .
    التمر مقفزي ، لكن البخل مروزي !
    ( فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران: من الآية187) .
    * رفعوا خبيب بن عدي على خشبة الموت ، فأنشد طرباً وامتلأ عجباً ، وقال قصيدة الحب كل الحب ، فسمعها المحبون ، لكن عبدة الأصنام في سكرة يعمهون .
    ولـسـت أبـالـي حـيـن أقـتـل مـسـلـمـاً عـلى أي جـنـب كـان فـي الله مـصـرعي
    ما يحلو الشعر إلا في المعمعة : ( وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد: من الآية 4) (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) (محمد:6).
    قال خبيب للكفار : انظروني لحظة ، قالوا : تكتب الوصية ؟ قال لسان الحال : لا ميراث ، لكن أصلي ركعتين ، أراد أن يطيلهما ، فخاف أن يوصم بالجبن ، وهو أبو الشجاعة ، رفعوه على المشنقة فدعا دعاء القنوت :
    اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا ...آمين .
    * استحيت خزاعة من ربها أن ترد الحوض بلا بطل ، فأنجبت أحمد بن نصر الخزاعي حامل لواء السنة ، محدث بغداد ، رأى المداد يلطخ ثياب طلاب السنة ، فعزم على أن يلطخ بدمه ثياب المبتدعة ، قال له الواثق : وافق ، قال : لا يا منافق ، فنحره بالخنجر ، فوقع ميتاً لتحيا السنة .
    دم أزكـى مـن الـمـسـك المـصـفـى وروح فـي ذكــاء الـقــحـــــــوان
    وتـاريـخ مـن الإقــــــدام فــدم كـأن بـريـقـه نـصـل يـمــــانــي
    ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ) (البقرة:154).
    * الصدق حبيب الله ، وصل الطعن الرقبة .
    أمة دمها رخيص ، ودماء الناس غالية ، يتيمها في المحافل يبكي ، وشيخها على القديم ينوح .
    تربية اللحى ، وركعتا الضحى : ثابتة شرعاً ن لكن نقض الميثاق ، وخلط الأوراق ، من أركان النفاق .
    إذا لم تتهجد ، فاحضر الجماعة في المسجد ، الذي يكشف صادقنا من كاذبنا : صلاة العشاء والفجر .
    * أتى ابن المبارك ليشرب من زمزم ، فتذكر حديثاً من مروياته نصبه : ( ماء زمزم لما شرب له ) . فقال : اللهم إني أشربه لظمأ ذاك اليوم .. فدمعت العيون !
    ابن المبارك يعرف أن زمزم الوحي يشرب منه ليتشافى به من العلل ، لكن من يقنع من !! يطلب العلاج في بروكسل بقناعة ابن المبارك :
    من زمزم قد سـقينا النـاس قـاطبة وجيلنـا اليوم من أعدائنا شـربا
    وقال زميلي سلمان ، وأحسن أيما إحسان :
    زمزم في بلدي لكن من يقنع الناس بجدوى زمزم
    تسمع ابن المبارك صياح المجاهدين وهو يتقلب في الساجدين ففك لجام البغلة وهتف :
    بغـض الحـياة وخوف الله أخرجنـي وبيع نفـسـي بما ليسـت له ثمنا
    إني وزنـت الذي يبقـى ليعدله ما ليـس يبقى فلا والله ما أتـزنا
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    ذهب إلى الشمال ، يقطع رؤوس الضلال ، فلامه الفضيل على ترك الحرم ، ولسان الحال يقول : ترك الجهاد حرام ، فكتب ابن المبارك إلياذة : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا فتمنى المصلون عند الركن اليماني قتال الكفار بالسيف اليماني .
    ( فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) (آل عمران: من الآية195) .

    * شرب الخمر شارب ، والرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، حي فأدبه ، وقال للعذال : ( ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله ) .

    إذا الـحـبـيـب أتـى بـذنـب واحـد جـاءت مـحـاسـنـه بـألـف شـفـيـع

    * الحديد يتمدد بالحرارة ، وينكمش بالبرودة ، والخشب يتمدد بالبرودة وينكمش بالحرارة ، وبعض الناس لا يتمدد ولا ينكمش ( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا ) (لأعراف: من الآية179) .
    لـقـد أسـمـعـت لـو نـاديـت حـــيا ولـكـن لا حـــــيـاة لـمــن تـنـادي
    * أحد الرؤساء ، سجن العلماء ، ثم خطب في الدهماء وقال : أنا إمام عادل كعمر بن الخطاب ، فقال له أحد العلماء : نعم ، عمر إمام عادل ، وأنت عادل أمام !
    تـقـايـس بـيـن طـلـحـة وابـن ســاوي رعـــاك الله مـا هــذا الـتـســـاوي ؟
    فـطـلـحـة مـشـرق الـطـلـعـات بـدر وذاك الـجــور فـي الـحـانـات عــاوي
    * كلما انخفض الأسهم ، ارتفع ضغط الدم ، لأن الشيك مكتوب عليه ( وإذا شيك فلا انتقش ..! ). كل شيك من رباً معه شوكة من لظى ( اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا )(الطور: من الآية16) .
    * علمناك الفاتحة تصلي بها التراويح في الليالي ، فتركتها وذهبت تغني : البارحة ما نمت مما جرى لي .
    الكلاب تحب الجيف ، والأسود تأكل مما تقتل ، ومن رضي بأفكار البشر ، عن وحي رب البشر ، فبشره بسقر ( لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) (المدثر:28) .
    * روى البخاري في ( الرقاق ) : أن علياً قال : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن الدنيا عمل ولا حساب ، والآخرة حساب ولا عمل .
    وفي ترجمة يقول : يا دنيا ، غري غيري ، زادك حقير ، وعمرك قصير ، وسفرك طويل ، آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ولقاء الموت ، يا دنيا ، طلقتك ثلاثاً لا رجعة بعدها ، وعلي لا يرى نكاح المحلل ؛ لأنه راوي حديث ( لعن الله المحلل والمحلل له ) .
    * لما شمر عمر ثوبه في اليقظة ، جره في المنام ، والقميص في النوم ، هو : الدين واليقين ، وأبو حفص أحد الأساطين .
    نام عمر بلا حراسة تحت الشجرة ؛ لأنه خوف الفجرة ، عدل في الرعية فنام في البرية .
    كان في التاريخ درة ؛ لأن له درة فلله دره .
    * الكعبة ، وحبة القلب ، وإنسان العين ، كلها سود فلا عاش الحسود .
    يـروق لـي مـنـظـر البـيـت العـتـيـق إذا بـدا لـطـرفـي فـي الإصـبـاح والطـفـل
    كـأن حـلـتـه السـوداء قـد نـســجــت مـن حبـة القـلـب أو مـن أسـود المـقـل
    أسامة بن زيد : أسود ، وأبو لهب : أبيض و( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) (آل عمران: من الآية106) يبيض الأول ، ويسود الثاني ؛ لأن بياض أبي لهب بهرجاني .
    * ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السجدة:16)، في الليل إشفاق وفي النهار إنفاق !
    النوم لذيذ ولكن الخوف أطاره ، وبعض العباد كان يتمنى أن يطول الليل :
    طـاول بـهـا اللـيـل ضـن الجـفـن أو سـمحا ومـا طـل النـجـم مـال النـجـم أو جـنحا
    فـإن تـشـكـت فـعـلـلـهـا المـجـرة مـن ضـوء الصـبـاح وعـدهـا بالقـدوم ضـحا
    أسرار القرآن تبوح في الليل ، والخوف والرجى يتسابقان في الدجى .
    * في صحيح مسلم أن عائشة سئلت : متى يقوم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ؟
    قالت : كان إذا سمع الصارخ وثب ، تقول : وثب ولم تقل : قام ، وأنت عربي تعرف معنى ( وثب ) والصارخ هو الديك .
    يـصـوت ديـك الحـي مـن حـر مـا بـنـا ويـرثـي لـنـا القـمـري ويـبـكي لنـا الحجل
    إذا مـا بـكـتـك الطـيـر فـأعـلـم بـأنـه تـقـارب مـنـك العـمـر بـل زارك الأجــل
    يقول عليه الصلاة والسلام ، في الصحيح : ( نعم عبد الله ، لو كان يقوم من الليل ) ، فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا .
    إذا لم تصبر للسهر ، فركعتان عند السحر : ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ ) (النساء: من الآية25) .
    نحن نتحدث عن الربح ، وقد وقع النقص في رأس المال .
    لأن من لم يحضر الفجر جماعة لا يرشح لطاعة .
    طالب الأمة بالفرائض، قبل النوافل ، أما قيام الليل فلذاك الرعيل ، والخيل المضمرة تسبق التي لم تضمر .
    دعـنـا مـن التـشـبـيـه بـالسـلـف الأولـى قـامـوا الـدجـى وتقـطـعـوا في المعـترك
    * يقول شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي : عرضت على السيف خمس مرات ، لا يقال لي : اترك مذهبك ، بل يقال : لا تتعرض للمذاهب ، فقلت : لا .
    قلنا : أما أنت فما سمعنا بمثلك ، وما عندنا إلا هروي واحد ، وما سميت شيخ الإسلام إلا بعد تعب .
    قالوا لتلميذ الأنصاري هذا قبل أن يقتل : قل لا إله إلا الله فقال : إن شيخي قال لي : إن الدابة لا تسمن في أسفل العقبة ، وصدق الأنصاري ، تريد أن تتعامل بالربا ، فإذا حشرجت النفس تبت .
    تسمع الغناء ، فإذا حضر اليقين كسرت العود .
    تتهاون في الصلاة ، فإذا حانت الوفاة أذنت .
    (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:90- 91) .

    أترجو أن تكون وأنت شيخ كما قد كنت في عصر الشباب
    لـقـد كـذبـتـك نـفـسـك لـيـس ثـوب جــديـد كـالـخـلـيـق مـن الـثـيـاب


    * أفتى النابلسي محدث مصر ، فقال : من عنده عشرة أسهم فليرم النصارى بسهم ، والفاطميين بتسعة ، فغلط الجاسوس ، فرفع الخبر للسلطان وفيه : فليرم النصارى بتسعة ، والفاطميين بسهم ، فاستدعى السلطان النابلسي ، وقرأ عليه الخبر ، قال : هذا غلط حرفتم الفتيا ، قلت : يرمكم بتسعة والنصارى بسهم .
    فصاح السلطان : علي بالجزار والسكين ، فصاح النابلسي : ( لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (طـه:72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طـه:73).
    فأخذه يهودي ، يسلخ جلده سلخاً بالسكين ، بعد أن علقوه ، بقدميه ، فأخذ يسبح ربه ؛ لأنه من رواة حديث: ( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت كزبد البحر ) ، أما قلت : لن تجد أشجع من أهل السنة وقت التضحيات ؟!
    السني وقت التضحية ، يزري بالبعثي ، والناصري ، والقومي ؛ لأن السني من سلالة أبطال بدر وأحد ، وأولئك من سلالة أبطال حزيران وأيلول الأسود .

    بـسـيـف أبـي رغـوان سـيـف مـجـاشـع ضـربـت ولـم تـضـرب بسـيف ابن ظـالم
    ولـو كـان سـيـفـي في يـمـيـنك لا نتـحـى عـلـيـك ولـكـن فــات يـوم الـتــلاوم
    * أطعم ابن بقية ، الوزير ، المساكين والفقراء ، وأكرم العلماء ، فغار منه السلطان ، واحتال عليه ، حتى قتله وصلبه ، فلما ارتفع على الخشبة مصلوباً ، وقفت الأمة كلها بوقوفه ، فطافت به قلوب المحبين ، ونامت بغداد على أصوات البكاء ، فترجل أبو الحسن الأنباري عن فرسه إلى خشبه الصلب ، وسلم على الجثمان ، ودشنه بتلك القصيدة التي من لم يحفظها ففي تذوقه للشعر ، نظر :

    علو في الحـيـاة وفي الممات بحق أنت إحدى المعجـزات
    كأنك قائـم فيهـم خطيـبـاً وهم وقفـوا قيامـاً لـلـصــلاة
    مـددت يـديـك نـحــوهـم احـتـفــاء كـمــدهـمـا إلـيـهــم بـالـهـبـات
    ولـمـا ضــاق بـطـن الأرض عــن أن يـواروا فـيـه تـلـك الـمــكــرمـات
    أصــاروا الـجـو قـبـرك واسـتعـاضوا عـلـى مـثـواك صــوت الـنـائـحات
    لـعـظـمـك في النـفـوس تـبات تـرعى بـحـــراس وحــــفــاظ ثـقــات
    وتـوقــد حــولـك الـنـيـران لـيـلاً كــذلـك كــنـت أيــام الـحــيــاة
    ومــالـك تــربـة فـأقـول تـسـقــى لأنـك نـصــب هـطــل الـهـاطـلات
    أصبحت خشبة ابن بقية مسرحاً ، تلقى عليه قصائد المادحين ، وخطب المثنين ، واصبح من قتله في صغار، كأنه طلي بالقار .
    * الذي يعشق الليالي الحمراء لا يستعد قرطبة والزهراء ،ومن يستورد أفكاره من لندن يسهر على دندن .
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) (المائدة : من الآية51) .
    * خرج سعد بن أبي وقاص على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومعه الصحابة ، فلما رأى سعداً قال : ( هذا خالي فليرني كل خاله ) . فلم يخرج له أحد خالاً كخاله ، المتحدي قوي ، والمتحدى به أبي .
    فلما حضرت القادسية ، والجموع الفارسية ، حضر الخال ، يقود الأبطال ، فحصل النصر قبل العصر ؛ لأن الناصر هو القهار ، والقائد خال المختار :
    وقـفـت لـك الأبـطـال تـصـغـي فـي الوغـى ووقـفـت تـخـطـب بـالـقـنا الخـطـار
    والـخـيـل تـسـمـع والكـتـائـب صـفـقـت وتـرى الـجـمـاجـم حـرقـت بـالـنـار
    * أرسل القائد العظيم رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ، عبد الله بن أنيس ؛ ليقتل خالد بن سفيان الهذلي عدو الدين ، فقتله واحتز رأسه ، ليعطي المعصوم البينة على قتله ، فسلم الرأس ، وضمن له ( صلى الله عليه وسلم ) الجنة ، وشهد العقد الحضور على أعطاه ( صلى الله عليه وسلم ) عصاه ليتوكأ بها ابن أنيس في الجنة زيادة في التبجيل :
    يـتـوكـؤون عـلـى العـصـي مـن هـيـبة أهـل الـرزانـة فـي حـضـور المـحـفـل
    قـرع الـعـصا عـنـد الـخـطـابــة دأبـهم لا يـتـركـون الخـطـب حـتى يـنـجـلي
    أدخل ابن أنيس رأسه في الجنة ، لما أدخل رأس خالد الهذلي النار ، رأس برأس ، والجروح قصاص .
    * أم سليم أنصارية ، لا تملك ذهباً ، ولا فضة ، أرادت أن تهدي لمعلم البشرية هدية ، فما وجدت أغلى من أبنها أنس ، فدفعته خادماً للإمام ، فقال لسان الحال : ( يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ ) (يوسف: من الآية19) . فكان ثواب الهدية ( اللهم أطل عمره ، وكثر ماله وولده ، واغفر ذنبه ) . فسعد الخادم بخدمة المخدوم سعادة لا شقاء بعدها .
    أم سليم ، مهرها من أبي طلحة : لا إله إلا الله ، فأخجلت بمهرها كل فتاة تغالي في المهر .
    يقول عليه الصلاة والسلام : ( دخلت الجنة البارحة فرأيت الرميصاء في الجنة ) والرميصاء : أم سليم ؛ لأن مهرها أدخلها من الباب ، فأذن لها الحجاب ، عرفت المفتاح ، فسكنت الدار .
    لـك الله مـن مـخـطـوبـة عـز مـهـرها تـعـالـت بـثـوب المـجـد عن كل خـاطب
    أبـوهـا مـن الأعـيـاص زيـنـب أمـهـا وزيـنـب بـنـت الـفـضـل لا كـالزيـانب
    * جاء جابر بالجمل ، فاشتراه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما قبض جابر الثمن ، رد عليه الجمل ، وقال له : ( خذ الثمن والجمل بارك الله لك فيه ) . قال بعضهم : ليذكره بأن الله هدى أباه عبد الله بن عمرو ثم وفقه للشهادة ، ثم رد عليه روحه ، ثم أدخله الجنة ، ثم كلمه :
    تـلـك المـكـارم لا قـصـور قـضـاعـة الـذل فـي جـنـبـات تـلـك يـصـفـق
    نـار تـضـيء عـلـى الثـنـيـة في الدجـا سـرب الجـمـوع عـلى القـرى يـتـدفـق
    جابر يقرأ المدح في أبيه كل صباح ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169).

    ما أجل الذبح ، وما أجمل المدح .
    * ما كان لأهل الصحوة ، ومن حولهم من المحبين أن يتخلفوا عن قافلة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ذلك بأنه لا يصيبهم ظمأ المشقة والبذل ، ولا يطأون موطئاً يغيظ كل كافر ونذل ، إلا كتب لهم في الصحائف ، كما وعد بذلك في المصاحف .

    * أراد المعتصم أن يغزو الروم ، قال المنجمون : البرج في الذنب ، فلا تخرج للغزو وقت الذنب والعقرب ، قال : ما أعرف الذنب من العقرب ، هذا الذنب ومد السيف ، وهذا العقرب ومد الرمح . وأفتاه أبو تمام بجواز الخروج ، وقال له في الفتوى :
    العــلـم فـي شـهـب الأرمـاح لامـعـة بـين الخـمـيسـين لا في السـبعـة الشـهب
    بـهـارجـاً وأحـاديـثـاً مـلــفــقــة لـيست بـنـبـع إذا عـــدت ولا غــرب

    * صلى إمام الأنصار بهم ، فكان يقرأ في كل ركعة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) (الإخلاص:1)مع سورة أخرى ، قالوا له : إما أن تكتفي بها ، وأما أن تقرأ غيرها ، قال : إما أن أصلي بكم وأقرأها ، وإما أن أعتزل الإمامة ، فسأله المعصوم ، عليه الصلاة والسلام ، لماذا تقرؤها في كل ركعة ؟ قال : لأن فيها صفة الرحمن فأنا أحبها ، فتوجه بتاج : ( حبك إياها أدخلك الجنة ) .
    وداع دعـا نـحـن بـالـخـيـف مـن مـنى فـهـيـج أشـواق الـفـؤاد ومـا نــدري
    دعـا بـاســم لـيـلى غـيـرهـا فـكـأنما أطـار بـلـيـلى طـائـراً كـان في صدري
    أولئك القوم يحبهم ويحبونه ، فخلف من بعدهم خلف لا يحبهم ، ولا يحبونه ، والعياذ بالله .
    * ابن رواحة بايع حبيبه في العقبة ، وبعد العقد قال : ربح البيع ، والله لا نقبل ولا نستقبل وتفرقاً عن المجلس ، وفي ( الصحيحين ) : ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإذا تفرقا وجب البيع ) .
    فجاء أبن رواحة بالثمن ، ودفعه في مؤتة : ودخل الجنة : ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ) (التوبة: من الآية111) .
    فـمـات حـتى مـات مـضـرب سـيـفـه مـن الضـرب واعـتـلـت عـليه القـنا الســمر
    * أصبحت الأمة مثل قبيلة ( باهلة ) كلما فاخرتها العرب قالت : منا قتيبة بن مسلم ، ولكن مات ، يرحمه الله ، كلما قالت لنا الأمم : انظروا لإبداعنا ، واختراعنا ، وإنتاجنا ، قلنا : منا عمر ، صلاح الدين ، والمثنى ، فإلي متى هذا الخداع ؟!
    ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة:134).

    * أهل السنة ذهب أحمر ، لا تزيده النار إلا لمعاناً ، وأهل البدعة خبث الحديد ، يحترق الخبث ، ويذوب الحديد . ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) (الرعد: من الآية17) .
    أحمدنا بن حنبل شيعه مليون ، وأحمدهم بن أبي داؤد شيعه ثلاثة بالأجرة .
    * ذرفت إحدى عيني سعيد بن المسيب من البكاء في السحر ، وبقى على عين واحدة يحضر بها صلاة العتمة ، والمرثية تقول :
    بـكـت عـيـني اليـمـنى فـلـما زجـرتـها عـن الجـهـل بـعـد الحـلـم أسـبـلـتـا معاً
    ( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ) (المائدة : من الآية83 ).
    سعيد بن المسيب سجل للمكرمات ، وديوان للصالحات ، أربعون سنة ما فاتته تكبيرة الإحرام ، دائماً في الصف الأول ؛ لأن الرباني يأنف من الصف الثاني .
    خطب الوليد ، بنت سعيد ، قال : أنالا أزوج البليد ، فجلدوه مائة بالجريد ، كان يجلد في حر المدينة ، وقتادة بن دعامة يستمليه الحديث في القرطاس ، والضرب على الرأس ، لماذا لم يزوج سعيد الوليد ، وهو ولي العهد ؟ لأن العقد لا يتم لمن ينقض العهد ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67) .
    * عطس ابن هبيرة فشمته أهل بغداد ؛ لأنه سني ، وأهل السنة يرون مشروعية تشميت العاطس ، فانظر ما أعظم الحب والقبول : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) (مريم:96) .
    ابن هبيرة وزير ، ولكن لا يعرف الطبلة ولا الزير .
    استسقى في منى للحجاج فنزل المطر كالأمواج .
    كنيته أبو المظفر ، فقال فيه الخليفة المستنجد :
    ولـم أر مـن يـنـوي لـك الـســـوء يـا أبـا المـظـفر إلا كنـت أنت المـظـفـر
    وزهـدك والـدنـيـا إلـيـك فـقـيـرة وجـودك والـمـعـروف في النـاس يـنـكـر
    * دخل سهل بن عبد الله التستري على أبي داود ( صاحب السنن ) ، فسأله بالله أن يلبي مسألته ، قال : قل ، قال : مد لسانك لأقبله ، لأنه روى حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، ففعل . اللسان سني ، وصاحبه إمام سنة ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (آل عمران: من الآية79) .
    * محدثان سنيان : حماد بن سلمة بن دينار ، وحماد بن زيد بن درهم ، والدينار عشرة دراهم ، وفارق الصرف يخبر بأفضل الرجلين ، فهل فهمت الحساب ؟ والدراهم كلها سنية .

    أما درهم المبتدعة فلا يساوي فلساً .

    * كثرت مجالس اللغو ، هذا يتحدث عن دنياه ، وهذا عن ديناره ، وذاك عن داره ، وآخر عن قصره ، عندها قال معاذ لأخيه : تعال بنا نؤمن ساعة ، وهذه الساعة لله ، وفي الله ـ عز وجل ـ حديث في أسمائه ، وصفاته ، وآياته ، وأفعاله .
    يـطـيـب حـديـثـنا فـيـكم ويـحـلو ويـغـلـو عـنـد ذكـركـم الـكـلام
    وأمـا غـيـركـم فـالـقـلـب يـأبـى حـرام مـدح غـيـركـم حــــرام
    ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: من الآية28) .فكيف يطمئن قلب من أصعب الأشياء عليه أن تحدثه عن الله ـ عز وجل ـ ؟!
    ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الزمر:45) .
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    * أرسل عمر أميراً على بيسان ؛ ليقيم هناك السنة والقرآن ، فسمر الأمير مع أصحابه وأنشد :
    إذا كـنـت نـدمـانـي فـبـالأكـبـر اسـقـني ولا تـسـقـي بـالأصـغــر الـمـتـثـلم
    لـعـل أمــيـر الـمـؤمـنـيـن يـســوؤه تـنـادمـنـا بـالـجـوسـق الـمـتـهـدم
    فبلغ الخبر عمر ، فغضب وبسر ؛ لأن الخلافة الراشدة لا تتحمل تبعات الأبيات ، واستدعى الوالي فعزله ، لأن الأمة كانت تعزل ، والقرآن ينزل ، فمات عمر ليبقى صدام في الخلافة خمسين عام ، كلها ذبح للشيوخ والأيتام، وعليكم السلام .
    * ابن الرواندي يهودي لعله نزعه عرق ، ألف كتاب ( الدامغ ) يدمغ به القرآن ! دمغ الله رأسه في النار.
    ترجم له ابن خلكان ، فملس عليه ، وتسامح معه كأن الكلب لم يأكل له عجيناً ، فأين الغضب للدين والملة ؟ ولماذا هذا الانهزام والذلة ؟
    والذهبي من ذهب السنة معدنه ، لما ترجم لابن الرواندي قال : هو الكلب المعثر ؛ لأن الذهبي يكتب بقلم الولاء والبراء ، وابن خلكان ، يسجل بقلم العجائز ( كان يا ما كان ) أهل السنة ينقدون الرجال ،فليس عندهم للتدليس مجال .
    أنـت يـا أســـتـاذ مــوفــور الأدب لا تــزكــي كـــل مـن هـــب ودب
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) (النساء: من الآية135) .
    * انتمى أهل السنة إلى ح-الله ، والعبد وما ملك لسيده ، إذا سئلت : ما اسم أهل السنة ؟ فقل : هم الذين ليس لهم اسم إلا أهل السنة ، شيخ أهل السنة : محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، وبيوتهم : المساجد ، وكتبهم القرآن ، ودواوينهم : السنة ، يريدون وجهه ، مواعيد الدروس عندهم بالغدو والآصال ، لهم علامات ، منها : حب الصحابة ، والترضي عنهم ، وعندهم : عدم تكفير أهل الكبائر ما لم يستحلوها ، وزيادة الإيمان ونقصانه ، والقدر عندهم من الله ، خيره وشره ، والأعمال عندهم من الإيمان ، والعبد له مشيئة تحت مشيئة الله ـ عز وجل ـ .
    أهل السنة رواد الجنة :
    هـم الـقـوم إن قـالـوا أصـابـوا وإن دعوا أجـابـوا وإن أعـطـوا أطـابـوا وأجـزلوا
    ولا يـسـتـطـيـع الـفـاعـلون فـعـالهـم ولـو حـاولـوا في النـازلات وأجـمـلـوا
    * آه .. طعن عمر فما قال : آه ، خنجر أبي لؤلؤة مصنوع في الخارج ، والمؤامرة محبوكة ، سقط في المحراب ، وكفن في الثياب ، وكسر الباب .
    عمر عظيم ما يموت فطيسة ، ما يموت إلا مزكي ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ) (المائدة:من الآية3) . ( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12)مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) (الإنسان :13).
    قال ابن الحداد المالكي : دفنت سعادة الإسلام في أكفان عمر ، وصدق ، فلأن الإسلام لا زال جريحاً بعد جرح عمر ، فالله المستعان .
    * حاطب بن أبي بلتعة عنده حصانة حضور بدر ، أراد عمر أن يؤدبه بقطع الرأس ، فقال لسان الحال : على أي أساس ، قال أبو حفص : لقد خان الله ورسوله ، فقال صاحب الشرع ، عليه الصلاة والسلام : ( وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )!! فسالت دموع عمر واكتشف الخبر ، فمهما حدث ، ( إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ) .
    في دفتر الوحي ( أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (الأحقاف:16).
    * قيل أيهما أقرب إلى الإسلام : الحداثة أو العلمانية ؟
    قلنا : كان للعبادي حماران ، فقيل له : أيهما أقبح ؟ قال : هذا ثم هذا .
    ( تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) (المائدة:80) .
    * لما تولى استالين لعن لينين ، فلما تولى خروتشوف لعن استالين ، فلما جاء غورباتشوف قطع الرباط وانتهى ، ( كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ) (لأعراف: من الآية38) .
    * جوائز البشر مكتوب عليها : ( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ) (النحل: من الآية96) وجوائز ملك الملك كتب عليها : ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ) (النحل: من الآية96) ، قل لعباد الدنيا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (هود:16).
    * دخل سالم بن عبد الله بن عمر الحرم طائفاً ، فلقيه الخليفة هشام بن عبد الملك ، فقال لسالم : يا سالم ، آلك إلى حاجة ؟ قال سالم : أما تستحي ، تقول هذا الكلام ، وأنا في بيت ملك الملوك ؟ علم سالم أن عطايا الخدم ، لا تتجاوز القدم ، كيف يمد يديه إلى هشام ، وهو في حضرة الملك العلام ؟ كيف يترك العطاء القدسي ، لعطاء عبد الكرسي ؟ لما خرج سالم من الحرم ، عرض له هشام ، وأعاد عليه : هل من حاجة ؟ قال سالم : من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟ قال : حوائج الآخرة لا أملكها ، وإنما أملك حوائج الدنيا ، قال سالم : والله ، ما سألت الدنيا ممن يملكها ، فكيف أسالها منك ؟! الخدم يشترون الذمم ، حتى في الحرم ، لكن سالماً عرف الجواب ، فحوى الخطاب ، لأن جده عمر بن الخطاب :
    يـا ابـن الذيـن سـما كـسـرى لجـمـعـهم فـجـلـلوا وجـهـه قـاراً بـذي قــار
    يـا دوحــة الـصـدق والـفـاروق رائــدها تـلـك الـســلالـة لا أوبـاش ديــار
    * جلسوا تحت الشجرة ، وتظللوا بالمرة ، وبايعوه على قتال الفجرة ، فما قاموا حتى سمعوا : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) (الفتح: من الآية18) . فقل لي بربك ، أي فرح فرحوه ، وأي كسب ربحوه ؟ لو قيل لك : الملك رضي عنك ، لأصابتك نشوة الفرح ، فكيف إذا رضي ملك الملوك ؟
    رضـاك رضَـاك يـا مــولاي عـنـي فـهـل يـرضـيـك أن قـدمـت نـفـسـي
    أهل بيعة الرضوان ، ضيوف الرحمن ، لكن الكافر ما دري ، بسـر ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى ) (التوبة: من الآية111) .
    * ( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله ، فالله الله لا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإنه من طلبه بذمته أدركه ، ومن أدركه كبه على وجهه في النار ) .
    من علامة المنافق : حذف صلاة الفجر من جدوله ، وربما نقرها بعد الشروق ، ولكن هيهات ، الوقوف بعرفة في اليوم التاسع ، ومن فاته الوقوف بعرفات ، فليبك على نفسه قبل الوفاة ، ضيعت رأس المال ونحن نطلب الربح ، أردنا منك صلاة الليل فتركت الصبح ، حرصك على النوم الطويل ، أوقعك في الخطأ الوبيل .
    فـمـا أطـال الـنـوم عـمـر ومــا قـصـر فـي الأعـمـار طـول الـسـهـر
    ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) .
    قيل للحسن : لماذا صفت وجوه المتهجدين بالنور ؟ قال : خلوا بالرحمن ، فألبسهم نوراً من نوره .
    * صلى أسيد بن حضير في الغلس ، فدنا الحرس ، وتحرك الفرس ، فأخبر معلمه ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ( تلك الملائكة تنزلت للقرآن ، ولو بقيت تقرأ لأصبح يراها الناس لا تتواري منهم ) !
    ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (غافر:7).
    * مساكين نحن ، ندعي أنا أمة الخلافة ولا يحضر لصلاة الفجر إلا صف واحد إذا ... فلو بدأ قتال الكفار ما وجدنا ولو صفاً .

    من خان حي على الصــلاة يخـون حي على الكفاح
    هـاتـوا من المليار مليوناً صحاحاً من صحاح


    * وزع ( صلى الله عليه وسلم ) الغنائم ، فأعطاها مسلمة الفتح ، وترك أبطال الفتح ، فجرى همس العتاب في الأصحاب .
    فخلا الأنصار المختار بالأنصار بالمختار ، وبين لهم سر المسألة في قوله : ( أما ترضون أن يذهب الناس بالشاه والبعير ، وتذهبون برسول الله إلى رحاكم ؟ ! فو الذي نفسي بيده لما تذهبون به خير مما يذهب به الناس ) .
    وصدق المعصوم ، فإنه ( صلى الله عليه وسلم ) نصيب الأنصار من الغنائم ، وأولئك نصيبهم البهائم .
    خـذوا الـشـيـاه والـجـمـال والـبـقــر فـقـد أخـذنـا عـنـكـم خــير البـشـر
    يـا قـســمـة تـرفــع رأس مـجــدنـا حـزنـا اليـواقـيـت وقـد حـازوا البـعـر
    * الأبرار يأتون إلى مسجده ( صلى الله عليه وسلم ) ، من بني سلمة ، ويتخلف الظلمة ، عن صلاة العتمة ، فقام منذراً ، وصاح محذراً : ( والذي نفسي بيده لقد هممت بالصلاة فتقام ، ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون معنا العشاء فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ) .
    أشـعـل بـيـوت الـنـاكـثـين بأهـلـهـا أصـل الـوجـوه السـود صـلـوا بـالـنـار
    يـتـخــلـفـون عـن الـصــلاة دنـاءة ألـهـاك يـا سـهـران ضــرب الـطــار
    * بلال يناديك من أعلى المنارة ، وأنت نائم في العمارة ، لو أطلعت بلال ، لدخلت في مسمى الرجال ، (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) (النور:37).
    * كان المنافقون يتخلفون عن صلاة العشاء والفجر ؛ لأنه لم يكن في المدينة كهرباء في ذلك العصر ، فلما أضيء الكهرباء ، ظهر الوباء .
    * أشعل النمرود الفتيل ، وسعر النار في الأصيل، ورمى فيها بالخليل ، فأطفأها حسبنا الله ونعم الوكيل .
    الأعداء خططوا لكم ، فخذوا حذركم ، إن الناس قد جمعوا لكم ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
    أبرمت خيوط الفتنة ، ونسجت حبال المحنة ، ونقض عهد الهدنة ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
    اتفق المنافقون ، واجتمع المارقون ، وقل الصادقون ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
    سـألـتـك لا تـكـلـنـي للأعــادي فـقـد أسـكـنـت حـــبـك فـي فـؤادي
    فــزودنـي مـن الـتـوفــيـق زاداً عـطـاؤك يـا إلـهــي خــــيـر زادي
    ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:36).
    * هاك بعض صفات المنافقين في الجملة ، فاحذر أن تكون في الحملة ، كسل عن الصلوات ، واستهزاء بالدين في الخلوات ، وانقضاض على الأعراض ، وسماع الآيات في إعراض ، الدين عندهم ثانوي ، لأن الجد مانوي !
    الله كم من صرح للإسلام هدموه ، وكم من طريق للحق ردموه ، يظنون كل إشارة إليهم ، و ( يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ) (المنافقون: من الآية4) كم زلزلهم الوحي وأنذرهم ، ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ) (المنافقون: من الآية4) ( وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِم) (المنافقون: من الآية4) لكن العلامات عليهم ومن حولهم .
    سهامهم في نحور العلماء مسددة ، ( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ) (المنافقون: من الآية4) ، رفعت مع الباطل أعلموهم ، ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ) (المنافقون: من الآية4) .
    عثرت بعبد الله بن أبي بغلة التوفيق ، فسقط في الطريق ، ما طهرته صلاة الإمام ؛ لأنه غارق في الإجرام ، أراد المعصوم أن يمده مدداً فنزلت : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً ) (التوبة: من الآية84) خاف عمر على نفسه من النفاق ، قيل له : سبحان الله يا شيخ ، أنت الفاروق باتفاق .
    أصبحت منهم الدنيا كالجيفة ، تستروا لأنه مات حذيفة :
    أنـت مـنـي وتـدعــي حـمل حـبي كـل يـوم تـعـطي الـيـمـيـن الغـمـوسا
    ول عـنـي عـرفـت فـيـك أمــوراً حـربـة فـي الـقـفـا ووجـهـاً عـبـوساً
    * سقطت الأندلس لما تولى السقط ، ضعفت الملة ، وتداعى المنبر ، وعزل القرآن عن الميدان ، وطمست معالم الرسالة ، وصار اللهو أمنية ، ودوت الأغنية ، وصار الناس حيارى ، وتحالف الأدعياء مع النصارى ، وتنحى العلماء عن الدهماء ، فلا آمر ولا منكر ، ولا واعظ ولا مذكر ، الخطيب مرتج ، والسامعون يلعبون الشطرنج .
    ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59)
    أبـك مـثـل الـنـسـاء مـجـداً مـضـاعـاً لـم تـحـافـظ عـلـيـه مـثـل الـرجـال
    * المرأة درة مصونة ، وياقوتة مكنونة ، أرادوا أن تنزع الجلباب وتخلع الحجاب ، أرادوا لها حياة فوضوية ، والله يقول : ( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ ) (الأحزاب: من الآية33) .
    يريد المصلحون لها منهجاً قويماً ، ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيما ً) (النساء: من الآية27) .

    يا فتاة الدين قـومي للغبي ردي عليه

    حين نادى يا ابنة الإسـلام خدرك مزقيه

    يا خـسيـس الـطبع كل نـذل يــدعيــه

    ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59).
    * تفوق الصحابة على من بعدهم بأمور :
    منها : أنهم يطالعون الغيب المستور ، كما يرون الشاهد المنظور ، فكان أحدهم في الغزوات ، لو مد يده لتناول عنب الجنة ، من يقينه بخبر الصادق المصدوق .
    ومنها : أنهم بدمائهم أجود منا بدراهمنا ، ويكفي أن يصب الواحد منهم دمه في سبيل الله ، كلمات من معلم الخير ( صلى الله عليه وسلم ) ، بينما يقوم واعظنا بالخطب الطوال يطلب المال ، لوجه ذي الجلال ، فنكدي في العطية ونمن بالبذل .
    ومنها : أن من عصى من أولئك يأتي إلى الموت نشيطاً ليطهر نفسه ولو كان في ذلك ذهاب رأسه ، فقل لي بربك أي إقدام هو إقدام ماعز والغامدية ؟! في طلب التطير من رسول البشرية .
    ومنها : أن علم الصحابة للعمل ، وثقافتهم لما يحتاجون إليه ، بينما أصبح العلم ترفاً ، والفكر خيالاً ، والثقافة موضة .
    ومنها : أن الصحابة يعيشون على الكفاية ، ومن زاد منهم ماله قدمه لمآله ، والمتأخر ون أصبح جمع المال عندهم مهنة ، والسعي وراء الحطام حرفة ، فاشتغلوا بفضول العيش عن أصول العمل .
    ومنها : أن الصحابة قاموا بأعمال القلوب خير قيام ، من الخوف ، والرجاء ، والرغبة ، والرهبة ، والخشية ، والمحبة وغيرها ، مع قيامهم بأعمال الجوارح ، بينما الخلف يهتمون بالظاهر أكثر من الباطن ، فلذلك وقع الخلل في الأعمال والأقوال ، لأن ( في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) .
    * اشكر لمن شرفك بصعود المنبر ، وعرف الناس به في كلامك ، ولا تعرف الناس بنفسك فإنه ـ سبحانه ـ أعرف المعارف ، وأنت نكرة من النكرات .
    ولولا أن تعظمه ـ سبحانه ـ ما عظمك الناس .
    وما دام أنه ستر معايبك عن الحضور ، فانتشر مدائحه ـ سبحانه ـ في الجمهور ، الله يستحق المدح ويحبه ، ولذلك مدح نفسه بأشرف المدائح ، ونزه نفسه عن القبائح .
    كلما بالغت في مدح المخلوق ، قال الناس : هذا غير صدوق ، وكلما أكثرت من مدح الخالق ، قالت القلوب : حياك الله يا صادق .
    * إذا لم تصاحب الصحابة الأخيار فأقرأ الأخبار .
    فـاتـنـي أن أرى الـديــار بـطـرفـي فـلـعـلـي أن أرى الـديـار بـسـمـعـي
    قراءة سير الصحابة حسنة من الحسنات ، تظهر للقارئ سمو حياتهم ، وجلالة قدرهم ، وعظيم تضحيتهم ؛ ليعرف الإنسان قدر نفسه ، وضآلته أمام هؤلاء الأعلام الكرام ، وربما شده مقام من مقاما تهم ، إلى الاتصاف ببعض صفاتهم .
    كان ابن المبارك يخلو بأخبار الصحابة في خلوة شرعية روحية ، ويخبر طلابه ، أنه جلس مع الصحابة .
    مـا فـي الـخـيـام أخـو وجـد نـطـاحـه حـديـث نـجـد ولا خــل نـجــاريــه
    * حضرت أبا بكر الصديق الوفاة ، ليلقى بعدها رباً طالما عبده ووحده ، وأحبه ، وتقرب إليه وجاهد من أجله .
    ليلقى رباً طالما أحب فيه البعيد ، وابغض فيه القريب ، سالم من أجله وحارب ، ورضي لرضاه ، وغضب لغضبه .
    ربا أعطي لوجهه النفس والنفيس ، والغالي والرخيص ، سكب لمرضاته الدمع والدم ، وأتعب لدينه الروح والبدن ، ربا ملك حبه على أبي بكر كل لحظة ولفظة .
    كـأن رقـيـبـاً مـنـك يـرعـى جـوارحـي وآخـر يـرعـى نـاظـري وفــؤادي
    رباً سال حبه في عروق أبي بكر وعرقه ، من أخمصِه إلى مفرقه ، به يبصر وبه يرى ، وبه يسمع .
    رباً هو صاحب كل خير ، وصل أبا بكر .
    هو الذي خلق ورزق ، وأعطى ، وأفاد ، وهدى .
    إنها أمنية ابي بكر أن يلقى ربه ، لذلك خف لهذا اللقاء ، ونشط لهذا النداء ، وتخفف لهذا السفر ، فإذا التركة بغلة ، لكن لبيت المال ، وثياب لكنها كفن للصديق ، أما الثروة الطائلة التي جمعها أبو بكر ، أما الأموال التي حصلها ، أما الكنوز ، والخيول ، والجمال ، والغنم ، فقد قدمها أبو بكر أمامه عند من لا تضيع عنده الودائع .
    ماذا قدمنا نحن ؟ ماذا فعلنا ؟ ماذا بذلنا ؟ ماذا حصلنا ؟ أي جهد بذلناه ، أي دمع سكبناه ، أي دم أسلناه ؟ لاشيء .
    ننكص عن الفجر ، وقد قام الصديق في الدجى ، ولا نبكي في الخوف ، والصديق يبكي في الرجا .
    نحن نجر المطارف ، يوم مطارف أبي بكر تجر بسيوف الغزاة في بدر وأحد .
    * قليل في اتباع خير من كثير في ابتداع .
    الفرائض الخمس مع ركعتي الضحى ، والوتر قبل النوم ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ومداومة الذكر، والكف عن الذنوب ، هذا منهج الراشدين ، مع ما يتيسر من كتاب رب العالمين .
    * السلف كلامهم قليل ، لكنه كله درر ، والخلف كثرة كلام وإسهاب منطق ، لكن غالبيه سقط وجله زخرف .
    ختاماً :
    انتهت مصارع العشاق ، وكان القصد منها طرحاً جديداً في قالب أدبي أخاذ ، فنحن أمة الإبداع ، وقرآننا سر البلاغة والإعجاز .
    وصدت من هذا الفن إراحة النفوس من الرتابة ، وإقالتها من النمط الواحد ، فالنفس ملولة ، والأذن مجاجة، وتنويع الطرح وتصريف الكلام أدعى للقبول ، وكلما تعددت أساليب الحق فهم ، وكلما تنوعت قوالب الصدق علم . وتبارك القائل في كتابه : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف :54).
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    قـالوا ...
    v قـلـنا ...

    قالوا .. و.. قلنا عبارات مختصرة تحمل معاني مركزة كتبتها من راس القلم ، دون تنميق أو إطالة ، فهي ردود سريعة تناسب زمن السرعة الذي نعيشه الآن .
    قالوا : نحن ندعو إلى حرية المرأة .
    قلنا : حريتها ليس فيما تدعون إليه ، فهل تدرون ما هي حرية المرأة ؟ حريتها في الحجاب الشرعي ، حريتها في الستر والعفاف ، حريتها في الطهر والوقار والسكينة ، حريتها أن تكون أم لله تملأ قلبها بلا إله إلا الله ، وعينها بحياء الله .
    كـأن رقيـبـاً مـنـك يـرعـى جـوارحـي وآخـر يـرعـى مـسـمـعـي وجـنـانـي
    ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) (النور: من الآية31) ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) (الأحزاب: من الآية33) .
    حرية المرأة : أن تصلي الصلوات الخمس في أوقاتهن .
    حرية المرأة : أن تخرج من البيت أطفالاً ، يؤمنون بالله ، لا أطفال شوارع .
    أما حريتهم فهي : أن تكون المرأة عارضة أزياء ، وبائعة في البوفيه ، ومشترية تجوب السواق صباح مساء ، معروضة للفساق .
    وقف أعرابي ، فرأى امرأته تنظر للأجانب ، فقال : أتنظرين للأجانب ؟
    قالت : إني أنظر فقط .
    فطلقها بالثلاث .
    فلامه الناس .
    فقال : أضاجعها ، وأدخلها بيتي ، وقد ملأت عينيها من الأجانب ، ثم قال :
    إذا وقـع الـذبـاب عـلـى طـعـام رفـعـت يـدي ونـفـســي تـشـتـهـيـه
    وتـجـتـنـب الأســود ورود مـاء إذا كــن الـكـــلاب ولـغــن فــيــه
    سعد بن عبادة ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ كان من أغير الناس ، يقول للرسول ( صلى الله عليه وسلم ): يا رسول الله ، إذا وجد أحدنا ، والعياذ بالله ، مع امرأته رجلاً أجنبياً فماذا يفعل ؟
    قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( يأتي بأربعة شهود ) .
    حتى لا تضيع دماء ، الناس وأعراض الناس ، وسمعة الناس .
    فقال : يا رسول الله ، أمكث حتى أجمع أربعة ؟! لأضربنه هو وإياها بالسيف غير مصفح .
    فتبسم ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : ( تعجبون من غيرة سعد ، والذي نفسي بيده ، إني أغير من سعد، وإن الله أغير مني )(1) .

    قالوا : الغناء حلال .
    قلنا : الغناء حرام بإجماع العلماء ، كما قال الشوكاني ، والآجري ، وغيرهما ، وبأدلة كثيرة من الكتاب والسنة ، وبفتاوى العلماء الأجلاء .. وراجع لذلك إغاثة اللهفان لأبن القيم .
    قالوا : هل في الشعر كفر ؟ وما أمثلة ذلك .
    قلنا : نعم .. وإليكم الأمثلة وأنتم تحكمون .
    1ـ أحد الشعراء دخل مع بعض الجيوش العربية فلسطين ، يوم دخلت بعض الجيوش بغير لا لإله لإلا الله ، فكتب على أحد الأعلام :
    آمـنـت بـالـبـعـث ربـاً لا شـريـك لـه وبـالـعــروبـة ديـنـاً مـا لـه ثـانـي
    وهكذا كفر بإجماع العلماء بل بإجماع العقلاء ؛ لأنه استبدل الإسلام بالعروبة .
    2ـ ويقوا آخر :
    هـبـوا لـي ديـنـاً يـجـعـل العـرب مـلـة وسـيـروا بـجـثـمـاني علـى دـين بـرهم
    ألا حــبـذا كـــفـراً يـؤلـف بـيـنـنـا وأهــلاً وســهـلاً بـعــده بـجـهـنـم
    3ـ ويقول ثالث يخاطب سلطاناً :
    أنـت الـذي تـنـزل الأيــام مـنـزلـهـا وتـنـزل الـدهـر مـن حـال إلـى حــال
    ولا مـددت يـداً فـي الـلـوح كــاتـبـة إلا قـضــيـت بـأعـــمـار وآجـــال
    لا إله إلا الله !
    4ـ ويقول رابع ويخاطب سلطاناً أيضاً :
    مـا شـئـت لا مـا شـاءت الأقــدار فـاحــكـم فـأنـت الـواحـد الـقـهــار
    5ـ ويقول خامس لما زلزلت مصر في عهد أحد السلاطين الظلمة تنبيهاً له من الله ، فقال الشاعر قالباً الحقائق ، وصارفاً لهذا السلطان عن التوبة :
    مـا زلـزلـت مـصـر مـن كـيـد ألـم بـهـا لـكنـهـا رقـصـت مـن عـدلـكـم طـربا
    قالوا : انتم منعتم المرأة من مزاولة الأعمال والمهن .
    قلنا : هذا كذب ، فإن ديننا علمها العمل الكريم ، والمهنة الشريفة ، علمها أن تكون مربية .
    يقول البخاري في كتاب العلم : (باب) هل يجعل الإمام للمرأة يوماً من نفسه .
    ويوم الاثنين كان يوماً معروفاً عند الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يعلم المرأة ، ويجلس مع النساء ، ويربي النساء ، ويفهم النساء ، ويفتي للنساء .
    وكان يعيش مع المرأة قضاياها : الحيض ، والنفاس ، والولادة ، والحياة الزوجية ، والبيت ، وكل دقيقة ، وجليلة من حياتها ، وعلمها الإسلام كيف تربي الأجيال .
    ولكن لما ضيع الناس المرأة ، أخرجت سفهاء ، أخرجت أناساً يصل الواحد منهم الأربعين وهوايته جمع الطوابع والمراسلة وصيد الحمام ! .
    قالوا : الإسلام دين التطرف .
    قلـنـا : ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ) (الكهف: من الآية5) .
    ولـو أنـي بـلـيـت بـهـاشـمــي خـؤولـتـه بـنـو عـبـد الـمـــدانــي
    لـهـان عـلـى مـا ألـقـى ولـكـن تـعـالـوا فـانـظـروا بـمـن ابـتـلانـي
    لقد أراهم الله ما هو التطرف ، فرئيس رومانيا قام عليه شعبه فسحبوه كالدجاجة ، حتى ذبحوه في الشارع ، وآمنوا بالتعددية وكفروا بالشيوعية .
    قالوا : الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أشد عظمة في عسكريته من نابليون .
    قلنا :
    ألـم تـر أن الـسـيـف يـنـقـص قـدره إذا قـيـل أن السـيـف أمـضـى من العـصا
    لا يجوز لك هذه المقارنة بين عظيم يتلقى الوحي من السماء ، وبين مجرم فرنسي ، سحق الأطفال والشيوخ ، واستعمر العالم ، وسفك الدماء وهدم المساجد .
    فالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول الله فيه : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (النجم : 1-4)وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107)، وأما ذاك فتلعنه الشعوب .
    قالوا : أنتم ليس عندكم حب .
    قلنا : لأن القوم أهل حب وعشق ثم :
    قـالـوا الـهـوى والـحـب هـل تـغـني له أم أنـت فـي ديـنـا الـهــوى مـتـجـلـد
    قـلـت المـحـبـة لـلـذي حـمـل الهـدى فحبـيـب قـلـبـي فـي الحـيـاة مـحـمـد
    فالحب ، مثل حب سعد بن معاذ ، الذي يقول : يا رسول الله ، والذي نفسي بيده لو استعرضت بنا البحر فخضته ، لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد .
    وحب أنس بن النضر الذي يقول : إليك عني يا سعد ، والذي نفسي بيده إني لأجد الجنة من دون أحد .
    وحب جعفر الطيار ن الذي يقول :
    يـا حـبـذا الـجـنـة واقـتـرابـهـا طـــيـبـة وبــارد شــــرابــهــا
    والــروم روم قــد دنـا عــذابـهـا كـافــرة بـعـــيـدة أنـســــابـهـا
    عــلـى إن لاقــيـتـهـا ضــرابـهـا
    وحب عمير بن الحمام الذي قال : اللهم خذ من دمي هذا اليوم بخ بَخ ، إذا بقيت إلى أن آكل هذه التمرات فإنها لحياة طويلة .
    وحب سعد بن الربيع ، الذي قال : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى .
    قالوا : شاعر الإنجليز شكسبير دخل على فنانين رسامين في حديقة في لندن .
    فقالوا : ما رأيك في اللوحات ؟
    قال : جيدة .
    قالوا : هل لك اقتراح ؟
    قال : لي اقتراح أن يعلق الرسامون بدل هذه اللوحات .
    قلنا : صدق شكسبير ، وهو كذوب ، فبعض الرسامين ينبغي أن يعلق بدلاً من لوحته !
    قالوا : إسرائيل تقتل الأطفال والشيوخ بهمجية .
    قلنا :
    لـو كـنـت من مـازن لم تسـتـبـح إبـلي بنـو الـلـقـيـطـة من ذهـل بن شـيـبـانا
    فـلـيـت لي بـهـم قـومـاً إذا ركـبــوا شـدوا عـلى الغـارات فـرسـانـاً وركـبانا
    لا يـسـألـون أخـاهـم حـيـن يـنـدبـهم فـي النـائـبـات عـلـى مـا قـال بـرهانا
    قالوا لماذا كثرت العنوسة في النساء ؟
    قلنا : لأنهن مشغولات بتأمين المستقبل ، والمستقبل لا يؤمنه إلا الله .
    وتأمين المستقبل هذا نشره الغزو الفكري على أسماع بنات الإسلام ، فأصبحت المرأة ترى أن مستقبلها : الشهادة ، فتترك الزواج إلى أن يفوت وقت الزواج ، ثم لا يرغب بها أحد .
    والحل أن تؤمن بالله وتعلم قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) . رواه الترمذي بسند صحيح (1) .
    يقول مصدر مطلع : بلغ نسبة الرجال للنساء في بلدنا رجلاً واحداً إلى أربع نساء .
    قالوا : ما هي أجمل عبارة ؟
    قلنا : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) .
    يقول ابن القيم : أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب ، جمع حكمتها في أربعة كتب : في الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن ، ثم جمع حكمة الأربعة في القرآن ، ثم جمع القرآن في المفصل ، ثم جمعه في الفاتحة ، ثم جمع الفاتحة في : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).
    قالوا : ما أجمل أسم ؟
    قلنا : الله أجمل اسم .
    لما توفي سيبويه رؤى في المنام فقالوا : ما فعل الله بك ؟
    قال : غفر لي .
    قالوا : بماذا ؟
    قال : لما وصلت في كتاب النحو إلى لفظ الجلالة ، قلت االله أعرف المعارف ، لا يحتاج إلى تعريف ، فغفر الله له .
    قالوا : ما أجل كتاب ؟
    قلنا : القرآن الكريم الذي ما أعطيناه حقه ، وما عشنا معه ، كما ينبغي أن يعاش معه ، حتى أخذت المجلة وقت المصحف .
    اركب من أبها إلى جدة ، أو الرياض ، وانظر في الركاب ، وهم مسلمون جميعاً من الذي يفتح المصحف في الرحلة ؟
    فكل رجل منهم معه صحيفة يقرأها ، وقراءة الصحف لابد منها لمعرفة أخبار العالم والناس ، لكن .. أين وقت القرآن ؟
    يقول أحد الصالحين لأبنه لما حضرته الوفاة : يا بني لا تعص الله في هذا البيت ، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد ختمت كتاب الله في هذه الزاوية ثمانية آلاف مرة .
    إن الأمة كانت ميتة ، فأنزل الله عليها روحاً ، هو : القرآن ( وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) (الشورى: من الآية52) .
    حدثنا بعض العلماء في الرياض : أن بعض العباد في الرياض ، لا زالوا أحياء اليوم ، في السبعين والثمانين ، يصلون صلاة الفجر يوم الجمعة في المسجد الجامع ، ثم يفتحون المصحف ، فيقرأونه من أوله من الفاتحة ، وقبل دخول الخطيب بدقائق ينتهون من سورة الناس .
    يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)(1) .
    يقول : ( من قرأ القرآن فله بكل حرف حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول لام ميم حرف ولكن ألف حرف ، ولام حرف وميم حرف )(2) .
    قالوا : ما أجمل بيت ؟
    قلنا : الكعبة التي نظر إليها ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : ( ما أعظمك ، وما أشد حرمتك ، والذي نفسي بيده ! للمسلم أعظم حرمة منك )(3) .
    قالوا : من أفضل شاعر ؟
    قلنا : حسان بن ثابت حبيبنا ، وهو قائد الشعراء إلى الجنة يوم القيامة ، يدخل الجنة بالأدب .
    كان ( صلى الله عليه وسلم ) يسمع هجو المشركين ، يسبونه ويشتمونه وينتهكون كرامته ، فيقول : ( يا حسان كيفك مع المشركين ) ؟ يعني : هل تستطيع أن تمرغهم في التراب .
    قال يا رسول الله ، أستطيع .
    قال : ( بماذا ؟ ) فأخرج حسان لسانه ، وضرب به أرنبة أنفه ، وقال : يا رسول الله بهذا ، الذي لو وضعته على صخر لفلقه ، ولو وضعته على شعر لحلقه .
    قال : ( اللهم أيده بروح القدس )(4) ، أي : جبريل ، لن جبريل يحب حساناً وحساناً يحب جبريل ، وحسان مدح جبريل بقوله :
    وبـيـوم بـدر إذ يـصـد وجـوهـهـم جـبـريـل تـحـت لـوائـنـا ومـحـمـد
    يقول : القيادة العليا في يد جبريل ، وفي يد محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
    قال بعض العلماء : بل القائد الأعلى ، هو : محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
    وجبريل ، عليه السلام ، تحت قيادته .
    وهو صاحب الأبيات الجميلة التي يقول فيها :
    فـإن أبـي ووالـــده وعـــرضــــي لـعـرض مـحـمـد مـنـكـم فـــــداء
    فـإمـا تـعـرضـوا عـنـا اعـتـمـرنـا وكـان الـفـتـح وانـكـشـف الغـطـــاء
    وإلا فـاصـــبـوا لـجــــلاد يـــوم يـعـز الله فـيـه مــن يــشــــــاء
    قالوا : ما أقرى ركن ؟
    قلنا : التوكل على الله .
    قالوا : وأنبل زعيم ؟
    قلنا : عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وأرضاه .
    قالوا : وأنجح قائد ؟
    قلنا : خالد بن الوليد ، لذي خاض في الجاهلية ، والإسلام مائة معركة ، فما غلب في الجاهلية ولا في الإسلام .
    خالد الذي بقي قبل الموت سنوات ، بعدها فتح الله الفتوح على المسلمين ، وبعدها قتل أعداء الله ، وبعدها استلمت ثلاثة أرباع الدنيا بنصر الله ، ثم بسيف الله خالد .
    أتت الغنائم ، وأتى الذهب ، وأتت الفضة ، وأتت الحدائق والقصور والبساتين فتركها خالد ، وأتى إلى قرية في حمص ، فأخذ مصحفاً ، لا يزال إلى اليوم في المسجد الأموي في دمشق ، كما يقول المؤرخون ، فكان يفتحه من الصباح ، ولا يطبقه إلا في صلاة الظهر .
    وكان يبكي ويقول : شغلني الجهاد عن القرآن ، شغلني الجهاد عن القرآن ، فلما أخرجوا جنازته أخذت أخته تبكي وتقول :
    أنـت خـيـر مـن ألـف ألـفَ مـن القـوم إذا مــا كــبـت وجـــوه الـرجـــال
    ومـهـيـن للـنـفـس العـزيـزة للـذكـر إذا مـا الـتـقـت صــدور الـعــوالــي
    وأتى الخبر عمر في المدينة ، فأخذ بردته يجرها ، وجلس وحده يبكي ، وأخذ يضرب رجله بعصا عنده ، ويقول : ذهبوا وتركوني .
    فأتى رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، امنع النساء البكاء .
    قال : دعهن ، على مثل أبي سليمان فلتبك البواكي .
    تـسـعـون مـعـركـة مـرت مـحـجـلـة مـن بـعـد عـشـر بنـان الفـتح يحـصيها
    وخـالـد فـي سـبـيـل الله مـشـعـلـهــا وخـالـد فـي سـبـيـل الله مـذكـيـهـــا
    مـا نـازل الـفـرس إلا خـاب نـازلـهــم ولا رمـى الـروم إلا طـاش رامــيـهـــا
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    قالوا : ما رأيك في هذه الأسماء : نزار قباني ؟
    قلنا : هو الذي أضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه ، وجعل على بصره غشاوة .
    قالوا : شعره جميل .
    قلنا : كقول فرعون : ( آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ ) (يونس: من الآية90) ، له قصائد جميلة ، ولكن لا يعني ذلك أن نتبناه ، أو ننشر شعره ، أو نطالع ما يبثه من سموم ، فهو متهتك متعدٍ لحدود الله .
    قالوا : ونازك الملائكة ؟
    قلنا :
    ومـا شــر الـثـلاثـة أم عـمـرو بـصـــاحـبـك الـذي لا تـصـحـبـيـنا
    قالوا : وطه حسين ؟
    قلنا : مؤرخ الفراعنة ، وهويته فرنسية ، إذا عاد إلى مصر قال : الفراعنة الفراعنة ، ,إذا ذهب إلى الغرب قال باريس باريس .
    قالوا : وعبد العزيز بن عبد الله بن باز ؟
    قلنا :
    عـلـيـه سـلام الله مـا أشـرق الـضـحـى ورحـمـتـه مــا شـاء أن يـتـرحــمـا
    تـحــيـة شــهـم بـاع لله نـفــســه مـقـاصـده أغـلـى وأعـلـى وأعـظـمـا
    قالوا : الشباب لا يقرأون .
    قلنا : إذا كبروا سوف يندمون .
    قالوا ما هو أعز مكان وأحسن جليس يتولى ؟
    قلنا : كما قال المتنبي :
    أعـز مـكـان فـي الـدنـيـا سـرج ســابـح وخـيـر جــلـيـس فـي الأنـام كــتـاب
    يقول : أعز مكان في الدنيا : ظهر الفرس ، إذا قاتلت به في سبيل الله .
    والعرب أحدهم كان يتمنى قبل الإسلام ، إذا مات أن يموت على ظهر الفرس .
    أتى عامر بن الطفيل ، أحد شجعان العرب في الجاهلية ، وعظماء العرب ، هو ، وأربد بن قيس يريدان اغتيال الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، فحماه الله منهم ، فلما ولى عامر بن الطفيل قال ( صلى الله عليه وسلم ): ( اللهم اكفنيهم بما شئت ) .
    فدخل عامر في بيت عجوز سلولية يريد أن يشرب ماء فأصابه الله بغدة كغدة البعير ، فأصبحت الغدة كالثدي في نحره ، فعرف أنه الموت ، فأخذ سيفه وصعد على ظهر الفرس ، وقال :
    غدة كغدة البعير في بيت امرأة سلولية ، والله لا أموت إلا على الفرس .
    مت على الفرس ، أو تحت الفرس ، أو في بطن الفرس ، فأنت عدو لله .
    والشاهد أنهم يرون : أن أعز مكان سرج الفرس .
    وخير جليس في الأنام هو كتاب الله .
    يقول ابن كثير عن المتقي الخليفة العباسي أنه لما تولى الخلافة ، كان إذا صلى العشاء أغلق أبوابه وقال : أريد أن أخلو بنفسي هذه الليلة مع كتاب الله ، فربما تكون آخر ليلة . فيقرأ إلى صلاة الفجر .
    فيأتونه الليلة الثانية فيقول : ربما تكون آخر ليلة ، حتى لقي الله .
    قال له الناس في الصباح : نريد أن نسامرك .
    قال : كفى بالله جليساً ، وكفى بكتاب الله أنيساً .
    قالوا صف لنا الزهرة ؟
    قلت : يقول أبو نواس :
    تـأمـل فـي نـبـات الأرض وانـظــر إلـى آثـار مـا صـنـع الـمـلـيـك
    عـيـون مـن لـجـيـن شـاخـصــات بـأحـداق هـي الـذهـب السـبـيـك
    عـلـى كـثـب الـزبـرجـد شـاهـدات بـأن الله لـيـس لــه شـــريــك
    قالوا : متى نقرأ الصحف والمجلات ؟
    قلنا : إذا قرأتم حزبكم اليومي من القرآن .
    قالوا : حدثنا عن الأعمش رحمه الله ؟
    قلنا : امتاز الأعمش بخفة الروح ، وفيه دليل على : أن الإسلام دين لطيف ، وأن فيه متسعاً للناس .
    قيل لسفيان الثوري : المزاح هجنة .
    قال : بل سنة .
    كان الأعمش مزاحاً ، فكان إذا أتاه الثقلاء ، قال : ( رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) (الدخان:12).
    وكان متواضعاً ، ومن تواضعه عدم الاعتناء بالمظهر ، والاعتناء بالمظهر : طيب ، لكن هو متواضع يظهر البذاذة ، فكان يلبس الفرو مقلوباً .
    فيقول له أحد تلاميذه : لو قبلت فروك كان أحسن .
    قال أشر على الخروف بذلك ، أي : أن الفرو على الخروف مقلوب أصلاً .
    قال له أحد الحاكة : هل تجوز إمامة الحاكة ؟
    قال : نعم بلا وضوء .
    قالوا : من هم المتطرفون ؟
    قلنا : هم مروجو المخدرات ، وتاركو الصلوات ، وعاقو الآباء والأمهات .
    قالوا : إلى أين وصلت الدعوة الإسلامية ؟
    قلنا : إلى موسكو ، فقد خرج هذه السنة من موسكو ما يقارب ألفي حاج .
    قالوا : لماذا لا تحضر النساء الدروس والمحاضرات النافعة ؟
    قلنا : لأن أزواجهن لا يحضرون .
    قالوا : ما هي أحسن هدية للصديق المسلم ؟
    قلنا : الشريط الإسلامي ، والكتاب النافع .
    قالوا : زارك أحباب لك .
    قلنا :
    ضـيـوف الخـيـر قـد شـرفـتـمـونـا بـلـقـيـاكـم ربــوع الـجــو طــاب
    فـنـفـسـي مـن زيـارتـكـم تـبـاهـت بـثـوب الـخـلـد أطـلـقـت الـضـبـاب
    قالوا : كيف نقضي على الفراغ ؟
    قلنا : تذكروا قوله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون:115-116) . قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )(1) .
    وتذكروا قول الشاعر :
    دقـات قـلـب الـمـــرء قــائـلـه لـه أن الـحـيـاة دقـائـق وثــوانــي
    فـارفـع لـنـفـسـك قـبل مـوتك ذكـرها فـالـذكـر للإنـسـان عـمـر ثـاني

    قالوا : ما هو الخطر الداهم الذي يهدد العالم ؟
    قلنا : هو الموت ، ولقاء الله ( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281).


    يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( أكثروا من ذكر هاذم اللذات )(1).
    ويقول الشاعر :
    هـو الـمـوت مـا مـنـه مـلاذ ومـهـرب مـتـى حـط ذا عـن نعـشـه ذاك يـركـب
    نـؤمـل أمـلاً ونـرجـوا نـتـاجــهــا لـعـل الـرجـا مـمـا نـرجــيـه أقـرب
    ونـبـنـي القـصور المشـمـخـرات في الهوا وفـي عـلـمـنـا أنـا نـمـوت وتـخـرب
    إلـى الله نـشـكـوا قـسـوة في قـلـوبـنـا وفـي كـل يـوم واعـظ الـمـوت يـنـدب
    قالوا : الكفار أكثر الناس أمولاً وديناً .
    قلنا : ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) (التوبة: من الآية55) .
    قالوا : المصارعون أقوى الناس أجساماً .
    قلنا : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ) (المنافقون: من الآية4).
    قالوا : اليهود يهاجرون إلى فلسطين .
    قلنا : يسعون إلى حتفهم .
    لـقــيـنـاهـم بـأرمـــاح طــــوال ولا قـونـا بـأعــــمــار قـصــار
    قالوا : على الدعوة الإسلامية ملاحظات .
    قلنا : إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .
    أقـلـوا عـلـيـهـم لا أبـا لأبـيـكـمــو مـن الـلـوم أو سـدوا المـكان الذي سـدوا
    وقال آخر :
    هـم الـقـوم إن قـالوا أصـابـوا وإن دعــوا أجـابـوا وإن أعـطـوا أطـابـوا وأجـزلـوا
    ولا يـسـتـطـيـع الفـاعـلـون كـفـعـلهم وإن حـاولـوا فـي الـنـائـبـات وأجـمـلوا
    شرف الأمة الإسلامية ، هم : هؤلاء الشباب ، فهم رفعتها ، وعزها ، وكرامتها ، ومجدها .
    لقد فاخرنا بهم في أمريكا ، يوم كانوا دعاة ملتزمين ، وفي فرنسا ، وفي بريطانيا ، وفي كل دولة من دول العالم ، فأصبحوا تاجاً على رأس الأمة الإسلامية ، فمهما لاحظ الناس عليهم من ملاحظات ، فقد تجاوزوا القنطرة ، وأصبحوا بحمد الله عدولاً ، وأصبحوا بررة ، وأصبحوا على نهج محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
    عناقهم : شرف ، والجلوس معهم : كرامة وتعليمهم : ريادة ، والاستفادة من دعائهم : بركة ونور وهداية ، والاستماع إلى نصائحهم : إرشاد وفهم وفقه .
    إنهم ذخيرة الأمة .
    ( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) (آل عمران:193).
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    سـؤال وجـواب


    أيها الأخوة الفضلاء لقد أمر الله ورسوله بالسؤال فقال : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) (الزخرف:45).

    والسؤال نصف العلم ، والجواب نصف العلم ، وحسن السؤال من حسن العقل .
    قالوا : لا رخصة لك .
    والله تعالى يقول : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (الأنبياء: من الآية7) .
    لكن السؤال محذور في مواطنين اثنين :
    الموطن الأول : أن تسأل عما لا يعنيك ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (المائدة:101) فما لا يعنيك لا تسأل عنه ، كمن يضيع عمره في مسألة وهو بحاجة إلى مسائل خير منها ، أو أحسن منها ، ولكنه دائماً يسأل عنها ، مثل الجدال البيزنطي حول دوران الأرض خول الشمس ، أو دوران الشمس حول الأرض ، أو أطفال أهل الفترة أو أسئلة لا تعنينا ، أو تنفعنا في الحياة .

    الثاني : ألا تسأل عن شيء ، استأثر الله بعلمه ، سبحانه وتعالى ، كالمتشابه من القرآن ، وتتكلف علم مثل (حمَ ) (غافر :1) ( الَـمَ ) ( العنكبوت : 1) (نَ) ( القلم : 1) ( طسَـمَ ) (القصص:1) ، إلى غير ذلك من الحروف التي استأثر الله بعلمها ، أو علم المتشابه ، فإن أهل العلم يقولون : معتقد أهل السنة أن يكفوا عن المتشابه ، والله يقول : ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِه) (آل عمران: من الآية7) ، ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) (آل عمران:7).

    صح عنه ، عليه الصلاة والسلام ، أنه نهى عن كثرة السؤال ؛ وقال الإمام مالك : أراها المعضلات والأغلوطات ، يعني : كثرة السؤال من المعضلات التي يحاول بها البعض تعجيز العلماء والدعاة ، ليس قصده : العلم والفائدة ، بل قصده : أن يعجزهم ، فهذا منهي عنه .
    وقيل : كثرة السؤال : من يسأل الناس مالاً تكثراً فإنما يسأل جمراً .

    أيها الأخوة الفضلاء ، بين يدي : عشرون سؤالاً ، منها : أسئلة في العقيدة ، منها أسئلة في التوحيد ، وأسئلة : في الفقه ، وأسئلة في الحديث النبوي ، وأسئلة في الفكر الإسلامي ، ومنها أسئلة في المؤلفات والأدب وأسئلة اجتماعية ، فعسى ، الله أن يسدد ، وأن يهدي بما نخط وأن ينفع بما أكتب ونسأله سبحانه وتعالى أن هذا العلم حجة لنا لا حجة علينا .

    السؤال الأول : ما سبب قوله سبحانه وتعالى : ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ ) (التوبة:75-77).

    الجواب : قال أهل السنة من العلماء وعلى رأسهم : ابن جرير وابن كثير : سبب نزولها : أن رجلاً اسمه : ابن جميل عاهد الله عز وجل وكان فقيراً فقال : يا رب ، أعاهدك إذا رزقتني مالاً أن أجعله في طاعتك وأن أنفقه في مرضاتك ، فأعطاه الله ما شاء من المال ، فأرسل الرسول ، عليه أفضل الصلاة والسلام ، عمر بن الخطاب يجمع الصدقة ـ أمير المؤمنين الفاروق ـ فذهب ، فمر على المسلمين ، فأعطوه الصدقات إلا العباس عم الرسول عليه الصلاة والسلام ، وخالد بن الوليد ، وابن جميل امتنعوا .

    فأتى فأخبر الرسول ، عليه أفضل الصلاة والسلام ، فقال ، عليه أفضل الصلاة والسلام : ( أما العباس فهي على ومثلها ..) يعني : الصدقة ؛ لأنه دفعها لسنتين ، وهي دين على الرسول ، عليه أفضل الصلاة والسلام .

    ( وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً .. ) يعني : سيف الله المسلول أبا سليمان ( لقد احتبس أدرعه وأعتده في سبيل الله ) يعني جعل ماله وقفاً ، يعني لا زكاة عليه ، فلماذا تطلب منه الزكاة (1) ؟

    يـقـولـون مـعـن لا زكــاة لـمـالــه وكـيـف يـزكـي المـال مـن هـو بـاذلـه
    خالد عنده مائة فرس ، ومائة سيف ، ومائة درع ، جعلها وقفاً في سبيل الله .
    والوقف لا زكاة فيه .

    وأما ابن جميل هذا فيقول ، عليه الصلاة والسـلام : ( أما ابن جـميل فما كان ينقم إلا كان فقيراً فأغناه الله .. ) يقول : يحق لابن جميل أن يمنع فهو كالمستهزئ به ، فهل هذا جزاء المعروف ؟ وهذا جزاء الإحسان ؟
    فأنزل الله في ابن جميل ، وأسلوب القرآن ، لا يجرح ، ولا يشهر ، وهو أسلوب الداعي الناجح ، ألا تسمي الأسماء ، ولا تذكر الكيانات ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ ) (التوبة: من الآية75) وكان يقول عليه الصلاة والسلام : ( ما بال أقوام يصنعون كذا وكذا ) .

    قال تعالى : ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ ) (التوبة:75-77) وهذه الآية تسري على كل من يفعل ذلك ؛ لأن المال مال الله ، والمنصب لله ، والصحة أعطاها الله ، والرزق من الله ، فليس لأحد منة على الله ، بل المنة له وحده .

    وكثير من الناس تمر بهم ظروف فقر ، ويعاهدون الله في وقت الرخاء : أن يبذلوا ، وأن يعطوا ، فلما أعطاهم ، ومنحهم الله ، تولوا على أعقابهم ونقضوا عهد الله ، ومسثاق الله عز وجل .

    وأذكر قصة ذكرها رسول الهدى ، عليه الصلاة والسلام ، وهي في ( الصحيحين )(1) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( كان فيمن كان قبلنا من بني إسرائيل ثلاثة : أقرع وأبرص وأعمى ) .

    الأقرع : الذي لا شعر في رأسه .
    والأبرص : الذي تغير جلده من البرص ، وذهب بهاؤه .
    والأعمى : الذي ذهب بصره .
    ( أراد الله أن يبتليهم فأرسل لهم ملكاً من السماء فنزل الملك فمر على الأقرع وقال : ماذا تشتهي ؟
    قال : أتمنى من الله أن يرد على شعر رأسي الذي قذرني الناس به .
    فسال الله أن يرد عليه شعر رأسه فرده .
    ثم قال : ماذا تشتهي من الأنعام ؟
    قال : أشتهي الإبل .
    فدعا الله له ، فرزقه الله بناقة ، ولدت ، وأنتجت حتى ملأت الوادي .

    ثم ذهب إلى الأبرص ، وقال : ماذا تطلب من الله ؟
    قال : جلداً حسناً يرده الله علي فقد قذرني الناس بجلدي .
    فسأل الله ، فرد عليه الجلد الحسن .
    قال : ماذا تشتهي من الأنعام ؟
    قال : البقر .
    فسأل الله عز وجل ، فأعطاه بقرة فولدت ، وأنتجت حتى ملأت الوادي .
    فذهب إلى الأعمى ، وقال : ماذا تشتهي ؟
    قال : أن يرد الله علي بصري .
    قال : وماذا تشتهي من النعام ؟
    قال : الغنم .
    فسأل الله شاة فأعطاه ، شاة فأنتجت حتى ملأت الوادي .

    ثم ذهب الملك وتغير في صورة مسكين ـ والله الذي يصوره ـ فمر بالأقرع ، قال : أريد منك ناقة أنا فقير ومسكين .
    قال : المال مالي ، وما عندي ما أعطيك .
    قال : قد كنت أقرع ، وكنت فقيراً فرزقك الله .
    قال : لا ، ورثت المال كابراً عن كابر .
    قال : إن كنت كاذباً فرد الله إلى ما كنت .
    فرده الله أقرع فقيراً .
    ثم ذهب إلى الأبرص ، وقال : أعطني بقرة أتقوت بها .

    قال : لا ، المال مالي .
    قال : لقد كنت أبرص وكنت فقيراً .
    قال : لا ، بل ورثته كابراً عن كابر
    قال : إن كنت كاذباً فرد الله إلى ما كنت .
    فرده الله كما كان .
    وذهب إلى الأعمى فسأله .
    فقال له : خذ ما شئت ، واترك ما شئت والله ، لا أشكرك على ما تركت ، فقد كنت أعمى فرد الله علي بصري ، وكنت فقيراً فأعطاني الله ، فخذ ما أردت .
    قال : أما أنت فقد رضي الله عليك ، وغضب على صاحبيك ) .
    فيا عباد الله ، هذه النعم تجري عندنا ، وزكاة البدن : أن تستخدمه في طاعة الله ، وزكاة العينين : البكاء ، وزكاة اللسان : الثناء ، وزكاة القلب : الحياء ، وكلها مما يستوجبه سبحانه على عباده .

    السؤال الثاني : ما سبب نزول قوله سبحانه وتعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(النساء:65) ، وما هي ظلال الآية في واقعنا المعاصر ؟؟
    الجواب : سبب نزول الآية : كما في حديث ابن الزبير ، أن الزبير بن العوام حواري الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، اختصم هو ورجل من الأنصار في مزرعة ، فأتى ( صلى الله عليه وسلم ) إلى صاحب المزرعة ، ومزرعة الزبير فوق مزرعة الأنصاري ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) للزبير : ( اترك الماء قليلاً حتى يعود إلى الجدر ثم اتركه للأنصاري )(1) .
    فقال الأنصاري للرسول عليه الصلاة والسلام : أإن كان ابن عمتك قضيت له .
    لا إله إلا الله ! يعني يقول أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) جار في الحكم ؛ لأن الزبير ابن عمته صفية بنت عبد المطلب ، وهي عمة الرسول عليه الصلاة والسلام .
    فغضب ، عليه الصلاة والسلام ، فقال : ( اترك الماء ) .

    قال بعض العلماء : حتى يصل إلى الجدر : وهذا هو الحكم ، فنزل قوله : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65).


    ولها ظلال ثلاثة :
    الأول : يقول بعض العلماء : معنى الآية : لا يؤمنوا حتى يحكموك ، أي يرضوا ، ويرضون بك إماماً (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)فيحكموك في معتقداتهم ، وعباداتهم ، وأخلاقهم وسلوكهم .
    فمن رضي بإمامة الرسول عليه الصلاة والسلام جعله إماماً في المعتقد والأخلاق والسلوك وفي السنن ، كاللحية والثوب ، وهي من السنن ، وإماطة الأذى عن الطريق ، وقص الشارب ، والسواك ، وكل دقيقة وجليلة يحكم فيها محمد ، عليه الصلاة والسلام .

    يـا مـدعـي حـب طـه لا تـخــالـفـه الـخـلـف يـحـرم فـي دنـيـا الـمـحـبـيـنـا
    أراك تـأخـذ شـيـئـاً مـن شـريـعـتـه وتـتـرك الـبـعــض تـدويـنـاً وتـهــويـنـا
    خـذها جـمـيـعاً تـجـد فـوزاً تـفـوز به أو فـاطرحـها وخـذ رجـس الـشـيـاطـــيـنـا
    وإنما أقول هذا لتعلق بعض الناس ببعض المغرضين ، كـ ... وله أتباع رأيناهم يأخذون صورته ، ويقبلونه ، ويقولون : من أجل عينيك ! ولكن ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) (البقرة: من الآية165) ، فأولياء الله عز وجل وأولياء الرسول عليه الصلاة والسلام ، أشد ، وأحسن ، وأقوى ، وأعظم حباً من هؤلاء ، ولكن أين هم على الساحة ؟
    تـعـال يـا مـن حـالـه فـي وبـــال ونـفـسـه مـحـبـوسـة فـي عـقـــال
    يـا راقـداً لـم يـســتـفـق عـنـدمـا أذن فـي صــبـح الـلـيـالـي بــــلال
    روض الـنـبـي الـمـصـطـفـى وارف أزهـاره فـاحـت بـريـا الـشـــمـــال
    يقول ( صلى الله عليه وسلم ) في صحيح مسلم : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يؤمن بما أرسلت به إلا دخل النار )(1) .
    والظلال الثاني : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ) (النساء: من الآية65) وهو تحكيم الدستور الإسلامي ( الكتاب والسنة ) في حياة الأمم والشعوب ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة : من الآية44) ، ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة: من الآية45) ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة: من الآية47) .
    فمن حكم بغير ما أنزل الله ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ، ولا عدلاً ، ولا كلاماً ، ولا يزكيه وله عذاب أليم ، يقول تعالى : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50).
    ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد ـ رحمة الله ـ قصة مشهورة عند أهل السنة ، أن رجلاً يهودياً ، ومنافقاً اختصما في قضية ، فقال اليهودي للمنافق : نذهب إلى محمد والمنافق يقول لا .
    لأن اليهودي يعلم أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، سوف يحكم بالحق ، والمنافق خائف لأن الحق عليه .
    فلما ذهبا إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حكم بالحق ، فقال المنافق : ما رأيك نأتي أبا بكر لعله أن يسهل لنا .
    فذهبا إلى أبي بكر ، فحكم كما حكم الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، لكن أبا بكر سهل ، رحيم فما سألهم هل حكم قبله أحد .
    فذهبا إلى عمر ، وكان في البيت فقالا : نعرض عليك قضية .
    قال : ما هي ؟
    قالا : كيت وكيت ، فقصا عليه القصة .
    قال : أحكم فيها قبلي أحد ؟
    قالا : نعم .
    قال : من ؟
    قالا : الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأبو بكر .
    قال : فهل رضيتم ؟
    قالا : أردنا أن نسمع حكمك .
    قال : انتظرا قليلاً ؛ لأخرج شيئاً حتى تريا الحكم ، فذهب في طرف بيته ، وأخرج السيف مسلولاً ، فضرب به رأس المنافق ، لأنه لم يرض حكم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومع ذلك هو يدعي الإسلام .
    الظلال الثالث : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجا ً) (النساء : من الآية65) ؛ لأن بعض الناس يحكم الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولكنه يجد حرجاً من حكمه ، وهذا دليل على النفاق .
    مثلاً من يحمل السنة ، وفي قلبه حرج من الناس ، وهو متضايق منها ، وإنما يفعل ذلك مجاملة ، كمن يحضر صلاة الجماعة ، لكن كالمجامل ، ويعرف أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حث عليها ، لكن في قلبه حرجاً .
    وبعض الناس يقول : ليت الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، ما أتى بالحجاب ، ومع ذلك هو يحجب بناته ، فهذا لا يعد مؤمناً كامل الإيمان ، بل في قلبه مرض ، وفي قلبه شبهة .
    السؤال الثالث : ما معنى قوله تعالى : ( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43) .
    الجواب : ( فلولا ) عند أهل العلم بمعنى : هلا ، يعني : فهلا إذا جاءهم بأسنا .
    والبأس ، قيل : النكبة في الحياة ، وقيل : المصائب التي يبتلي بها الله الناس ، وهي أخذ الله ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ) (هود: من الآية102) .
    معنى الآية ببساطة ، يقول سبحانه لماذا عندما أتاهم بأسنا وعذابنا ، ونكباتنا ، ومصائبنا ما رجعوا إلينا ، وتضرعوا ، وبكوا ، وندموا ، واستغفروا .
    هذه الآية ، أيها المسلمون نحن نعيش ظلالها هذه الأيام ن فلا ينقذنا ـ والله ـ من الله ، ومن عذاب الله ، ولا من نقمة الله ، ولا من تدمير الله إلا هو ، والله لن تنقذنا أمريكا ، ولا غير أمريكا ، ولا بريطانيا ، ولا فرنسا ، ولا دول الأرض ، فإن الله إذا غضب ، فلن يقوم لغضبه أحد ، فالمفر ، إلى الله الذي يقول : ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذريات:50)، والذي يعتقد أن قوى الأرض وأن أركان الأرض هم الذين يحولون بينه وبين أخذ الله ـ والله ـ هو واهم .
    فعلينا أن نحفظ النعم بالشكر ، ولا نكون كالبلد الذي رأيناه ، كان بلداً ناعماً سعيداً بات هادئاً وما علم أنه سوف يجتاح في الصباح .
    يـا راقـد الـلـيـل مـسـروراً بـأولـه إن الحـوادث قـد يـطـرقـن أسـحـــارا

    ولكن ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ ) (هود: من الآية102) ، ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل:112).
    إذا غضب الله فلا يقوم لغضبه أحد ، يقول سبحانه وتعالى : ( إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود: من الآية102) ، ويقول سبحانه : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَت) (الطلاق: من الآية8) عتت : أي تمردت على آياتنا ، ناعمة ، لكن لا يصلى أهلها جماعة في المساجد ، ويخرجون على شريعة الله ، ويتعدون حدود الله ، ويسهرون على معاصي الله (عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً ) (الطلاق:9).
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

العشاق الشيخ عائض القرني

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الإسلام ملخص في 3 دقائق مع الشيخ عائض القرني
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-11-2011, 10:45 PM
  2. برنامج السلام عليكم الشيخ عائض القرني
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-04-2010, 01:04 AM
  3. افي الله شك (الشيخ عائض القرني )
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-03-2010, 09:43 PM
  4. من أجمل كتب الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-05-2009, 12:47 PM
  5. نونية الشيخ الدكتور عائض القرني
    بواسطة الحميدي في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-03-2006, 06:59 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

العشاق الشيخ عائض القرني

العشاق الشيخ عائض القرني