الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 37

الموضوع: الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    774
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    15-07-2019
    على الساعة
    04:28 PM

    افتراضي

    جزا الله أختنا أم عبدالله خيرالجزاء
    متابع
    هدى الله كل الباحثين عن الحق إليه كما هدى سلمان الفارسى إليه
    اللهم أهدى كل من عرفك بقلبه ولم يراك
    وأهد من عرفك وعصاك ..
    وتجاوز عن سيئاتنا ..
    وأصلح بالنا
    آمين
    التعديل الأخير تم بواسطة طائر السنونو ; 08-05-2010 الساعة 10:38 AM
    أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون ..
    أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه ..
    سُبحانهُ الله ..
    تعالى مِنْ إلهَ ؛ فلا مَعْبودَ سِواه ؛ ولا مالِكَ ومليكٍ إلاه ..أسْتَغفِرَهُ مِن ثِقال الْذُنُوب ؛ وخفي وظاهر العيوب ؛ وما جبلت عليهِ النفسُ من عصيانٍ ولُغوب
    وأستغفرُ الله العظيم لي والمسلمين ..
    وأخِرُ دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربْ العالمين

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    09:52 PM

    افتراضي

    اللهم آميين ...آميين ...آميين يا رب العالمين

    ما أجمله من دعاء ...اللهم تقبل

    بارك الله فيك أخ الإسلام وأجزل لك العطاء


    .....


    وأنت ....نعم ...أنت


    يا من تمر الآن بين السطور ...والكلمات


    أ باحث أنت عن الحق ؟!


    و هل مل عقلك مما نقش فيه صغيرا" ... ولكنك ما عقلته !!!


    لأنه بكل بساطة غير معقول ...بل لا يصدقه حتى عقل الصغير ...


    ولكنه يصمت في خجل ...إحتراما" لوالديه ...


    فكل ما يرددوه صحيح... وإن كان بلا دليل ...أو لا يصح .



    و هل ضاق صدرك ...وضاقت عليك الأرض بما رحبت ...


    و هل يساورك شك ...


    إن كان هكذاحالك ... فأنت في مفترق طرق ...فلا تخشى في الله... شئ ...أو أحد ..


    ابحث و اجتهد أن تصل لمرادك ....وأدعو الله رب الأرض والسماوات


    أن يهدي قلبك ...ولأن صدقت الله ليصدقك الله تعالى ...



    فهيا ولا تخف ...


    اعبر بحور الشك ...لبر اليقين


    وإن شق عليك الطريق ...فلا تخف ...سينير الله دربك


    لا تخف ...


    لقد سبقك كثيرون ...فلا تتأخر عن الركب


    لعل حبات عمرك تنفرط وأنت لا تدري...


    .....


    ولكل الباحثين عن الحق أتابع معكم


    ولنكمل بأذن الله تعالى ...


    و لكن ...


    فضلا" أزيحوا ستائر التعصب عن القلوب والأعين ...كي يتسرب لها النور فتبصر


    و لتعلم إن باحثنا الكريم ( صاحب القص ) مر بالكثير ... بل وفي بقية القص أقسى وأمر


    و ما أثناه ذلك عن مراده...


    مطالعة موفقة ....


    و نكمل على بركة الله تعالى

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    09:52 PM

    افتراضي تابع مع القافلة إلى الشام...

    فرأوا منه العجب ...

    وكان سيفه الأثري في يد العربي يُحملق في حَدّه , بعدما أخرجه من غمده الجديد

    وعندما فرغوا من شحن السفينة قدموا إليه بعض الدراهم فرفضها ...

    كيف يأخذ أجرا" على أنه ساعد على السير بسفينة يركبها في سبيل الله؟!


    ....

    و في الليلة التالية ...

    كان النهر ثائرا". وكف ركاب السفينة عن الكلام ...كأنهم يرون الموت تحت كل موجة

    وقال الفارسي في نفسه ( ربما جئت لألقى حتفي في النهر في سبيل الله )

    وعمت روحه السكينة وامتلأ هدوءا" ...


    قال للعربي :

    _غَنّ يا سُهيل .. لماذا كففت عن الغناء ؟


    ضحك سُهيل قائلا" :


    _ وهل هذا وقت الغناء يا حديدي القلب !


    و ضحك الفارسي ...و أخذ النهر يُمرجح السفينة وأخذ النوتية ينزحون من السفينة الماء

    الذي اندفع إليها ...ولم يلبث الفارسي أن نهض وتبعه العربي ...ففعلا مثل ما يفعل النوتية.


    ولم تلبث ساعة الخطر في هذه المنطقة شديدة الإنحدار أن انحسرت ..


    وعندئذ ضحك الفارسي والعربي في نفس واحد ...


    و قال الفارسي في سهوم وفمه على مقربة من أُذن سُهيل :


    _ سُهيل ..!


    _ نعم يا صديقي ..!أنت مصدر طمأنينة عظيم


    وعند مدينة ( آمد ) قُرب نهاية النهر اختلفت الطريق بالرفيقين ...وأصبحت القافلة قافلتين


    فسار الفارسي مع النصارى ...و سار سُهيل مع بعض صحبه


    و كانت الرحلة برية ...منذ الآن ..


    و تعانقنا وفي عينيهما ...دموع ..وقال الفارسي للعربي :


    _ عندي شعور بأنني سألقاك يوما" ما ..


    تأوه سهيل :


    _ليدع كل منا إلهه بأن نلتقي مرة أخرى...


    جلجلت ضحكة الفارسي ساخرة ...وقال :


    _ لن نلتقي أيها الصديق إلا إذا كان إلهنا واحدا" ...تعال أضمك ..


    ثم أفترقا على الطريق ...



    ....



    يتبع بأذن الكريم سبحانه

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    09:52 PM

    افتراضي في أرض الشام ...

    وصل المسافر ...وحط الرحال ...


    وقد بلغ به الجهد مبلغه ...لكنه ما لبث يسأل ....(فالحق غايته ,فكيف يهدأ له بال


    أو يستكين قلبه أو تغفو بالنوم أجفانه , قبل أن يروي للحق ظمأه )...عن علماء النصارى


    ...وأين هم ...وعن أعلمهم ...فقيل له :


    _ هو الأسقف, صاحب الكنيسة


    فأتاه وأخبره بخبره ...وأقام معه ...يقوم بأمره و يصلي ..ويتعلم .


    ...وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه ...إذ كان يجمع الصدقات من الناس ليوزعها ...


    ثم هو يكنزها لنفسه ...ثم مات .


    و جاؤوا بآخر فجعلوه مكانه ...


    فما رأي الفارسي رجلا" على دينهم خيرا" منه ...


    ولا أعظم رغبة في الآخرة , وزهدا" في الدنيا ودأبا" على العبادة ...


    فأحبه حبا" جما" ...ولما حضره الموت ...


    قال له الفارسي :


    _ إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى , فبم تأمرني , وإلى من توصي بي ؟


    _ قال :


    أي بُني...ما أعرف أحدا" من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلا" ب(الموصل) ..


    فلما توفى ...ذهب الفارسي لصاحب (الموصل) ...وأخبره خبره...


    و أقام معه ما شاء الله له ...ثم حضرته الوفاة ...فسأله لمن يوصيه به من بعده؟


    فدله على عابد في ( نصيبين )...


    فجاءه الفارسي ولم ينل من عزيمته شئ ...مازال ماض في سبيله مصرا" عليه,


    فأخبره بخبره و أقام معه ماشاء الله له ...ولما حضرته الوفاة ...سأله


    لمن يوصيه به من بعده ....فأمره بأن يلحق برجل من ( عمّوريّة ) من بلاد الروم


    فرحل إليه ...


    ....

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    09:52 PM

    افتراضي ...مع العابد في عمّوريّة .

    .



    مع العابد في عمّوريّة...



    ( آه يا رب , رأيت كثيرا" من عبادك على رُقعة فسيحة من الأرض , قليل منهم

    يعرف الطريق إليك ) ...هذا ما كان الفارسي يخاطب به نفسه , وهو يرى على البعد

    مشارف مدينة ( عمّوريّة ) ...بعدما ترك ( نصيبين ) ...وبعد ما أقام بها مدة من الزمن .



    كانت نفسه مليئة بالقلق في هذه المرة ...و ها هي أرض الروم التي يظنها خاتمة مطاف ...


    بعد أن ترك أرض الشام ...



    ولم يلبث أن مر على دسكرة* من الدساكر المنتشرة في الإقليم فلقي رجلا" أنيق الهيئة

    فاستوقفه المسافر سائلا":


    _ أين تقع صومعة الـ ...


    فقاطعه الرجل في غير مودة :

    _ لست أعرف شيئا" عن الصوامع.


    فواصل المسافر طريقه ...فقابل أحد الرعاة فاستوقفه سائلا" :


    _ أين تقع صومعة ...


    فقاطعه الراعي بسرعة شديدة , واتجه إلى ناحية الشرق و أخذ يشير :


    _ على بُعد فرسخ واحد ستجد تلا" عليه كنيسة قديمة ...وبعد أن تترك التل والكنيسة


    ستجد سهلا" صغيرا" فيه صومعة السيد العابد ..وهمهم : امنحنا _اللهم _ بركاته


    لم يكن على مسكن العابد علامة تدل عليه ...إلا الوحدة والتفرد.


    دق الباب بقبضة قوية ...لكن لا أحد يرد.


    سكت هنيهة ...ثم عاود الدق


    فتحرك المزلاج ...وانفتح الباب ...وجاءه صوت يقول بنبرة وانية مرتعشة:


    _هل جئت ؟ ...إنني في إنتظارك.

    وخطا نحو الداخل فتبعه المسافر في صمت حتى دخل حجرة فُرشت بفراش من الصوف الخشن

    ذي لون واحد ...وفي ركنها مدفأة من النحاس ...وفي ركن آخر كُتب وحشايا على الأرض


    _ آه كنت في إنتظارك ...قال العابد


    فتقدم منه المسافر وسأله :


    _ حقيقة أنك كنت بإنتظاري ...لكن من أخبرك بأننـ ؟


    وقطع عليه العابد حديثه بضحكة طيبة :


    هذه تحية القدوم لكل من يدخل ...لأن الذي يأتي إلى هنا لابد أنه لاقى مشقة...


    عندي طعام لأثنين ...فهل تأكل ؟


    _ أنا جائع يا سيدي إلى ما هو أسمى من الطعام.


    _ وهل أنت عابر سبيل ؟



    _ لا كنت في ( نصيبين) مُقيما" مع عابد هناك , فلما حضرته الوفاة دلني عليك ...


    وقبلها كنت بـ ( الموصل ) ...و ها أنذا جئت لأُقيم معك .


    _ مرحبا" بك ( وابتسم ) ...ولكن أيُها الفارسي قُص عليّ حياتك في بلادك وأخبرني بخبرك


    ولما فرغ الفارسي من قصته ...بدا عليه الجهد ...فقال له العابد:


    _ قُم بنا لأُريك معالم المكان...




    ....


    يتبع بأذن الله تعالى

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    774
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    15-07-2019
    على الساعة
    04:28 PM

    افتراضي

    مـــُتابع إن شاء الله
    سلمت يداك ِ أختنا الفاضلة
    أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون ..
    أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه ..
    سُبحانهُ الله ..
    تعالى مِنْ إلهَ ؛ فلا مَعْبودَ سِواه ؛ ولا مالِكَ ومليكٍ إلاه ..أسْتَغفِرَهُ مِن ثِقال الْذُنُوب ؛ وخفي وظاهر العيوب ؛ وما جبلت عليهِ النفسُ من عصيانٍ ولُغوب
    وأستغفرُ الله العظيم لي والمسلمين ..
    وأخِرُ دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربْ العالمين

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    09:52 PM

    افتراضي

    سلّمكم المولى من كل سوء

    بوركت وجزيت أخ الإسلام

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    09:52 PM

    افتراضي تابع ....مع العابد في عمّورية

    _ قم بنا لأريك معالم المكان .

    راحا يجولان معا" في المزرعة التي تكاد تبلُغُ في مساحتها بضعة فراسخ مربعة.

    سار العابد أمامه ...

    وهو يتبعه ...كأنه يَدُلّهُ على طريق...

    ولم يلبثا أن وقفا إلى جوار بئر ، وجاء صوت العابد وانيا" :

    _ هلُمّ اسق هذه الخضراوات , وعد إلى الداخل لنتناول طعامنا معا".

    ثم تركه وسار بحطوات لا تكاد تُسمع ...وتبعه الفارسي ببصره ...وخُيّل إليه أنه يحلم

    ...ومضى الوقت سريعا" و فرغ الفارسي من عمله والشمس لا تزال على مقربة من الأفق

    فعاد أدراجه ووصل إلى غرفة العابد , فلما أحسه قام فجهز العشاء بنفسه

    عندها خاطبه الفارسي قائلا" :

    _أترك لي أمر خدمتك .

    فرد العابد عليه :

    _ بل سيكون كل شئ قسمة بيننا ...العمل والثمرة

    و سترى إنني آكل من زرع يدي ...وألبس من صنع يدي

    العمل والعبادة في نظري شيئان مباشران ...لا واسطة فيهما

    تقدم ...هيا وخذ طعامك ...

    ومنذ الغد سنزرع معا" ...وننسج معا" ...ونعبد الله معا".


    لم يأكل الفارسي طعاما" أشهى من هذا الطعام , لم تكن الأواني لامعة ...


    لا فضية ولا ذهبية كالتي تركها في أرض فارس ...لكنه كان الطعام الأشهى والألذ.



    ....


    في حجرة آخرى في صباح اليوم التالي


    كان هناك منسج وخيوط من الصوف شُدّت للعمل ,كلها من لون واحد


    وإلى جانب المنسج قطعة صغيرة فُرغ منها ...وعرف الفارسي أنها مُعَدّة للبيع


    ...وانكب العابد على المنسج ...وجلس الفارسي يراقبه .


    وبعد ساعة من الزمن عادا إلى الغرفة الأولى ...كان الجو قد تغيّر و بدأت ريح لينة


    تحف بالأشجار ..وأوقد الفارس لهما مدفأة وجلسا أمامها وشرع العابد يقول :


    _ أنت خير منّي أيها الشاب ( فعض الفارسي شَفَتَهُ استعظاما" واستنكارا" )


    لا تعجب ...فأنت تركت أرضك وأهلك والضيّع والعبيد ... وخرجت تبحث عن الحق


    وخرجت تبحث عن الحقيقة التي لم تجدها في شئ مما حولك


    لم تجدها في بريق الذهب ... ولكن ربما تجدها فوق رأس نخلة وأنت تحصد


    .... نعم ستجد الحقيقة المطلقة ...


    والتي هي الله ...والطريق إليه


    إبتسم الفارسي ...ابتسامة رضا أشرق لها وجهه...وقلبه وروحه

    ... وسكت العابد هُنيهة ومسح عرقه بكميه ... ثم قال :

    - قم بنا لنتغدى ونستريح


    ....

    وفي المساء جلسا إلى المنسج ...و أخذ الفارسي يعمل عليه وكأنه تعلم منذ شهور...

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    09:52 PM

    افتراضي ...وصية العابد .

    ...

    وصية العابد...


    وبعد بضعة شهور ...


    قال الفارسي للعابد :

    _وداعا" يا أبي , لقد أشتريتُ بقرة وعدة رؤوس من الضأن ,وسأعيش وحدي في كوخ

    صغير على مقربة منك ...لأخلّي مكاني لتلميذ جديد , سأرعى وسأحلب اللبن, وأجز الصوف

    وأغزله وأنسجه ...وأعبد الله ...ولكن ...إنني ...آه..

    رد العابد في ذبول :

    _ سأقول ما تريد أن تقول ...إنك ستشعر بالحنين ...وإن كنت قريبا" ( وتبسم ) لا تحزن

    _ صدقت ... سأفتقدك كثيرا" ...وداعا" يا أبي .

    وأخذه الشاب ...فقبّل جبينه ...ثم بكى وانصرف.



    ....



    ومنذ تلك الليلة , وهو يستقل بحياته ...يرعى بالنهار ويغزل بالليل , وينسج ويبيع

    و يشتري ما يحتاج إليه ...ويتردد على العابد كل مساء يطمئن عليه ,

    ويستزيد من المعرفة .



    وفي إحدى الليالي دخل الفارسي على العابد فألفاه في فراشه ...

    والليل مخيم والمصباح لم يوقد ...فعجب الشاب لما حدث , لكنه أدرك أن العابد

    قد أتعبته السنون ...فأشعل المصباح ...وجلس تحت قدميه على فراش من القش


    لاحت من العابد إبتسامة وانية ...وقال للفارسي :

    _ أما آن لك أن ترحل ؟

    فرد في عجب :

    _ إلى أين يا أبي؟...ألقيت الخوف في قلبي...

    _ هيه أيها الفارسي !...إن نهايتي قد قربت.

    _ ماذا تقول يا أبي ؟...


    تبسم العابد وقال :

    _ ستُطفئ ظمأك فلا تخف يا فارسي ...عيناك تسألان إلى أين تذهب من بعدي ...


    وإن كثر عليك أمر موتي ...لكني يا بني لا أعرف أحدا" على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه


    و لكن ...


    اسمع جيدا"...



    قد أظلّك َزمانُ نبيّ يُبعث بدين إبراهيم حنيفا" يُهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين *

    فإن استطعت أن تذهب إليه فأفعل .



    كاد الفارسي يصرخ :


    آه ماذا تقول يا أبي ؟ ...واطرق يتصور النخل والحرّتين ...وتذكر توا"


    ما قاله العابد ذات يوم حين كلمه عن الحقيقة ...


    ( لم تجدها في بريق الذهب , ولكن ربما ستجدها فوق رأس نخلة وأنت تحصد...)


    ..ثم أخذ يقول في نفسه :( من ذا الذي يدلني على هذه الأرض؟...لم تعد أرض اللوز

    والأعناب وطنا" لروحي ...)



    ....

    حرّتين :الحرّة أرض ذات حجارة سُود كأنما أُحرقت



    ....


    يتبع بأذن الله تعالى

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    99
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    09:52 PM

    افتراضي تابع ....وصية العابد .

    وتنهد , وعندئذ سَمِعَ صوت الشيخ فجأة يقول له بقوة جديدة :

    _ يا فارسي, خذ المصباح وقم معي فإنني أشعر الآن بأنني أحسن حالا",تعال إلى حجرة المنسج.

    وجلسا هناك وأخذا يغزلان معا", وعادت إلى الشيخ حيوية طارئة ...كذلك الصحو الذي

    تَفْجَؤُنا به السماء بعد الغيوم ...وأخذ يتحدث.

    فأطرق الشاب ...واستطرد العابد :

    _ لا تخف يا فارسي, ستلقى هذا النّبيّ...ستلقاه بإذن الله

    قال الفارسي في تبتل وخضوع :

    _دعني يا أبي , كفاني ما أحس الآن ...فلا تُشعل نار شوقي .

    رد الأب وكأنه لم يسمع شيئا":

    له آيات لا تُخفى ...فهل تُحب أن تعرفها ؟ ...ثم همس إليه بها ثم سكت

    همهم الفارسي :

    ماذا قلت يا أبي ؟ ...إن رأيته عَرَفتُهُ! إن رأيته عَرَفتُهُ! كيف أعرف ما هو فوق طاقة البشر؟

    _ آه ..( هكذا تأوه العابد في شبه إحتجاج ) لا ...لن يُفتن الناس في أمره


    كما فُتن النصارى...بشر يوحى إليه , بشر مُكمّل ...سيعرفه قلبك يوم تلقاه يا فارسي...


    وعندئذ تلعثم الفارسي بسؤال هَمّ أن يُلقيه , لكنه ما لبث أن عدل عنه , أحس الشيخ

    به فهتف يسأله :

    _قُل ولا تخف .

    _لستُ أُريدُ شيئا".

    _ اسألني قبل أن تسأل عني فلا تلقاني.

    _أوجعت قلبي ... كنت أريد أن أقول لسيدي هل تتمنى أن تلقى هذا النّبيّ ؟

    وعندئذ استنار وجه الشيخ ...وترك المنسج واعتمد على ذراعه وهو متكئ على خشبة

    وقال له :

    _ اتمنى والإيمان به يملأ قلبي ...ولقد عبدت الله الذي سيدعو إليه ...

    لكن ...بقية أيامي وقواي ...لن تمهلني حتى ألقاه ...

    أما أنت يا فارسي _ إن كنت موقنا" أني أسديت إليك شيئا" _ فاذكرني


    اذكرني عندما تتملى عينك طلعة أكمل إنسان يحلم برؤيتها طائفة من البشر قبل ظهوره


    وسيحلم برؤيتها طائفة أعظم تراه في كل حق ونور.


    وعندئذ أكب الفارسي على يدي الشيخ ...مقبلا" دامعا" . غير أنه ما لبث أن أخذ يده


    ليعتمد عليها وعاد به إلى غرفته ...حيث سينام على حشية القش , وأمره بأن ينصرف

    ويعود إليه في الصباح .


    وقبل مشرق الشمس ...كان الفارسي في الطريق إلى العابد , وفي يده وعاء من الحليب


    ...حتى إذا ما قارب باب العابد رآه مفتوحا" ملتصقا" تماما" بالجدار ...


    كأنه يدعو الناس ... : أن أدخلوا .


    دخل إلى حجرة نومه فلم يجده ... فنادى فلم يجبه صوت


    فدلف إلى الدهليز المؤدي إلى حجرة المنسج ...


    وعند الباب رأى ما يجعله يقف متجمدا" ..رأى الأب الذي أحبه جالسا" إلى المنسج


    منكبا" على جبهته على النسيج و في يده صوف ... وعوده منطو في طمأنينة

    وقد فارق الحياة ...


    صرخ الفارسي :


    أبي ..مت وأنت تعبد ...مت وأنت تعمل ...مت وأنت مؤمن بالنبي الجديد .


    ومال يقبله ويبلل وجهه بالدموع ...ثم حمله إلى فراشه .


    ...

    يتبع بأذن الله تعالى

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بخط يدي ,,,صيحة الحق في الرد على ميزان الحق
    بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 22-12-2011, 06:49 AM
  2. وما زال الحق مهضوم (صلب المسيح كان للزجر ام لاخذ الحق ؟و العقاب )
    بواسطة ابن النعمان في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2011, 08:42 PM
  3. المسيح الاله الحق والانسان الحق .. يكشف من هو الله ومن هو الانسان
    بواسطة جورج أبو كارو في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 19-01-2011, 07:05 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-08-2007, 08:50 PM
  5. السيف الحق على رقبة المسمى الفرقان" الحق"
    بواسطة ismael-y في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 02:18 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .

الباحـــــــــــــ ... عن الحق ... ـــــــــــــــــث .