أتريد ولداً كيحيى ؟ !!

خاطرة قرآنية من قوله تعالى :



(( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبياً * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا *
وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا )) .. مريم (14:12 )



ما أسعدك من والد بهذا الإبن الكريم أيها النبى الكريم ( زكريا عليه السلام )، ما أسعدك بولد مثل يحيى عليه السلام له مثل هذه الصفات الكريمة

فلنتأمل معا فى هذه الصفات :

(( يا يحيى خذ الكتاب بقوة )) أمره ربه بأن يأخذ الكتاب بجد واجتهاد وحرص يأخذه بقوة لفظاً ومعناًً و عملاً ومعايشةً ومنهجاً للحياة ، فأخذ يحيى الكتاب بقوة كما أمره ربه عز وجل .

وأنتم أيها الآباء والأمهات :
ألا تريدون الصلاح والرشاد والسعادة لأبناءكم فى الدنيا والآخرة ؟! إذاً يجب أن يكون القرآن هو المنطلق الأول لكم فى تربية أبناءكم منذ الصغر وجهوهم لحفظ كتاب الله على يد معلم ربانى يرجو رحمة الله ويخشى عذابه فيغرس حب القرآن فى قلوبهم الصغيرة ، وتابعوهم فى الحفظ وفى التأدب بآداب القرآن واجعلوا حفظ أبناءكم للقرآن وفهمهم له وعملهم به مشروعكم الذى تقدموه لنهضة الأمة .






(( وآتيناه الحكم صبياً )) أعطاه الله عز وجل حسن الفهم والحكمة وحسن تدبير الأمور وتصريفها منذ الصغر


وأنتم أيها الآباء والأمهات :
ألا تريدون ولداً حكيماً يحسن إدارة الأمور بحكمة وروية إذا فلتعطوهم الثقة فى أنفسهم ولا تصادوار آراءهم واجعلوهم يتحملون المسؤلية وأحسنوا تشجيعهم عندما يتصرفون تصرفاً سليماً وعلموهم أن الحكمة إنما تكتسب من طاعة الله ومن سلوك طريق العلم والتعلم من الأخطاء ومن تجارب الآخرين .




((وحناناً من لدنا )) أعطاه الله حباً وشفقةً وعطفاً وحناناً يغمر به كل من حوله

وأنتم أيها الآباء والأمهات :
ألا تحبون أن يكون لكم مثل هذا الولد الودود المحب الذى يحسن التعامل معكم ، إذا عليكم أن تتذكروا أن فاقد الشئ لا يعطيه فكيف يكون حنوناً عطوفاً من يُعامل بقسوة وغلظة ، أفيضوا على أبناءكم حبا ً وحناناً متوازناً تجدون ثمرة هذا الحب .





(( وزكاة وكان تقياً )) فلقد كان يحيى عليه السلام طاهراً مطهراً من الذنوب والمعاصى وكان تقياً يخشى الله ويراقبه فى جميع أعماله .




تريدون أن يكون أولادكم مثله ؟؟ إذاً عليكم أن تبذلوا جهداً فى تربيتهم على الإسلام وعلى الأخلاق والمكارم المحمودة وأن تعنوا بتقويم ما اعوج من سلوكهم بالحكمة والموعظة الحسنة واستفيدوا من كتب التربية فى هذا المجال فالحكمة ضالة المؤمن





(( وبراً بوالديه )) وكان عليه السلام يكرم والديه ويحسن إليهما ويغمرهما بحبه وعنايته ورعايته

تريدون البر من أبناءكم ؟؟ أروهم كيف بركم أنتم بآباءكم وأمهاتكم .




(( ولم يكن جباراً عصياً )) لم يكن يحيى عليه السلام متكبرا ولم يكن عاصياً لربه

تريد أن يكون ابنك كذلك ؟؟ عليكم بتربيتهم على التواضع والعطف على الضعفاء ومحبة مساعدتهم وربهم فى محاضن الطاعات ينشأ طائعاً متواضعاً.





وأهمس فى فى أذن كل أم وكل أب : إذا أردتم أن يتحلى أبناءكم بمثل هذه الصفات الكريمة فعليكم بأن تتمثلوا أنتم هذه الصفات فى خاصة أنفسكم أولا ثم تطلبوها فى أبناءكم وتذكروا الحكمة القائلة : (إذا كنت إمامى فكن أمامى ) .



اهدى هذا الموضوع لاختى يمامة المسجد
اسال الله ان يقر عينها بيحيى



منقول من منتديات الطريق إلى الله - جزاهم الله خيرا