السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل
مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير*
إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير}.سورة هود الأية3-4.
قوله تعالى:"وأن استغفروا ربكم"عطف على الأول."ثم توبوا إليه"
أي ارجعوا إليه بالطاعة والعبادة.قال الفراء:"ثم"هنا بمعنى الواو؛ أي وتوبوا إليه؛
لأن الاستغفار هو التوبة، والتوبة هي الاستغفار.وقيل:استغفروه من سالف ذنوبكم،
وتوبوا إليه من المستأنف متى وقعت منكم.قال بعض الصلحاء:الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين.
وقيل:إنما قد م ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب، والتوبة هي السبب إليها؛
فالمغفرة أول في المطلوب وآخر في السبب.
ويحتمل أن يكون المعنى استغفروه من الصغائر، وتوبوا إليه من الكبائر.
"يمتعكم متاعا حسنا"هذه ثمرة الاستغفار والتوبة، أي يمتعكم بالمنافع ثم سعة الرزق ورغد العيش،
ولا يستأصلكم بالعذاب كما فعل بمن أهلك قبلكم.
وقيل:يمتعكم يعمركم؛ وأصل الإمتاع الإطالة، ومنه أمتع الله بك ومتع.
وقال سهل بن عبدالله:المتاع الحسن ترك الخلق والإقبال على الحق.
وقيل:هو القناعة بالموجود، وترك الحزن على المفقود.
"إلى أجل مسمى"قيل:هو الموت.وقيل:القيامة.وقيل:دخول الجنة.
والمتاع الحسن على هذا وقاية كل مكروه وأمر مخوف، مما يكون في القبر وغيره من
أهوال القيامة وكربها؛ والأول أظهر؛ لقوله في هذه السورة:
"ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم
قوة إلى قوتكم"[هود:52]وهذا ينقطع بالموت وهو الأجل المسمى.والله أعلم.
قال مقاتل:فأبوا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابتلوا بالقحط سبع سنين
حتى أكلوا العظام المحرقة والقذر والجيف والكلاب.
"ويؤت كل ذي فضل فضله"أي يؤت كل ذي عمل من الأعمال الصالحات جزاء عمله.
وقيل:ويؤت كل من فضلت حسناته على سيئاته "فضله"أي الجنة، وهي فضل الله؛
فالكناية في قوله:"فضله"ترجع إلى الله تعالى.وقال مجاهد:هو ما يحتسبه الإنسان من
كلام يقوله بلسانه، أو عمل يعمله بيده أو رجله، أو ما تطوع به من ماله فهو فضل الله،
يؤتيه ذلك إذا آمن، ولا يتقبله منه إن كان كافرا.
"وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير"أي يوم القيامة، وهو كبير لما فيه من الأهوال.
وقيل:اليوم الكبير هو يوم بدر وغيره:و"تولوا"يجوز أن يكون ماضيا ويكون المعنى:
وإن تولوا فقل لهم إني أخاف عليكم.ويجوز أن يكون مستقبلا حذفت منه إحدى التاءين والمعنى:
قل لهم إن تتولوا فإني أخاف عليكم.‏
قوله تعالى:"إلى الله مرجعكم"أي بعد الموت."وهو على كل شيء قدير"من ثواب وعقاب.‏
‏الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي.
سيد الاستغفار وهو أفضلها وهو أن يقول العبد:
*اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،
أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي ؛
فاغفر لي ؛فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
*اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله ،
فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم .
*قال عليه الصلاة والسلام (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا.