بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


التمرد الطائفي : الاستفزاز والتحدي!



د . حلمي محمد القاعود | 30-03-2010 23:07

مع مرور الأيام ينزع التمرد الطائفي النقاب عن وجهه الكالح الكئيب ، فيعلن عن نفسه بلا خجل ولا حياء ، ويوم كان الخونة المجرمون الطائفيون يتحدثون بصوت خافت نسبيا عن التمييز وطلب المساواة كان كثير من الكتاب المسلمين يتعاطف معهم من منطلق أن الأغلبية يجب أن ترضي الأقلية مهما كانت هذه الأقلية مغالية في مطالبها ، مستبدة في نزقها ، حادة في سلوكها .. وكانت السلطة تستجيب ، والإعلام – خاصة إعلام السلطة – يضع الجرائم المفترضة في عنق من يسميهم " المتطرفون " ؛ أي المسلمون ، وكانت الدنيا تمضي ، حتى استأسد الخونة الطائفيون ، وصار لهم إعلام مستقل يكاد يكون أكبر من إعلام السلطة ، وأكثر تأثيرا .. فقد كثرت الصحف والقنوات الفضائية الطائفية ، التي يملكها مليارديرات طائفيون ، أو يملكون فيها أسهما كبيرة ، بالإضافة إلى المواقع التي يديرها مسلمون وتنطق باسم التمرد ، عدا المواقع الطائفية التي يتم تحريرها بوساطة خونة الخارج أو خونة الداخل .

انتقل المتمردون الخونة من المطالب الهادئة المبتزة إلى العنف الذي يعبر عن نفسه من خلال تشكيل الميليشيات المسلحة ، والمظاهرات العنيفة الصاخبة ، والبيانان الكاذبة الساخنة ، والاستغاثة المفتعلة بالعدو النازي اليهودي الغاصب ، فضلا عن القيادة الاستعمارية الصليبية الأولى في العالم .. ثم الانتقال بالطائفة أو الأفراد النصارى إلى إعلان التحدي على أرض الواقع ، ومخالفة القانون والاستعانة بالنصارى خارج المناطق التي يعيشون فيها لدعمهم ومقاتلة المسلمين الذين يتعرضون لهم ، أو يمنعونهم من تنفيذ جرائمهم ولصوصيتهم وخاصة في الاستيلاء على الأراضي والشوارع !

لا أستطيع تفصيل هذه المظاهر في هذه المساحة المحدودة ، ولكني أكتفي ببعض الأمثلة في مجال الاستيلاء على الأراضي ، وحمى شرائها ودفع الأسعار المضاعفة للسيطرة على مناطق بعينها لأهداف لم يعلن عنها حتى الآن وإن كانت معروفة ضمنا .. وأرجو من السادة الكتاب والإعلاميين الذين يملكون بقية أثارة من ضمير - وليس الكذبة والمتنصرون والمرتزقة والعملاء ! – أن يتأملوا المسألة جيدا ، ويحللوها تحليلا علميا ، يربط ما بينها وبين شراء اليهود لأراض فلسطينية في بدايات استيطانهم للأرض المقدسة ، حتى صارت الأمور إلى ما صارت إليه الآن من ناحية .. وبين ما يحدث الآن على أرض مصر العربية المسلمة من ناحية أخرى !

لقد استيقظ الناس في أواسط مارس 2010م على أخبار ينشرها موقع طائفي يديره ويحرره مسلمون يتحدث عن فتنة طائفية في مرسى مطروح ، بدأت بقيام الكنيسة الموجودة في منطقة الريفية بسد شارع عمومي يستخدمه الناس كافة، مسلمون وغيرهم ، مصريون وأجانب ، مثله في ذلك مثل بقية الشوارع في كل المدن والقرى ، ولكن الكنيسة من خلال بعض أتباعها قامت بهذا العمل الإجرامي الفاضح في وضح النهار ، مع تحدي القانون والسلطة ممثلة في المحافظة والشرطة ، ولم يكتف المعتدون بذلك بل تنادوا من شمال مصر حيث مدينة مطروح حتى جنوبها في أسوان ، ليأتيهم مدد من الرجال المسلحين بلغوا أكثر من ستمائة شخص مدججين بالسيوف والسكاكين كما قالت بعض الأنباء ، وقاموا بحرب سافرة ضد المسلمين الذين اعترضوا على سد الشارع العمومي لضمه إلى الكنيسة في منطقة الريفية !!

هي إذا حرب ! وقتال ! واحتلال لأراض !

لقد حاول الأنبا باخوموس مطران مطروح وما حولها أن يخفف الأمر ، واعترف بوجود أربعمائة شخص محاصرين داخل الكنيسة أو ما يسميه مبني الخدمات ، ولكن السؤال يطرح نفسه .. كيف يكون عدد النصارى في مطروح أقل من مائة شخص ، ويأتي هذا العدد الضخم ليشارك في القتال ضد المسلمين ؟ إن الأمر مبيت بلا ريب ، ومخطط إجرامي رخيص لتحدى السلطة بعد استفزاز المسلمين ، وأعتقد أن العدد الضخم الذي حشدته الشرطة لمواجهة الأحداث الدامية يؤكد أن الفريق الذي شن الحرب لم يكن أربعمائة نصراني فقط ، ولكنه ضعف ذلك على الأقل ، فقد نشر ت جريدة المصري اليوم الموالية للطائفة ( 14/3/2010/ ) ما يلي :

أكد مصدر أمنى أنه تمت الاستعانة بخمسة تشكيلات أمنية من جنود فرق الأمن للسيطرة على الموقف بالمنطقة بالإضافة إلى تشكيلات إضافية من مديرية أمن الإسكندرية وتم القبض على حوالي ٤٠ من مثيري الشغب من الطرفين بعد وقوع خسائر لحوالى ١٢ سيارة منها احتراق ٣ سيارات و٣ دراجات بخارية ومصنع للبلاط على ناصيه الشارع الذي وقعت به الاشتباكات.

وأشار إلى أنه تم فرض السيطرة على مداخل ومخارج مدينة مرسى مطروح ونشر سيارات الأمن المركزي على جميع مداخل ومخارج المدينة لإعادة الانضباط . المسألة إذا ليست هينة ! هل هي استعراض قوة ؟ أو اختبار قوة العدو المتوقعة ؟ !

وتخرج الأبواق الخائنة في الخارج والداخل لتعلن عن مذابح يقوم بها المسلمون المتوحشون ضد النصارى ، والنظام الإسلامي الوهابي الذي يقوم بعملية ممنهجة لاضطهاد النصارى ، والمسلمون الهمج الذين يذبحون النصارى ، وتأمل ما يقوله في أحد مواقع الخيانة الطائفية ، القمص متى راعي كنيسة السيدة العذراء في منطقة "الريفية" بمرسى مطروح،من أكاذيب ضد إمام المسجد المجاور الشيخ خميس، شيخ جامع "الريفية" ، واتهامه له بتهييج المسلمين ضد المسيحيين وضد الكنيسة وضد مبنى الخدمات التابع للكنيسة في أثناء صلاة الجمعة، حيث خرج المصلون كما يقول ؛ وتجمعوا في تمام الخامسة مساءً عند مبنى الخدمات ( الصلاة تنتهي في الواحدة ظهرا على أكثر تقدير ، ولكن القس لا يعرف كيف يكذب جيدا ؟ ) ، وقاموا بمداهمة المبنى وهم يقولون "لا الله إلا الله.. محمد رسول الله" و"الله أكبر.. الله أكبر"، بالإضافة لهتافات ضد المسيحية والمسيح والصليب والكنيسة ( وينسى القس أن المسلم لا يمكن أن يهتف ضد المسيح لأن ذلك يكفره ، وإيمان المسلم لا يكتمل إلا بالإيمان بالمسيح عليه السلام نبيا ورسولا ، وبالتالي فلا يمكن أن يهتف ضد المسيحية !!) هذا وقد قام هؤلاء المعتدون بضرب جميع من هم داخل المبنى، وقاموا بحرق المنازل المجاورة، وتكسير السيارات، ورغم حضور الأمن، إلا أن تواجده كان محدودًا وبأعداد قليلة جدًا ( وماذا تقول يا حضرة القس فيما تحدثت به صحيفة المصري اليوم الموالية للكنيسة عن أعداد الفرق البوليسية الضخمة التي حضرت لتواجه المقاتلين النصارى في مطروح ؟ ) .

قبل عدة عقود لم يكن في مطروح نصراني واحد ، ولكن القوم بدءوا في الاستيطان هناك ، وهم مواطنون بلا ريب لهم الحق في السكنى الطبيعية وليس القتالية ، في أي مكان على أرض مصر. وقد وصل عددهم الآن إلى بضع عشرة أسرة تخدمهم كنيستان كبيرتان بملحقاتهما ، فضلا عن الأراضي الشاسعة المجاورة لهما . والسؤال الآن لماذا هذا السعار المحموم وشراء الأراضي بأسعار مضاعفة ؟ لابد أن وراء الأكمة ما وراءها . هو نفس ما حدث في دير (أبوفانا ) حيث استولى الرهبان المنقطعون للعبادة - فيما يفترض -على مئات الأفدنة ؛ واستخدموا السلاح ؛ وقتلوا مسلما ضاع دمه هدرا ، ولم تبك عليه باكية لأنه مسلم ؟ !! ثم تأمل حمى الاستيلاء على أراضي البحر الأحمر وضمها للأديرة هناك . وأقول لمن يريدون قانونا موحدا للبناء إن ديرا واحدا من الأديرة الكبيرة في أبوفانا أو وادي النطرون أو دير مقار مساحته وحده أكبر من مساحات مساجد مصر مجتمعة . فهل حقا تريدون قانونا موحدا للبناء ؟

لقد قام الخونة المتمردون الطائفيون بالهجوم على محافظ الأقصر والتشهير به لأنه أزال منزلا في إطار عملية تنمية الأقصر سياحيا ، وإذا بالمحافظ المذكور يفجر مفاجأة أنه أزال أربعة مساجد ولم ينطق المسلمون بكلمة ، ولكن الخونة لهم منهج آخر ، والحكومة تبلع لهم الزلط ! لقد قال المحافظ في ندوة مؤخرا : " محدش يرهبني أو يهددني ، ومحدش هيلوي ذراع الحكومة ، ومش كل واحد يعرف قناة فضائية أو جريدة يفتكر إنه ممكن يخوفني بالنشر فيها أو الظهور علي شاشتها "وأضاف:" أزلت أربع جوامع ومحدش أتكلم أو فتح بقه ، أجي أزيل منزل خلف كنيسة صاحبه كاهن في الكنيسة تقوم علي الدنيا وما تقعدش والبعض يدعي كذبا أن المنزل تابع للكنيسة ويقولون كيف تهدمون كنيسة ، طيب إشمعني المسلمين ماعترضوش علي هدم أربع مساجد ؟ "

وأتمنى ألا يلوى أحد ذراع المحافظ ، أو يأتي له بأمر فوقي فيتراجع عن تنمية الأقصر كلها إكراما للخونة للطائفيين !

في عام 2007م أثار المتمردون مشكلة من خلال كنيسة العلمين بسبب قطعة أرض أرادوا الاستيلاء عليها دون سند من القانون في منطقة مارينا ، ومع أنه لا يوجد في الساحل الشمالي كله نصارى فقد منحهم المحافظ السابق لمطروح الفريق محمد الشحات خمسة آلاف متر ،ولكنهم طالبوا بأربعة آلاف أخرى ؟؟وقال المحافظ السابق إنه ليس مجبرا على مخالفة ضميره !

وقيل إن جهات رقابية مهمة رفعت في العام الماضي تقارير إلى الجهات العليا المعنية بقيام نصارى أفرادا وجماعات بشراء مساحات ضخمة من الأراضي الفضاء من البدو بمطروح ومنطقة سيوه تحديدا بالوكالة لصالح جهات غالبا ما تكون أجنبية ؛ دون سبب واضح !!

ما رأيكم دام فضلكم في الاستفزاز والتحدي من جانب المتمردين الطائفيين الخونة ؟

drhelmyalqaud@yahoo.com

جريدة المصريون - د . حلمي محمد القاعود | 30-03-2010 23:07