المركز الإعلامي لمدينة ميونيخ : تزايد أعداد المرتدين عن الكنيسة بسبب الفضائح والإعتداءات الجنسية المشينة

قال المركز الصحفي والإعلامي لإدارة مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا إن أعدادا متزايدة من المتدينين الألمان بصدد إعلان خروجها نهائياًعن الكنيسة بسبب الفضائح والاعتداءات الجنسية التي ارتكبها كثير من رجال الكهنوت المسيحيين في الفترة الأخيرة.

وأضاف نفس المصدر أن الأعداد الأولية للذين أعلنوا خروجهم من الانضواء تحت لواء الكنيسة في مونيخ وحدها بلغت منذ الأول إلى السادس والعشرين من الشهر الحالي 1339 شخصا من الكاثوليك والبروتستانت، بينما كان عدد الخارجين عن الكنيسة في الشهر ذاته من العام الماضي 941 شخصا في المدينة ذاتها.

واحتدم الجدل في ألمانيا بشأن جرائم الاعتداء الجنسي التي تعرض لها تلاميذ فى مدارس يسوعية بالبلاد في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وكشف عن اعتداءات جنسية على أطفال في 19 إبراشية من أصل الإبراشيات الكاثوليكية الـ27 في المانيا.

وقالت دانييلا شليجل المتحدثة باسم سلطات إدارة المدينة الاثنين "في الوقت الذي يصل فيه عدد الخارجين عن الكنيسة في مدينة ميونيخ يوميا إلى ما بين عشرين إلى أربعين شخصا في العادة ارتفع العدد حاليا إلى ما بين خمسين إلى سبعين حالة".

وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا التحول مرتبطا بالكشف عن حالات التحرش الجنسي في أروقة الكنيسة التي أعلنت مؤخرا قالت شليجل "لا أستطيع أن أقول شيئا عن أسباب ذلك، فنحن نرصد الخارجين عن الكنيسة وحسب، ولا يلزم المواطنون والمواطنات بإبداء أسباب خروجهم عن الانضواء تحت اللواء الكنسي، إلا أن هناك حالات وقعت مؤخرا يبدي فيها الشخص شعوره بالرغبة في الخروج عن الكنيسة ثم بعد ذلك بفترة يتحدث عن حالات تحرش جنسي".

أما فيلهلم فاينمان رئيس مكتب التوثيق المدني في مدينة ريجنسبورغ القريبة من ميونيخ فيتحدث كذلك عن تجارب مشابهة في دائرة عمله حيث يقول "من جهتنا لا نرغب مطلقا في معرفة أسباب خروج الناس من الانتماء للكنيسة إلا أن الكثيرين يقولون إنهم يرغبون في معاقبة هذه المؤسسة ويعبرون بذلك عن استيائهم الشديد لما وقع مؤخرا، وتشير الآراء التي سجلها الناس لدينا وتكررت كثيرا إلى ارتباط حالات الخروج الحالية من الكنيسة بحالات الاعتداء الجنسي التي وقعت مؤخرا".

وأضاف فاينمان أن عدد الخارجين عن لواء الكنيسة في مدينة ريجنسبورغ زاد منتصف آذار/مارس الجاري كثيرا.

وكانت فضائح الاعتداء الجنسى على الأطفال والكبار في الكنيسة الكاثوليكية من الولايات المتحدة إلى إيرلندا ومن المكسيك إلى كندا، وشملت النمسا وألمانيا والعديد من دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا، إلى الحد الذي اعتذر فيه بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر عن الانتهاكات التي وقعت بحق الأطفال فى أيرلندا، كما اعترف المتحدث باسمه فيديريكولومباردي بعمق الأزمة التي تعاني منها الكنيسة الكاثوليكية.

وتوالى الكشف عن تلك التجاوزات منذ يناير/ كانون الثاني الماضي وتمت تسوية بعضها ماليا، وطالت الاتهامات شقيق بابا الفاتيكان أثناء قيادته لإحدى الإبراشيات في ألمانيا.

وكشفت صحيفة "زوددويتشه تسايتونج" الألمانية أن بابا الفاتيكان ألماني الأصل حمى قسا أدين بارتكاب انتهاكات جنسية بحق أطفال، عندما كان البابا يشغل منصب رئيس أساقفة مدينة ميونيخ، ورغم حمايته إلا أن القس ارتكب مجددا جرائم اعتداء جنسى على قصَّر.