بسم الله الرحمن الرحيم
الجن في القرآن:

لقد اهتم القرآن الكريم بعالم الجن وكشف عن حقائقهم الغائبة عن نطاق حواسنا، إلى درجة أنه خص سورة كاملة تتحدث عن هذا العالم وهي سورة الجن، كما وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن الجن وأحكامهم وبالتتبع لكلمة الجن، فقد وردت { كلمة الجن في القرآن الكريم 22 مرة وكلمة الجان 7 مرات وكلمة جنة 10 مرات }الاستعانة بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم/ محمد فؤاد عبد الباقي ص:228-229 ط:1994م.
ومن بين الحقائق التي جاء بها القرآن الكريم عن عالم الجن، أن الجن خلقوا من نار قال عز وجل:﴿وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ﴾سورة الرحمان، الآية:15.، وأن إبليس من الجان قال عز وجل: ﴿إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾سورة الكهف، الآية:50، ومن خصائص الجن أنهم يرون الناس ولايراهم الناس قال عز وجل: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾سورة الأعراف، الآية:27.، وإن له تجمعات في قبائل وأجناس شبيهة بتجمعات البشر للآية السابقة، وأن للجن قدرات خارقة منها قوله عز وجل في تسخير الجن لسليمان عليه السلام ﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾سورة سبأ، الآيتان:13-12.، وقوله عز وجل:﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا*﴾سورة الجن، الآيتان:8-9.، وأن الجن قادرون على سماع صوت الإنسان وفهمه والتأثير به قال عز وجل: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُواْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّواْ إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ*﴾سورة الأحقاف، الآية:29.،وأنهم مكلفون﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ*﴾سورة الذاريات، الآية56.، وأن الله سبحانه وتعالى أقام عليهم الحجة بإرسال الرسل والنذر إليهم قال عز وجل: ﴿يَامَعْشَرَ الجِنِّ وَالْإنسِ أَلَمْ يَأتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَاتِى﴾سورة الأنعام، الآية:130.، وأن لهم الجزاء الحسن إن أطاعوا سوء العاقبة إن عصوا قال عز وجل:﴿قَالَ ادْخُلُواْ فِى أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِى النَّارِ﴾سورة الأعراف، الآية:38.، ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ*﴾سورة الرحمان، الآية56.، فهناك آيات قرآنية كثيرة تكشف بجلاء عن حقائق هذا العالم وقد جاءت السنة النبوية متممة للحديث عن أسرار هذا العالم ومفصلة له