الحمد لله وبعد :


أهل البدع أشد على الإسلام من اليهود والنصارى



قال شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - :"مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة او العبادات المخالفة للكتاب والسنة فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لاحمد بن حنبل الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب اليك أو يتكلم فى أهل البدع فقال اذا قام وصلى واعتكف فانما هو لنفسه واذا تكلم فى أهل البدع فانما هو للمسلمين هذا أفضل فبين أن نفع هذا عام للمسلمين فى دينهم من جنس الجهاد ى سبيل الله اذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغى هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء اذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين الا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء " اهـ مجموع الفتاوي 28/231 - 232



وقال - رحمه الله - :"من الحكايات المشهورة التي بلغتنا أن الشيخ أبا عمرو بن الصلاح أمر بانتزاع مدرسة معروفة من أبي الحسن الآمدي وقال : أخذها منه أفضل من أخذ عكا" اهـ نقض المنطق ص 178



وقال - رحمه الله - في سياق الرد على غلاة الصوفية :"هذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وأنه باطل والواجب إنكارها فان إنكار هذا المنكر الساري فى كثير من المسلمين أولى من انكار دين اليهود والنصارى الذى لا يضل به المسلمون لا سيما وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى" اهـ مجموع الفتاوي 2/359



قال بن القيم - رحمه الله - : "ومن عظيم آفاتها ومصيبة الأمة بها أن الأهواء المضلة والآراء المهلكة التي تتولد من قبلها لا تزال تنمو وتتزايد على ممر الأيام وتعاقب الأزمنة وليست الحال في الضلالات التي حدثت من قبل أصول الأديان الفاسدة كذلك فإن فساد تلك معلوم عند الأمة وأصحابها لا يطمعون في إدخالها في دين الإسلام فلا تطمع أهل الملة اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية ولا الثانوية ونحوهم أن يدخلوا صول مللهم في الإسلام ولا يدعوا مسلما إليه ولا يدخلوه إليهم من بابه أبدا بخلاف فرقة التأويل فإنهم يدعون المسلم من باب القرآن والسنة وتعظيمهما وأن لنصوصهما تأويلا لا يوجد إلا عند خواص أهل العلم والتحقيق وأن العامة في عمى عنه فضرر هذه الفرقة على الإسلام وأهله أعظم من ضرر أعدائه المنابذين له ومثلهم ومثل أولئك كمثل قوم في حصن حاربهم عدو لهم فلم يطمع في فتح حصنهم والدخول عليهم فعمد جماعة من أهل الحصن ففتحوه له وسلطوه على الدخول إليه فكان مصاب أهل الحصن من قبلهم" الصواعق المرسلة1/349 -350



قال الشوكاني - رحمه الله - :"اتباع أهوية المبتدعة تشبه اتباع أهوية أهل الملل , كما يشبه الماء الماء , والبيضة البيضة , والتمرة التمرة , وقد تكون مفسدة أهوية المبتدعة أشد على أهل هذه الملة من مفسدة اتباع أهل الملل , فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام , ويظهرون أنهم ينصرونه ويتبعون أحسنه , وهم على العكس من ذلك والضد لما هنالك , فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ويدفعون من شنعة إلى شنعة حتى يسلخوه من الدين ويخرجوه منه , وهو يظن أنه منه في الصميم" اهـ فتح القدير 1/154



قال الشيخ محمد الأمين الشنقطي - رحمه الله - في شأن الصوفية :" استعمارهم لأفكار ضعاف العقول أشد من استعمار كل طوائف الإستعمار"اهـ أضواء البيان 4/546