هذا النص القرآني الكريم في مطلع الخمس الأخير من سورة (البقرة) وهي سورة مدنية، وآياتها (286) بعد البسملة، وعلى ذلك فهي أطول سور القرآن الكريم على الإطلاق . ويدور محورها الرئيسي حول عدد من الأحكام الشرعية الأزمة لإقامة المجتمع الإسلامي، وإن تخلل ذلك إشارات إلى عدد من ركائز العقيدة، والعبادات، والأخلاق القائمة على الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، مع التأكيد على ربانية القرآن الكريم، وعلى تمايز الناس إلى مؤمنين، وكافرين، ومنافقين، ووصف جزاء كل فئة من هذه الفئات الثلاث في الدنيا والآخرة.
كذلك أشارت سورة (البقرة) إلى قصة خلق الإنسان ممثلة في أبوينا آدم وحواء- عليهما السلام- وإلى قصص من الأنبياء، وإلى عدد من الأحداث الكبرى في صدر الدعوة الإسلامية. في أكثر من ثلث هذه السورة المباركة جاء استعراض جانب من تاريخ العصاة من بني إسرائيل الذين حرفوا الدين، ونقضوا العهود والمواثيق، وكذبوا على الله –تعالى- وأشركوا به.
وتختتم هذه السورة الكريمة بقول ربنا -تبارك وتعالى-:
" لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ " (البقرة: 284-286)
هذا وقد سبق لنا استعراض سورة البقرة وما جاء فيها من تشريعات، وعقائد، وعبادات، وأخلاق، وإشارات كونية، ولذلك سوف أقصر الحديث هنا على النص القرآني الذي اخترناه عنوانا لهذا المقال.

من الدلالات اللغوية والعلمية لبعض ألفاظ النص الكريم
والمطلقات يتربصن بأنفسهن أي ينتظرن بأنفسهن عن النكاح (ثلاثة قروء) تمضي من حين الطلاق . و(القرء) في اللغة اسم للدخول في الحيض عن طهر وجمعه (أقراء) و (قروء) و (أقرؤ)، ولما كان اسماً جامعاً للأمرين : الطهر والحيض المتعقب له أطلق على كل واحد منهما، لأن كل اسم موضوع لمعنيين معاً يطلق على كل واحد منهما إذا انفرد (القرء)، وليس اسماً للطهر مجرداً ولا للحيض مجرداً بدلالة أن المرأة الطاهرة التي لم تر أثر الدم لا يقال لها ذات (قرء) ، وكذا الحائض التي استمر بها الدم والنفساء لا يقال لها ذلك . وقوله تعالى " يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ " أي ثلاثة دخول من الطهر في الحيض إلى الطهر (طهر ثم حيض ، ثم طهر ثم حيض ، ثم طهر ثم حيض ، ثم طهر). وفي قول رسول الله – صلى الله عليه و سلم – إلى إحدى المسلمات : " اقعدي عن الصلاة أيام أقرائك "، أي أيام حيضك . ويقول أهل اللغة أن (القرء) بفتح القاف وضمها مستمد من (قرأ)، أي جمع فإنهم اعتبروا الجمع بين زمن الطهر وزمن الحيض/ فلا تنقضي العدة للمطلقة حتى تطهر من الحيضة الثالثة بعد طلاقها.

وأصل (القرء) في كلام العرب هو الوقت ، وذلك لمجيء الشيء الدوري المعتاد مجيئه في وقت معلوم، ولإدبار الشيء المعتاد إدباره لوقت المعلوم ، ولإدبار الشيء المعتاد إدباره لوقت معلوم، ولذلك يطلق على الدخول في الحيض والخروج منه اسم (الدورة) أو (القرء) ، ودورة الحيض لا تختلف من امرأة إلى أخرى فحسب ، بل قد يختلف ذلك في المرأة الواحدة ، من زمن إلى آخر طيلة حياتها الخصبة ، إذ تختلف كمية الدم ومدته عند بداية البلوغ عنها عند كل من تمام البلوغ وقبل الدخول في سن اليأس ، ومدة الحيض في الغالب هي ستة أيام ، ومدة الدورة من بداية الحيض إلى بداية الحيضة التي تليها هي في غالبية النساء في حدود 28 يوم (بزيادة أو نقص يوم أو يومين) وهي مدة رؤية القمر من على سطح الأرض، أما سن الحيض فيختلف من بلد إلى آخر، ومن أسرة إلى أخرى حسب كل من عوامل الوراثة والبيئة، ودرجة النمو النفسي والجسدي لكل فتاة.
ودم الحيض أسود اللون، لا يتجلط كما يتجلط غيره من الدماء، ويتكون أساسا من البلازما وكل من كريات الدم الحمراء والبيضاء وقطع من الغشاء المخاطي المبطن للرحم.
وترجع دورة الحيض عند الأنثى البالغة إلى مرور جسدها- بصفة عامة، وجهازها التناسلي- بصفة خاصة- كل شهر قمري في دورة تتغير خلالها نسب الهرمونات زيادة ونقصا مما يؤدي إلى زيادة سمك الغشاء المبطن للرحم لأكثر من خمسة أضعاف سمكه العادي، وزيادة عدد الغدد فيه، والشرايين المغذية له زيادة ملحوظة استعدادا للحمل، فإذا لم يتم ذلك، يقل فجأة إفراز هرمون الأنوثة أو البروجسترون (Progesterone) فيقل إفراز هرمون الحمل مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية المغذية للغشاء المبطن للرحم انقباضا شديدا، فينتج عن ذلك ذبول هذا الغشاء وتفتته بما فيه من أوعية دموية فيسيل منها الدم الأسود ذو الرائحة الكريهة ويغادر الرحم إلى خارج الجسم مصاحبا بقطع من غشاء بطانة الرحم المفتتة على هيئة دم الحيض.
من الدلالات العلمية للنص الكريم
يشير هذا النص الكريم إلى تحديد عدة المطلقة بثلاثة قروء ثم تتزوج إن شاءت وذلك من أجل استبراء الرحم من الحمل أولا، ولإتاحة فرصة للمراجعة بين المطلقين ثانيا، فيكفي الزوج المطلق أن يقول لطليقته في خلال هذه الفترة : (إني راجعتك) فتعود إليه زوجته، ولكن تحتسب عليه طلقة من الطلقات الثلاث، ولذلك قال- تعالى-: " وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً " أي أن أزواجهن أولى برجعتهن إليهم في حال العدة، أي مادامت في عدتها، إذا كانوا يقصدون الإصلاح والخير لا المضرة بالمرأة، و للمطلقة أن ترفض الرجعة إذا شعرت باستحالة استقامة الحياة الزوجية، ولكن ليس من حقها كتمان ما بها من حمل ، والنص فيه تهديد للمطلقات إن لم تعلن حقيقة الحمل من غيره، لأن المرجع في هذا إليهن، لأنه أمر لا يعلم إلا من جهتهن فيأمرهن الله- تعالى- بالإخبار بالحق في ذلك دون زيادة أو نقصان، وأن يعلمن أنه لا يحق لغير الزوج المطلق الزواج من مطلقته في فترة العدة.
وقد يقول قائل : لماذا تبقى المطلقة ثلاثة أشهر قمرية دون زواج تنتظر إمكانية عودة مطلقها إليها إذا كانت العلاقة قد توترت بينهما إلى حد الطلاق، خاصة أن عملية إبراء الرحم من الحمل قد أصبحت ميسورة بفضل التطورات العلمية والطبية الحديثة؟
وللإجابة على ذلك نقول : إن الله –تعالى- قد جعل في ماء الزوج مستضدات حيوية (Antigens) تؤثر على جسم المرأة- بصفة عامة- وعلى جدار الرحم – بصفة خاصة- من أجل تثبيط المناعة حتى لا يطرد هذا الماء، ولا يلفظ الجنين إذا تم تخلقه بمشيئة الله، ونصفه مادة غريبة عن جسم الزوجة غربة كاملة. وقد لوحظ أن هذه المستضدات لا يتم التخلص منها بالكامل في أول حيضة ، بل تبقى لها آثار في الحيضتين التاليتين وإن تضاءلت نسبها بالتدريج حتى يتم التطهر منها بالكامل بعد نهاية الحيضة الثالثة ( أ.د عبد الباسط سيد محمد مشافهة) ، وعلى ذلك فإن رحم المرأة المطلقة يحتاج إلى ثلاثة أشهر قمرية حتى يتم إثبات صحة حمله أو إبرائه من أي حمل ، حفاظاً على الأنساب التي أوصانا بها رب العالمين . ويؤيد ذلك أن ذوات الأحمال من المطلقات عدتهن أن يضعن حملهن حتى لو كانت لعدد قليل من الساعات ، وبذلك تبرأ أرحامهن، ويصبحن جاهزات للزواج الجديد بعد فترة النفاس . فبوضع الأم لجنينها يبرأ الرحم من جميع المستضدات الحيوية (Antigens) التي علقت بها من الزواج السابق لاستبدال جدار الرحم استبدالا كاملا بجدار جديد، وليس استبدالا جزئيا كالذي يعقب عملية الحيض. ولذلك يقول ربنا- وهو أحكم القائلين-:
" ْيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا العِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ " (الطلاق:1)
ويقول-عز من قائل -: " فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ " (الطلاق:2)
ويضيف ربنا- تبارك وتعالى- قوله الكريم : " وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ المَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً " (الطلاق:4-5) وعلى ذلك فأن عدة الأنثى البالغة المطلقة التي تحيض هي ثلاثة قروء، وعدة كل من التي لم تبلغ بعد والتي انقطع عنها طمثها (أي التي بلغت سن اليأس) هي ثلاثة أشهر قمرية ، وعدة الأرملة التي توفى عنها زوجها هي أربعة أشهر قمرية وعشرة أيام وذلك انصياعا لأمر ربنا –تبارك وتعالى- الذي يقول في " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْروفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " (البقرة: 234)
وعدة الحامل تنتهي بوضع حملها، وهناك خلاف بين الفقهاء في عدة الأرملة الحامل هل تنتهي عدتها بالوضع ولو تم ذلك قبل انقضاء الأربعة أشهر القمرية وعشرة الأيام أم تتربص بنفسها لأطول الأجلين وهو الرأي الغالب.
الحكمة من تحديد مدة العدة
أولاً : التأكد من براءة الرحم من الحمل حفظا للأنساب من الاختلاط والشك : وهو أمر يعظمه الإسلام
ثانيا : إيجاد فرصة أخيرة للمحافظة على بناء أسرة مهددة بالانهدام بسبب الطلاق، الذي هو أبغض الحلال إلى الله، ولذلك يسن ألا يتسرع الزوج بإيقاعه في لحظة غضب، وألا ينطق به إلا إذا كان قاصدا إلى تحقيقه بعد التأكد من استيفاء كل محاولات الإصلاح، فإذا وصل إلى الاقتناع بضرورة تحقيقه يسن له أن يوقعه رجعيا في طهر لم يقرب زوجته فيه، لعل الله- تعالى- أن يهيئ لهما فرصة لمراجعة كل واحد منهما نفسه فيتراجعا عن قرار الطلاق في فترة العدة. ولذلك حرم الإسلام خطبة المعتدة أو العقد عليها واعتبره باطلا. وأعطى للزوج المطلق الحق في مراجعته طليقته في خلال فترة العدة دون حاجة إلى إجراء عقد جديد (بإيجاب وقبول أمام شاهدين) أو بعقد جديد في حالة الطلاق البائن بينونة صغرى.
ثالثا: إعلان الزوجة الحزن على انفراط عقد أسرتها بالطلاق أو بموت الزوج، احتراما للعشرة السابقة وتقديرا لها، وتذكيرا للفضل الذي كان بينهما، وعدم التنكر له انطلاقا من القيم الإسلامية الكريمة. ولعل في هذه المبررات الرد الشافي على المغتربين من أبناء المسلمين، وعلى المتشككين من غير المسلمين الذين يقولون: إذا كان إبراء الرحم من أي حمل هو مطلب أساسي في الإسلام قبل أي زواج جديد لأي من المطلقة أو الأرملة ، وأن إثبات ذلك بالفحوص الطبية والمختبرية قد أصبح أمرا ميسورا في مدى ساعات محدودة، فلماذا تبقى المطلقة أو الأرملة بغير زواج لهذه المدد الطويلة التي حددها القرآن الكريم؟ وليست المبررات دينية أو إنسانية ونفسية فقط لأن الدراسات الطبية أثبتت أن الرحم لا يبرأ برءا كاملا من المستضدات الحيوية المتبقية فيه من أثر الزواج الأول إلا بعد ثلاث حيضات كاملة، يتخلص في الحيضة الأولى من نحو (60%) من هذه المستضدات، وفي الحيضة الثانية يتخلص من نحو (30%) منها ، ويتخلص في الحيضة الثالثة من الـ
" وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَة َقُرُوءٍ " (البقرة:228)

(10%) المتبقية فيطهر الرحم طهرا كاملا من جميع آثار الزواج الأول ولو لم يتم له ذلك ودخلت عليه مستضدات حيوية أخرى من الزواج الثاني فأن الرحم يصاب بالخلل والاضطراب وبالعديد من الأمراض التي منها المستعصية والخبيثة. وهنا يتضح جانب مهم من جوانب تحريم الزنا ، وتحريم التعدد على المرأة . وبالإضافة إلى ذلك تطول مدة العدة في حل الأرملة المتوفى عنها زوجها ، وفاء لزوجها الراحل ، وتقديرا للعشرة التي كانت بينهما أولا ، وحزنا وأسى على فقده ثانيا ، ولذلك حدد ربنا- تبارك وتعالى- عدتها بأربعة أشهر قمرية وعشرة أيام ألزمها فيها الحداد على وفاة زوجها ، وأمرها خلالها بترك الزينة، وبلزوم البيت وعدم الخروج منه أو المبيت خارجه إلا لضرورة، وباعتزال الأجانب من الرجال قدر الاستطاعة، ومن أجل تحقيق ذلك نادى عدد من الفقهاء بأن الأرملة الحبلى إذا وضعت قبل مضي فترة عدتها فإنها تنتظر لإكمال تلك العدة قبل أي تفكير في الخطبة أو الزواج ، فعدتها آخر الأجلين كما روى عن ابن عباس (رضي الله عنهما). وانطلاقا من هذا العرض الموجز تتضح ومضة الإعجاز التشريعي والعلمي في قول ربنا- تبارك وتعالى- : " وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (البقرة:228).
فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة القرآن، والحمد لله على بعثة خير الأنام صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.