الطفولة لها سماتها الخاصة التي تتطلب فهمها بطريقة تتناسب مع هذه المرحلة الخاصة.
لذا على الأهل أتباع الأساليب التالية في تربية الأطفال :

اشكروا الأطفال وتلطفوا معهم :

- من المعلوم أن كثيرًا من الأطفال عندما يخطئون فإنهم ينتظرون اللوم أو حساب الآباء لهم ، ولكن القليل منهم من يقدم للطفل الشكر عندما يقوم بعمل طيب ، فلا يحرص على الشكر والثناء كالحرص على التأنيب أو العقاب.


- إن الحنان والعطاء والرحمة من حقوق الأطفال.
- عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قَبَّل رسول الله الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبَّلْتُ منهم أحدًا ، فنظر عليه رسول الله ثم قال من لا يَرْحَم لا يُرْحَم.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: أَتُقَبِّلُون الصبيان فما نقبلهم ، فقال النبي: أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك ؟
- ومن الجميل أن يسمع كثير من الأطفال آباءهم يقولون لهم: إنهم يحبونهم كثيرًا قدر الدنيا كلها ، ولكن الأجمل من الآباء والأمهات أن يشعروا الأطفال بهذا الحب وهذه الحفاوة.
- قال البراء رضي الله عنه: رأيت النبي والحسن بن علي على عاتقه يقول: اللهم إني أُحِبُّه فأَحِبَّه.


- واللعب ضرورة هامة في حياة الطفل والحرمان منه نهائيًّا له آثاره النفسية والاجتماعية ، و اللعب عند الأطفال وجبة أساسية يصعب التنازل عنها أو نسيانها ، غير أن بعض الآباء والأمهات يمتَنُّون على الأطفال عندما يسمحون لهم باللعب ، ولا يَعُدُّون ذلك حقًّا لهم.
- عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان لي صواحب يلعبن معي ، فكان رسول الله إذا دخل يتقمعن منه فيسر بهن إلي فيلعبن معي.


- إن من الجميل أن نحب الأطفال ، ولكن الأجمل أن نحب الأطفال كل الأطفال أيضًا ، لذا فإن نظرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ترتقي لهذه المرحلة بمعناها الشامل وليس بمعناها المحدود.
- عن أنس (رضي الله عنه) قال: رأى النبي النساء والصبيان مقبلين (من عرس) ، فقام النبي ممثلاً ، فقال: اللهم أنتم من أحب الناس إليَّ ، اللهم أنتم من أحب الناس إلي ، اللهم أنتم من أحب الناس إلي) قالها ثلاثًا.


- ومن الجميل أن يكون للأطفال قدرة على التخيل والتصور والأجمل منها أن نعاهد ونستثمر هذا الخيال ونقدره بقدره.
- عن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: كنا عند رسول الله فقال: أخبروني بشجرة تشبه المسلم أو كالرجل المسلم ، لا يسقط ورقها وتؤتي أكلها كل حين ، قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة ، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم ، فلما لم يقولوا شيئًا قال رسول الله: هي النخلة فلما قمنا ، قلت لعمر: يا أبتاه ، والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة ، فقال: ما منعك أن تكلم؟ قال: لم أركما تكلمون فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئًا ، قال عمر: لأَنْ تكون قلتها أحب إليّ من كذا وكذا.


- من الجميل أن نشارك الأطفال واقعهم ، والأجمل ألا ننسى أن نشاركهم حتى بعض أحلامهم ، فليست أحلامهم دائمًا أحلام عصافير ، فربما كان لها جذور تمتد بهم إلى الواقع أو تعديل المسار.



- إن من الجميل أن نتحدث مع الأطفال ، ولكن الأجمل أن ندنوَ لمستواهم ومن خلال عالمهم لا من عالمنا نحن، ومن الأفضل أن يتمتع الأطفال بمساحة من الحرية المسئولة.


- إن الأطفال لبنة أساسية في بناء المجتمع ومع كونه طفل ، فلا ينبغي أن نتجاهله عندما يكون بين عالم الكبار ، ويحترم رأيه الذي ذهب هو إليه خاصة إذا خير الطفل بين أمرين واختار بينهما لحكمة ما يراها هو.
- عن سهل بن ساعد رضي الله عنه قال: أُتى النبي بقدح فشرب منه ، وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره فقال: يا غلام ، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ، قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله فأعطاه إياه.

وأخيرًا إن الطفل صفحة بيضاء ناصعة ، وعلى قدر ما يكتبه الآباء والمجتمع في هذه الصفحة على قدر ما تتحدد معالم هذه الصفحة.

م.ن




منقول