.. السـلام عليـكم ورحمة الله وبركاته ..


.
.

التوترُ مرضٌ عارض يُصيب نفسيةِ الطفلِ لأسباب متعددة ، ويرافقه طيلة يومه ولا ينفك عنه ، فيفقده نشاطه ومَرَحَهُ في الحياة .


ويختلف هذا تماماً عن الغضب ، ولأن أكثر الآباء لا يميزون بين الغضب والتوتر عند الطفل نطرح أهم مظاهر هذا المرض ليتمكن الوالدان تشخيص حالة المرض عند أبنائهم وهي كالتالي :



1 ـ ضعف الثقة بالنفس :

إن كلَّ الآثار التي يُخَلِّفُها التوتر على الطفل غير مرغوبة عند الوالدين بشكل عام .


فالأم يُحزِنُها أن تجدَ طفلَها قلقاً يَقضِمُ أظفاره ويتعرض للفشل طيلة حياته في نشاطاته المختلفة ابتداءاً من المدرسة ثم حياته الزوجية والعملية .


وما نراه في مناطق كثيرة من أمم تعيش تحت سطوة الحاكم الجائر دون أن تسعى لتغيير ما عليها بكلمة أو حركة ، ترجع أسبابه إلى الأفراد الذين تَتَكَوَّن منهم تلك الأمم ممن فقدوا ثقتهم بأنفسهم فأصبحوا أذلاء .



2 ـ الجُبن :

إن الطفل حين يخشى الظلمة أو النوم في مكان بعيد عن والديه ، أو خوفه من الماء ، وغير ذلك من المخاوف التي تجعله جباناً لا يقدم ولا يؤخر ، فكلُّ هذه المخاوفِ تأتي للطفل نتيجةَ توتره .


3 ـ تقليد الآخرين :

الطفل في مرحلته الأولى قد يأتي والديه يوماً بحركة جديدة وتصرف غريب كلما يلتقي بأقرانه .

وحالة الطفل بهذا الشكل تثير غضب والديه متصورين الأمر مرتبطاً بانعكاس أخلاق قُرَنَاء السوء ، والأمر ليس كذلك ، بل هي حالة التوتر التي تدفعه لاكتساب هذا الخُلُق ، وذلك دون أن يتعلمه من والديه .


4 ـ ازدياد حالة الغضب :

للغضب نوبات حيث تزيد وتنقص في الطفل في سنواته الأولى حسب حالته النفسية ، فإن كان متوتراً ازدادت عنده وتفاقمت ، وهذا مما يثير إزعاج والديه .


أسباب التوتر :

يجدر بالآباء الوقاية من المرض ، وذلك بمعرفة أسبابه وهي كالتالي :

1 ـ التعامل معه بِحِدَّة :

إن نفسية الطفل في المنظور الإسلامي لا تختلف عن الكبير ، ولذا يكون ما يزعجهم يزعجنا .

فالأم حين يتعامل أحد معها بِحِدَّة ، كأن يأمرها الزوج بعصبية وحِدَّة أن تفعل كذا ، فإنها – وبشكل طبيعي – تُصاب بحالة التوتر ، كما أنها تندفع إلى عدم الاستجابة للفعل .

فكذلك الطفل يصيبه التوتر حينما تقول له الأم بحِدَّة : إخلع ملابسك بسرعة ؟ لايعلو ضجيجك ؟ انتهِ من الطعام بسرعة وإلخ ، فيدفعه ذلك إلى التمرد والعناد وعدم الطاعة .


2 ـ تعرضه للعقوبة القاسية :

إن استخدام العقوبة القاسية المؤذية للجسد أو النفس من قبل الوالدين ، كالضرب ، أو التحقير أو التثبيط تؤدي إلى توتر الطفل في المرحلة الأولى من عمره ، وقد نهى الشارع الإسلامي عن أمثال هذه العقوبة كما طالب الأبوين بالتجاوز عن أخطاء أبنائهم .

فقد قال رسول الرحمة ( صلى الله عليه وآله ) : ( رَحِمَ الله من أعانَ ولدَه على برِّه ، وهو أن يعفو عن سيئتِهِ ) [ عدة الداعي : 61 ] .


3 ـ شعوره بالغيرة :

إن الغيرة التي تصيب الطفل في السنوات السبع الأولى من عمره ، وبسبب سوء التعامل معه تُعَدُّ من الأسباب التي تجعل الطفل متوتراً .


4 ـ توجيه الإنذارات إليه :

إن الطفل في مرحلته الأولى لا بُدّ أن يكون سيداً كما نَصَّت عليه التربية الإسلامية .

ومن مصاديق سيادته أن يكون البيت مُهَيَّأً لحركته ولعبه ، لأن تحذيرات الوالدين المتكررة للطفل في هذا العمر في عدم لمس هذه وعدم تحريك ذاك تجعل الطفل يعيش حالة القلق والتوتر والاضطراب .


وأخيراً وليس آخراً :

بمعرفة أسباب المرض يمكن للآباء الوقاية منه وتجنيب أبنائهم الإصابة به ، ليتمتع الطفل بالثقة التي تؤهله للنجاح في حياته ، كما يكون شجاعاً ومتمكناً من التغلب على مخاوفه .

ويرتاح الوالدان من بعض التصرفات السلبية التي تصدر على أثر توتر الطفل مثل ضعف الشخصية الذي يدفعه إلى مُحَاكَاةِ أفعال الآخرين .

إضافة إلى ازدياد نوبات الغضب عنده ، كما أن عدم معالجة نفسية الطفل المتوتر ، تعرضه للإصابة بعدة أمراض وعادات سيئة ، كالتَأَوُّهِ ، وقَضم الأظافر ، وتحريك الرمش ، والسُّعال الناشف ، وغيرها .


.
.

آمنيـاتي لـ أطفالكم بحيـاهـ سعيدهـ ..



منقول