فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

    يسرني نقل اليكم موضوع وهوعبارة ترجمة نصية للمحاضرة التالية لاخ مهتدي الى الاسلام من الولايات المتحدة الامريكية ثام بالترجمة والتفريغ لها على حلقات الاخ الفاضل نسر القمم من السعودية يعمل و يقيم في النمساء فجزاه الله كل خير

    المحاضرة ساعة و عشرون دقيقة مرفوعة على اليوتيوب برابط و احد هنا






    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ....



    إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة


    بني اسرائيل يدخلون أريحا

    فتى موسى : يوشع بن نون (عليه السلام)

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الشمس لم تُحْبَس على بَشَر إلاَّ ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس" .

    رواه الإمام أحمد . وصححه ابن حجر .
    وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري .وقصته مُخرّجة بِطُولِها في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه دون ذِكْر اسمه .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "غَزا نَبِيّ من الأنبياء فَقَالَ لِقَوْمِهِ : لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا ، وَلا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا ، وَلا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلادَهَا ، فَغَزَا فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ صَلاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلشَّمْسِ : إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا . فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ". الحديث .
    قال ابن حجر : قوله : " غزا نبي من الأنبياء " أي : أراد أن يغزو . وهذا النبي هو يوشع بن نون . اهـ .

    وفي الصحيحين في قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع الخضِر عله السلام : وأخذ حوتا فجعله في مِكْتَل ، ثم انطلق هو وفَتَاه يوشع بن نون .
    قال النووي : معنى " فَتَاه " صَاحِبه .

    و قد ذكر المفسرون بأنه من أخرج بني اسرائيل من التيه في صحراء سيناء , بعد أربعين سنة , فأخرجهم إلى الأردن و قادهم للإنتصار على العمالقة و دخول فلسطين و فتح أريحًا حسب الراجح من المرويات.

    ذاك هو فتى موسى عليهما السلام .

    و قبل أن نتحدث عمن دعوناه بـ"فتى محمد" صلى الله عليه وسلم , بالإتّباع و العمل و الدعوة لدين الواحد القهّار , الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولد , و لا ينبغي له , تعالى علوًا كبيرًا , لا إله إلا هو سبحانه ...

    أود أن ألفت الإنتباه لجزئية بسيطة , منعًا للخلط و بعدًا عن الشطط :

    نحن هنا لا نقارن بين نبي كريم و شخص عادي نحسبه , إن شاء الله , من أهل الصلاح و داعية للفلاح .

    هو شخص "عادي" بمقاييس الأنبياء و عباد الله المقربين , و لكنه انسان فوق العادي بمقاييس الأفعال و ثبات اليقين و الدعوة لدين رب العالمين , رجل بأمة و أمة في رجل , نحسبه كذلك و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحدًا , جزاه الله عنا و عن الإسلام خير الجزاء.

    هو فتى من فتيان هذا الدين الخاتم , أخرجه الله من ظلمات الباطل إلى نور الحق , و لم يكتفي بذلك و لكن أراد أن يخرج قومه من هذا "التيه" الروحاني و الخواء العقائدي و عبادة الرهبان و الأحبار إلى عبادة الواحد الجبّار , فهل شططت حينما دعوته "فتى محمد" ؟ لا أعتقد ذلك ....

    فتى كان للاسلام حرزاً ومعقلاً .... وحصناً منيعاً فاستهل جوانبُـهْ
    لهُ الهمة العليا لاحراز كلمة الإله .... فطـالت في العـلاء رواجبُهْ

    أراه "يوشع" آخرُ في هذا الزمان .... دليله الفرقان و هاديه سنة خير الأنام , محمد عليه الصلاة و السلام , و أباه الإسلام ...

    أبي الإسلام لا أب لي سواه .... إذا افتخروا بقيس أو تميم

    نرجو أن يخرج الله قومه به من التيه و الضلال , كما أخرج يوشع بن نون بني اسرائيل من تيه سيناء الطويل , و سوف يتضح , إن شاء الله, السبب و يزول العجب و يحل محله التقدير و التوقير و الدعاء له بالسداد و الرشاد.

    فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans



    إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة

    كان من الوعّاظ الإنجيليين البروتستانتيين الداعين لمنهج الإنجيل و يسوع المسيح و الخلاص و ترسيخ هذه المفاهيم لدى الشباب النصراني في الولايات المتحدة الأمريكية , أو ما يُطلَق عليه اسم Christian Youth Minister في الأوساط الدينية هناك.

    كرّس جزءًا كبيرا من حياته للدعوة بين أقرانه و في مجتمعه لتعاليم النصرانية المحرّفة و للتعرف على يسوع ابن الإله المخلِّص - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا - و للنظر الى الحياة و تكييفها على ضوء هذه المفاهيم , فماذا حصل لهذا المنصِّر المتعصب ؟

    إنه النور ... الذي يهدي الله اليه من يشاء .... و لكن للخروج من النفق المظلم نحو النور , لابد من المشي الطويل و البحث المضني في طريق مليء بالعثرات و الصعاب , و أي طريق ! عن طريق البحث عن الله ...

    نبدأ القصة من أولها كما يسردها "يوشع ايفانز" و بترجمة من أخيكم بتصرف يسير :

    البداية ... نشأة نصرانية جنوبية محافظة




    كنيسة يسوع الميتودية* الموحدة Christ United Methodist Church

    ولِدت و نشأتُ في "غرينفيل" في و لاية كارولينا الجنوبية , تعهد بتربيتي جدي و جدتي , حيث تركتني أمي منذ سن صغير و كان أبي يشغل وظيفتين و بالطبع لا يسمح له وقته برعايتي.

    كان جدي و جدتي ممن يطلق عليهم وصف "المسيحيين الجنوبيين المحافظين التقليديين" ؛ كانوا متعصبين جدًا و متمسكين بأفكارهم و و معتقداتهم و مناهجهم , أو كما يقولون " هذا ما كنّا نفعله و هذا ما يجب أن يكون عليه الأمر بشكل دائم و كل يوم" و نحو ذلك .

    كانوا متعصبين دينيًا لدرجة أننا كنا نذهب للكنيسة كل يوم أحد و في المساء أيضًا , بل و في كل يوم اربعاء , و هذا يعتبر في المفهوم النصراني من مظاهر التشدد في الدين.

    لم يكن من الصعب علي كطفل أو على جدتي - بحكم انها مسؤلة عني - أن "تسحبني الى الكنيسة كل يوم أحد" , إذ كانت على بعد بنايتين من المنزل.

    كرهت الكنيسة عندما كنت طفلا , لعدة أسباب , و كذلك بحكم أنني كنت أتبع الكنيسة الميتودية الموحدة united methodist Church, الميتوديين كانوا تقليديين جدًا , تستمع للواعِظ ثم تقف و تغني ثم تستمع له مرة أخرى ثم تقف و تغني كذلك و هكذا , هذا كان كل ما يجري , كنت أجلس متململاً على ذلك الكرسي الخشبي الجامد أعبث بالنقود التي منحتني إياها جدتي كي أضعها في صندوق الهِبات , هذا ما علق بذاكرتي كطفلٍ صغير عن الكنيسة.

    في المقابل كنت استمتع ببعض الفعاليات المتعلقة بالكنيسة مثل "مدرسة الأحد".

    في مدرسة الأحد كنا نرسم أشياء مثل نوح و هو يبني الفُلك و موسى يعبر البحر الأحمر , و كنا نتعلم قصصًا عن تحرير موسى لأبناء اسرائيل من مصر و قصة موسى و كيف شق البحر لهم و قصة نوح و الفلك و قصة دواود و جالوت ؛ كنا نتعلم كل هذه القصص في مدرسة الأحد و هكذا تعلمنا عن النصرانية عن طريق هذه القصص الجميلة أساسًا , لأني لم أكن أستمع لما كان يقوله الواعظ كل يوم أحد , و كان هذا الأمر يعتبر طبيعيًا و سائدًا.

    لكن كما أسلفت كان البيت الذي نشأت فيه متشددًا و محافظًا جدًا , و كمثال بسيط على ذلك التشدد , لنتحدث عن مسائل الجنس أو النوع ؛ عندما بلغت الثانية عشرة إلى الرابعة عشرة من عمري بدأت ألاحظ بأن هناك مايسمى بالجنس الآخر أو الفتيات و لم أكن أفر من أمامهن و كأنهن مصابات بأمراض معيّنة :) , و هكذا أردت أن أحظى بفتاة ضمن هذا السياق فقط و كان الأمر صعبًا جدًا مع جدتي التي كانت تصر على وجود موعد مسبق و أن أجلس مع الفتاة في غرفة المعيشة الرسمية بحضور جدتي , أو أن تكون جدتي في المطبخ مثلاً و تراقبنا من بعيد , و كانت جدتي طيبة و لكن هذه هي تقاليد المنزل و قوانينه التي نشأت عليها و لا بديل عنها.

    ......

    أنشطة الشباب "المسيحي" ... "أردت أن أكون نصرانيًا" و بداية الطريق !





    في الحلقة القادمة نكمل إن شاء الله ...

    فالموضوع يستحق و لا ينبغي لنا أن نتعجل فيه ....

    فهذا هو يوشع ايفانز .... فتى الإسلام ... فتى محمد.

    و لا أنسى أن أتقدم بالشكر الجزيل لأخي "محامي " الذي أقترح علي الكتابة عن هذا المسلم الشامخ و زودني بالمادة المرئية عن قصة اسلامه و أمر آخر دعاني لهذا العنوان و تلك المقدمة , أحسن الله اليه كما أحسن الظن بالعبد الفقير.


    أخوكم


    * كنيسة بروتيستانتية نشأت عام 1729 بين شبّان في جامعة أوكسفورد، على أثر نهضة قامت في كنيسة إنكلترة، بمبادرة الأخوين جون وشارل وسلي (John, Charles Wesley) وفي نهج التقويّة الألمانّية. تبنَّت هذه الحركة المبدأ الأرميني رافضةً مبدأ الإختيار المُسبَق واقترحت على أتباعِها "نظاماً" من التقوى والتأمُّل العميق كردّة فعل على التـديّن الظاهري الذي كـان يعمّ الكنيسـة الأنكليكـانية آنذاك، ولـهذا دُعيت بالميتوديّة (method = نظام).

    نظمت هذه الحركة في أوّل أمرها في جمعيّات حرّة، وانتهت في 1784 إلى تأسيس كنيسة جديدة منفصلة عن الأنكليكانّية، تقوم بخدمة رسولية مستقلّة عن الخلافة الرسولية (الأسقفيّة) الأنكليكانّية.

    بعد وفاة جون وسلي (1791) تقسَّمت الميتودية لعدّة كنائس. عام 1881 كانت هناك محاولة لإعادة توحيد الكنائس الميتودية في إنكلترة وقد تمّ هذا عام 1932. انتشرت الميتودية أيضاً في الولايات المتحدة بعد إرسالية عام 1769، ولم تنجو هذه أيضاً من الإنقسامات التي دامت طويلاً حتى عام 1968.
    ترفض الميتوديّة أن تكون لها عقيدة خاصّة وليس لها شهادة إيمان غير قانون الرسل (مع أنه لا يتوجّب على كلّ واحد أن يقبل ما فيه من بنود). وهي تقوم قبل كلّ شيْ على الخبرة الروحيّة التي يُشعَر بها شخصياً في الاهتداء، على وجه يماثل خبرة الأخوين وسلي الصوفيّة.
    اليوم تنتمي الكنائس الميتودية إلى الرابطة الميتوديّة العالمية. يبلغ عددها نحو الأربعين، وتضمّ نحو ثلاثين مليوناً من المؤمنين، نصفهم في الولايات المتّحدة.


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي




    أنشطة الشباب "المسيحي" ... "أردت أن أكون نصرانيًا" و بداية الطريق !




    منذ الثانية عشرة من عمري , أنضممت لأنشطة الشباب (Youth Services) التي ترعاها الكنيسة مساء كل سبت , و هي فعاليات مخصصة للناشئة من سِن الثانية عشر فما فوق.

    كانت هذه الأنشطة تُقام في صالة الألعاب و هي مختلفة تمامًا عن طقوس الكنيسة الإعتيادية !

    كنا نمارس رياضات عديدة مثل كرة السلة و الكرة الطائرة , كنا نحظي بالبيتزا و الحلويات , و كل الأشياء التي عادة ًيحبها مَن هم في أعمارنا.

    في النهاية كان الواعظ الديني المسؤول - و الذي كان يسكن قريبًا من بيتي بالمناسبة و كان في السابعة عشرة من عمره و كنت أبلغ الرابعة عشرة من عمري - يُجلسنا ثم يلقي على مسامعنا محاضرة دينية لمدة نصف ساعة , و هذا هو عملهم في الحقيقة.

    تعرفت على شبّان آخرين , هُم مِثلي أعضاء في نشاطات مشابهة في الولاية و شاركتهم و ذهبت معهم للتخييم و نحو ذلك , هنا بدأت أصبح "مسيحيًا" بناء على رغبتي الشخصية و إرادتي الحرة و لم أُجبَر على ذلك.

    في الخامسة عشرة من عمري التحقت بالمدرسة الثانوية , و منذ الدقيقة الأولى ساعدني أقرب أصدقائي و هو الواعظ الديني لأنشطة الشباب - الذي كان في السنة الأخيرة من الدراسة - , و كانت علاقتنا حميمية و قضينا أوقات طويلة معًا , لوجود روابط مشتركة بيننا , فتربيتنا متشابهة و كان آباءنا ينتهجون نفس نمط التربية التقليدي الصارم الذي لا يسمح لأبناءه القيام بأي شيء تقريبًا خارج هذه الدائرة الضيقة.

    كنت معتزًا بصداقته و فرحًا بإهتمامة بشؤوني , لا سيما و هو طالب السنة الأخيرة يرافق فتى غرًّا في سنته الأولى , و كنت مزهوًا باصطحابه لي للمدرسة - و هو "السينير" طالب السنة النهائية - في سيارته الـ"موستانج" طراز '67 المحدَّثة !

    تخرّج صديقي عندما انتقلت لسنتي الثانية بالمدرسة الثانوية , و بدأ دراسته الجامعية في جامعه "بوب جونز" "Bob Johns".



    لا أعلم إذا ما استرعى انتباه البعض منكم اسم هذه الجامعة ؟

    تعتبر جامعة "بوب جونز" من الأكاديميات "المسيحية" الراقية و المحافظة جدًا في ولاية كارولينا الجنوبية , بل ربما هي على الأرجح أكثر جامعة محافظة رأيتها في حياتي !

    ربما كُليّة "مودي" لتعاليم الانجيل في شيكاجو "Moody Bible Institute" و هي من المؤسسات التعليمية الشهيرة في هذا البلد ؛ تُصَنَّف بأنها محافظة كثيرًا , و لكن جامعة "بوب جونز" كانت ذات قوانين صارمة و متشددة جدًا خصوصًا تلك الضوابط التي تحكم العلاقة بين الجنسين: الرجال و النساء , مما دعاني لذِكر تلك الملحوظة.



    في جامعة "بوب جونز" لا يُسمح للأفراد من الجنسين الغير متزوجين عدة أمور :

    يُمنَع تبادل الحديث بين الرجال و النساء بمفردهم في الحجرات , لا يسمح لهم المشي في "الحرم" الجامعي متشابكي الأيدي , و كان يُفرض على الجنسين التقيد باللبس المحتشم و الساتر حتى المعاصِم و الكواحِل للفتيات اللاتي يُحظَر عليهم لبس الجينز أيضًا حسب تعليمات الجامعة و قوانينها.

    بالإضافة إلى ذلك فهناك أمور لن تجدها أساسًا في جامعة "بوب جونز" مثل "إقامة الحفلات" و "شرب الخمر" .

    أختار صديقي تخصص"النقد و التمحيص للنصوص و الوثائق" "Textual Criticism " في دراسته الجامعية.




    لإعطاء فكرة بسيطة و مختصرة عن هذا التخصص , أقول :

    "الناقد النصّي" يهتم باللفائف الأثرية و الرقاع القديمة جدًا الموجودة في العالم و التي تحوي أجزاء من الانجيل و تعاليمه , و لذا فيجب علية اتقان لغات مثل اليونانية و الآرامية و العبرية و اللاتينية , حتي يتمكن من قراءتها و جمع بعض المعلومات عنها , مثل مكان و زمان تدوينها و يبحث في سياقها الزمني السحيق.

    على سبيل المثال , هناك رقعة تحوي الجزء الأول من انجيل "متى" , ربما هناك خمسة آلاف قراءة أو نسخة مختلفة لإنجيل متى الجزء الأول مكتوبة بست لغات!

    هنا يأتي دوره بنخل و تمحيص هذه النسخ جميعها , و محاولة معرفة السبب في هذه الإختلافات بين النصوص , ثم يحدد بعد ذلك النص الأصلي القديم الغير محرَّف.

    ربما يبدو الأمر للوهلة الأولى يسيرًا , و لكنه ليس كذلك , إذ ربما تكون أقدم مخطوطة عبارة عن نسخة متتالية لنص أصلي و طالها التغيير و التحريف مع النسخ المتعاقب , و في المقابل تكون أحدث لفافة هي الأصح , بحكم انها النسخة الثانية فقط للنص القديم الأصيل.

    و هكذا فالأمر ليس بتلك السهولة التي قد تتبادر للأذهان.

    و بالعودة لحديثنا :

    بدأ صديقي دراسة هذا التخصص , كما ذكرت آنفًا , و بحكم أنني صديقه الحميم , فقد بدأت كذلك بدراسة هذا الفن , أطلعني على فروضه المنزلية و أجوبته على ما أحتوته هذه الفروض من مسائل و كذلك مكّنني من قراءة بحوثه الدراسية , بل و كتبه التعليمية بعد أن يفرغ منها , و تعلمت القليل من اليونانية و العبرية , و هكذا تكونت لدي حصيلة علمية أساسية في تخصص "نقد النصوص".

    قدّمت أوراقي لجامعة "بوب جونز" و أنا في سنتي الثانية من دراستي الثانوية - كان عملية القبول لهذه الجامعة تتطلب فترة انتظار تقارب الثلاثة أعوام -.

    التحدي : هل قرأت الانجيل كاملاً ؟





    يتّبع إن شاء الله ....

    ________________________________________________

    أشكر الإخوة و الأخوات الذين شرفونا بالحضور , و سوف أعود للتعقيب بعد أن نفرغ من السرد إن شاء الله , لا تحرمونا من صالح الدعاء....

    و أعتذر مقدمًا عن التأخير لضيق الوقت و انشغالي بأمر ما هذه الأيام , و الترجمة الأمينة ليست بالمهمة الهيّنة اللّينة و لا سيما إذا اجتهد المرء في صياغتها بلسان عربي مبين ,و هذا يأخذ من الوقت الكثير ما بين ترجمة و صياغة , نسأل الله الأجر و أن يغفر لنا زلاتنا و يستر عوراتنا و يفرج كرباتنا.

    قصة يوشع ... فتى محمد



    أخوكم


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 3




    التحدي : هل قرأت الانجيل كاملاً ؟



    حضر إلي صديقي في يوم من الأيام - كنت آنذاك أقترب من السابعة عشرة من عمري - و سألني سؤالاً غريبًا:

    هل قرأت الأنجيل قَط ؟

    أجبته متفاجئًا و متلعثمًا : لا ! أعني بلى ! لقد أطّلعت عليه في الكنيسة ! فكما تعلم بأننا منذ نعومة أظفارنا تعرفنا على "يسوع" المسيح , كما كنا نقرأ بعض مقاطِع الانجيل و نمضي بضعة ساعات في تدارسها.

    قال لي مقاطعًا : لا , لا أقصد هذا , هل قرأته في الحقيقة كاملاً ؟ هل قرأته من "سِفر التكوين" "Genesis" الآية الأولى إلى النهاية كما تقرأ أي كتاب آخر من البداية للنهاية ؟

    رددت عليه : لا , و لا أعرف أحدًا قد قرأه كاملاً من البداية "سِفر التكوين 1:1 " حتى النهاية !

    قال لي : لكن هذه هي كلمة الرب المطلقة الصحيحة و تعاليمه لنا على هذه الأرض , لماذا لم نقرأه ؟ لما لم نقرأ هذا الكتاب ؟

    قلت له : هذا سؤال فيه الكثير من الوجاهة !

    و هكذا فقد وضع لي تحديًا - كان لكلينا حقيقةً - و قال لي :

    دعنا نقرأ من البداية "سِفر التكوين 1:1" حتى النهاية و نرى ماذا يقول لنا الرب ؟, هذه هي كلمة الرب المطلقة الصحيحة ألهِمَت للبشر, فهي بمثابة تعاليم لنا !

    لنرى ماذا قال لنا الرب , إذا كان بوسع الرب التحدث إلى الكاهن عبر هذا الكتاب , فلماذا لا يمكنه فعل نفس الأمر معي ؟

    قلت له : كلامك صحيح و لا شك فيه.

    كان لدي الكثير من و قت الفراغ بعد المدرسة , فلم يكن مسموحًا لي القيام بالكثير من الأمور كما ذكرت سابقًا , و كنت أحب القراءة عمومًا , فبدأ كل منا قراءة الانجيل من سفر التكوين الآية الأولى , و أتفقنا على أن نقرأ الكتاب المقدس بتجرد و بدون تفكير في أي شيء نعلمه عن النصرانية أو رسخ في أذهاننا عن ذلك من قبل , بمعنى آخر لنتصور بأننا وقعنا على هذا الكتاب أو "وجدناه مُلقى في الصحراء" , و لنرى ماذا يقول لنا هذا الكتاب , دعه يخاطبنا !

    و بدأنا القراءة من البداية , أحيانًا سويةً و في أغلب الأوقات أقرأ بمفردي , حيث كنت أمتاز بسرعة القراءة و بدأت أقرأ الكثير مختليًا بنفسي.

    أثناء قراءتي للانجيل , بدأت أميّز و ألاحظ القصص التي كانت تُحكي لي في مدرسة الأحد , فعلى سبيل المثال أستهللت بـ"سِفر التكوين" و قرأت قصة آدم و حواء و قرأت "سِفر الخروج" "Exodus" و "سِفر التثنية" "Deuteronomy" و أطّلعت على قصص موسى و ابراهيم و نوح و لوط و غير ذلك من الروايات عن هؤلاء الناس اللذين أعرفهم من قبل.

    الصدمة : قالوا عن الأنبياء !




    لقد تفاجأت , بل و صعقت عندما قرأت بعض هذه القصص عن نفس هؤلاء الأشخاص الذين عرفتهم في مدرسة الأحد بالكنيسة !

    و بالمناسبة هذه شهادة عظمى و دليل على المغزى من استمرارية بعث الله للرسل و الأنبياء بشكل متعاقب , و لماذا أهدانا سبحانه و تعالى هذا الدين الخاتم الكامل بالقرآن الكريم.

    فعلى سبيل المثال :

    إذا قرأت عن نوح "Noah" أو نوح عليه السلام في الانجيل ؛ فستجد بالفعل قصة عن إنقاذه للبشرية من الطوفان و بناءه للفُلك , و هذا موجود في الانجيل.

    و لكن هناك أمور معينة في قصة نوح , لا يقع عليها الكثير من الناس مالم يفتحوا الانجيل و يمضوا بعض الوقت في قراءته , و لن تجد أي قس أو كاهن - بل حتى "الحَبر الأعظم" "البابا" نفسه - أقول : لن تجد أي "بابا" في أي مكان يتحدث عن هذه الأشياء في مواعظه.

    الانجيل يقول بأن : نوح كان "سِكِّيرًا" , هذا هو تصوير الانجيل لنوح عليه السلام !

    أنا دارس لعِلم النفس و متخصص في الأمراض العقلية و أحد هذه الأمراض هو الإدمان على شرب المُسكِرات "الكحول" , و أعلم من واقع مشاهدتي لآثار هذا الإدمان على والِدي أحد أصدقائي المقربين ؛ بأن الشخص المدمن بشدة يَصعب عليه التعاطي مع عمل بسيط مثل صنع "الهامبرجر" في "ماكدونالد" من الساعة التاسعة صباحًا للخامسة مساءً , فكيف الأمر مع صنع فُلك و إنقاذ البشرية من طوفان لم يحصل قبل ذلك قَط !

    هُنا أجبِرت على التوقف عن القراءة , و قلت لنفسي :

    "كان نوح سِكّيرًا" !؟ ....

    تضايقت و بدأت لبرهة أفكر في أمور شتّى ؛ و بدأت أفكر...

    " إذا كان نوح سكيرًا , فكيف تمكن من مخاطبة الرب ؟"

    و لعلكم ترون حال هؤلاء السكارى !

    " رأيتك بالأمس منكفئًا على وجهك يسيل لعابك من شدقيك و غارقاً في صحفة طعام كلبي , و اليوم تأتيني و تقول لي بأن الرب تحدث معك البارحة !"

    لم يكن هذا الأمر منطقيًا أبدًا , مثل ذلك يعري أي شخص من المصداقية مع أيٍ كان.

    عمومًا , لم يفت هذا الأمر من عضدي و إن أثّر في بشدة , و قررت أن أتابع القراءة و وصلت لقصة لوط "Lot" أو لوط عليه السلام.




    جميعنا نعرف قصة سدوم و عموره , و لكن هناك قصة أخرى منحرفة جدًا في الانجيل عن لوط و بناته.

    هناك قصة عن لوط في الانجيل : "إن بناته أسكروه و أغروه ثم مارسوا زنى المحارم معه !" أعوذ بالله !

    هذه إحدى تصويرات الانجيل لرسل الرب , و هذه الرواية عن الشخص الذي أنقذ بناته من العذاب الذي حل بسدوم و عموره مذكورة في الانجيل.

    هنا توقفت مرة أخرى و دَهمني نفس الشعور السابق مع قصة نوح و اصبح الأمر متكررًا بشكل سيء , و على الرغم من ذلك بدأت أسرع في القراءة عبر الكلمات المصفوفة و "الكلام الإنشائي" حتى أصل لقصص الأنبياء.

    و للمعلومية فهناك قصص أخرى في الانجيل أقل ما يقال عنها بأنها فاحشة و لا تناسب الصغار في السن , بل و يلزمك إشهار بطاقة هوية تثبت وصولك للسن القانوني حتى تسمعها من أحدهم.

    بالعودة لحديثنا ...

    القصة التي أجتذبتني كثيرًا و التي كنت أحبها بصدق ؛ هي "قصة داود و جالوت" "David and Goliath".



    كنت أحب هذه القصة لأني كنت فتى هزيلاً و قصير القامة مقارنة بأقراني و كان داود ضئيل الجسم بالمقارنة مع طالوت العملاق الضخم , و كانت مثلاً أعلى لي على مبدأ تخطي الصعاب و الإنجاز , وهكذا بدأت القراءة عن داود .

    هناك قصص جميلة جدًا عن داود في الانجيل , و لكن هناك قصة عنه مذكورة في الانجيل ؛ صعقتني تمامًا !

    هذه الرواية تحكي عن ثلاثة أشخاص , "داود" "David" و "باشيبا" "basheba" و "يورايا" "Uriah".

    تروي هذه القصة القصيرة باختصار :

    "رأى داود "باشيبا" التي كانت من أجمل النساء في ذلك الزمان و تصادف أنها كانت زوج أحد قوّاد جيشه و اسمه "يورايا".

    رأى داود بأنه لن يستطيع أن يغالب شهوته للتواجد مع هذه المرأة "باشيبا" , فزنى بها.

    و للتغطية على ما قارفه بوعيه و اختياره , فقد أرسل خطابًا لقواد جيشه يأمرهم بأن ينسحبوا و يخذلوا "يورايا" عندما يحمى وطيس المعركة حتى يلقى حتفه , و هكذا يحظي بـ"باشيبا" "

    و هكذا غدا داود البطل الشجاع , قاتل جالوت ؛ زانٍ متآمر و قاتِل.

    عند هذه القصة لم أستطع أن أمنع نفسي من التساءل المرير :

    "ماهذا ؟ هؤلاء الأنبياء و الرسل قدوة لنا و مثال يحتذى به , نقتفي آثارهم و نتبع سننهم ؛ يتم تصويرهم بأنهم بشر بلا خلاق و يشابهون بهذه الأفعال المجرمين الفارين و أكثر المطلوبين في أمريكا الذين تشاهدونهم في التلفاز !"

    أسترسلت في الفكر و حدثتني نفسي الساخرة :

    " إذا لقيت "داود" في طريقي , و بالنظر لمعرفتي به بناءً على ما حدثني عنه الانجيل ؛ لأبتعدت عنه فورًا و سلكت طريقًا آخرًا و لجريت إلى أقرب هاتف للإتصال على الشرطة و الإبلاغ عنه !"

    "هذا ليس برَجُلٍ شريفٍ أبدًا ! , نعم قتل جالوت و لكنه قتل أيضًا "يورايا" و زنى بامرأته !"

    و هكذا قمت بالخطيئة العظمى في النصرانية .... بدأت ألقي الأسئلة.

    الخطيئة العظمى : السؤال !




    يتّبع إن شاء الله ....

    أخوكم



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 4



    الخطيئة العظمى : السؤال !



    طرح الأسئلة يعتبر من الأشياء المحظورة النصرانية , لا سيما في هذه الأمور.

    ذهبت إلى قس كنيستي و بدأت في التساؤل :

    " هناك أمور سيئة تتكرر عن هؤلاء الرجال في الانجيل , أريد أن أفهم !"

    فألقى على مسامعي نفس الكلام الذي سمعته كثيرًا من جميع القساوسة و المبشرين و الرهبان عندما أثرت هذه المسائل ؛ تكرار عجيب و لكأنه تمت "برمجتهم" على هذا الشيء !

    يضعون أيديهم على كتفي و يقولون :

    " أخي يوشع ؛ لا تجعل قليلاً من المعرفة تحطم يقينك و تزعزع إيمانك , 'أنت تُخَلَّص بالإيمان و ليس بالمعرفة' "

    ثم يسردوا علي آيات تدعم هذا المبدأ , مثل أن "بولس" الرسول تم خلاصه عن طريق الإيمان و كذلك "يسوع" المسيح إلى آخر تلك القائمة من الآيات , بطريقة آلية محفوظة و كأنه تم تلقينهم عليها في مدرسة الرهبان للرد على هذا النوع من الأسئلة.

    غمغمت في حيرة :

    " لا أعلم أيها القس , يبدو هذا أمرًا غريبًا"

    " دعني أقول لك " ؛ أجابني :

    " ما تقرأه هو من "العهد القديم" و هو مقيّد بعهد الرب مع "ابناء اسرائيل" , و هم كانوا أقوامًا مختلفين ؛ عُرِف عنهم العناد الشديد و العنت , فلماذا لا تتجاوز في القراءة إلى "العهد الجديد" ؟ في هذا الجزء أبرم الرب عهدًا جديدًا مع "يسوع" المسيح , و أعدك بأن الأمور سوف تتغير للأفضل"

    قلت له :

    " حسنًا , هذا شيء جيّد ! "

    قرأت بسرعة عبر "العهد القديم" حتى أتممت "سِفر ملاخي" , ثم بدأت - متشوقًا - قراءة "العهد الجديد" , و التزمت ذات النهج الذي اعتمدته في مطالعة العهد القديم , [ التجرد بدون أفكار أو تصورات مسبقة ] .

    قبل أن أشرع في قراءة "العهد الجديد" و البدء مِن جديد , كانت هناك أمور أبقيتها حاضرة في ذهني , بالنظر لما قرأت في العهد القديم :

    الأمر الأول : " الرب كان واحدًا , بشكل فردي و بكينونة مستقلة"

    تكرر هذا الوصف للرب كثيرا في القسم الأول , بشكل و اضح و قاطع ؛ هو واحد متفرد.

    الأمر الثاني " الرب كانوا صارمًا جدًا و حازمًا , إذا كان الأمر يتعلق بعبادة غيرة أو الإشراك به"

    في كل مرة كان "ابناء اسرائيل" يلتفتون لغيره أو يشركون به , كان ينزل عليهم عقوبته و يضيِّق عليهم في أسلوب حياتهم.

    هذه أمور تعلمتها مِن قراءتي للعهد القديم.




    بالإضافة إلى ذلك ؛ تكوّن لدي مفهوم معين و تفسير محدد لهذا التعامل من الرب مع ابناء اسرائيل.

    سأحاول تقريب الصورة بضرب الأمثلة , و لو أن من الصعب تفسير هذا الأمر بشكل مباشر , [ و لله المثل الأعلى ] :

    إذا أقدمت - لا سمح الله - على سرقة مَصرِف "بنك" , فسوف يتم سَجنك لوقت طويل , هل تظن بأن سوف تستيقظ كل صباح و أنت في زنزانتك , و تجد بأن هذا السجن تحول لفندق فاخر كـ"الهيلتون" مثلاً ؟ , لا أظن ذلك !

    سوف يكون على الأغلب مظلمًا و باردًا , تعاف النفس طعامه , يضم بين جدرانه شرار الخلق , و غير ذلك من الأمور التي تتوقع وجودها في مثل هذه الأماكن.

    المغزى من ذلك كله - و أعلم هذا الآن من دراستي لعلم النفس - هو التذكير الدائم للمجرم و بشكل يومي بأنه في السجن "أنت في السجن , و ذلك لأنك ارتكبت جريمة , و نحن المسيطرون على هذا الأمر و ليس أنت".

    هذه هي الرسالة التي يتم بثّها للشخص المسجون.

    و هكذا , كلما تمادى ابناء اسرائيل في معارضة أوامر الرب , كلما ضيّق عليهم في أسلوب حياتهم , و إذا تسنى لأي منكم دراسة القوانين اليهودية بشكل كافي ؛ لظهر لكم بأنها من أقسى و أشد القوانين الدينية , بل ربما على الإطلاق.

    كل هذه الأمور التي نتمتع بها كمسلمين , حتى قوانين الأطعِمة و منها أكل الأجزاء الجيدة من اللحوم و كل تلك الأمور التي يحل لنا أكلها ؛ قد حُرِموا منها و تم تقييدهم فيها ! لماذا ؟

    لأن الله أراد تذكيرهم في كل يوم : " أنا الله ! أنا ربكم و سوف تعبدوني , أنا مَن له اليد العليا في هذا الأمر و ليس أنتم ! "

    هذا مبدأ مهم فهمته من قراءتي للعهد القديم.


    يتبع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 5





    العهد الجديد: أطياف من "العهد القديم" !


    و هكذا بدأت في قراءة أسفار العهد الجديد "متى" و "مرقس" و "لوقا" و "يوحنا" , و في أثناء ذلك فعلت شيئًا آخرًا , دعوني أسألكم :

    إذا ذهبتم لمكتبة و التقطتم كتابًا كان قابعًا على الرف , ماذا سوف تفعلون في البداية ؟

    سوف تنظرون إلى عنوان الكتاب , و هذا ما كنت أفعله عندما أخذت أقرأ العهد الجديد ؛ نظرت إلى العناوين.

    ثم ما هي الخطوة التالية ؟ ستنظرون إلى اسماء المؤلفين.

    و بذلك تمكنتم من معرفة اسم الكتاب و كذلك مَن قام بتأليفه.

    إذا قمتم بهذا الأمر البديهي مع جميع اسفار الانجيل , لوجدتم العناوين بلا اسماء مؤلفين معروفين !

    يبقى اسم الكاتب مجهول أو " يَظهر بأن الكاتب هو كذا و كذا , أو نحن استنبطنا بأنه من المحتمل كون فلان قد كتب هذا" لننظر مثلاً إلى "سفر الخروج" :

    موسى هو من قام بكتابته , و لكن ليس من المنطقي أن يكون موسى قد قام بتأليف السفر كاملاً , و لا سيما أنه يتضمن - في جزءه الأخير - تفاصيل موته و دفنه و تسلّم "يوشع" قِياد ابناء اسرائيل بعد وفاته !

    لذا لا يمكن لموسى أن يكتب عن أحداث وقعت بعد وفاته.

    و هكذا عندما بدأت بقراءة العهد الجديد , أردت معرفة المؤلفين , معرفة الرسل , من هو "متى" و من هو "مرقس" و من هو "لوقا" و من هو "يوحنا" ؟ لأن الكتاب المقدس [ العهد الجديد ] اسمه "الجوسبل" "Gospel" كما أطلق عليه ذلك , "متى" .

    الأمر السيء جدًا هنا , هو أنه لا أحد يعلم من هم هؤلاء الرجال !

    و ذلك لأنه لم يقوم أي شخص بتسجيل أو توثيق اسماءهم على هذه المؤلفات.

    لا يوجد أي متخصص مُعتَبر في الانجيل يقول لك : " نحن نعلم بشكل قاطع و لا يحتمل الشك بأن "متى" الفلاني أو "مرقس" العلاني أو "لوقا" كذا أو "يوحنا" كذا هو من قام بتأليف هذا الكتاب" ؛ بل سوف يقول لك :

    " تلك معلومات مستندة على حقائق , نحن لا نعلم من قام بكتابة هذا السِفر"

    أثار هذا الأمر فضولي , و قلت في نفسي :

    " لماذا يفرد أحدهم كتابًا من المفترض به أن يتم توارثه عبر الأجيال و أن يتبع الناس ما جاء فيه , فهو كلمة الرب المُلهِمة للبشرية , و لم يقرر أحدهم أن يسجِّل اسم الكاتب ؟"

    عمومًا ..

    بدأت قراءة السِفر , و لفتت انتباهي أمور تتعلق بتعاليم "يسوع" المسيح , و بالطبع كانت مغايرة لما تعلمته في الكنيسة :

    "عندما تحدث عيسى , تحدث عن طبيعة الرب"

    و كانت طبيعة الرب مماثلة لتلك في العهد القديم ,إذ قال عيسى - مرّات عديدة - بأن "الله واحد" و أنه "متفرّد" , حتى أنه اقتبس من الكتب العبرية "هو الرب واحد" .

    سُئِل عيسى المسيح عن "الوصية العظمى" فقال " الوصية العظمى هي أن تحب الرب من كل قلبك و من كل عقلك و بكل قوتك و أنت تحب جارك كما تحب نفسك " و قال بأن الأمور الباقية تعتمد على هذين الأمرين.

    و بالمناسبة فنحن كمسلمين ينبغي أن يكون هذا المفهوم واضحًا لنا تمامًا , فهناك في الإسلام حق الخالق و حق الخلائق.

    كان هذا هو المبدا الذي كان يعلّمه عيسى المسيح , و اذكر على التحديد مقولته في سِفر "يوحنا" الأول الاصحاح السابع عشر الآية الثالثة :

    " وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"

    "And this is life eternal, that they might know thee the only true God, and Jesus Christ, whom thou hast sent"

    عندما تنظر لهذه الآية باللغة اليونانية أو الآرامية , فهي تقريبًا مطابقة للعربية (و أنا الآن أعرف العربية و فهمت ذلك) :

    " لا إله إلا الله محمدًا رسول الله"

    مما لا شك فيه أن هناك عبارات مبهمة , إذا اجتزأتها من النص و نظرت لها بشكل مستقل , لربما استنتجت بأن عيسى يحاول أن يدعي بعض الألوهية أو ينسب شيئًا ما لنفسه , لكن أنا كذلك أعرف من عملي في مجال علم النفس و كذلك القليل في مجال علم القانون ؛ بأن العبارة المبهمة العائمة لا يمكنها الغاء مثيلتها الواضحه القطعية الدلالة , و الأخيرة دائمًا لها اليد الطولى.

    و بناء على ذلك ؛ إذا قال المسيح بأن "الله واحد" و كان هناك تضليل بأن المسيح قال بشكل غامض أنه الرب أكثر من واحد , فالعبارة الواضحة القاطعة بالوحدانية تلغي غيرها المبهمة المعارِضة , و ذلك بشكل دائم.

    و كذلك وجدت أمرًا آخر يتعلق بعقيدة "الخلاص":

    عيسى المسيح أرشد الناس للخلاص عن طريق "الخضوع للرب و إتّباع الوصايا" ؛ هذا هو الخلاص حسب تعاليم عيسى المسيح.

    سأله أحدهم و قال له : "كيف أرِث الحياة الأبدية؟" أجابه عيسى " أتبع الوصايا" , و كان صادقًا جدًا فيما يتعلق بهذا الأمر , فقد قال في سِفر "متى" [ 5 : 19 ] :

    " فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات "

    و هكذا عَلِمت بأن المسيح بشّر بنفس طبيعة الرب كما في العهد القديم و أنه أرشد بأن الخلاص يكمن في عبادة الرب و أتّباع الوصايا , و كان هذا الأمر جليّا بالنسبة لي في جميع أسفار العهد الجديد.

    أمّا بعض المقولات المتناثرة مثل "أبنه الوحيد الذي أنجبه" , فكانت مرجوحة لدي بالمقارنة بالكلمات الذي تفوه بها المسيح بنفسه و لم تنال نفس الثقل أو الأهمية.

    هذا مما وجدته عندما قرأت العهد الجديد.

    فالأمر ذاته من "متى" إلى "يوحنا" ؛ و هذا يتصادم مع ما تعلمته عن النصرانية , عقيدة التثليث و ثلاثة في واحد و واحد في ثلاثة و "واحد واحد واحد يعادل ثلاثة " , و الأب و الابن و روح القدس.

    هناك أمر مهم جدًا عن "الصَلب" و يجب أن نعلمه كمسلمين , فكثيرًا من الأسئلة تصادفنا عن هذا الشيء و لا سيما في مجال الدعوة , و قد تحصّلت عليه من قراءتي للعهد القديم :

    قضية "الصّلب" : لماذا أصر اليهود على صلب عيسى المسيح ؟



    ______________________________________________________

    يتّبع إن شاء الله .....

    أخوكم

    التعديل الأخير تم بواسطة وا إسلاماه ; 24-02-2010 الساعة 07:58 AM سبب آخر: تصغير الصورة حسب طلب الأخ الفاضل - بارك الله فيكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 6


    قضية "الصّلب" : لماذا أصر اليهود على صلب عيسى المسيح ؟



    "الصَّلبُ" كان من القضايا التي شغلت ذهني , و لم أستطع وقتها ربط جميع الأمور - بهذا الوضوح كما هو الآن - و النظر للصورة كاملة التي تحوي في إطارها السبب القوي وراء اصرار اليهود على تطبيق عقوبة الصلب على يسوع المسيح , حتى تعرفت على الإسلام و قرأت الانجيل مرة أخرى.

    كان بإمكان اليهود تسليط الغوغاء عليه و سحله و إعدامه خارج نطاق القانون , لا سيما و أن عيسى لم يكن له قبيلة تحامي عنه أو عصبة يلتجأ اليها و يستند بها كما هو الحال لدى العرب , و لكنهم أرادوا به "الصلب" بكل صرامه و صدق , فلماذا ؟

    لماذا طلبوا من "بيلاطس النبطي" - الحاكم الروماني - مصادقة هذه العقوبة و تنفيذ هذا الحكم ؟

    " لابد أن تصادق على هذا الحُكم و يجب عليك أن تقتله , يمكننا فعل ذلك , و لكن أنت الذي يوثِّق و يُنفِّذ "



    الآن فهمت , و سوف أشرح لكم :

    "عيسى" المسيح كانت لديه مهمة تتلخص في "مشاركة" الرب مع الناس , حتى أن "بولس" الرسول كشف عن نواياه - بشكل خفي - في رسالته إلى أهل "غلاطية" , عندما تم التعرض لمسألة "الصلب" و ' لماذا صُلِبَ المسيح [ حسب تصورهم ] و ما السبب في طلب اليهود ذلك [ من الحاكم الروماني ] ؟ ' ؛ قال "بولس" : " الصلب هو مؤامرة سَقَط عندها اليهود " و شرح في رسالته و أخذ يبني دعواه حول ما خلاصته بأن " يسوع المسيح لُعِن من أجلنا , كي يرفع عنا لعنة التشريع الرباني "الناموس" و يحملها بدلاً منا" , و اقتبَس "بولس" من العهد القديم " مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ".

    [ رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية [ 3 : 13 ] " اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»." ]

    فقرأت مرة أخرى العهد القديم و الشرائع اليهودية و أدركت بأن اللعنة تحل على الأشخاص الذين يُعاقبوا بالصلب , و لابد أن يقترف مَن يُحكَم عليه بالصلب عملاً خطيرًا و خرقًا فظيعًا , حتى يُجازَى بهذه العقوبة المستوجبة للعنة الرب.

    لذلك فإنه حسب التشريع اليهودي , كل مصلوب ملعون , و يتعدى ذلك إلى طقوس الدفن , فالأرض التي يُدفن فيها المجرم المصلوب تعتبر أرضًا ملعونة أيضًا و لا يحق لك أن تفعل أي شيء حيال ذلك , فقد أصيب هؤلاء المجرمين بلعنة الرب , و هذا قانون عند اليهود و يسري عند دفنهم لهؤلاء "الملعونين" في مقابرهم سواء كانت في "اورشليم" القدس أو "اسرائيل" [دولة يهود] أو فلسطين.

    عندها بدأت التقط الخيوط و أفكّر مليًا :

    " هم - اليهود - ما أرادوا قتل عيسى المسيح فقط , إذ كان بميسورهم قتله , و لكن أرادوا نقض ما كان هو عليه"

    ابتغوا نقض ما كان هذا الرجل عليه و ما يمثّله , قال أنا المسيح " Messaiah " , و لذلك إذا صُلِبَ فلا يمكن أن يكون المسيح , و حتى لو كان كذلك , فإن تطبيق عقوبة الصلب بحقة سوف يقضي على رسالته.

    هذا هو السبب وراء اصرارهم على صلب المسيح , و لهذا خلّصه الله من هذا الأمر و رفعه اليه , لقد جاء عيسى المسيح لتطبيق القانون الرباني و قال ذلك " أرسِلت كي أطبق شريعة الرب" و من هذه الشرائع لعنة الرب على المصلوب , لذلك فقد طُلِب من الرب تخليصه من هذا الأمر و رفعه الله اليه.

    لاحظت هذه الأمور , ثم طفقت أقرأ حتى وصلت إلى "سِفر أعمل الرسل" "Book of Acts" و بدأت أقرأ كتابات "بولس" الرسول.



    هنا و جدت أن الأمور أنقلبت 180 درجة , على النقيض تمامًا , دعى المسيح إلى عبادة الرب و حث على تطبيق شريعة الرب و الاعتصام بوصاياه و التمسك بها و جاء "بولس" يدعو الى عبادة المسيح و نقض شرائع الرب و ترك وصاياه .

    كتب بولس إلى أهل غلاطية :

    " يا أهل غلاطية الأغبياء ! أمازلتم تتبعون هذا الناموس الملعون , جاء يسوع المسيح ملعونًا حتى يرفع عنا آلام هذه اللعنة"

    فتساءلت فيما بيني و بين نفسي :

    " ولكن المسيح قال في عدة أسفار قبل هذه الرسالة :

    " فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات" ؟ و ها هو "بولس" يلقي تعاليم "الجوسبل" و يدعو لخرق هذا القانون ! "

    أنكرت هذا تمامًا و رفضه عقلي , و ذهبت مرة أخرى أسأل القس الذي قال لي :

    " لقد وصلت لمرحلة متأخرة و بدأت تتشكك في العهد الجديد ! أنت تعاني من مشكلة حقيقية ! "

    حتى أنه بدأ يظن بأنني مصاب بالتلبس الشيطاني و غير ذلك من الأمور!

    في الواقع كنت أعاني من صراع نفسي كبير و أخذني صديقي إلى أستاذة في جامعة " بوب جونز" الذي يدرسه علم "نقد النصوص" , الذي قاله لي هذا "البروفيسور" دمر آخر حصون الإيمان بالنصرانية في نفسي , و مازلت سعيدًا جدًا أن أقول في محاضراتي حول العالم بأن :

    "هناك بروفيسورًا نصرانيًا من جامعة "بوب جونز" كان السبب في تهاوي ايماني بالنصرانية".

    الصليب المكسور : الإيمان يكمِّل و اليقين يجمِّل !



    سألت هذا الأستاذ عن سبب هذا التناقض في الانجيل ؟ لِمه هذا الجمال و حسن النظم للغة العبرية في بعض مقاطع العهد القديم التوراة ( حتى ليخيل لك أنك تقرأ القرآن) و في المقابل هناك ركاكة فجة و تراكيب مفككة بنفس اللغة - و لكأن كتبها أحد الأطفال في سن الثالثة - في أجزاء أخرى تالية من التوراة مكتوبة بلغة عامية و لهجة مكسورة , فلابد أن الكاتب هنا يختلف عن ذاك الذي كتب الفصول الجميلة السابقة ؟ و سألته عن جميع الأمور التي اعترضتني و أثارت حيرتي.

    قال لي :

    " هذا الكتاب الذي تراه بين يديك , كتبه البشر عبر القرون المتعاقبة و الأزمنة المتتالية. هذا الكتاب بدأ أصيلاً , ثم نُسِخَ كثيرًا , و مع هذا النسخ تحصل الأخطاء , فهناك من كتب عبارة خاطئة , وجاء بعده من صححها و أضاف جملة خاطئة بدوره , هناك من أغفل سطرًا أو أخطأ في الترتيب ؛ بل هناك من نسخ الكتاب و أحضره لبلاده و عدّل فيه بما يتناسب مع التشريعات التي كانت يدرِّسها ؛ فتجده حذف كلمة هنا و شطب مقطعًا هناك و أضاف شيئًا آخر هنا حتى يتلائم ما في الكتاب مع التصور الديني الغالب على بلاده أو منطقته"

    ثم أضاف :

    " و الآن بعد كل هذه السنين , يقبع أمام ناظريك كتابٌ حوى بين دفتيه كل هذه الطبعات و النُسَخ التي تراكمت عبر الزمن ؛ كتابٌ تداولة أيدي جميع هؤلاء الرجال - و بقيت بصماتهم عليه - هؤلاء الذين تعاهدوا نسخه و كتابته. هذا هو كلُ ما لديك : كتاب غير كامل بل ناقص و يكمّله الإيمان و يسد خلله اليقين."

    هذا هو ما قاله لي و لعلّي أقتبس بشكل أكثر تحديدًا :

    " هذا كتاب يكمّله الإيمان , فلا يمكن تكميله عن طريق النص , هذا كتاب غير "كامل" أو خالي من العيوب من وجهة النظر المحصورة بالنص , بل بالإيمان وحده يكتمل , و من يؤمن به يكمل عيوبه و يسد نقائصة و يراه كاملاً"

    ها قد عدنا مرة أخرى للإيمان !

    قلت : "الرب وهبني العقل لسبب , و لو كان لا يريد لي استخدامه , لأقتطع هذا الجزء الخاص بالمنطق و التقصي من عقلي و أبدل محله المزيد من الإيمان"

    "أنا لم أكن أحمقًا , جدتي لم تربيني كي أكون أحمقًا أو مغفلاً , لا يمكنني تصديق ذلك!"

    " لقد علّموني أن هذه هي كلمة الرب المطلقة الصحيحة و أنت تقول بأن هذا الكتاب مليء بالأخطاء و يكمّله الإيمان !"

    " هذا شبيه بالنظر لسيارة متهالكة من نوع "داتسون" طراز 1982 و القول 'إذا آمنت حقًا فهذه سوف تصبح "مرسيدس" ! إذا تحليت بالإيمان !'

    هذا هراء , لا يمكن أن تأخذ سيارة لتاجر سيارات و تقول له ذلك !

    "إذا آمنت بصدق و نظرت جيدًا , فهذه مرسيدس"

    قلت له " هذا كتاب يعج بالأخطاء , و دين الرب كامل , لأنه إذا كان له دين فلا بد أن يكون كاملاً , و إذا كان له كتاب فلا بد أن يكون أيضًا كاملاً , لأنه هو الكامل المنزه عن العيوب و النقص"

    و هكذا تركت النصرانية إلى غير رجعة.

    هناك عدة مباديء رسخت في عقلي و ارتضتها نفسي :

    أولاً : "الله واحد" و تعلمت هذا من قراءتي للانجيل.

    ثانيًا : لا يمكن أن يكون هناك أحد يقف بيني و بين ربي , هو خلقني بلا واسطة أو إذن من أحدهم , لذا فلا أحتاج لواسطة كي أصل اليه أو لكي يغفر لي ذنوبي و يصفح عني , هو من سيقوم بهذا مباشرة لأنه هو من سيحاسبني مباشرة يوم القيامة.

    لم أكن أعلم حينها عن الأنبياء الذين بعثهم الخالق , كما كانت لدي تحفظاتي و شكوكي , فبدأت البحث عن دين آخر.


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 7


    رحلة البحث عن الدين , ثم التردي في الهاوية !



    عدت مرة أخرى لليهودية , درست "اليهودية" و وجدت نفس التعاليم التي دعا اليها المسيح فيما يتعلق بالأمور الروحانية و لكن اليهود تم التضييق عليهم كثيرًا في الشرائع , فابتعدوا عن الروحانيات .

    درست "البوذية" و "الهندوسية" و "الطاوية" و "الكونفوشوسية" و "البوشيدو" , بل حتى "الويكان" و كل دين يقع بين يدي كنت أدرسه و اتعمق فيه , و لكن كنت أُجري اختبارًا بسيطًا جدًا و لكنه فعّال كثيرًا في نفس الوقت مع كل دين ؛ كنت أسأل أهل هذه الأديان :

    " هل لديكم كتاب ؟"

    "إذا كان هذا الدين هو الحق من عند الرب, فأمدوني بشيء ملموس و محسوس - مثل كتابكم المقدس - يدعم هذه المقولة , لا أريد شيئًا غامضًا و مبهمًا مثل الإيمان و نحو ذلك من الأمور التي سمعتها طوال حياتي و مللت منها"

    " أنظروا أين أودى بي هذا الإيمان ! لقد جعلني أتصور أني أجلس وراء مقود سيارة "مرسيدس" و أنا في الحقيقة أقود سيارة "داتسون" '82 متهالكة !"

    و هكذا قرأت "البغافادجيتا" "Bhagavad Gita" [كتاب الهندوس] و "التوراة" و "مخطوطات 'طاو'" و "قوانين البوشيدو" و كتب "الويكا" الملآى بالأرواح و التعاويذ و الشعوذة الخاصة بهم .

    قرأت هذا كله و وجدت شيئًا مشتركًا و متكررًا تجتمع عليه الأديان الكبرى , كلهم يتحدثون عن طبيعة الرب , و معظمهم يتحدثون - بشكل غامض أحيانًا - عن طبيعة الرب الواحد و أنه أرسل لنا الرسل لهدايتنا و تعليمنا , و لكن - و للأمانة - كانت كلها محشوة بالهراء بل و "النفايات" التي لا استطيع تصديقها عقليًا أو منطقيًا بأي حال من الأحوال.

    و هكذا قبل أن أبلغ الثامنة عشرة - و تقريبًا في السابعة عشرة و النصف - استسلمت و تركت البحث عن الرب , و أصبت بالغضب من الرب , و قلت :

    " أنا هنا أبحث عنك و لا استطيع الوصول اليك , و لا يبدو أنك سوف تقدم لي أي عون أو مساعدة"

    و ربما يمكنكم تصور هذا الأمر ...

    فتى مصاب بالإحباط من الرب و العالم في السابعة عشرة من عمره.

    أي شخص على هذه الحالة من الإحباط و الغضب على العالم بأسره , و خصوصًا في هذا السن , لا بد أن يقع في مواقف مربكة و محرجة , بل و تتجاذبه المشاكل , و يغدو شابًا خطِرًا لسان حاله يقول :"هناك رب موجود و لكنه لا يكترث لأمري".

    بدأت في الشرب قبل السن القانوني و أنغمست في حياة العربدة و أنا شخص متقن و أسعى للكمال بطبعي , فعندما كنت نصرانيًا حاولت أن أكون الأفضل في ذلك , و إذا أردت التحويل لدين آخر فإني أسعى أن التزم بشرائعة لآخر مدى , لذلك صدقوني إذا قلت لكم أنني أنغمست في "الدنيا" و حياة اللهو و العبث :)

    كنت أجيد الرياضات القتالية منذ سن الخامسة عشرة , و في سن السابعة عشرة كنت أرى نفسي "بروس لي" , و تستطيعون تخيل المشاكل و المشاجرات التي أوقعت نفسي فيها , فقد طُرِدت من المدرسة و التحقت بمدرسة أخرى , و حُبِست مرة بسبب الشجار مع أحدهم.

    حصلت حادثتان أوقفتا هذا الهبوط السريع نحو الهاوية , هذا الإنحدار الذي لو استمر لربما وصلت إلى حالة لا تخرج عن إثنين ؛ إما أن أقوم بإيذاء أحدهم أو قتله أو أن يحصل معي نفس هذا الشي , فيتم إيذائي أو قتلي.

    كانت هاتين الحادثتين بمثابة "كابح" الطواريء الذي أوقف هذا الإنزلاق نحو الهاوية السحيقة.

    حوادث على طريق الحياة : صدمات الإفاقة من الغيبوبة !



    الحادثة الأولى:

    كنت طرفًا في أحد حوادث السير التي جرت أحداثها ليلة عودتي مع أحد الأصدقاء من حفلة جامعية و نحن على الطريق السريع في "كارولينا الجنوبية".

    كان هو السائق و كنا مصابين بالسُّكر الشديد , و قد قمت بربط حزام الأمان , و ذلك حتى أمنع نفسي من السقوط عن مقعدي أثناء النوم , فلم أكن أفعل للتقيد بالسلامة , إذ كنت أؤمن بأن الموت إذا أتي فسوف يأتي و لا مهرب منه و إذا حان أجلي , فلا مناص.

    و هكذا ربطت حزام المقعد و أخلدت للنوم .

    أستيقظت على اهتزاز عنيف للمركبة , و أردت أن أنبه صاحبي الذي يبدو أنه قد غفا و نام أثناء القيادة.

    و لكن عندما فتحت عيني و جدت صف الأشجار و رصيف الشارع يتحرك باتجاه وجهي مباشرة و النوافذ تتحطم و المركبة تنقلب و تتدحرج.

    في النهاية هَوت بنا المركبة في خندق أو قناة تصريف و قفزت خارجًا من السيارة عن طريق الجزء الخلفي الذي لم يعد موجودًا و كان مُلقى على منتصف الطريق السريع الذي يقع في الجهة المقابلة لهذه الهوة , سحبت صديقي - الذي كان فاقدًا للوعي - إلى جانب الطريق و تفقدت بدني فوجدت بأنني لم أصاب بأي شيء خطير , بل هناك شظية زجاجية انغرست في ذراعي و قمت بإخراجها.

    تصادف مرور "دورية" شرطة الولاية على الطريق المقابل التي قفلت عائدة نحونا , و سألني الشرطي مالذي حصل ؟ هل شاهدت كيف حصل هذا الحادث ؟ أين الركاب ؟ إذ أعتقد بأنني أحد المارة الذين عادة يتوقفون في هذه الحالات , لا سيما و أنني مشيت نحوه.

    قلت له :

    " نعم شاهدت ما حصل بالضبط , فقد كنت في هذه المركبة "

    أمتقع لونه و شحب و جهه و نظر نحو غير مصدق و قال لي مصدومًا :

    " لا يمكن أن تكون قد خرجت لتوك من تلك المركبة !"

    ذهبنا للمستشفى و تم القاء القبض على صديقي بتهمة القيادة تحت تأثير المُسكِر.

    و لكن حدث أمر عجيب , و قد كان هذا الشرطي رجلا متدينًا , فقد قال نظر نحوي و قال لي قبل أن أدلف إلى سيارة الإسعاف :

    " يا فتى , ينبغى لك أن تدرك هذه الليلة أنك على هذه الأرض لسبب , السبب الوحيد الذي مازلت حيًا صحيح البدن لأجله هو أن الرب لديه هدف من خلالك , إذا لم يكن ذلك فالليلة هي ليلة وفاتك , فالناس لا يخرجون أحياء أصحّاء من هكذا حوادث , لابد أن تدرك ذلك"

    قلت في نفسي " هذا رجل عجوز خَرِف"

    ثم قلت له :

    " إذا كان الرب يريد الوصول الي لفعل ذلك من وقت طويل , فلا تقل لي مثل هذا الحديث عن الرب الآن"

    و لم أعر إهتمامًا كثيرًا بما قاله لي.

    الحادثة الثانية:



    و بعد ما يقارب الشهر قررنا أنا و صديقي - ذات الشخص و كان مازال يستند على العكازات - الذهاب بالسيارة إلى مدينة نيويورك , هكذا بدون أن نخبر والدينا , و يخبرهم كل واحد منا - على حده - بأنه سوف يقضي عطلة نهاية الأسبوع في منزل الآخر.

    و هكذا سافرنا إلى مدينة نيويورك , و أذكر أنني ذهبت إلى ماكينة الصرف الآلي " ATM " كي أسحب بعض المال.

    نظام هذه المكائن في مدينة نيويورك يتطلب الدخول لحجرة زجاجية صغيرة تحوي هذه المكائن , الآن الحمد لله النظام يتطلب سحب البطاقة على القاريء المرتبط بقفل الباب , و لكن عام 1997 لم يكن هذا الإجراء الأمني متبعًا.

    و كانت هذه الحجرات مثل مصائد الفئران , إذا ذهبت لسحب المال و جاء المجرم من وراءك , فليس هناك من مهرب.

    سمعت الباب يُفتَح من ورائي و ألتفت بجسدي نحو القادم , فإذا بذلك الرجل الذي يحمل مسدسًا مصوبًا فوهته نحوي , و لا بد أن يكون هذا الشخص في حاجة شديدة جدًا للنقود , إذ لم يتفوه بكلمة واحدة , بل ضغط على الزناد و كان المسدس من نوع الساقية الدوارة أو "البَكرة" , و سمعت صوت التكة المميزة لهذا السلاح و شاهدت البكرة تدور ( و كأني في مشهد بطيء و قد تركزت حواسي نحو هذا المسدس فقط) و شُلَّ تفكيري لفترة بسيطة , ثم أستيقظت حواسي - و لعل الفضل في ذلك يعود لإجادتي للرياضة القتالية - و أخطأت الرصاصة و جريت بسرعة مصطدمًا عبر المجرم و جريت بسرعة و بلا وعي نحو الفندق و أتفوه بشيء مما حصل , و عدت في اليوم التالي إلى "كارولينا الجنوبية" , و لم أفصح عن ذلك لجدي لأنه كان سيقتلني إن عرف أنني ذهبت إلى نيويورك بدون إذنه , و لربما قام بالواجب عوضًا عن المجرم.

    راودتني الكوابيس و أصبحت أرى هذا المسدس و تلك الحادثة بشكل متكرر في مناماتي , و بعد شهر و نصف أو شهران أفضيت بسري إلى جدتي , فقالت لي ذات ما قاله لي الشرطي قبل أشهر:

    " يجب أن تدرك أن الرب لديه هدف لك في هذه الحياة , أنت هنا لسبب , و الناس لا يمرون بما مررت به ولا يزالون يمشون على هذه الأرض , أنتبه ! يكاد صاعك أن يمتليء !"

    " الرب لديه شيء بشأنك و أنت لا تأخذه , أنتبه ! أنت تكاد تتجاوز الحد "

    لم تطلب مني العودة للنصرانية أو تشير علي بقراءة الانجيل , و لكن قالت :

    " الرب لم يذهب إلى أي مكان , بل أنت من لم يبحث عنه بَعد في المكان الصحيح"

    و هكذا قررت أن أجمع شتات نفسي بعد هذه الإشارات , حادث المركبة , و حادثة المسدس و غيرها.

    و أصبحت أتبع منهج الروحانية و الإيمان بلا دين محدد "Agnostic" آمنت بالرب و أصبحت أعبده "جاثيا على الأرض" كما قرأت في جميع كتب الأديان "الانجيل" "التوراة" و "العهد الجديد" و "البغافادجيتا" , بأن هذه هي طريقة عبادة البشر الأتقياء للرب.

    في تلك الفترة تعرفت على الإسلام و "شطبته" فورًا من قائمة الأديان التي لدي , و هذه قصة طريفة !

    الإسلام : "لماذا لا أريد أن أكون مسلمًا ؟"



    _______________________________________________

    يتبع إن شاء الله ...

    أخوكم


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 8


    الإسلام : "لماذا لا أريد أن أكون مسلمًا ؟"



    في يومٍ ما عرجت على مكتبة المدرسة , و كنت حينها أبحث في قسم الأديان , فجذب انتباهي كتيِّب عنوانه "لماذا لا أريد أن أصبح مسلمًا ؟" (و هو من الكتب و المنشورات الدعائية التي تعادي الإسلام , و لكني لم أعلم هذا حينها و كنت معذورًا بجهلي , و لم أكن سمعت قبلها قَط عن هذا "الإسلام" ) .

    قرأت هذا الكتيِّب , و أذكر بعضًا مما سُطِر فيه :

    - المسلمون* هم أناسٌ يعبدون إلهًا للقَمَر و يطلقون عليه اسم "الله" , و يسكن هذا الرب في صندوق في الصحراء في السعودية [... !]

    - المسلمون يضطهدون المرأة ( و كان هناك فصلاً كاملاً عن "التعدد" و أن بمقدورهم الحصول على أربع من النسوة , و هذا يميل للإطلاق : فمن لديه اثنتان بمقدوره طلاق واحدة و الحصول على ثلاث من النسوة !)

    - الجهاد (و هذا الفصل الذي أثار انتباهي كثيرًا) : يحق للمسلمين قتل غير المسلمين في أي وقت أو مكان بدون تنبيه مسبق , و هذا عمل يشرِّف صاحبه الذي لا يذهب للجنة فقط , بل يحظى بسبعين عذراء أيضًا !

    و هكذا أقفلت الكتيّب بهدوء , و أعدته لمكانه على الرف , و شطبت الإسلام من قائمة الأديان القصيرة التي بحوزتي , و قلت : " لا ...شكرًا , و لن يجمعني مع مسلم مكان واحد !" , و حمدت الرب أن لن أقابل مسلمًا في "غرينفيل - كارولينا الجنوبية" و أنني بأمان .

    أستمريت أتعبد الرب بطريقتي [ الحنيفية ] البعيدة عن الأديان و أجتهدت أن أكون شخصًا صالحًا.

    جرت الأمور في منحى آخر, عندما قابلت مسلمًا.

    كان شخص أعرفة و قابلة عدة مرات في المدرسة , و لكني لم أكن أعلم أبدًا أنه "مسلم".

    و كان هذا لسببين :

    - كان من الأفارقة الأمريكيين و الكتيِّب ذكر بأن المسلمين "عرب" .

    - لم أكن أن المسلم -بالإضافة لمقدرته على النكاح بما يطيب له من النساء و قتله غير المسلمين- أقول: لم أكن أدري بأن المسلم علاوة على ذلك يمكنه أن يعمل بشكل جزئي كمهرب للمخدرات [ كما هي الصورة النمطية للأمريكيين السود ] :) .

    كنا أنا و صديق "المآزق" - الذي أصبحت أسعى لإبعاده عن المشاكل حاليًا - في منزل هذا "المسلم" في أحد المرات نتناظر (بحماسة المراهقين) في أمر ديني ما - لا أذكرة بالتحديد - و كنت أشرح له شيئًا من الانجيل , و كان هذا "المسلم" يستمع لنا , ثم قال لنا :

    "هل سمعتم عن الإسلام ؟"

    فأجبت عليه :

    " بالطبع , سمعت 'كل شيء' عن الإسلام ! "

    فقال لي :

    " فما هو رأيك , إذن ؟"

    قلت :

    " ما ذا تعني بسؤالك عن رأيي ؟! إنه على الأرجح أسوء دين على وجه الأرض ! "

    قال: "لماذا ؟! أنا مسلم !"

    قلت: " دعك من المزاح , لا يمكن أن تكون مسلم ! أنت أفريقي أمريكي !"

    " و ماذا في ذلك ؟"

    " الكتاب قال بأن جميع المسلمين 'عرب' !"

    فقال لي : " و ماذا قرأت أيضًا في ذلك الكتاب ؟ "

    ذكرت له جميع تلك الأشياء , فقال لي " ما هذا الهراء الذي قرأته ؟!"

    و ذكر لي بأنه "ليس مسلمًا جيدًا" أو ملتزمًا و لن يدّعي هذا الشيء , و لكنه يعرف عن قصتي مع الأديان , و يعتقد بأن المسجد هو المكان الصحيح للتعرف على الإسلام الحقيقي.

    و أضاف : "لابد أن تذهب للمسجد , يجب أن تذهب للجمعة "

    قلت له : " و ما هي هذه 'الجمعة' ؟ "

    قال لي : " هي مثل الكنيسة يوم الأحد , و لكن بدون كراسي ! "

    قلت :

    " جميل , يمكنني الحضور في 'كنيسة بلا كراسٍ' , فأسوء أمر في الكنيسة هو هذه الكراسي الخشبية القاسية جدًا !"

    " تجلسون على بساط ! هذا شيء جميل جدًا , لابد أن تكون كل كنيسة كذلك !"

    و سألته : " أين هذا المسجد ؟ "

    فوصف لي مكانه , و عرفته ! إذ كان على الجهة المقابلة من مسكني و يكا يكون ملاصقًا لمبنى تابع للكنيسة الانجيلية تلقيت فيه بعض الدروس , و أنا كنت أعتقد بأنه "صالة للألعاب الرياضية" ! , فهو مبنى مستطيل الشكل غير مميز أمامه مواقف للسيارات !.

    و قلت في نفسي مصدومًا:

    " كنت أعيش طوال حياتي بين هؤلاء "المسلمين" المجانين ! و لم أدري بذلك أبدًا ! "

    واعدته يوم الجمعة أمام المسجد الساعة الواحدة بعد الظهر.

    *(كُتِبَت هكذا "Moslems" "مُزلِم(ز)") وبالمناسبة هذه لفظة مهينة و تحقيرية و يعرفها من يفهم العربية و تعني الشخص [ الشيطاني ] الذي يقمع الآخر و يضطهده , [ المُظلِم ] و كان تستخدم قديمًا بالفعل لهذا الغرض التحقيري [ و ليست نتيجة مصادفة أو عن جهل مترجِم , و لعل أحد نصارى العرب قد دلّهم على هذا النطق. ]

    ملحوظة: جميع العبارات بين هذه الأقواس [ ... ] في هذا الموضوع هي زيادات توضيحية أو تعليقات من كاتب هذه السطور.


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 9



    المسجد : خوفٌ شديدٌ و بداية الفهم!



    المركز الإسلامي : غرينفيل - كارولينا الجنوبية (صورة حديثة)

    ذهبت للمسجد على الموعد , و أنتظرت أمام الباب جالسًا على الدَرَج و خشيت من الدخول , و خاصة أن جميع مَن ولجوا المسجد في ذلك الوقت "ليسوا بأمريكيين" [ حسبما رأيت في ذلك الوقت ] , جلّهم من الجاليات مثل الهنود و الباكستانيين و العرب و لم أشاهد أفريقيًا أمريكيًا واحدًا , سوى شخص واحد كان يتحدث بلهجة أفريقية مع أحدهم , كان أفريقيًا و لكنه ليس بأمريكي اطلاقًا.

    جاء إلى شخص دمِث ( و علمت بأنه الإمام فيما بعد) و سألني إذا ماكنت أنتظر أحدًا ؟

    فأخبرته بأنني أنتظر فلانًا , فقال لي " نعم , نعم , أعرف هذا الأخ و هو لا يأتي هنا كثيرًا , و قد حدثني عنك , و يسعدني أن اساعدك" , و كان شابًا لطيفًا جدًا.

    و دعاني للدخول للمسجد , و خشيت أن أرفض طلبه المهذب , فدخلت و طلب مني الجلوس في الخلف و قدّم لي كرسيًا.

    " و لكني أريد الجلوس على الأرض !" :)

    و بدأ الناس يتوافدون و لا يوجد أي أمريكي بينهم , و شعرت بأنني وقعت في شِراك مكيدة و هذا عبارة عن فخ نُصِب لي!

    و امتلأت نفسي بالأفكار السوداء , و أخذت أفكِّر في قلق و خوف:

    " لابد أن صاحبي كان يجلس في مكاني هذا , ثم أخلوا سبيله بعد أن وعدهم باستدراج فتىً أمريكيًا آخر للمجيء هنا , حتى يمارسوا "جهادهم" بعد الجمعه و يحظوا بعذراواتهم السبعين !"

    و كانت هناك ستارة خلفي يحتجب وراءها أناس يصدرون الكثير من الأصوات , أصوات نساء , و أنا عالقٌ هنا و لا أعلم ما يُحاك لي على وجه التحديد ؟

    و بدأت أنظر للمخارِج , و أفكر في الطريقة المناسبة للتغلب على هؤلاء الناس الذين يحولون بيني و بين الأبواب, ربما اضطر لصرع شخصين ثم ألوذ بالفرار ؟

    و بينما كانت تتصارعني هذه الأفكار , جاء الإمام ( بدأت أشعر بالقليل من الطمأنينة بعد أن رأيت الإمام , فهو شخص لطيف كما عهدته عند الباب , و بدأت استرخي قليلاً ) و ارتقى الإمام المنبر و صدح الأذان , ثم بدأت الخطبة.

    و بدأ يقول بصوت جهوري بالعربية " إن الحمد لله نحمده و .... "

    قلت : " يا إلهي ! أنا في مأزق!"

    " لابد و أنه يتحدث عني !"

    كان صوته يعلو و يضرب بقبضته على المنبر و يشير بإصبعه بإتجاهي !

    " لابد أن أفر من هنا , ربما عبر الستائر و من خلال النساء ! "

    بدأ الإمام في شرح الخطبة بالانكليزية , و قد شرحها كاملة و لا أعلم إذا كان هذا مقصودًا منه لأنني حاضر , و لا استبعد ذلك فهو شخص حكيم.

    ماهذا الجمال !

    " All prayings bleng to Allah alone , and him we worship , from him we seek help and assistance , to hime we seek refuge from the evils that lies within ourselves"

    كلام جميل جدًا , و عميق و كله تعظيم للرب, و أنا أتسائل :

    " من أين أتى بكل هذا ؟ من أين استمد هذه الكلمات ؟"

    كلام كله تعظيم للرب و دراسة لأنفسنا , و هذه هي بداية الخطبة !

    ثم أخذ في تلاوة ترجمة ثلاث آيات تحدثت عن الخضوع للإسلام , ومنها :

    " O ye who believe! Fear Allah as He should be feared, and die not except in a state of Islam"

    [ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" آل عمران - 102]

    و لا أزال أذكر الخطبة حتى اليوم , و لكأنها كانت لأجلي , كانت عن "المغفرة" و كان عنوان الخطبة عن "أن مغفرة الله متاحة للجميع مالم يشركوا به" , كان عماد الخطبة حديث طويل للرسول صلى الله عليه و سلم مع المَلَك جبريل عليه السلام و أن الله يغفر الذنوب و إن كانت كزبد البحر مالم يشرك العبد , ثم تحدث الإمام عن أن التوبة دومًا حاضرة و باب الله مفتوح مالم يغرغر الإنسان أو تطلع الشمس من مغربها , و أن المغفرة من الله وحده.

    و كنت أقول لنفسي : " هذه هي عَين المباديء التي توصلت اليها و استراحت لها نفسي بعد قراءتي لكل هذه الكتب الدينية "

    " من أين أتى بكل هذا ؟ من أين استمد هذه الكلمات ؟"

    كما استخدم أسماء مثل "ابراهيم" و "موسى" , و أنا متحير " من أين أتى بهؤلاء الناس , هؤلاء مذكورون في الانجيل ؟!"

    و بعد الخطبة مباشرة بدأ الناس يقفون و يصطفون للصلاه , و أصابني التوتر ..

    " هؤلاء الناس يغلقون الطريق لأبواب الخروج !"

    حينها , طلب مني أحدهم أن أعود قليلاً للوراء , و قال " نحن على وشك البدء بالصلاه !"

    قلت : "الصلاة لمن ؟"

    قال: "الصلاة للرب"

    قلت: " أي واحد ؟"

    قال: " الذي خلق السماوات و الأرض , المذكور في الانجيل , الخالق الوحيد , الرب الأوحد "

    قلت : " نعم ! أعرفه !"

    بدأت الصلاة و قرأ الإمام آيات من القرآن بشكل أثار فضولي و لم أكن أعرف معناها , ثم لاحظت أن المصلين ينحنون ثم يسجدون , و كانت جميع الآيات التي قرأتها في كل كتاب ديني تشير بأن هذه هي الطريقة التي يُعبَد بها الإله من البشر الأتقياء.

    " هذه هي العبادة ! ليست صلاة و طلب و دعاء و لكن عبادة بحق للرب !"

    و بدأت الخجل من نفسي ؛ كيف جعلني "كتيبًا صغيرًا" أشطب هذا الدين من بحثي , و كيف أن شخص منفتح الذهن مثلي يظلم هذا الدين و يستبعده بشكل سطحي و قد درست بتعمق كل هذه الأديان ؟

    و هكذا ذهبت للإمام مباشرة بعد انقضاء الصلاة و تحدثت معه - و كنت فظًا قليلاً (و قد اعتذرت له بعد سنوات) - فعرض علي الحديث عن الإسلام , و عرض علي بعض المطويات , و لكنني قاطعته بشكل حاسم و سألته :

    " هل لديكم كتاب ؟"

    قال : " نعم لدينا كتاب , اسمه القرآن"

    قلت: "هل استطيع أن أقرأه ؟ هل هو بالانكليزية ؟"

    قال: " نعم , بالطبع يمكنك ذلك!" , و ناولني نسخة انكليزية للمصحف الشريف.

    و حاول أن يشرح لي عن القرآن , قلت له مقاطعًا :

    " أعطني الكتاب فقط , هو سيتحدث عن نفسه"

    و هكذا أخذت المصحف للبيت و شرعت في قراءته.

    الهداية للنور : قراءة كتاب المسلمين ثم التسليم لرب العالمين !



    ____________________________________________

    يتبع إن شاء الله ....

    أخوكم


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    13
    آخر نشاط
    28-04-2010
    على الساعة
    06:20 AM

    افتراضي رقم 10



    الهداية للنور : قراءة كتاب المسلمين ثم التسليم لرب العالمين !



    ذهبت إلى منزلي فرِحًا بغنيمتي , و بدأت قراءة "القرآن" ليلة الجمعة ؛ متشوقًا لمطالعة هذا الكتاب الذي لم أرى مثله من قبل.

    فتحت المصحف , و بدأت بسورة "الفاتحة" ؛ التي كانت كلماتها مألوفة لدي و تشابه بعض ما في الانجيل [ و للقرآن الكريم المثل الأعلى ] من صلوات الرب.

    ثم بدأت بقراءة سورة "البقرة" ثم "آل عمران" , و رأيت أسماءً أعرفها ؛ "ابراهيم" و "موسى" و "داود" و "عيسى" و "يحي" (يوحنا المعمدان) و "زكريا" و "مريم" , و هاتفت روحي : " أنا أعرف كل هذه الأسماء ! , لكن هناك أمر مختلف في هؤلاء الناس المذكورين في هذا الكتاب ! ".

    أولائك الأنبياء الذين قرأت عنهم في "الانجيل" تم تصويرهم في شكل مسيء و بائس يبعث على الأسى , هم نفس البشر الذين صورهم "القرآن" في أعلى مرتبه من الأخلاق و الفضائل ؛ كانوا قدوة تُحتذى لأنهم صدقوا و أخلصوا لرسالتهم و تعاليمهم , لذا لم يكن من الصعب اقتفاء آثارهم , فقد طابقت أقوالهم فِعالهم , [ عليهم السلام ] .

    مررت عبر كل هذه الأجزاء , و وصلت إلى قصة "عيسى" عليه السلام في سورتي "آل عمران" و "مريم" ؛ يغمرني الفضول ! , لأنني أردت أن اعرف رأي هذا الكتاب في ذلك الشخص بالتحديد.

    كان أجمل من أي شيء قرأته في "العهد الجديد" و أكثر عذوبة بمراحل عن أي قصة سمعتها سابقًا عن ميلاد المسيح "nativity story".

    أذكر بأن "معجزة تكلّم المسيح في المهد" كانت الشيء الوحيد الذي خلب لبّي و استحوذ على تفكيري !

    لم يتطرق الانجيل أبدًا لهذه الإشكالية , و أعني معضلة عودة "مريم" تحمل طفلاً و هي امرأة غير متزوجة و انكار القوم لهذا الشيء و اتهامها لها , لم يكن في "العهد الجديد" أي "دفاع" عنها أو تبرأة لها , بالمقارنة لدفاع "القرآن" عنها بواسطة ابنها عيسى المسيح الذي أيّده الله بأول معجزة , ألا و هي تكلمه في المهد صبيًا !

    هذا أمر خارق و معجز لا يمكن انكاره أو ضحده بأي حال من الأحوال !

    لا يمكنك انكار ما كانت عليه "مريم" من طهر و عفاف , و أنت تشاهد ابنها الرضيع يتحدث مدافعًا عنها و دافعًا عنها ظن السوء.

    قرأت القرآن كاملاً في ثلاثة أيام , و لكن منذ الليلة الأولى التي فرغت فيها من سورة "آل عمران" , كان قلبي قد هوى هذا الكتاب.

    لم أكن أعرف ماهو حال "المسلم" أو كيف يصبح الشخص مسلمًا أو ماذا يعني ذلك من الأساس , و لكني علمت بأنني أريد أن أصبح مثل هؤلاء الناس الذين يتبعون هذا الكتاب ,؛ أردت أن أكون مثل أولائك الناس الذين قرأت عنهم في هذا الكتاب.

    "هؤلاء ناس أود أن أهتدي بهديهم , هؤلاء هم الأنبياء"

    " هذا كاتب يرشِد و يهدي و بطريقة فيها تحدي لم أجد مثلها في أي كتاب ديني قَط !"

    عجِبت لهذه التحديات المباشرة الصريحة في "القرآن" !

    " إذا لم تؤمن بأن هذا الكتاب أصيل و صادق , فضعه تحت المِحَك !"

    " أختبر هذا الكتاب !"

    كان هذا أمر يصعقني بشده !

    " إذا لم تعتقد بأن هذا الكتاب من عندي , فقم باختباره ! و آتنا بشي من مثله !"

    كانت كل التشبيهات و الأمثال عن الرب منطقية و عقلانية جدًا , كانت مثل "إثنان زائد إثنان تساوي أربع" , لم يكن هناك أمر مثل "واحد زائد واحد زائد واحد يساوي ثلاثة" , أو "نار و ماء" أو غير ذلك من الحماقات و الأطروحات الغبية !

    القرآن مباشر و صريح و قاطع في تعاليمه , لذا خشع قلبي للإسلام و بكت عيني عندما قرأت هذا القرآن !

    بكيت كثيرًا في تلك الليلة التي قرأت فيها القرآن !

    كنت أبحث طويلاً عن تلك الحقيقة و قطعت كل هذا الطريق , و هذه الحقيقة على مرمى حجر مني !

    في الشارع المقابل لمنزلي !

    و هكذا ذهبت يوم الاثنين للمسجد لقبول الإسلام و سوؤال المسلمين "أين هم كل هذه الفترة ؟", و وجدته مقفلاً ( كان خارج وقت الصلاة).

    فعدت الى المسجد مرة أخرى يوم الجمعة , إذ كان بابه موصدًا في جميع زياراتي قبل ذلك , و تلفظت بالشهادة ولله الحمد.

    و أعتنقت الإسلام في ديسمبر 1998 .

    رسالة يوشع فتى محمد: فلنكف عن الإختباء و لنخرجهم من هذا التيه !



    _________________________________________

    لنا عودة إن شاء الله مع رسالة هذا المسلم الشامخ , و بها نختم القصة بالمغزى و الموعظة و العبرة !

    أخوكم


صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أحمد ديدات - ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد - مترجم لأول مره
    بواسطة shakalala2 في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-07-2011, 05:04 PM
  2. رجيم ينحف نصف كيلو في اليوم , 6 كيلو في شهر...رجيم روعه..رجيم سريع المفعول..افضل رجيم
    بواسطة مريم في المنتدى قسم العناية بالبشرة والصحة والجمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-06-2010, 07:49 PM
  3. رجيم ينحف من 6الى9 كيلو في الاسبوعين..رجيم سريع..رجيم صحي..رجيم روعه..اسهل رجيم...ارو
    بواسطة مريم في المنتدى قسم العناية بالبشرة والصحة والجمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-06-2010, 07:41 PM
  4. المصحف المرتل (جودة عالية): أحمد محمد سلامة (رواية حفص عن عاصم)
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-01-2010, 01:00 AM
  5. Why Josha Evans chose Islam? - English
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى English Forum
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-11-2009, 01:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans