الحمد لله وبعد :

مما يثار حول أسانيد الأحاديث أنها عبارة عن رجال وتراجمهم نابعة من المسلمين أنفسهم , فكيف نصدق بأنهم حقا أمناء في النقل و وعدول كما تقولون

مما تبين لي من أوجه الرد على هذه المسألة :

أولا : إعجاز القرءان : فلو كان أولئك العلماء غير صادقين لما بقيت سمة الإعجاز على القرءان بل قد غيروه وبدلوه كما فعل أحبار اليهود وعلمائهم حيث حرفوا التوراة وبدلوا معانيها , فبقاء القرءان معجزا يدل على صدق نقل أولئك العلماء رحم الله الميت وحفظ الله الحي - .

ثانيا : لو كان العلماء ورواة الأحاديث كذبة وغير أمناء لكان في الاآيات القرءاينة والاحدايث النبوية ما يحض على تقديس العلماء ورفعهم إلى مراتب لا يجادلون فيها ولا يعترض عليهم بينما لو قرأنا الآيات القرءانية لوجدنا :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59]

فلو أرادوا الشهرة والرئسة لأضافوا مثلا : والعلماء أو لا تعترضوا لع ىلالعماء فيما يقولون وما أشبه ذلك .

وكذلك قوله - تعالى - :"قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران : 32]

وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران : 132]

فلماذا لا نجد لفظة أطيعوا العلماء ؟ فلو كانوا يريدون جاها أو رئاسة وغير صادقين في نقولهم لوجدنا أيات كثيرة تحض على تقديسهم فأين تلك الآيات ؟

ثالثا: ممما يبين صدق أولئك العلماء أنهم يتصدون دائما لحملات التشويه ضد الإسلام أو تحريف القرءان أو ظهور فرق ضالة ويكون النصر حليف أولئك العلماء بل قد يؤيدهم الله - سبحانه - بكرامات , وتظهر حجتهم على حجة خصومهم فلو كانوا غير صادقين لوجدنا منهم فتورا في الدفاع عن دينهم والذب عنه .

رابعا: لو كانوا غير صادقين في نقلهم فلماذا يقسمون أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صحيح وضعيف وقد تجد في الاحاديث الضعيفة بعض المعجزات للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلماذا كل هذه المشقة والتعب ما دام أنهم غير صادقين فالأمر سيان سواء حرفت انت أو حرف غيرك فلا تتعب نفسك مادمت غير صادق فلما قام علماؤنا بهذا الجهد المضني والشاق للحفاظ على السنة والقرءان تبين انهم صادقون حقا في نقلهم ودفاعهم عن الدين الحق .

خامسا : تحمل المشاق في سبيل حديث واحد أو التأكد من فتوى معينة او الإلتقاء بعلماء آخرين للإستفادة فهل يوجد هذا في غير ملة الإسلام ؟

هل يسافر نصراني مثلا لأخذ دينه والتتلمذ على يد أخرين ؟
هل يتحمل المشاق في سبيل كتابه ؟

أنا لا أتكلم على عصر الطائرة الآن بل أتكلم على عصر الجمال والمشي على الأقدام .

سادسا : كل من ينكر أن علماءنا غير صادقين في نقولهم فعليه الدليل وأنا أسأله هذا السؤال :

لما ألف علماؤنا كتب الرجال كالميزان مثلا , وتهعذيب التهذيب , وكتب الضعفاء لماذا لا نجد كتبا ترد على كتب الرجال ؟
يعني أين مؤلفات النصارى القديمة في التحذير من رجال الإسلام حتى لا يغتر به اللاحق من النصارى ويكون لديه الحجة ليس مجرد جعجعة كما نسمعها الآن ؟

يعني مثلا نجد :"التبيان في بيان صعف رجال الميزان" للقس فلان
أو:"تحفة يسوع المجيب في الرد على تهذيب التهذيب" للقس علان مثلا

لماذا لا نجد تلك الكتب ؟ أليس هذا تفريط من علماء النصراى في هذا الجانب ؟



هذا ما تبين لي من اوجه الرد ومن لديه إضافة فلا يبخل علي بها فالبحث في أوجه الرد مازال متواصلا خاصة لمن لديه مراجع غير إسلامية في مدح علم الحديث عند المسلمين من باب :"شهد شاهد من أهلها".


أحمد..