ردا علي الدكتور ناجي :

المسيح رسول من بني اسرائيل أرسل لليهود فقط وليس لكل العالم


* محمود خليل


طلب منا الدكتور ناجى فى تعليق له على مقالنا "حول اللاهوت المسيحى: أسئلة محيرانى, تبحث عن إجابة؟" أن نبرهن له على أن عيسى عليه السلام أرسل لليهود فقط أي أنه كان نبيا لـ " بني اسرائيل" ولم يكن رسولا للبشرية كافة ولهذا فإن ما يقوم به المسيحيون والمنصرون من نشاط تنصيري بين الأمم مخالف لرسالة المسيح وكان يجب على هؤلاء المنصرين توجيه نشاطهم التنصيرى إلى اليهود فقط.



وردا علي الدكتور ناجي أخي في الوطن فإنني سأحاول هنا أن استجيب لرغبته واطرح عليه رؤيتي وأدلتي التي طالبني بها إثراءا للنقاش والحوار العلمي المفيد النافع وأرحب بأي رد علي كلامي إذا كنت مخطئا.



وأقول له : إنه بدلا من قصر رسالة المسيح علي بني إسرائيل فقط وجدنا مساعي لفرض المسيحية علي باقي الشعوب تبعا للعقيدة المسيحية التي وضع أسسها بولس (اليهودى ) وحولها إلى عقيدة تؤمن بالثالوث لتتلائم مع العقائد الوثنية التي كانت رائجة في عهده .



وكان ذلك محاولة لجعلها تتوافق مع العقيدة الرومانية من اجل أن تتبناها الإمبراطورية الرومانية, وتم فرضها على جميع الشعوب التي خضعت للاحتلال الروماني ومن ثم حادت عن المسار التوحيدي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى رسوله عيسى عليه السلام أن يبلغ به بني إسرائيل.



ومع مرور الأيام تحولت تلك العقيدة إلى أهداف سياسية واتخذت أسلوبا لصرف الناس عن عبادة الواحد الأحد وصار التنصير هدفا لتلك القوى السياسية الهادفة إلى نزع التوحيد من قلوب الموحدين رغبة فى بسط نفوذهم على هذه الأمم.



والأدلة من الإنجيل تؤكد ما ذهبنا إليه فجميع النصوص الواردة فيه تفيد شيئا واحدا فقط وهو أن المسيح كباقى الرسل من قبله أرسل إلى قومه فقط والدليل فيما يلى:



"وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ". متى 1عدد 20-21



إن قول الملاك : "يخلص شعبه" فيه الدليل على خصوصية دعوة المسيح لليهود فقط.



والمتتبع للأناجيل يجد أن دعوة المسيح عليه السلام قاصرة على الشعب اليهودي فقط ، بل إن البشارة بمجيئه قبل مولده تشير إلى أن رعايته ستكون لشعب اليهود فقط "وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ متى 2عدد 1 ، وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». متى 2عدد 6



فقوله "يرعى شعبي إسرائيل" إشارة واضحة أن دعوة المسيح ستكون لشعب اليهود فقط .



لما جاء الملاك إلي السيدة مريم العذراء وبشرها بولادة يسوع أخبرها بأنه يكون على بيت يعقوب:" فقال لها الملاك : لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله ، وها أنت ستحبلين ابناً وتسمينه يسوع. . ويعطيه الرب كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد" لوقا 1 : 30



اختار المسيح اثني عشر تلميذاً ليكونوا تلاميذه وأحباءه ومساعديه في نشر دعوتــه وكان اختياره لهم من بين اليهود أنفسهم، وينقل ذلك إنجيل متى في محاورة بين المسيح وبين أحد تلاميذه وهو بطرس "فأجاب بطرس حينئذ وقال له : ها نحن قد تركنا كـل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا ؟ فقال يسوع الحق أقول لكم أنكم أنتم الذين تبعتموني فـي التجديد ، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشـر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر" متى 19 : 27



فالمسيح يقول لهم إنهم يدينون أسباط إسرائيل فقط ، ولم يقل لهم أنهم يدينون شعوب العالم، وهذه كناية أو إشارة إلى أن رسالته وهم من بعده قاصرة على شعب اليهودية المتفرع من أسباط الاثنى عشر .



َهؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. متى10عدد 5- 6



وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ. متى 10عدد 23



إن المسيح عليه السلام عندما أرسل تلاميذه لينشروا دعوته بين اليهود كرر لهم الوصية أن يقصروا الدعوة على اليهود ، بل وحذرهم من دخول مدن الأمم الأخرى، ولو كانـوا جيراناً لليهود تأملوا معي هذه النصوص من الانجيل :



«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. متى 5عدد 17-19



لما بدأ عيسى عليه السلام الدعوة إلى الله ، أعلن أنها قاصرة على بني إسرائيل ولا تمتد إلى غيرهم لذلك قال للمرأة الكنعانية فى متى 15عدد 24-26«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». وأما المقصود بالكلاب فهم الكنعانيون كما أن "إلا" هي أداة للحصر، حصر بها المسيح رسالته فى الشعب الإسرائيلي.



وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ. متى 19عدد 1-2



فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. متى 19عدد 27-28



وحتى عندما رفضت أورشليم رسالة المسيح ناجاها بكلام يستفاد منه أن رسالته هي لشعب اليهود الذي كان مستعمراً لمدينة القدس وقتئذ: "يا أورشليم يا أورشليم .. يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" متى 37 : 23



وقد يرى البعض بأن دعوة المسيح دعوة عالمية بالنص الوارد في إنجيل متى إصحاح 38 "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" ولكنهم تناسوا أن هذا النص معارض بنصوص أخرى والتي ذكرناها سابقا، وذهب بعض المحققين إلي أن هذه العبارة أضيفت بإنجيل متى فى فترة لاحقة كما أنها لم تذكر في بقية الأناجيل.



كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود: فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ». متى 27عدد 11



كان معروفاً عند الناس أنه نبى اليهود وبنى إسرائيل: وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» متى 27عدد 29



وكتبوا فى علة المصلوب الذى ظنوه يسوع: وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ». متى 27عدد 37



وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: «خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا». إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ! متى 27 أعداد 41-42



وقوله أيضا فى قوله فى متى 28عدد 18-19: "فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.



وهذ النص يناقض كل النصوص المذكورة، ويُثبت أنه كان فى حياته متعصباً لليهود، وأنه لم ينزل لخلاص البشرية من خطيئة آدم وحواء، كما تدعون، بل لخلاص اليهود وإهلاك غيرهم، وهذا ينافى عدل الإله.



ولو كان نبياً أمره إلهه بخلاص البشرية ولم يفعل فى حياته ولم يبشر إلا اليهود لوجب قتله لأنه عصى الله ولم يفعل ما أُمِرَ به. إذا فهذه النصوص تنفى كذلك كون عيسى عليه السلام إلهاً.



كما تنفى وجود الثالوث المقدس من ناحية أخرى، لأن لو هناك اتحاد بين الثلاثة لما كان هناك داع للكلام عن هذا الإتحاد ، لأنه بكونه متحد فهو واحد ، فلا داع للكلام عن المكونات الأساسية لهذا الإله.



ومن ناحية أخرى فلو كان هناك اتحاد لما قال "دُفِعَ إلى"، لأن الدافع غير المدفوع له، ولجاز القول بأن نقول: باسم الابن والأب والروح القدس أو نقول: باسم الروح القدس والابن والأب.



فلو اتحد الناسوت باللاهوت لأمكنهم عبادة يسوع فى حياته كناسوت، لأنهم على زعمهم لا ينفصلان.اي الناسوت واللاهوت وهذا لم يحدث وكيف يرسلهم إلى العالم أجمع، لو كان قد قال لهم كما فى متى 10عدد 23: وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.



أضف إلى ذلك وجود تلاميذه فى كل حين فى الهيكل، يسبحون الله ويمجدونه ويعلمون الناس، حتى بعد قيامته -على زعمهم-: كما جاء فى لوقا 24عدد 53 : وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.



حتى بعد أن امتلأوا من الروح القدس: وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وابتدءوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. أعمال 2عدد 1-4



وكما جاء أيضا فى أعمال 2عدد 14 و 22: فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي. .. .. .. .. .. «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ., فقد كانوا إذا فى أورشليم وكانوا يُخاطبون اليهود فقط.



وكان عيسى أو يسوع رجل وليس إلها يصنع العجائب والآيات بقدرة من الله الخالق سبحانه وتعالى وهذا تأكيد على أن عيسى بشر أرسل من قبل الإله الله سبحانه وتعالى.



وجاء فى أعمال 2عدد 46 : وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وفى أعمال 3عدد 1 : وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ. وفى أعمال 4عدد 1-3 : وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.



وفى أعمال 5عدد 12-13 وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ.



وفى أعمال 5عدد 17-21 فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: «اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ». فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ.



ونجد فى أعمال 15عدد 2-4 فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. .. .. .. وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ.



وهناك أمثلة وأدلة عديدة على أن أمر عيسى عليه السلام لتلاميذه كان التدريس لبنى إسرائيل وإعلامهم باقتراب ملكوت الله، وألا يبرحوا أورشليم، وكذلك التزم التلاميذ بتعاليم سيدهم ونبيهم عليه السلام.



لا يهتم كتاب الإنجيل بتسجيل أن عيسى عليه السلام كان يعيش وفقا للمبادىء التي كان يعلنها طوال حياته وأن المسيح لم يتجه بدعوته إلى شخص واحد من غير اليهود حيث صد عيسى عليه السلام امرأة كنعانية فينيقية سورية غير يهودية رافضاً أن يمنحها أي شيء من البركة التي كانت تلتمسها عنده من أجل شفاء ابنتها من المرض.



كما ورد ذكر ذلك في إنجيل مرقس 7/26 ثم قال: "من هناك ومضى إلى تخوم صور وصيداء ودخل بيتا وهو ألا يريد ألا يعلم أحد فلم يقدر أن يختفي لأن امرأة كان بابنتها روح نجس سمعت به فأتت وخرت عند قدميه وكانت المرأة أممية وفي جنسها فينيقية سورية" فسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها وأما يسوع فقال لها دع البنين أولا يشبعون لأنه ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب" ويقصد بالكلاب المرأة وكل من ليس من جنس اليهود، وأما البنون فيقصد بهم من كان يهوديا.



أثناء الاحتفال بعيد الفصح في أورشليم عندما كان عيسى عليه السلام مجتمعا مع تلاميذه للاحتفال بهذه المناسبة، سعى بعض اليونانيين للاجتماع إليه طلباً لمعرفة توجيهاته الروحية ولكن المسيح امتنع وأعرض عن الترحيب بوجودهم.



ويروى ذلك إنجيل يوحنا، بقوله: "وكان أناس يونانيون من الذين صعدوا ليمجدوا في العيد فتقدم هؤلاء على فيلبوس الذي من بيت صيدا الجليل وسألوه قائلين يا سيد نريد أن نرى يسوع فأتي فيلوبس وقال لاندراوس ثم فيلبوس وأنداروس ليسوع" ولا تدل الرواية بعد ذلك على أي ترحيب باليونانيين. يوحنا 122/ 20-22.



ويؤيد الكتاب المسيحيون الاتجاه بأن المسيح ما أرسل إلا لبني إسرائيل:



فقد جاء في دائرة المعارف البريطانية أن أسبق حواري المسيح ظلوا يوجهون اهتمامهم إلى جعل المسيحية ديناً لليهود، وجعل المسيح أحد أنبياء بني إسرائيل إلى بني إسرائيل.



ويقول دين إينج أن عيسى كان نبياً لمعاصريه من اليهود، ولم يحاول قط أن ينشىء فرعاً خاصاً به من بين هؤلاء المعاصرين، أو ينشىء له كنيسة خاصة مغايرة لكنائس اليهود أو تعاليمهم .



يقول عبد الأحد داود - في كتابه الإنجيل والصليب -: فها أنذا أقول لهؤلاء المسيحيين الذين يبلغ عددهم الملايين وهم ليسوا من الإسرائيليين: انظروا، إن مسيحكم لم يعرفكم قطعاً ولم ينقل عنه أنه قال عنكم حرفاً واحداً، بل إنه سمى غير الإسرائيليين كلاباً …. أتعلمون ماذا أنتم حسب شريعة موسى؟ إن الذين لم يختتنوا إنما يعدون ملوثين نجساً.



يضيف في تعليقه على قصة المرأة: المسيح لم يكن ليفدي أحداً بحياته، بل لم يكن يسمح بتقديم قلامة من أظفاره هدية للعالم، فضلاً عن أنه لم يتعهد للروس والإنجليز والأمريكيين بالنجاة، لأنه لم يعرفهم....



فكما كانت رسالته خاصة في بني إسرائيل، فإن خلاصه خاص ببني إسرائيل بدليل اشتراطهم الإيمان به لحصول الخلاص، وهو أمر لا دليل عليه حيث أن صلب المسيح وموته لا علاقة له بإيمان هؤلاء أو كفرهم.



والإصرار على نجاة المؤمنين فقط يجعل تجسد الإله نوعاً من العبث، فهو لم يؤد الدور الذي بعث من أجله، إذ أن عدد المؤمنين بمسألة الفداء أقل بكثير من المنكرين.



ويرد هنا سؤال: ما معنى قول بولس وهو يخاطب نصارى أهل كورنثوس فيقول: « إنه يتضايق لأجل خلاصهم » كورنثوس 2- 1/6 ، والمفروض أنهم قد خلصوا ونجوا فمم يخاف بولس عليهم ؟.



إذا لقد كان المسيح عليه السلام معروفاً عند الناس بأنه نبى اليهود وبنى إسرائيل ليس إلا . . . والنصوص السابقة فيها رد واضح على كل دعوى تقول: إن المسيحية دين عالمي، وإن التنصير ركن من أركان المسيحية.



إن التوراة نزلت باللسان العبراني والإنجيل بالرومي، فالنصارى كلهم مخطئون في إتباع أحكام التوراة، فجميع فرقهم لا يعلمون هذا اللسان إلا كما يعلم الروم اللسان العربي بطريق التعليم، والمسيحيون فى مصر والحبشة وأوروبا مخطئون في إتباعهم التوراة والإنجيل، فلو لم ينقل هذان الكتابان ويترجما بالعربي فلم يفهم مصرى، ولا حبشي، ولا رومي شيئا من التوراة، والإنجيل.



يقول تعالى : {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} دليل على أنهم على الباطل، فإنهم لو كانوا على الحق ما احتجنا للجدال معهم، فهي تدل على عكس ما يقولون، وقوله تعالى: {إلا الذين ظلموا منهم} المراد من طغى منهم، فإنا نعدل معه عن الدليل والبرهان إلى السيف، وأمره تعالى لنا بأن نؤمن بما أنزل على أهل الكتاب صحيح، ولكن أين ذلك المنزل الصحيح الذى لم ينله التحريف من حذف وتعديل وإضافة؟



يا دكتور ناجى أن الكارثة تكمن فى شيئين الأول الكنيسة والثانى المسيحيون.



أما بخصوص الكنيسة فهى تطلب من المسيحيين أن يتركوا عقولهم على باب الكنيسة حيث يتمكن رجالها من صب الأفكار التى يريدونها فى أدمغة المسيحيين ودون نقاش لأنهم هم أيضا ليسوا مقتنعين بما فى الإنجيل ولا يستطيعون مناقشته وليس لديهم القدرة على الإجابة عن ما يثار حول المسيحية ونتحدى أن أجاب أحد من رجال الكنيسة على الأسئلة التى طرحناها فى مقالنا المشار إليه سابقا (تساؤلات حول اللاهوت المسيحي : اسئلة محيراني ) أو تتهم بالهرطقة إن سألت أحدهم هذه الأسئلة ويطلبون رقبتك فداء للمسيح.



أما المسيحيون فهم لا يفكرون ولا يقرؤون الإنجيل ولا يناقشون رجال الكنيسة خوفا ورعبا من المصير المجهول الذى ينتظرهم إن هم أعملوا عقولهم, والدليل أنت يادكتور ناجي فلو كنت قرأت إنجيلك لتوصلت إلى ما توصلنا نحن إليه, ولو كنت قرأت بتمعن المقال السابق لكنت وجدت الإجابة على سؤالك وقد رددنا عليه فى التعليقات.



ولكنها كانت فرصة للتوسع فى شرح هذه المسألة التى تشرح وتبين بوضوح أن عيسى عليه السلام أو المسيح لم يكن سوى نبى من بني إسرائيل أرسل إلى قومه من اليهود وأنه لم يؤمر بتبليغ رسالته إلى باقى الأمم وأن المسيحيين الأوائل أصولهم يهودية وأن اعتناقهم لليهودية أو المسيحية الحقة خير لهم من عقيدتهم تلك التى تؤمن بالثالوث.



أمنيتي عليك يا دكتور ناجى أن تطبع الأسئلة أنت وغيرك من المسيحيين وتعرضها على رجال الكنيسة وبعدها تخبرنا بالإجابة التي سيجيبون بها علي أسئلتنا أو تنقل لنا بصدق وصراحة تامة ما حدث بينك وبينهم, وماذا كانت تعليقاتهم.



والهدف من مقالي هذا يا دكتور ناجى أن تتأكد أن التنصير الذي تقوم به الكنيسة وبتشجيع منها ومن الفاتيكان وكنائس أوروبا وأمريكا مخالف لتعاليم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام, فإذا كنتم تحبون المسيح عليه السلام بالفعل فلتفعلوا ما أمركم به.وان تتوقفوا عن التنصير وانفاق مليارات الدولارات من جانب الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس علي هذه المخططات التنصيريه عبر العالم .



وأنا في انتظار ردك علي ما ورد في هذا المقال حتي نثري الحوار العلمي فيما بيننا باعتبارنا شركاء في وطننا العزيز مصر

http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=347632