السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
على الرغم من مكر الليل و النهار الذي يدعو المسلمين إلى دار البوار فقد جاء الدعاة إلى الله من أهل العلم وطلابه على قدر ففاجأو مصانع الضلالة ومراكز الغواية التي تعيش في ديار المسلمين سفادا وتعيث في أرضهم فسادا لأن هذه الطفيليات نقلت نقطة ارتكازها نهائيا أو كادت إلى دائرة المدنية الصليبية اليهودية وظنت ظن السوء أن الأمة قد أزمعت أن تخرج من الإسلام....ولن تود.
ولكن هؤلاء أغفلو حقائق كثيرة لا تسير بتوجيهاتهم ولا تقع في دائرة حساباتهم لأن الله جعل في آذانهم وقرا أن يسمعوه وعلى قلوبهم أكنة أن يفقهوه وعلى أغينهم غشاوة أن يبصروه.
1-أغفلو بادىء بدء أن الأمر لله من قبل ومن بعد وليس لهم أو لغيرهم من الإنس والجن. قال جلا وعلى( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) وقال جلا ثناؤه(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) وقال تبارك وتعالى(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ )
والله سبحانه كتب لهذا الدين البقاء في الأرض رغم كيد الأعداء ومكرهم فأخبر جل جلاله(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )
وهذا يقتضي أن يبقى فئام من المسلمين قائمين على أمر الله لا يضرهم كيد الأعداء حتى يأتي الله بأمره
2-أن عامة المسلمين قد صحبو هذا الدين قرونا كثيرة قبل أن يحاول المرجفون بث سموم الصليبية و اليهودية والإلحاد في ديار المسلمين.
فإذا غفل المسلمون عن دينهم فترة فإنما هي سحابة صيف عما قليل تنقشع عندما يذهب مفعول التخدير الذي حقنت به الأمة الإسلامية.
وهذا يستلزم أن لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة على الناس يقول الحق ويوضح السبيل ويبين الدليل.
3-أغفلو أ، هذا الدين هو دين الحق والحق يمكث في الأرض لأنه ينفع الناس والبقاء للحق لأنه الأقوى والأصلح ولتعلمن نبأه بعد حين.
وهذا يستلزم بقاء طائفة من المسلمين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم لأن هذه الأمة المرحومة لن تجتمع على ضلالة