الاسماء . الخالدة . الباقية


فوق رمال ساحل البحر، سجّل الطفل هشام اسمه بعصا صغيرة،
ثم أطلق ضحكة وأخذ يركض فرحاً..
وحينما عاد إلى الساحل في اليوم الثاني وجد اسمه وآثار أقدامه قد امّحت وزالت..
حزن هشام بادئ الأمر، وجلس يتطلّع إلى البحر الواسع أمامه.. ولكن موجة اقتربت منه.. لامست قدميه.. ضحكت وقالت:
لا تحزن، هكذا نحن..، نمحو ما يسطره الأطفال على الرمل، لكن اذهبْ واكتبْ اسمكَ في مكان لن تقدر الأمواج ولا الأيام أن تمحوه..
بقيت هذه الكلمات ترنُّ في ذاكرته، وتساءل:
أين أكتب اسمي فلا تقدر الأمواج ولا الأيام أن تمحوه؟!
في يوم ما زار مكتبة.. وراح يتصفّح عناوين الكتب وأسماء الأدباء والعلماء على غلافها.. ولمعتْ كلماتُ تلك الموجة في رأسه.. ابتسم وهمس:
((هنا فوق الكتب تبقى الأسماء خالدةً لم يستطع أحدٌ أن يمحوها..))..





منقول