عجائب الأيام بين نهاية النعمان ونهاية صدام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | كاهن يعلنها بصدق من داخل الكنيسة : الإسلام أكثر منطقية من المسيحيّة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | إجابة عن سؤال : من نسب لله الصّاحبة و الولد ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Moses PBUH in the river » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | قـُــرّة العُــيون : حلقة 01 » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

عجائب الأيام بين نهاية النعمان ونهاية صدام

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: عجائب الأيام بين نهاية النعمان ونهاية صدام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    23-04-2017
    على الساعة
    07:27 AM

    عجائب الأيام بين نهاية النعمان ونهاية صدام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عجائب الأيام بين نهاية النعمان ونهاية صدام
    (ونلك الأيام نداولها بين الناس)
    الأرض هي الأرض .... أرض العراق .... أرض النعمان وأرض صدام.
    أرض الشدة والقسوة منذ فجر التاريخ ... أهل هذه الأرض هم الذين كانوا أشد الأقوام موقفًا من نبيها: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) الأنبياء،
    وأيضًا: (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) الصافات.
    - كان النعمان بن المنذر آخر ملوك المناذرة يتصرف بلا حدود ....
    ولا يخشى أن يأتي عليه يوم يحاسب فيه على أي فعل من أفعاله ....
    فكان له يوم نحس يقتل فيه أول الداخلين عليه في ذلك اليوم بلا ذنب ....
    وكان له يوم سعد؛ يكرم فيه أول الداخلين عليه في ذلك اليوم ويقربه إليه ولو كان لا يستحق التقريب والإكرام ....
    وينسى أنه عُيِّن بقرار من كسرى .... وبقرار منهم يزيله عن عرشه ....
    فقد بدأ حياته بظلم ذوي القربى .... ثم انتهت حياته بالتضحية بنفسه من أجلهم ....
    أراد أن تسلم عاصمته من دخول الفرس لها وتدميرها وإهانة أهلها ....
    فلبى دعوة كسرى إليه وهو يعلم أن فيها نهايته .... فلم تسلم بلده من بعده، وشرد قومه ....
    وعين عليهم من له ثارات عند آل النعمان وعند أهلها، ومن كان أطوع لكسرى من سلفه....
    لقد كان النعمان حبيس القرار الفارسي على أرض العراق ....
    وانتقل مجبرًا من عزه في عاصمته الحيرة العربية العراقية ....
    إلى الحبس والقتل في "المدائن" العاصمة الفارسية على أرض العراق أيضًا.
    وفي المقابل كان صدام يتصرف من غير خشية أن يحاسب على فعله في يوم من الأيام على أرض بلده وترابها....
    وبدأ حياته بظلم لذوي القرب وإعدام واغتيالات لعلماء السنة قبل علماء الشيعة ....
    ولم يسلم منه أقرباؤه وأصهاره، وأقرب المقربين له.... وإن كان بعد التسعين توجه إلى الإسلام وغير كثيرًا من سياسته تجاه الإسلام، بعد أن انقلب عليه من وثق بهم، وأرادوا رأسه، وخيرات بلده، ورأى عجز أمته العريضة عن نصرته، ولو كان محقًا في فعله ....
    فكثر بناء المساجد، ومنعت الخمر، ونظف الأحياء من بنات الهوى وطلابهن .... وفتحت المراكز لحفظ القرآن الكريم ..... وفرض على كل بعثى حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن وأداء الصلوات الخمس في المسجد .... ورفع حصص الدين من حصة واحدة في الأسبوع إلى حصة كل يوم ....
    - كلاهما قضي على سلطانه جهات خارجية، وليس بأيدي قومه أو بأيدي من ظلمهم ....واشترك الفرس في نهاية كل منهما وإن اختلف اللباس عندهم ....
    فالنعمان قتل بعد سجن كسرى له ...
    وصدام قتل بعد سجن الأمريكان له ...
    - النعمان كان تابعًا لكسرى وبيده قرار عزله وتغييره.... وسلطوه على الجيران وذوي القربى ...لكنهم كانوا يخشون نتائج عزله وهو بين جنده وصنائعه .... فطلبوه بعيدًا عنهم.
    وصدام قد قيل فيه الكثير في ولائه، فبعضهم يصف ولاءه لأوروبا وعلى رأسها بريطانيا التي لم تستطع الدفاع عنه وتثبيت حكمه فتخلت عنه أمام إصرار أمريكيا وقوتها ....
    وما مشاركتها للأمريكان في غزو العراق إلا لأهدافها الخاصة، وتوريطًا لهم في العراق، ومساعدة فئات ترتبط بها... لتحافظ أو تجد لها وجودًا فيه، وحنينًا إلى ماضيها الاستعماري.
    والكل يذكر عندما أعلنت الأمريكان مقتل صدام في حي المنصور .... نفته بريطانيا بعد إعلان الأولى مباشرة .... مما يدل على مدى اطلاعها على أوضاع لم تكن أمريكيا قادرة على الاطلاع عليها.... وتساءل الكثير من حذر صدام ليفارق المكان قبل دقائق من قصفه، وعرف توجه الطائرات الأمريكية إلى مكانه....
    ولذلك اتهم بوش أوروبا بأنها السبب وراء قوة صدام ... وكانت تتجسس عليها لصالحه، فمنعتها واستبعدتها من المشاركة في حل قضايا الشرق الأوسط.... ولم يكن أمام أمريكيا إلا تدمير قوته ودولته للوصول إليه ...
    وقد تكشف الأيام في المستقبل أن تسليم صدام والكشف عن مخبأه كان صفقة بين بلير وبوش الذي زاره في بريطانيا مرتين متتاليتين قبل القبض على صدام.
    - النعمان قضى عليه الفرس وبمكر من مقربين من عرب في مجلس كسرى يريدون الانتقام من النعمان ويطمعون أن يحلوا محله....
    وصدام قضت عليه أمريكيا وبمكر ومعاونة من بعض فئات من أهل العراق، وبعض من جاورهم من العرب، وبمعاونة كانت خفية من إيران الفارسية، ثم صرحت بها، ليكون لها نفوذ قوي فيها، أو أن تدير البلد بسياستها الفارسية الشيعية.
    - النعمان رفض أن يزوج بنات آل النعمان لأولاد آل كسرى، واعتبر ذلك ذلاً وعارًا له ولكل العرب، لا يستطيع أن يرضى به ... وكان الموت أهون عليه من فعله .... فكان ذلك سببًا في تغير كسرى عليه، وإحضاره إلى عاصمتهم وقتله.
    وصدام رفض فتح بلاده لأمريكا .... لكنه قبل ببعض الشروط وطأطأ رأسه لبعضها لتمر العاصفة .... لكنه لم يطأطئ لها في كل شيء .... وكان يراوغ وانتظر طويلا تغييرًا في الظروف لعل يأت منها شيء لصالحه.... ثم آلت إلى الأمور إلى ما انتهت عليه ....
    - عرض النعمان نفسه على القبائل العربية ليضع عندهم حريمه وذخيرته وتحميه، فرفضت خوفًا من الفرس، وتخلت عنه إلا قبيلة بني شيبان التي حمت عرضه وانتقمت لمقتله ....
    وصدام تخلت عنه كل البلاد العربية في السر والجهر، وبعضها في السر لا في الجهر، خوفًا من معاداة أمريكيا لها ....
    - وزعت ذخيرة وسلاح النعمان على مقاتلي بني شيبان، وقاتلوا بها، وحققوا النصر في معركة ذي قار، وهزموا جيوش كسرى ومن معه من أتباعهم، وصنائعهم من العرب، وانتقموا بسلاح النعمان لمقتل وإذلال النعمان.... وكانت بداية وتراجعًا لدولة الفرس حتى جاء الإسلام بعد عشر سنين وقضى عليها .... وكان بنو شيبان هم أول من تجرأ من العرب على الفرس ... فصمدوا أمامهم على ضعفهم وقلة عددهم وعدتهم، فهزموهم في ذي قار .... حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اليوم انتصف العرب من العجم" وهم أيضًا أول من فتح جبهة العراق بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني، وأمده أبو بكر رضي الله عنه بالجيوش حتى حررت العراق بقيادة خالد بن الوليد وبعده جاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما حتى زالت دولة فارس ....
    وصدام وزع السلاح والذخيرة على شباب شعبه، وبها يقاتلون القوات الأمريكية، ومن يتولاهم، وقد أوصلوا القوات الأمريكية إلى حالة ليس لهم إلا الانسحاب والخروج من العراق ....
    - ارتبطت هزيمة الفرس بذي قار في جنوب العراق التي سميت بذلك لكثرة وجود القار(الزفت) في أرضها وهو أحد مشتقات البترول التي كانت تتسرب من باطن الأرض فجاء الفرس إلى هذه الأرض لتكون فيها أول هزائمهم أمام العرب قبل الإسلام وبعده .
    وأمريكيا جاءت إلى العراق طمعًا في بترول العراق المتكدس في جنوب العراق، والذي يقال فيه أنه آخر بترول سيكون في الأرض، وأن عمر استخراجه سيطول ويكفي أمريكيا المائة والخمسون عامًا القادمة.
    - أذهب بنو شيبان في معركة ذي قار هيبة الفرس من نفوس العرب، وخاصة عرب العراق وما جاورها، وكانوا هم أول من تجرأ عليها في بداية الفتوحات الإسلامية حتى انتهت من الوجود.
    والشباب المجاهدون في العراق والرافضون للوجود الأمريكي؛ قد تجرؤوا على القوات الأمريكية، وأذهبوا هيبتها من نفوس العرب والمسلمين، والأمر في ازدياد وتطور وجرأة عليهم، وإذا خرجت أمريكيا من العراق فلن تجرأ أن تدخل بجيشها في أي بلد عربي آخر، ولن يسمح الشعب هنالك لحكومته التورط مرة ثانية .... وحال من وقف معها من عرب العراق وغيرهم هو حال من وقف مع كسرى وظن أنه القوة التي لا تقهر فكانت الهزيمة لهما معًا.
    - ونهاية صدام إن كان قتله ظلمًا فهو شهيد، لأنه أتي بيد أعداء هذه الأمة الذين كرهوا الإنجازات التي أنجزها لشعبة فدمروها ولم يبقوا منها شيئًا.
    وإن كان قتل على ظلمه فيما سبق ففي قتله تكفيرًا عن ذنوبه وتطهيرًا له قبل أن يلاقي ربه.
    فعلى كلا الأمرين هو انتصار له، وهدية منهم له، وهو أحوج ما يكون لها بين يدي رب العالمين..
    لكنها نهاية صعبة على كثير من العرب والمسلمين .... وإن كانت تسعد كل من اكتوى بنار ظلمه.
    وأخرج قتله على أنه لم يقتل لأنه بعثي، ولا لأنه عراقي ظلم العراقيين، بل خرج على أنه انتقام شيعي لرمز من رموز السنة، وفي يوم عيد الأضحى للسنة وليس في عيد الشيعة، وبأيدي شيعية، ولا ندري هل كان الحبل الذي شنق به مقدم من دولة شيعية أيضًا .... حتى السنة الذين حقدوا على صدام بيض الإعدام والمخرج الذي خرج به الإعدام صفحته لديهم، وأكبروا فيه شجاعته ورباطة جأشه، وأنه لم يذل العرب والمسلمين السنة بتلك الشجاعة وعدم خوار القوة، والابتسام للموت، والاستهزاء بالجلادين، ونطقه بالشهادة الشرعية المقبولة عند رب العالمين .... وأحس الجميع الذي امتلأت قلوبهم غيضًا بأن بلوى العراق ومصيبتها هي في الشيعة قبل الأمريكان .... ولا ندري إلى أي درجة ستصل عواقب هذا الأمر بعد ذلك في المستقبل ....
    - وكلا قتل النعمان وصدام حدثا في زمنين فيهما استخفاف واحتقار كبيرين للعرب .... وضعف شديد منهم، وتفرق وتباعد بينهم كبير، وولائهم للقوى الكبرى وليس لأنفسهم وعقيدتهم ....
    - فعسى قدر الله أن يتكرر بعد مشهد مقتل صدام بالخنق بأن يتوحد العرب ويعلوا الإسلام فيهم وأن يبلغوا العز الذي بلغوه في زمن الخلافة الراشدة الأولى كما توحد العرب بالإسلام بعد مقتل النعمان بالخنق أيضًا تحت أقدام الفيلة في مشهد مذل أمام الناس وكان فيه استهانة كبيرة بكل العرب واستخفافًا بردة فعلهم .... وإن كان الاثنان واجها الموت بشجاعة ورباطة جأش.
    - لقد توقعت سقوط بغداد والعراق بأيدي الأمريكان اعتمادًا على فهم قوله تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ... (6) الإسراء، فلا يكون لهم ردة حقيقية حتى تسقط العراق بأيدهم، لأن من أزال العلو الأول لبني إسرائيل انطلق من العراق، والمتوقع أن ينطلق من يزيل العلو الثاني أيضًا من العراق .... ولكن الله تعالى سماها في الآية "الكرة، ولم يصفها بنصر أو هزيمة ..... ومعنى ذلك أن الحرب لن تتوقف، حتى يأتي زمن زوال العلو الثاني.....
    - وتوقعت بأن أهل العراق بعد السقوط سيلتقطون أنفاسهم من جديد، ويلموا شملهم في مقاومة طويلة .... كان ذلك قبل أن تعلن المقاومة بداية عملياتها ... قبل نهاية الأسبوع الأول من الاحتلال .... استنادًا إلى فهم الآية السابقة ....
    - وكذلك فإن سقوط بغداد هو بداية السقوط لأمريكيا ومن وراءها .... وأن نتائجها سيولد رأيًا قويًا لدى الشعب الأمريكي بالتخلي عن مشاكل العالم، والتخلي عن حليفتها إسرائيل خاصة التي كلفتها الكثير من الخسائر..... وما سيكون لهذا التخلي من أثر كبير على وجود الأخيرة في المستقبل.
    - وتوقعت رجوع الإسلام بقوة إلى العراق بعد تغييبه عشرات السنوات في زمن النظام السابق.
    - وتوقعت أن يحل بأهل العراق ظلم شديد، وإهانات كبيرة تملا قلوبهم غيظًا، وحقدًا شديدًا على من كان سببًا فيما حل بالعراق من أجلها؛ ويفهم ذلك من قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ (7) الإسراء.
    - ولما وصف صدام الأمريكان بأنهم التتار الجدد، وبأنهم سيهزمون على أبواب بغداد .... تمنيت ألا يكون قد قالها .... فالتتار دخلوا بغداد ولم يهزموا على أبوابها، ودمروا حضارتها وكتب السنة فيها ... وقتلوا الخليفة وأولاده بترتيب من ابن العلقمي الشيعي .... وهذا ما حصل لصدام وأولاده .... ولبغداد ولأهل السنة فيها.... إلا أن التتار لم تدم لهم قوتهم .... وبدأ تراجعهم بعد سنوات قليلة وبعد هزيمتهم في عين جالوت فانتهى أمرهم في المنطقة كلها.... وصاروا خبرًا بعد عين.
    - ولما دخل الأمريكان قصر صدام وجدوا مصحفه مفتوحًا على سورة الحجر .... أحسست أنه فال غير حسن له، وأنه سيحجر عليه ......... وقد كان الذي كان....
    - فهل بعد كل هذا يتحقق نصر مثل النصر في ذي قار ...... ثم يتبعه فتح ونصر ووحدة وعز أعظم بعد عشر سنين .... قد ينظر إليها مدة طويلة ... لكنها تمر في عمر الأمم سريعًا وإن سبقتها معانات وشدة كبيرتين...
    - لقد نشر أحدهم على الإنترنت مؤلفًا باسم "نهاية أمريكيا وإسرائيل في عام 2001م" بعمليات حسابية في سورة الإسراء، وقلت لما قرأت العنوان بأنه صاحبه واهم، وحساباته خاطئة، فلما مر عام 2001م دون شيء؛ قال: أخطأت في العد والحساب بل هو العام 2003م ... ومر عام 2003 .... وها هو عام 2006 في آخر أيامه ليبدأ بعده عام 2007م .... ولم يحدث ما توقعه ....
    - لقد رفع صدام "الله اكبر" على العلم العراقي فمد هذا الرفع في حكمه اثنا عشر عامًا، ولو قام بتبعات هذا الرفع بصورة شرعية كاملة لما نالوا منه ما نالوا، ولما لحقه من هذا الوضع المأساوي له وللعراق ....ولكن قدرًا لله مكتوب يريد أن يكون على غير يديه.....
    ولقد كرر أكثر من مرة بأن حياته وموته بيد الله وليس بيد البشر .... ورفض أن يستعطف أحد باسمه أي أحد .... ليتدخل في تأخير لقائه بربه.... ولا أن يفارق الدنيا بذل الضعف أمام جلاديه ولا محبيه، فتقبل الموت بنفس راضية .. ومن نظر إلى وجهه بعد قتله رأى وجهًا مزهرًا لم يشاهد عليه بهذه الصورة من قبل وهو حي .... فعاش بعز وبظلم وعاش بقهر على أرض العراق، ورفض الرحيل عنها ومفارقتها حيًا وميًا .....
    واجتمع على صدام كُرهان؛ كره من شعبه لجانبه السيئ الذي تعامل فيه مع معارضيه ومن خالفه ووقف في وجهه بفتك وقساوة شديدة ....
    وكره من الغرب لجانبه الخير، وما بناه لبلده ووقوفه بوجه طموحاتهم، وضربه وتهديده لإسرائيل، وطموحه الكبير لامتلاك القدرة الذرية، وأقوى الأسلحة وأفتكها، ومحاولته لغزو الفضاء....
    - لقد مضى صدام بخيره وشره، لكن تاريخ الأمة امتلأ بنكران الجميل لمن أخلص في خدمتها، ولو لم يسئ لها يومًا في حياته، أو يظلمها، ولا أدل على ذلك مما فعله أسلاف مدعين حب آل النبي صلى الله عليه وسلم بعثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قدم للإسلام ما قدم .... وارتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم بالزواج من ابنتيه، وبصلة القربى والنسب به بعد الهاشميين .... فيقتل ويدفن سرًا في ظلمة الليل لئلا يكشف قبره فينبشه أهل الفتنة والضلال الهوى، ولا يحضر جنازته ودفنه إلا أربعة رجال فقط .... وهو أمير المؤمنين السخي في الإنفاق في سبيل الله وصاحب تجهيز جيوش المجاهدين .... فمن كان يظن أن تكون نهاية عثمان رضي الله عنه هذه النهاية؟! .... ويقابل بهذا الجحود .... ولا يستطيع من بقي من خيار الأمة حمايته والدفاع عنه؟! .....
    - وكنت أتساءل متعجبًا في نفسي لماذا الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة؟! فإذا كان موقف الحسن بتوحيد كلمة المسلمين، وتنازله عن الخلافة؛ لتتحد الأمة على خليفة واحد، فتتفرغ لمواصلة الفتح والجهاد ونشر الإسلام إلى أن وصل إلى حدود الصين شرقًا، وجنوب فرنسا غربًا ... ويدخل في هذا الدين شعوبًا من أجناس شتًى ...
    فماذا فعل الحسين رضي الله عنه؟!
    هل استشهاده هو السبب؟! وبماذا تميز استشهاده؟!
    لقد عرض الحسين رضي الله عنه على عبيد الله بن زياد بن أبيه والي العراق ثلاثة عروض؛ أن يرجع إلى المدينة، ولا يحدث بعدها شيئًا، أو أن يذهب إلى أحد ثغور المسلمين يدافع عنه ويجاهد حتى يأتيه الأجل، أو أن يذهب إلى ابن عمه الخليفة يزيد فيحكم فيه ما يشاء ...
    لكن ابن زياد رفض كل العروض إلا أن ينزل على حكمه .... وهنا كانت ردة الفعل شديدة من الحسين رضي الله عنه ... وفضل الموت على فعل ذلك .... لماذا؟!
    ما كان لابن فاطمة الزهراء النقية الطاهرة العفيفة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع يده مكبلة لابن ابن الزانية صاحبة الرايات الحمر في مكة .... عار ليس بعده عار .... فيهون الأمر على من يأتي بعده من المسلمين إلى يوم الدين فيحتجوا بفعله على الخنوع والنذالة وموت الشهامة والمروءة .... وهو يعد من أئمة الهدى للمسلمين .... فكانت مذبحة بشعة له ولأبناء آل محمد ثمنًا لهذا الموقف الخالد النبيل الشريف ... موقف يرفع صاحبه إلى أعلى المقامات في الجنة .....
    وأين حدث هذا الموقف؟! إنه حدث على أرض العراق ....
    ويدور الزمان على أرض العراق .... ويأتي يوم ترفض فيه فئة من أهلها ما رفضه الحسين رضي الله عنه، ويلاقون ما لاقاه الحسين وأهله رضي الله عنهم من قبل .... إنهم هم الذين ائتموا بالحسين رضي الله عنه على الحقيقة ...
    ولقد أصبحت أمم بأكملها لا يكون فيها إلا زان أو زانية، ولا يولد مولود إلا لهما، بحماية ثقافتها وتشريعاتها، إلا من رحم الله، ويهيئون ذلك لجندهم أينما أرسلوهم.... ويحسبون أنهم خير أهل الأرض وأكثرهم تقدمًا....ويدعون العالم إليهم ليكونوا أمثالهم.
    ثم يختار لصدام نهايته يوم التضحية الكبرى، والبلاء العظيم، الذي ابتلي فيه إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
    لم تكن الرؤيا التي رآها إبراهيم عليه السلام في منامه لهو ولعب بإبراهيم عليه السلام، بل وراءها حكمة عظيمة وشق طريق للأمة يجب عليهم أن يسلكوه، وأمانة يجب أن يحملوها .... كم يعظم الأبناء مواقف آبائهم، ويقتدون بهم فيها، فكيف إذا كان آباؤهم أقدموا على مثل هذه التضحية .... فستكون مفخرة للأبناء ليقتدوا بها .... لقد ضحى الرجال منذ بداية هذه الأمة بأنفسهم وأبنائهم وحتى آباءهم طاعة لله بنفس صابرة راضية .... ألم يسم أبو عبيده عامر بن الجراح الذي قتل أباه المشرك أمين هذه الأمة ...فجاء من نسل هذين النبيين من فعل مثل أبويهما إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .... من الرجال والنساء .... ويكفي أن نذكر من الأمثلة التي لا تحصى امرأة واحدة هي: الخنساء، المرأة الحرة التي ولدت أحرارًا؛ فحضت أبناءها الأربعة على الموت في سبيل الله، فقالت مذكرة لهم ليكونوا أكثر إقدامًا وشجاعة: أنتم من رجل واحد كما أنكم من امرأة واحدة .... فثبتهم قولها ونالوا الشهادة .... وقالت لما جاءها خبر استشهادهم: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم .... يا لك من أمة لا مثيل لها بين الأمم إذا التزموا .... بدينهم ....
    والله أعلم بها حيث اختارها لدينه ورسالته فختم على واحد من أشرفها وأوسطها النبوة والكتاب.... فصلى الله عليه وسلم .... وبارك الله تعالى في أمته.
    أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
    www.arabli.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    23-04-2017
    على الساعة
    07:27 AM

    افتراضي

    إذا كان هذا المكان لا يناسب الموضوع فأجو من الأخوة أن يضعوه في المكان المناسب
    فقد وضعته حتى تضيع الفائدة من كتابته وقد نشرته في عشرات المنديات التي أنشر فيها

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    8,993
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-02-2024
    على الساعة
    09:13 AM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اخي العرابلي
    قصة جميلة جدا ومؤاثرة
    رحمة الله على سيادة الرئيس صدام حسين واسكنه فسيح جناته
    اتمنى ان يعم السلام فى العراق وفى جميع الدول الاسلامية
    اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    23-04-2017
    على الساعة
    07:27 AM
    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ronya
    جزاك الله خيرا اخي العرابلي
    قصة جميلة جدا ومؤاثرة
    رحمة الله على سيادة الرئيس صدام حسين واسكنه فسيح جناته
    اتمنى ان يعم السلام فى العراق وفى جميع الدول الاسلامية
    وجزاك الله يا أخي بكل خير
    وبارك الله فيك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    5,424
    آخر نشاط
    12-07-2013
    على الساعة
    03:24 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اخي الكريم العرابلي

    وأنا أيضا أتمنى وأدعو الله أن يعم السلام فى العراق وفى جميع الدول الأسلامية
    اقتباس
    حتى السنة الذين حقدوا على صدام بيض الإعدام والمخرج الذي خرج به الإعدام صفحته لديهم، وأكبروا فيه شجاعته ورباطة جأشه، وأنه لم يذل العرب والمسلمين السنة بتلك الشجاعة وعدم خوار القوة، والابتسام للموت، والاستهزاء بالجلادين، ونطقه بالشهادة الشرعية المقبولة عند رب العالمين
    صدقت أخي الكريم ما يخفف عليا أنا كمسلمة الحزن أن الشهيد مات واقف مثل الأسد شامخا يبتسم للموت رحمة الله عليه

    لا تأسفن على غدر الزمان
    لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب
    لا تحسبن برقصها تعلوا على أسيادها
    فلأسد يبقى أسد
    والكلاب كلاب
    رحمة الله على سيادة الرئيس صدام حسين


    ملحوظة أخي الكريم الأخت ronya تكون أمرأة وليست رجل

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    1,687
    آخر نشاط
    19-09-2008
    على الساعة
    01:15 AM

    افتراضي

    السلام عليكم وبارك الله فيك ولقد سمعت مقوله حياديه اعجبتنى جدا فى هذا الموضوع فاذا كان اعداء الرجل قد احتلوا ارض بلاده وسموه انتصار"وهمى بعد تعدد الاحداث الجاريه"فقد انتصر هو على اعداءه فى الاداره السياسيه وال300 الف جندى وقادتهم العسكريين فى غرفة الاعدام ولم ينكسرومات رجلا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    263
    آخر نشاط
    27-01-2011
    على الساعة
    01:59 PM

    افتراضي

    يا أخي في نقطة نستها في أول كلمة في الآية إكتب " وتلك" بدلا من "ونلك" للتصحيح . وشكرا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    9
    آخر نشاط
    03-12-2008
    على الساعة
    12:07 AM

    افتراضي

    شكراً لهذا الموضوع

عجائب الأيام بين نهاية النعمان ونهاية صدام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. السينائية والفاتيكانية ونهاية إنجيل مرقس
    بواسطة armoosh في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-07-2008, 10:16 PM
  2. ترى صدام حسين اشجع ام يسوع النصارى ؟!
    بواسطة o0 MoNoThEiSm 0o في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 31-05-2008, 10:04 PM
  3. تخاريف النصارى بعد قتل صدام حسين.
    بواسطة الراجي عفو ربه في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-01-2007, 02:56 PM
  4. بين صلب يسوع وشنق صدام ... من يستحق العبادة؟
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-01-2007, 09:29 AM
  5. الإمام أبو حنيفة النعمان
    بواسطة احمد العربى في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-10-2005, 02:14 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

عجائب الأيام بين نهاية النعمان ونهاية صدام

عجائب الأيام بين نهاية النعمان ونهاية صدام