الـــــــــرد

حديث رواه البخاري في صحيحه قال : ‏حدثنا ‏ ‏إسحاق ‏ ‏حدثنا ‏ ‏وهب بن جرير ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام بن زيد ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏‏أن امرأة من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏أتت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏معها أولاد لها فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والذي نفسي بيده ‏ ‏إنكم لأحب الناس إلي قالها ثلاث مرار .

فلا نغفل ما جاء بالحديث قول : "‏‏ ‏معها أولاد لها فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم "

مسلم ج 4 ص 1948 ط دار إحياء التراث العربي ح 2509 كتاب الفضائل باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم ( حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن غندر قال بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن زيد سمعت أنس بن مالك يقول ثم جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فخلا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال والذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إلي ثلاث مرات ) وهو برقم 175_ 2509 ص 1078 في مجلد واحدة ط دار إحياء التراث العربي وبرقم 4564 ط العالمية كتاب الفضائل


مع ملاحظة أن قوله صلى الله عليه وسلم (إنكم) يعني به الأنصار عموماً ، أو ( إنكن ) يعني به نساء الأنصار عموماً ، وليس خصوص هذه المرأة وإلا لقال (إنكِ) !

وتأملوا :
خلا بها ثم قال لها ( والذي نفسي بيده ‏ ‏إنكم لأحب الناس إلي ثلاث مرات ) !!تأملوا أن الراوي هو أنس بن مالك يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم خلا بها ثم في نهاية الحديث يقول إن الرسول قال لها إنكم أحب الناس إليّ فإذا كانت خلوة بين الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وبين المرأة فكيف سمع أنس ما قاله الرسول صلى الله عليه سلم للمرأة ؟؟لأن الخلوة هي ما بين أثنين فمن أين سمع الراوي ما دار بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمرأة أم أن الرجل يتجسس ؟ أم من علم الغيب كما علم بجامعة النبي الأعظم لأزواجه في ساعة واحدة أم ماذا ؟!

وقد جاء بــ فتح الباري بشرح صحيح البخاري

قوله ( فخلا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ‏‏أي في بعض الطرق , قال المهلب : لم يرد أنس أنه خلا بها بحيث غاب عن أبصار من كان معه , وإنما خلا بها بحيث لا يسمع من حضر شكواها ولا ما دار بينهما من الكلام , ولهذا سمع أنس آخر الكلام فنقله ولم ينقل ما دار بينهما لأنه لم يسمعه ا ه . ووقع عند مسلم من طريق حمد بن سلمة عن ثابت عن أنس " أن امرأة كان في عقلها شيء قالت : يا رسول الله إن لي إليك حاجة , فقال : يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك " وأخرج أبو داود نحو هذا السياق من طريق حميد عن أنس لكن ليس فيه أنه كان في عقلها شيء .

والله أعلم .