الأخلاق قبل نوافل العبادة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الأخلاق قبل نوافل العبادة

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الأخلاق قبل نوافل العبادة

  1. #1
    الصورة الرمزية احمد العربى
    احمد العربى غير متواجد حالياً اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    2,327
    آخر نشاط
    15-03-2009
    على الساعة
    07:07 PM

    افتراضي الأخلاق قبل نوافل العبادة

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا نظير ولا وزير له ولا مشير له ولا عديد ولا نديد ولا قسيم
    وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله المصطفى من خلاصة العرب العرباء من الصميم خاتم الأنبياء وصاحب الحوض الأكبر الرواء صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة وحامل اللواء الذي يبعثه الله المقام المحمود الذي يرغب إليه فيه الخلق كلهم حتى الخليل إبراهيم صلى الله عليه وعلى سائر أخوانه من النبيين والمرسلين وسلم وشرف وكرم أزكى صلاة وتسليم وأعلى تشريف وتكريم ورضي الله عن جميع أصحابه الغر الكرام السادة النجباء الأعلام خلاصة العالم بعد الأنبياء ما اختلط الظلام بالضياء وأعلن الداعي بالنداء وما نسخ النهار ظلام الليل البهيم. أما بعد أحبتي فى الله
    لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق أعلى درجة عند الله من عبادة مع سوء خلق، وتحكي لنا كتب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن امرأة تصوم كثيرا، وتصلي كثيرا، وتتصدق كثيرا، وتؤدي عبادات صالحة كثيرة، ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها، فكيف يكون جزاؤها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هي في النار"، فتلاشت العبادات والتعب فيها، مقابل سوء خلق الإنسان مع غيره؛ فالإسلام لا يرضى أن يكون حسن العبادة مع الله كافيا لصلاح الإنسان، بل لا بد أن يكون مع عباد الله حسَن الأخلاق، وإلا فلن تنفعه هذه العبادة التي يقوم بها؛ لأنها أصبحت حركات لم تؤت ثمارا، وكأنها أقرب إلى النفاق.

    وفي المقابل، سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة، قليلة النوافل، فلا تصلي من النوافل إلا قليلا، ولا تصوم إلا قليلا، وتتصدق على الناس بصدقة قليلة، وهي حسنة المعاملة مع جيرانها، فقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "هي في الجنة".
    بل يجعل النبي صلى الله عليه وسلم سيئ الخلق مع الناس من أفلس خلق الله يوم القيامة، وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم يوما أن يعلم أصحابه معنى جديدا، فسألهم: "أتدرون من المفلس؟" فقالوا: المفلس فينا من لا درهم ولا متاع. فهو الإنسان الفقير. فغيّر لهم النبي صلى الله عليه وسلم معنى المفلس، ولم يحصره في فقر اليد، وإنما أفلس منه فقر الأخلاق، ولو كان عابدا لله؛ فالمفلس من أمة النبي صلى الله عليه وسلم من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وحج وأعمال صالحة كثيرة، وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيأخذ الله تعالى من حسناته ويعطيها لمن ظلمهم، حتى إذا لم يبق معه حسنات، أخذ الله من سيئات من ظلمهم، فطرحها عليه، ثم طرحه في النار. نعوذ بالله من النار ومن كل عمل يقربنا إلى النار وجعلنا الله وإياكم ممن يقال فيهم يوم القيامة أهل الفضل ونسأل الله جل وعلى أن يرزقنا وإياكم مكارم الأخلاق إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب

    إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.


    دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
    ( هنا دار الإفتاء)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    2,902
    آخر نشاط
    05-10-2007
    على الساعة
    05:07 AM
    صدق رسول الله .... و جعل الله ما كتبت فى ميزان حسناتك اخى الغالى.... اللهم لا تجعلنا من المفلسين يوم لاظل الا ظلك

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي

    تسلم يدك اخي احمد على هذا الموضوع الجميل





    حسن الخلق


    إن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وآله وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].

    وحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر.

    وقد حث النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق }

    وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.

    وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن الخلق فقال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك}

    وتأمل - أخي الكريم - الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال : { إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم }

    وعدَّ النبي صلى اللّه عليه واله وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام:{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً }

    وعليك بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: { أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً }

    والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: { والكلمة الطيبة صدقة }

    بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: { وتبسمك في وجه أخيك صدقة }

    والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وآله وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، قال تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8].

    وقد جُُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفها - أخي المسلم - وتمسَّك بها. وهي إجمالاً: أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.

    أصل الأخلاق المذمومة كلها: الكبر والمهانة والدناءة، وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة.

    فالفخر والبطر والأشَر والعجب والحسد والبغي والخيلاء، والظلم والقسوة والتجبر، والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار، وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة، وأن يُحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك، كلها ناشئة من الكبر.

    وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير اللّه واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس.

    وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَهُ رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ
    وإذا اتقى اللّه امرؤٌ وأطاعه فيداه بين مكارمٍ ومعالِ
    وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ

    أخي المسلم:
    -------------

    إنها مناسبة كريمة أن تحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، وتقود نفسك إلى الأخذ بها وتجاهد في ذلك، واحذر أن تدعها على الحقد والكراهة، وبذاءة اللسان، وعدم العدل والغيبة والنميمة والشح وقطع الأرحام.

    وعجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولايغسل قلبه مرة في السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!

    واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك مِن: والدين، وزوجة وأبناء، وأصدقاء، ومعارف، بطيب معشرك، وحلو حديثك، وبشاشة وجهك، واحتسب الأجر في كل ذلك.

    وعليك - أخي المسلم - بوصية النبي صلى اللّه عليه وسلم الجامعة، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : { اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن }

    جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم: { إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً }

    اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، اللهم كما حسَّنت خلقنا فحسن بمنِّك أخلاقنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى اللّه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
    .
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    5,424
    آخر نشاط
    12-07-2013
    على الساعة
    02:24 PM

    افتراضي


    تسلم يدك أخي الفاضل احمد

    على هذا الكلام القيم والرائع

    جعله الله في ميزان حسناتك

    بارك الله في أخونا السيف البتار

    على هذه النصائح القيمة والعظيمة

    اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    167
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-08-2013
    على الساعة
    09:29 AM

    افتراضي

    Oh Allah, May you Perfect my behavior as you have perfected my creation , God bless you all
    التعديل الأخير تم بواسطة mos3ab_1 ; 16-11-2006 الساعة 08:18 PM

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    05:55 PM

    افتراضي



    المسلم أخو المسلم


    الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان وهداه السبيل إما شاكراً وإما كفورا . والصلاة والسلام على سيد الخلق وحبيب الحق محمد بن عبد الله .


    الأخوة الأفاضل : ما أجمل ان يعيش الإنسان في هذه الحياة الدنيا وقلبه معلق بالله سبحانه . فيكون بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به ويده التي يبطش بها .
    لايخشى في الله لومة لائم ولا يراوغ ولا يداهن ولا يحقرن نفسه ولا يتبع نفسه هواها يرضى بقضاء الله ويصبر على بلواه وهذا ما بينه المصطفى عليه الصلاة والسلام لصحابته حيث قال لهم أمؤمنون أنتم ؟ قال عمر رضي الله عنه , نعم يا رسول الله . قال الرسول : فما حقيقة إيمانكم ؟ قال الفاروق : نصبر على البلاء ونرضى بالقضاء ونشكر في الرخاء . فأصدر سيد الخلق حكمه النافذ العميق قائلاً لهم ((مؤمنون ورب الكعبة )) .


    ولكي تبقى ثمرة الايمان في القلب قوياً أثرها لا تعكر عليه مفاتن الدنيا وزينتها وفساد الاعلام والواقع والنظام ووساوس الشيطان والنفس الأمارة كان لابد من مداومة المراقبة لأعماله وأقواله من ميزان الاخلاص
    ,قال تعالى: ﴿فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾ . و قال: ﴿الا الذين‏ تابوا واصلحوا واعتصموا بالله و اخلصوا دينهم لله ﴾ . وعن رسول ِاللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال : (إذا كانَ يومُ القيامةِ جاءتِ الملائكة ُبصُحُفٍ مُختـَّمة ٍ, فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : ألقوُا هذا , وأقبلوا هذا , فتقولُ الملائكة ُ: وعزَّتِكَ ما كتبنا إلاَّ ما كان , فيقولُ :إنَّ هذا كانَ لغيري , ولا أقبلُ اليومَ إلاَّ ما كانَ لي)

    وعنْ سعيدِ بن جبير ٍقال :{ لا يُقبلُ قولٌ إلاَّ بعمل ، ولا يُقبلُ قولٌ وعملٌ إلاَّ بنيةٍ ، ولا يُقبلُ قولٌ وعملٌ ونية ٌ إلاَّ بموافقةِ السُّـنَّة }...وعن ِالفـُضَيل ِبن ِعِيَاض رحمه الله قال في الاية ( لِيَبلُوَكـُمْ أَيُّكـُمْ أَحْسَنُ عَمَلا.... . قالَ : أخلصُهُ وأصوبُهُ ، فقيلَ يا أبا عليٍّ : مَا أخلصُهُ وأصوبُهُ ؟ فقال: إنَّ العملَ إذا كانَ صواباً ولمْ يكنْ خالصاً لمْ يُقبل ، وإذا كانَ خالصاً ولمْ يكنْ صواباً لمْ يُقبل ، حتى يكونَ خالصاً صواباً ، والخالصُ أنْ يكونَ للهِ ، والصوابُ أنْ يكونَ على السُّـنَّة .


    فالإخلاص وصدق النية هما المحور ومركز الدائرة ومن أخطر المراحل التي يبتلى بها الإنسان أن يدعي الايمان وأفعاله وأقواله لا تمت الى ذلك بصلة وعندئذ يحدث انفصال بين السلوك والمعتقد ومن ثم فان القرآن العظيم يحذر من الوقوع في تلك الهاوية . قال جل شأنه : ﴿اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون﴾ .

    لذا كان لزاماً على كل مسلم يشهد بالوحدانية وأن الجنة حق والنار حق ويوم الحساب حق ان تكون حركاته وسكناته وافعاله واعماله خالصتاً لله..

    وأتقوا الله ما استطعتم.. فأين اخلاص القول في الذين لا يتركون جهداً في توبيخ من خالف رأيهم, وسبه وشتمه ووصفه بصفات لا يرضاها الله ورسوله, فيجبرونه على ترك نقاشهم ونبينا الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول:" المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يخذله ويقول مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد " . ويقول : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " ويقول: " سباب المسلم فسوق " فالمسلم الحق يتبع ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون لعاناً وفاحشاً وبذيئاً ولا يسمح للشيطان ان يدخل الى أسوار قلبه فيطلق العنان لإخوانه بالسب والشتم وهذا لا يليق بمسلم ولا يظن انه في غرفته أمام شاشة الكمبيوتر وحيداً فيصب حقده وجهله على اخوته فالله سبحانه يقول وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد .

    وأختتم كلمتي بوصية الصديق لعمر رضي الله عنهما ... عن قتادة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما حضر بعث إلى عمر رضي الله عنه ، فدعاه يوصيه فلما حضر قال :
    اعلم أن لله عز وجل في النهار حقا لايقبله في الليل، وأعلم أن لله عز وجل في الليل حقا لا يقبله في النهار ، وأعلم أنه لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ، وأعلم أن الله عز وجل ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم ، فيقول القائل : أين يقع عملي من عمل هؤلاء ؟ وذلك أن الله عز وجل تجاوز عن سيئ أعمالهم ، فلم يثربه ، واعلم أن الله عز وجل ذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم ، ويقول قائل : أنا خير من هؤلاء عملا ، وذلك أن الله عز وجل رد عليهم أحسن أعمالهم ، فلم يقبله ، واعلم ان الله عز وجل أنزل آية الرخاء عند آية الشدة ، وآية الشدة عند آية الرخاء ، ليكون المؤمن راغبا راهبا لئلا يلقي بيده إلى التهلكة ، ولا يتمنى على الله إلا الحق ، واعلم إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا ، وثقل ذلك عليهم ، واعلم إنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفت ذلك عليهم ، فإن أنت قبلت وصيتي هذه فلا يكون شيء أحب إليك من الموت ، ولا بد من لقائه ، وان أنت ضيعت وصيتي هذه ، فلا يكونن شيء أكثر حبا إليك من الموت ، ولست بمعجزه .


    اللهم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد أسألك بكل اسم هو لك أن تغفر للمؤمنين والمؤمنات وأن تغفر لحملة دعوتك وأن تتجاوز عن سيأتهم وأن تؤلف بين قلوبهم وان توفقهم لما يهدفون اللهم نصرك الذي وعدت لهم اللهم ملأ الحزن والذل اركان قلوبنا فبعزتك وجلالك وقدرتك عجل لنا بقيام دولة الاسلام , آمين ********************


    سلمت أناملك أخي وحبيبي رفيق الدرب أحمد على فتحك هذا الموضوع والذي فيه تصفى القلوب فبارك الله بك وبارك الله بشيخنا الحبيب السيف البتار على ما تفضل به من نصائح ونقاط هامة علينا ان لا نغفل عنها .

    والله المستعان
    التعديل الأخير تم بواسطة المهتدي بالله ; 16-11-2006 الساعة 08:53 PM
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    5,424
    آخر نشاط
    12-07-2013
    على الساعة
    02:24 PM

    افتراضي

    صدقت أخ أخي المهتدي بالله المسلم أخو المسلم

    تسلم يدك
    جزاك الله خير الجزاء

    على هذا الكلام الطيب

    جعله الله في ميزان حسناتك

    اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استاثرت به في علم الغيب عندك ان تؤلف بين قلوب أخواننا المسلمين وان توفقهم لما يهدفون
    اللهم آآآآآآآآآمين

الأخلاق قبل نوافل العبادة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نشيـــد سيـــد الأخلاق للعفاســــي ( روووعــــة )
    بواسطة محبة الله ورسوله في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-05-2012, 08:52 PM
  2. كيف تكتسب أحسن الأخلاق؟
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-02-2008, 06:11 PM
  3. منزلة الأخلاق في الإسلام
    بواسطة جمال البليدي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-05-2007, 01:16 PM
  4. حمل كتاب( مفهوم العبادة في الاسلام)
    بواسطة limo2004 في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-07-2006, 05:06 PM
  5. أعظم انواع العبادة
    بواسطة ابنة الزهراء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-07-2005, 05:16 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الأخلاق قبل نوافل العبادة

الأخلاق قبل نوافل العبادة