رفضت محكمة جنح الخليفة أمس، الدعوى المرفوعة من مجموعة من المحامين الأقباط ضد ماكس ميشيل الشهير بالأنبا ماكسيموس، المتهم فيها بسب وقذف البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكنسية الأرثوذكسية في حوارات صحفية وتشويه صورته أمام الرأي العام، بالإضافة إلى تهم أخرى منها "النصب" لارتدائه زى رجال الدين وتنصيب نفسه كبيرًا للأساقفة وممارسة طقوس دينية دون الحصول على موافقات من الكنيسة أو أية جهة إدارية.
وكان المحامي القبطي نجيب جبرائيل أقام تلك الدعوى ضد ماكسيموس نيابة عن البابا والكنيسة الأرثوذكسية، حيث اتهمه فيها بتحويل مقر الجمعية الأهلية الخيرية بالمقطم إلى كنيسة بدون ترخيص رسمي وممارسة الشعائر بها، وبخيانة الكنيسة الأرثوذكسية وخيانة البابا. وطالب بإحضار القرار الجمهوري الذي بموجبه تم تنصيب ماكسيموس رئيسًا للأساقفة، كما طالب بتسليم المحكمة للقرار الذي تم بموجبه إنشاء الكنيسة في المقطم.
غير أن المحكمة أكدت أمس رفضها الدعوى باعتبارها مقامة من غير ذي صفة حيث أن صاحبها لا يمثل الكنيسة الأرثوذكسية.
ورد جبرائيل على القرار برفض دعواه ببيان أرسله إلى "المصريون" أكد فيه أنه سوف يطعن في الحكم بالاستئناف، وأشار إلى أن المحكمة لم تتطرق لموضوع الدعوى، وأن الحكم فقط تناول الشكل القانوني الإجرائي لها، وأنه لا يعني مطلقًا من قريب أو من بعيد رفضها، وأنه لم ولن يعطي أي شرعية مطلقًا لماكس ميشيل في إضفاء أي نوع من الشرعية على مزاعمه وخاصة زعمه بأنه رئيس أساقفة.
وأوضح جبرائيل أن قضيته لا تزال منظورة أمام محكمة القضاء الإداري بجلسة 16/1/2007م بطلب استصدار قرار من الداخلية يمنع اجتماعات ماكس ميشيل وسحب بطاقة الرقم القومي، وقال إنه سوف يلاحقه قضائيًا إلى أن يكف عن مزاعمه وطالما أن أفعاله تهدد النسيج القبطي والوحدة الوطنية، بحسب تعبيره.
في إطار متصل، تشهد الكنيسة المصرية حاليًا صراعًا ثنائيًا حول خلافة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي عاد إلى القاهرة أمس الأول بعد إجرائه جراحة في الغضروف بمستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية.
وأوضحت مصادر كنسية أن الصراع على الفوز بالمقعد البابوي بين الأنبا يؤانس سكرتير البابا، والأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس وقاضي المحاكمات الكنسية والمعروف عنه صرامته في التحقيق مع القساوسة ورجال الدين المسيحيين المنحرفين.
ولفتت إلى أن الأنبا يؤانس يخوض الصراع مدعومًا بتأييد العديد من القيادات الكنسية المقربة من البابا شنودة وعلى رأسها الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة والمتحدث الإعلامي باسم الكنيسة، الذي يساند ومعه العديد من أنصاره، تولي سكرتير البابا المقعد البابوي في حالة وفاة شنودة أو تنحيه عن المنصب لظروفه الصحية.
وأشارت إلى أن الأنبا يؤانس بدأ تحركات مكثفة من أجل الحصول على العديد من الأنصار والمؤيدين داخل الكنيسة ومنهم أعضاء المجمع المقدس والمجلس المللي، مستغلاً صرامة الأنبا بيشوي في تحقيقاته مع رجال الدين كأحد أوراق الدعاية في أوساط قيادات الكنيسة.
في المقابل، أكدت المصادر أن الأنبا بيشوي كثف من تحركاته داخل المجمع المقدس، حيث يتمتع بتأييد عدد من أعضائه من أجل استقطاب المزيد منهم إلى صفه، مستغلاً وقوفه وراء اختيار العديد منهم لعضوية المجمع بعد التشاور مع البابا شنودة.
وذكرت أن الأنبا بيشوي يعتمد على أعضاء المجمع المقدس وكذلك قربه من البابا شنودة الذي يقف بجانبه دائمًا في مواجهة حملات الهجوم عليه من بعض رجال الدين المعارضين له، لافتة إلى أنه بدأ بالفعل حملة تسويق بين القيادات الكنسية على أنه البابا القادم وأن البابا شنودة يؤيده اختياره خليفة له.
من جانبه، اعترف المفكر القبطي المعروف جمال أسعد عبد الملاك بأن الصراع قائم بين عدد من رجال الدين المسيحي على خلافة البابا شنودة ولا أحد يستطيع إنكاره، مشيرًا إلى أن التنافس يدور حول كسب أصوات أعضاء المجمع المقدس والمجلس المللي والوزراء وأعضاء مجلس الشعب الحاليين والسابقين ورموز الإبراشيات، قبل أن يحسم في النهاية الاختيار عن طريق القرعة الهيكلية التي تختار البابا من بين أكثر ثلاثة مرشحين حصلوا على الأصوات.
غير أن أسعد طالب بتعديل لائحة 57 التي تحدد طريقة الانتخاب والشرائح التي يجرى على أساسها اختيار البابا لتعطي الحق لكافة الأقباط في اختيار البابا الجديد للكنيسة،مشيرا إلى أن اللائحة تجيز للبابا الآن الاستمرار على كرسييه في إدارة الكنيسة لأنه لم يصب بمرض يقعده عن العمل أو يصب بالجنون حتى يمكن تنحيته طبقًا للائحة وقانون الكنيسة الأرثوذكسية .


http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=26512&Page=1