هكذا ..وإلا فلن يجدى النحيب
عندما يمتلك الإنسان زمام أمر من ألأمور يريد أن يفرضه فرضا حتى لو خاض المستحيل ،ويتخيل إليه أن ماحوله عبيدا دونه ويستصغر إيذائه للناس ولكنه لن يستصغر قذاه من أحد قد أرتكبت فى حقه ابدا ،ولو وكل الله الرزق لأحد من العباد لتقاتلوا ومات الضعيف من غير ان يستطيع أن يحصل على كسرة قليلة من رغيف خبز ، وهيهات أن يعتبر ألإنسان حينما يختبره الله سبحانه وتعالى ويقع فى محنه أو مرض أو أزمه ما ويرى نفسه وهو يئن ويتوجع ولن يشعر بشدة ألمه إلا نفسه ويعلم بحقيقة متناهى ضعفه والحقيقة الغائبة عن كثير من البشر هو أن ألإنسان قد إقتبس كثيرا من حياة الحيوانات والحشرات وطبقها وأستغلها فى حياته وهذا يدل على ان الله سبحانه وتعالى يوليه رحمته واهتمامه به وان لايستهين بمن حوله وإنما هم امم أمثالنا ووجب عليه التراحم بينه وبين كل المخلوقات التى ليست من بنى جنسه وقد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنهم (كل ذى كبد رطب ) ووجب على الإنسان ان يرحم كما انه يريد ان يرحمه الناس ،ولو نظرنا لحياة الحيوانات نستلهم منها العبر والعجب والإتعاظ ولكن شتان مابين ان يتعظ الإنسان أوأن يستشعر أن هذا ألذى يعامله بقسوه هو روح مثله يتألم وهو صامت ويبكى كما نبكى ويسأل من يعذبه أن يرحمه ولكن بلغته هو والتى لم نعرفها وضرب الله لنا أمثالا كثيره فى كتابه العزير يحثنا على أن نلتفت بقلوبنا لمن هو أضعف منا ،ولقد كان سيدنا موسى عليه السلام قد سأل ربه هو وقومه أن ينزل عليهم المطر بعدما إشتدت عليهم الفاقه والعطش ولم يستجيب الله لهم لكثرة الذنوب وبعد مدة ليست بالقصيره وجدوا انهمار المطر عليهم بغزارة شديده فسأل موسى عليه السلام ربه :اى ربى سألناك أن تنزل علينا المطر فلم تستجب ثم انزلته من عندك ونحن لم ندعوك بعد هذا وانت ارحم الراحمين فقال له المولى عز وجل:ياموسى لم أستجب لكم لذنوب قومك ولكنى إستجبت لدعاء نمله كاد ان يحرقها القيظ فسألتنى فأستجبت لها وأنزلت عليكم المطر بسبب دعاء النمله ،أنظرياأخى رحمة جبار السموات والأرض على نمله ورحمته بما كانت تعاني من ألم ثم أنظر إلى قساوة قلب ألأنسان ألذى أغدق عليه الله بكرمه وسخر لله كل شىء وذلل له الحيوانات ليشرب من لبنها ويأكل من لحمها ويركب على بعضها قد صار قلبه أصلد من الحجر وكلنا نعلم قصة الغراب الذى دل سيدنا ايوب على الماء الذى أبراه به الله من سقمه وكذلك الغراب الذى دل قابيل كيف يوارى سوأة أخيه هابيل ويدفنه فى التراب وتعلم الانسان من الحشرات كيف يخترع البراشوت وقد أخذهذه الفكره من حياة العنكبوت ،وكيف ان سيدنا سليمان اثبت للعالم كله أنه توجد لغات لكل الكائنات فكلم الهدهد وسمع النمله وفهم لغتها والجمل الذى بكى من ايذاء صاحبه لرسول الله والذئب الذى نطق ليعلن للراعى عن نبوءة المصطفى صلى الله عليه وسلم وغيرها وغيرها ولو تكلمت عن كل شىء بإسهاب وسردت تلك المعجزات تفصيليا لعرفنا القليل ولكن ماخفى كان أعظم فهم أمم أمثالنا ومن لايرحم لا يرحم اننا نعيش على الدنيا لنؤدى مافرض علينا من رسالات ثم نعود فينظر الله إلينا ونحن أشدوأحوج إلى ذرة رحمه من خالق الوجود كله ولن ينفع الندم لو رحلنا من على الدنا ونحن مصرون على الظلم والتظالم ولكن الفرصة أمامكم فلن تتركوها ،والاشد غرابه ان ألإنسان قد صار رعديدا حتى على بنى جنسه ولم يعد يتذكر انه ينتظر امر جبار السموات والارضين بالعودة إليه ففى لحظة واحدة سيستجيب ملك الموت فى لحظه فيجد الانسان نفسه امام من خلقه واصبح الخسران هو الجزاء الاوفى لمن لايرحم وهكذا فإنه لن يجدى النحيب وعسى ان تكون كلماتى هذه تذكرة لنفسى ولأنفسكم ،ونرجع جميعا إلى الله ونحن خاشعين نسأله ألمغفرة والرحمه إنه هو ألرؤف الرحيم وإلى لقاء اخر نتحدث فيه بكل حب وإعزاز لنكون بإذن الله من المرحومين
وإن كان لى فى العمر بقيه
ساديكو