ما هي تفاصيل الاكتشاف الذي توصلت إليه، وأطلقوا عليه "الفمتو ساكند"؟!
- بالفعل، كان إنجازاً علمياً فريداً من نوعه - بفضل الله -، لأن مثل هذه الاكتشافات لا تحدث كثيراً في تاريخ البشرية، وهم يعلمون ذلك، لذلك حصلت في الولايات المتحدة على "جائزة فرانكلين"، وهي تعد أعرق وأرقى وسام في أمريكا، للعلماء الأفذاذ، الذين يحققون إنجازات واختراعات غير مسبوقة تعمل على تقدم البشرية، وتعادل عندهم جائزة نوبل... وقد حصل على هذه الجائزة عدد قليل من العباقرة الموهوبين مثل: أينشتين، أديسون، جراهام بل، ماري كوري، وكنت أنا آخر من فاز بهذه الجائزة، وتم تكريمي في حفل كبير ضم خمسة آلاف مدعو من أشهر شخصيات العالم، وكان من بينهم عدد من رؤساء الولايات المتحدة، وكانت هذه لحظة تاريخية في حياتي، أثّرت في وجداني كثيراً عندما تسلمت الميدالية، فقد شدّ على يديَّ عدد من العلماء الأفذاذ، وهم يقولون: شكراً.. وهذا يدل على أن العالم مُمتنّ لي، أما الاكتشاف الذي قمت به ونلت عنه هذه الجائزة سنة 1988م فيمكن تلخيصه في ثلاث نقاط رئيسة هي:
أولاً، قدمت أبحاثاً مثمرة في الكيمياء. ثانياً، اكتشاف أصغر وحدة زمنية حتى الآن، وهي "الفمتو ثانية" وهي تعادل 1على مليون من البليون من الثانية. ثالثاً، ابتكار كاميرا الليزر، التي تمكنت بها من تصوير الجزئيات الدقيقة، وتحديد حركاتها في أي مركب من خلال الزمن الجديد..
هناك من يتساءل بحيرة: ما هي أهمية هذا الاكتشاف العلمي الذي توصل إليه الدكتور "زويل" بالنسبة لنا كأفراد ومجتمعات؟
- "الفامتو سكند" هو فتح علمي للوصول لهذا العامل الزمني لهذه الوحدة الزمنية الجديدة التي لا يعرف العالم عنها شيئاً، وستحدث انقلاباً علمياً وتحولات رهيبة في الطب بفروعه والكيمياء والصناعة والزراعة. أنا اكتشفت زمناً أصغر من الثانية.. زمناً أقل من الثانية بمليون من البليون من الثانية، هذا معناه ببساطة أنني لدي القدرة الزمنية أن أجعلك ترى فيلماً في السينما عن الجزئيات طوله 32مليون سنة، لكي أستطيع أن أجعلك ترى كل ثانية منه.
بمعنى آخر، أنا توصلت إلى تصوير حركة الجزيء، ولو حركته ثانية واحدة أستطيع أن أرى كل فمتو ثانية من حركته. فالآن باكتشاف هذا الزمن الجديد نستطيع أن نصور وندرس الخلية في جسم الإنسان، ونعرف هل الجسم مثلاً سيصاب بمرض السكر أم لا، وإذا كان الجسم سيصاب نستطيع أن نعالج الجزيء، نستطيع أن نصل إلى أن نعرف إذا أخطأت الخلية مثلاً في تنفيذ عملها للحظة واحدة يصاب الجسم بالسرطان، ويمكن أن نمنع الخلية من ذلك.
أضف إلى ذلك، أنه يمكن باستخدام الليزر، وهذا الزمن الجديد "الفمتو" إجراء العمليات الجراحية بدون فتح أو ألم، وبأقل التكاليف، عن طريق تحديد الطبيب لموضع الألم والخلل، وإعطاء جرعات من ضوء الليزر، فتندفع إلى إصلاح الخلل الذي يصيب الخلية.
وكذلك، (للفمتو ثانية) تطبيقات هائلة في ميادين كثيرة لا حد لها، مثل: تخليق مواد جديدة، وعلوم الفضاء، والاتصالات، والاليكترونات، وغيرها